الخالــــدون مائــــةمايكل هارتمحمد عمر(1)
هارت: (محمد) أول الخالدين لأنه أوضح للمسلمين كل ما يحتاجونه في الدنيا والآخرة
لاشك أن كتاب مايكل هارت (الخالدون مائة أولهم محمد رسول الله) واحد من الكتب القليلة التي كتبها الأجانب توضيحا بهدف إنصاف الرسول .. فقد اختار المؤلف النبي الكريم ليضعه في أول القائمة التي تضم أعظم مائة شخصية في العالم ... لأن الرسول العظيم هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي .. وقد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات - كما يقول المؤلف - وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا وبعد أكثر من 13 قرنا من وفاته فإن أثره مازال قويا ومتجددا.
يقول مايكل هارت إن العظماء الذين اختارهم ولدوا ونشأوا في مراكز حضارية ومن شعوب متحضرة سياسيا وفكريا إلا محمدا - صلى الله عليه وسلم - فهو قد ولد عام 570 ميلادية في مكة جنوب شبه الجزيرة العربية التي كانت متخلفة عن العالم القديم، ويضيف المؤلف أن الرسول استطاع لأول مرة في التاريخ أن يوحد بين سكان شبه الجزيرة العربية عندما دعا إلى دين الإسلام، فاتسعت الأرض بين أقدام المسلمين.
دور عظيم
ويوضح (هارت) لماذا وضع سيدنا محمد في أول القائمة رغم أن عدد المسيحيين في العالم يتجاوز عدد المسلمين في حين وضع سيدنا عيسى - عليه السلام - في المركزالثالث وموسى - عليه السلام - في المركز السادس عشر.
يقول المؤلف إن الرسول محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان دوره أخطر وأعظم في نشر الإسلام وتدعيمه وإرساء قواعد شريعته أكثر مما كان لعيسى عليه السلام في الديانة المسيحية .. فالمسيح أرسى مبادئ الأخلاق في الديانة والقديس بولس أرسى أصول الشريعة .. أما الرسول محمد فهو المسئول الأول والأوحد عن إرساء قواعد الإسلام وأصول الشريعة والسلوك الاجتماعي والأخلاق وأصول المعاملات بين الناس في حياتهم الدينية والدنيوية .. وفي القرآن الكريم الذي نزل على محمد وحده وجد المسلمون كلما يحتاجون إليه في دنياهم وآخرتهم.
ويؤكد المؤلف أن القرآن الكريم نزل على الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كاملا، وسجلت آياته، وهو ما يزال حيا .. وكان تسجيلا في منتهى الدقة، فلم يتغير منه حرف واحد .. لذلك كان أثره على الناس بالغ العمق .. وكان الرسول الكريم أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ.
ويختتم هارت حديثه في كتابه (الخالدون مائة أولهم محمد رسول الله) أنه كان من المستحيل على البدو وعلى العرب عموما أن ينشئوا مثل هذه الإمبراطورية الواسعة دون أن يكون هناك محمد - صلى الله عليه وسلم - فلم يعرف العالم كله رجلا بهذه العظمة قبل ذلك، وما كان من الممكن أن تتحقق كل هذه الانتصارات الباهرة بغير زعامته وهدايته وإيمان الجميع به.
د. أبو شامة المغربي