صدمتان وجوديتان

الأولى : التغرير

نعم لقد غرر الشيطان بجدكم آدم في الجنة " وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين "

لكن الله سبحانه وتعالى كان قد نهاه عن الاقتراب من الشجرة الفتنة

"ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين "

كما حذرهما من الشيطان " إن الشيطان لكما عدو مبين"

هو أمر واحد كلف الله به آدم وهو عدم الاقتراب من الشجرة، ولقد حذره من الشيطان فكيف لآدم أن يخطأ بأمر واحد

حجة آدم كانت أن الشيطان حلف له :" وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين"
وهو لم يعرف الكذب والكاذبين وخاصة في جنة الله

لكن ألم يتذكر آدم أن إبليس لم يسجد له وعصى كلام الله ؟
وألم يتذكر تحذير الله ؟

هل طمع آدم في الخلد أو المكانة إذ قال له إبليس :

"ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين"


كان لا بد أن يغرر الشيطان بآدم بحجة مقنعة ومطمع كبير

كان التحذير وكانت النهي ثم الإغواء والتغرير والطمع فالسقوط

لقد أعطى الله آدم عقلاً ليفكر به ويستنتج أن كلام إبليس محض تغرير وإغواء ،

إذن دور العقل هو الوصول للنتائج الجديدة حتى من دون تجربة ماضية،

كما إن الله عز وجل ألهم آدم كلمات يقولها ليتوب عليه ويستفيد من هذه

التجربة ليحصن عقله أكثر مما سبق.


الفائز :من أعمل عقله دون تجربة بناء على الأحكام ولم يقع في الخطأ.

العاقل : من استفاد من تجربته الخاطئة وصحح مساره.

الخاسر : من وقع في الإغواء مرات ومرات.


الصدمة الثانية : القتل


يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم

يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه

لعل الصدمة الثانية التي وقعت بها عائلة ودولة آدم وحواء بعد نزولها من الجنة هي قتل قابيل لهابيل

لقد قتل الولد أخيه يا لها من صدمة تقع بقلب الوالدين

" قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء "

إنها نزعة التملك التي جعلت الأخ يقتل أخيه

وهذه النزعة لازالت السبب الرئيس لنزاعات الأخوة فيما بينهم حتى تقوم الساعة.

ترى هل قتل قابيل أخيه بسبب مذهبه ؟ أو قوميته ؟ أو لونه ؟ أو حزبه ؟

وما أوسع الدنيا وقتها وما أكثر خيرها

" فطوعت له نفسه قتل أخيه "

فبسط يده وقتل أخيه فباء بأثم نفسه واثم أخيه وكان ظالماً لنفسه

يقول الله " ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فما كنتم فيه تختلفون "

طارق شفيق حقي