هل الإعلام السوري نخبوي أم شعبوي

سألت نفسي السؤال التالي: هل الإعلام السوري يخاطب كافة فئات الشعب السوري أم شريحة منه ؟؟

فحين جمعت بعض أسماء برامج الإعلام كانت:

بروبغاندا

جيوبوليتيك

دومينو السياسة

..

الذهنية عالية جداً في الخطاب السياسي السوري، والذهنية لا تعني نجاح الإعلام

فحين تطالعنا قناة سما بمقدمة ذهنية تحليلة للواقع السياسي في نشرة الأخبار

تقوم قناة الجزيرة بذات المعنى لكن بحرفية، عبر صناعة الأيقونات واستغلال عواطف

الناس بمزج التحليل السياسي بالإنشائية العاطفية، و المقاطع البصرية المؤثرة ، وصنع فلم قصير جداً كمقدمة للأخبار.
وحين أرادت بعض القنوات السورية التوجه للشعب، استخدمت أداة هزيلة وهي اللغة العامية وفشلت فشلاً ذريعاً، فنشرة الأخبار التي أراد مخرجها أن تكون شكلاً من أشكال الدراما الإخبارية كانت فشلاً عريضاً

متى يعرف جهابذة الإعلام أنهم يخاطبون فئات الشعب العامة أكثر منها المثقفة

والنخبوية، فالنخبة لا تتابع الإعلام أصلاً ولا تضيع وقتها بالتحليلات التي لا تقدم ولا تؤخر.

تابعت من فترة مقطع لبرنامج أمريكي، المذيع يشرح بكل بساطة وبكل وضوح و يعيد ويكرر وباتقان وتمثيلية واضحة لكن مؤثرة، ثم أخذ بالبكاء متأثراً بالعرض الذي قام به

فكم من الملايين تأثروا بهذا المذيع ، وفهموا شرحه المبسط لسياسة أمريكا المعقدة.

أبو صياح نموذج للتوجه للشعب كان أيقونة ناجحة في ذلك ومؤثرة، شرح الذهنية السياسية بشكل شعبي وصادق واضح عقب الإخبار

لم نقدر تطوير أمثلة ناجحة تجاري العصر وتكون ناجحة كأبو صياح

لم نعرف كيف نوظف طاقات هائلة من الفن للترويج لأفكارنا العليا