في الرابع عشر من تموز 2009، صدر بيان عن الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، ضد حفل للموسيقار الإسرائيلي العالمي، دانيال بارينباوم، في قصر رام الله الثقافي، عبرت فيه المؤسسات الموقعة على البيان إضافة إلى الحملة، وهي: بيت الشعر الفلسطيني، والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، والاتحاد العام للفنانين التعبيريين، وجبهة المثقفين الفلسطينيين، عن استهجانها لتدخل وصفته بـ"السافر"، على الصعيدين الرسمي والأهلي، لإنجاح مشروع تطبيعي بالأساس.
وأشار البيان إلى أن مشروع بارينباوم يدعو إلى "التصالح بين الثقافات" ويتساوق مع فلسفة التغلب على "الكراهية والعداء بين الشعبين" من خلال الموسيقى والحوار، دون ذكر للاحتلال والعنصرية وحرمان شعبنا من حقوقه الوطنية المكفولة له في القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان كأهم أسباب هذا العداء. وأكد البيان، آنذاك، أن مواقف بارينباوم السياسية من القضية الفلسطينية، رغم تصريحاته المتكررة ضد احتلال 1967، هي "لاأخلاقية"، بل "وتتماهى مع الثقافة الصهيونية السائدة في إسرائيل، وقد حاول تسويقها منذ قرابة عقدين بغطاء السعي لـ"ثقافة السلام"، دون ذكر للعدالة ولحق شعبنا في تقرير المصير، ولعل من أكثر مواقف بارينباروم صهيونية، دفاعه عن قادة الحركة الصهيونية وعلاقته المتميزة ببعضهم من أمثال بن غويرون؛ وموازاته دائماً بين الجلاد الإسرائيلي والضحية الفلسطينية؛ وإعفاؤه إسرائيل من مسؤوليتها التاريخية عن نكبة الفلسطينيين وما نتج عنها من حرمان للشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير؛ وازدواجية مواقفه وتصريحاته في الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية؛ وإسقاطه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة من قاموسه بشكل قاطع؛ ودفاعه عن حق إسرائيل "البديهي" في "الدفاع عن نفسها" وترديده أثناء الحرب العدوانية على غزة، للبروبوغاندا الإسرائيلية الرسمية التي تفرق بين الشعب والمقاومة وتسم المقاومة الفلسطينية، التي أجازتها معاهدة جنيف الرابعة للشعب الفلسطيني كما أجازتها لكل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال، بالإرهاب؛ بل إنه، ووفق البيان اعتبر الرئيس الشهيد ياسر عرفات العثرة الأهم في طريق السلام.وشدد البيان، في ذلك الوقت، على أن مواقف بارينباوم هذه التي تنفي ارتباط إسرائيل عضوياً بمشروع استعماري عنصري وتروج لأسطورة إسرائيل كـ"دولة يهودية وديمقراطية" في آن ، تضعه على رأس من يجمِّلون الصهيونية والاحتلال، ويمنحون صكوك الغفران لإسرائيل كدولة إرهاب مارست ولا تزال جرائم الحرب في حق الفلسطينيين على امتداد واحد وستين عاماً من الاستعمار الاستيطاني والاضطهاد المركب لشعب فلسطين.وأشار البيان في حينه إلى إن إقامة هذه الفعالية على أرض مدينة رام الله، وبتغطية من بعض المؤسسات الرسمية والأهلية فيها، يضعف ويخرق أهم ثلاثة مبررات أخلاقية وقانونية تستخدمها حملات مقاطعة إسرائيل على المستويين العربي والعالمي، وهي: رفض إسرائيل الاعتراف بالمسؤولية عن نكبة الفلسطينيين، وما شملته من تطهير عرقي خلق قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإنكارها للحقوق المكفولة للاجئين في القانون الدولي، وأهمها حق العودة؛ وتواصل الاحتلال العسكري والاستيطاني للأراضي الفلسطينية؛ واستمرار التمييز العنصري الشامل ضد فلسطينيي فلسطين المحتلة في العام 1948 والتفرقة العنصرية الناجمة عنه، على نحو يداني نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. كما إن من شأن عقد هذه الفعالية إضعاف جبهة مقاومة التطبيع وجهود المقاطعة على المستوى العربي، والتي رفضت كافة أشكال التطبيع، كما رفضت استقبال بارينباوم أو التعاطي مع مؤسستي "الديوان الغربي-الشرقي" و"بارينباوم سعيد" منذ تأسيسهما.