هذا المشروع كغيره من المشاريع الهدامة لتشويه اللغة العربية



نتاجات ابداعية: ''مستقبل القواعد العربية'' لأنطوان الدحداح يثير جدلاً لغوياً تعديل في القواعد والإملاء لمواكبة التطوّر الإلكتروني ''لا يعدل عن الأصول''







قد يكون رفض دور النشر اللبنانية طباعة كتاب "مستقبل القواعد العربية للضرورة الاجتماعية" (468 صفحة)، دليلا على الجدال الذي سيثيره، لذلك لجأ انطوان دحداح "ابو فارس" الى دار نشر Lulu الالكترونية الاميركية، فطبعَته ووضعته على موقعها الالكتروني وسعّرته، فأثبت نظريته في لزوم التطور ومواكبة عصر الكومبيوتر بلغة عربية ذات تعديلات في القواعد والإملاء.



كتاب مثير للجدل، ككثير من الكتب التي طرحت افكارا ونظريات متقدمة على عصرها، تخرج عن المألوف الى المبدع، وليس المبتدع، وتعدل عن القواعد المتبعة الى قواعد مبتكرة. والناس طبعوا على المألوف، حتى ان البعض يريد ان يعيدنا الى السلف الصالح متخليا عن عقود طويلة من التطور والابداع والابتكار.
كان هاجس الدحداح منذ بدأ تأليفه القاموسي، تسهيل القواعد العربية على دارسيها، خصوصا انه واجه صعوبة في تعلمها "على كبَر"، حين قرر ذلك. اهتمامه الابداعي الاول وادراكه روح العصر واداته الاولى الكومبيوتر، ركيزة ثورته الحالية، دفعاه الى الابداع في منهج اجتهادي يضاف الى جهوده السابقة.
لكن انطوان الدحداح، ذا الباع الطويل في وضع القواميس والمناجد والمجتهد في قواعد اللغة، قادته ثلاثون سنة في هذا المضمار الى الاجتهاد في القواعد والاعراب والاملاء، لغة مبتكرة كتابة تحافظ على اسس القواعد وتغيّر في ما هو موضع تغيير أصلاً في اللغة القديمة.
لغته الجديدة التي سنعرض ابرز نقاطها رمت الى تسهيل اللغة لتلائم الكومبيوتر وتواكب عصره حيث تغلب اللغة الانكليزية المتداولة او لغة الكومبيوتر الشبابية المختصرة، على لغات العصر جميعاً، فكيف باللغة العربية الآتية من لغات مثيلاتها اندثرت وبادت. وما صمودها الا لارتباطها بلغة القرآن، لكنه لن يمنع عنها التشويه والانحراف، في التداول الفعلي، فتصبح لغة القرآن كاللغة اللاتينية محفوظة في كتابة الاناجيل، لكنها تشعبت الى لغات شعبية عدة.
انطوان الدحداح (ابو فارس) اراد ان يتوج مسيرته الطويلة في وضع القواميس واعراب القرآن بكتاب "مستقبل القواعد العربية للضرورة الاجتماعية"، وعنوانه يشي بغايته، وهي ابعاد الخطر عن لغة اصابها الجمود، وكي تخرج من جمودها فتواكب عصر الكومبيوتر، ينبغي اتباع خطوات عملية تبدأ بالاختصار وبجعلك تقرأ فتفهم، وليس ان تفهم كي تقرأ صحيحاً، وبتقريب المسافة بين المكتوب والمحكي، وهي تتسع، وبتسهيل ادخال المفردات الجديدة والاعجمية، خصوصا لغة العصر الكومبيوترية. انها لغة المستقبل للصورة الاجتماعية والعملية، فكما انهارت اللاتينية بضغط الثورة الصناعية ستنهار العربية بسرعة تطور ثورة الكومبيوتر.
ربما في ذهن الدحداح انه يريد المحافظة على اللغة العربية في وجه ثورة الكتابة الالكترونية، كما حافظ اجداده من المسيحيين ولاسيما الموارنة على هذه اللغة في وجه التتريك والعثمنة. لذلك يدعو الى لغة توحّد، بقواعد سهلة ركيزتها الاصول، يراها في ما يقترحه.
لقد سمحت الضرورة الشعرية للشعراء باتباع لغة خاصة بهم، فلماذا لا تسمح الضرورة الاجتماعية للغويين، واولهم "ابو فارس"، باتباع لغة خاصة تواكب العصر؟ لذلك جاء بهذه الاقتراحات التسهيلية.
سأورد اقتراحاته بإيجاز، ولمستزيد ان يطلع عليها في مقدمة الكتاب، وهي:
1 – فصل الهمزة عن الالف بحيث تكتب دائما منفصلة كأي حرف آخر، مثلاً: ءلفعل ءنواع – ءِطمءَنوا، فنلغي بذلك التباين في كتابتها بين النحاة والمدارس اللغوية.
2 – الغاء الالف في آخر النكرة المنصوبة، توضع الفتحتان على الحرف مباشرة، كما في حالتي الرفع والجر. مثلا رجلً - امرأةً، ولدً - فتىً - جزءً - سماءً...
3 – بناء الاسماء الخمسة، يقترح ان تبنى على الياء في جميع الحالات، وتكون في محل رفع او نصب او جر حسب موقعها في الجملة – مثلا: وصل ابي نادر.
4 – بناء اسم العدد، يقترح ان يبنى على السكون في جميع اقسامه. مثلا زَيْدْ هو زيْدْ.
5 – بناء اسم العدد، يقترح ان يبنى على السكون في جميع اقسامه. مثلا: ثلاثةْ عشرةْ.
6 – تخفيف استعمال الاسم المثنى، للضرورة الاجتماعية و"يسري ذلك طبعا على اسم الاشارة والاسم الموصول". ولم يقترح الغاء الاسم المثنى، مفضلاً "الاسم نوعان" بدلا من "الاسم 2 انواع".
7 – بناء جمع المذكر السالم، على الياء في جميع حالاته.
8 – اعراب جمع المؤنث السالم: عند قدامى رجال النحو يسمى جمع الالف والتاء. والمؤنث السالم محصور بالعاقل. يقترح استعمال اعرابها كجميع الاسماء المعربة.
9 – الغاء الممنوع من الصرف، وتحرير الاسم المعرب لقبول التنوين والحركات المختلفة.
10 – تحرير عين المضارع، التي تسبب خلافات بين النحاة والمؤلفين وتحيّر المتكلم وتربك الكومبيوتر، لأن تعددها يفرض وضع اكثر من برنامج للنظام الواحد.
11 – الغاء تصريف المثنى في الفعل، بقصره على ستة ضمائر – كاللغات الاجنبية – بدلا من اربعة عشر. وذلك بضم المثنى الى الجمع.
12 – الغاء تصريف جمع الاناث في الفعل، وتوحيده بان يدل الجمع على الجنسين.
13 – نصب المنادى: ثبوت المنادى على النصب لفظاً او محلاً في كل حالاته. ويمكن ترك البناء على الضم في عبارة "يا ايُّها".
14 – نصب المستثنى: ازالة حالة الضياع في ما هو: استثناء تام او موجب او متصل، او منقطع، او مفرغ. وانشاء قاعدة واحدة بأن كل اسم يقع بعد إلاّ – يحمل علامة النصب "ما قام إلا زيداً"، مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
15 – ضرورات متفرقة: تعميم اوزان جمع التكسير – تخفيف شروط المصدر الميمي – تخفيف شروط اسم المصدر – تخفيف شروط المرة والنوع – ثبوت الياء في الاسم المنقوص – الغاء البناء في الجهات الست – تخفيف شروط المفعول لأجله، تخفيف شروط الحال، جملة – تخفيف شروط الاسم المميّز – استبدال عطف البيان بالبدل.
وضعت الاقتراحات الجديدة على صفحات متقابلة من الكتاب وكل كلمة تخالف الاصول كتبت باللون الاحمر لتنبيه القارئ الى حالتها الشاذة. اما الصفحات المقابلة فهي اصلية سليمة في نصوصها وتعبر عن الاصول الثابتة والصحيحة لعلم العربية. ويقترح وضع اقتراحاته امام الناس للتجربة.

عن مرافىء