وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخير لَشَدِيدٌ1- جاء في تفسير التستريقال : الخير المراد هاهنا ثلاث : حب النفس وحب الدنيا وحب الهوى ، فسماها خيراً لتعارف أهلها ، وإنما الخير ثلاث : الاستغناء عن الخلق والافتقار إلى الله عزَّ وجلَّ وأداء الأمر . والله سبحانه وتعالى أعلم .
2- تفسير الآلوسي
{ وَإِنَّهُ لِحُبّ الخير } أي المال وورد بهذا المعنى في القرآن كثيراً حتى زعم عكرمة أن الخير حيث وقع في القرآن هو المال وخصه بعضهم بالمال الكثير وفسر به في قوله تعالى : { إِن تَرَكَ خَيْرًا الوصية } [ البقرة : 180 ] وإطلاق كونه خيراً باعتبار ما يراه الناس وإلا فمنه ما هو شر يوم القيامة واللام للتعليل أي أنه لأجل حب المال
3- البغوي
{ وَإِنَّه } يعني الإنسان، { لِحُبِّ الْخَيْرِ } أي لحب لمال، { لَشَدِيدٌ } أي: لبخيل، أي إنه من أجل حب المال لبخيل. يقال للبخيل: شديد ومتشدد.
وقيل: معناه وإنه لحب الخير لقوي، أي شديد الحب للخير أي المال
4- فتح القدير
{ وَإِنَّهُ لِحُبّ الخير لَشَدِيدٌ } فإن الضمير راجع إلى الإنسان ، والمعنى : إنه لحبّ المال قويّ مجدّ في طلبه ، وتحصيله متهالك عليه ، يقال هو شديد لهذا الأمر وقويّ له : إذا كان مطيقاً له ، ومنه قوله تعالى : { إِن تَرَكَ خَيْرًا } [ البقرة : 180 ] ومنه قول عديّ بن حاتم :
ماذا ترجى النفوس من طلب ال ... خير وحبّ الحياة كاربها
وقيل المعنى : وإن الإنسان من أجل حب المال لبخيل ، والأوّل أولى . واللام في : { لِحُبّ } متعلقة بشديد . قال ابن زيد : سمى الله المال خيراً ، وعسى أن يكون شرّاً ، ولكن الناس يجدونه خيراً ، فسماه خيراً . قال الفراء : أصل نظم الآية أن يقال : وإنه لشديد الحبّ للخير ، فلما قدّم الحبّ قال : لشديد ، وحذف من آخره ذكر الحبّ؛ لأنه قد جرى ذكره ، ولرؤوس الآي كقوله : { فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } [ إبراهيم : 18 ] والعصوف للريح لا لليوم ، كأنه قال : في يوم عاصف الريح .