هل تآدب سحرة فرعون مع نبي الله موسىلما اجتمع موسى عليه السلام والسحرة عند فرعون في يوم الزينة وهو يوم عاشوراءوقيل يوم عيدهم يوم السبت وقيل يوم سوقهم وقيل يوم الأضحى وقيل يوم كسر النيل قال رجل أعمى للسحرة وكان كبيرهم أرى موسى يقوى علينا مع كثرتنا وما ذلك بقوتهوأخاف أن يكون الأمر سماوياً فاحترموه وعظموه فإن غلبناه فلا يضرنا وإن غلبنا فنكون قد قدمنا للصلح مقدمة فيكون شفيعنا عند ربه فقالوا كيف نحترمه قال نستأذنه ونقول له
إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى فلما أحسنوا الأدب معه كان سبباً لسعادتهم فضحك موسى فقال هاورن أتضحك مع كثرتهم وكانوا سبعين ألفاً وقبل سبعين ساحراً
فقال شممت فيهم رائحة الإيمان فلما قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى سمع قائلا يقول ألقوا يا أحباب الله فعند ذلك أوجس في نفسه خيفة موسى لأن
أولياء الله لا يغلبهم أحد فلما غلبهم موسى سجدوا لربهم وقالوا آمنا برب هاورن وموسى فرأوا في سجودهم منازلهم في الجنة




لو تآملنا نهاية سحرة فرعون السعيدة
فبسجدة صادقة واحدة نالوا رضى الله عز وجل وقد قتلوا على الفور من قبل فرعون
فهؤلاء السحرة أمضوا عمرهم في الضحك على ذقون الناس بأسرار الكيمياء وخفة اليد وما توارثوه من الأسرار، وجمعوا الأموال و كانوا صحبة الطاغية فرعون
ولكن لحظة صدق واحدة وسجدة ذل حقيقية كانت كافية أن تقلب نهايتهم
فسبحان الله كم من مجرم تائب لله يقبله الله في آخر عمره، وكم من شيخ مضل يقلب عليه الكتاب فيذله الله ويظهر حقيقته للقاصي والداني
وللقلوب الواعية العظة