من شعر الإمام الشافعي رحمه الله





يقول المزني: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت: يا أبا عبد الله كيــف أصبحت؟ فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدنيا راحــــلاً، ولإخواني مفارقاً، ولسوء عملي ملاقياً، وعلى الله وارداً، ما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنئها، أو إلى نار فأعزيها، ثم بكى، وأنشأ يقول :




ولما قسا قلبي وضاقت مذاهـبي//جعلت الرجا مني لعفوك سلّـَمـا
تعـاظمنــي ذنبـي فلمـا قرنتــــه//
بعفوك ربي كان عفوك أعظمــا
فما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل//
تــجـود وتعفــو مِنَّـــة وتكــرمــــاً
ولـولاك لــم يصمــد لإبليس عابد//
فكيــف وقــد أغــوى صفيـك آدم
وإنــي لآتـي الذنب أعرف قدره//
وأعلـم أن اللــه يـعفـو تـرحُّمـــا
عسى من له الإحسان يغفر زلتي//
ويستــر أوزاري ومـا قـد تقدمــا








د. أبو شامة المغربي