الدراما الواقعية


تطالعنا الفضائيات بمسلسلات أقل ما يمكن وصفها بالإباحية


من الحب الحرام والشذوذ الجنسي ، و شتى أنواع قلة الأدب والحياء بحجة الواقعية


فكلما قيل لمخرج أو منتج لماذا تعرض ذلك يقول إنها الواقعية ، ألا يوجد مثل ذلك في مجتمعنا


طبعاً يوجد والعبرة ليس بعرض القصة بل في أسلوب عرضها وتفاصيل واقعيتها المزعومة


لقد كانت المسلسلات السورية سابقاً توحي ولا تدخل في التفاصيل


اليوم هناك مسلسلات سورية وعربية أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها قليلة الأدب
و لنقل إباحية


ومنذ أن دخلت صناعة الدراما كحرفة مدرة للمال لدى رجال الأعمال، أصبح


أكثر قدر ممكن من الإثارة هو المطلوب وكيفما كان ، لأن السوق الواقعي يطلب هكذا أعمال


وباعتبار أن هناك مؤسسات تدفع أكثر للممثل منها في سوريا فمن


الطبيعي أن تنشق هذه الوجوه لتعمل في مؤسسات تدفع أكثر لمن يتحرر


أكثر من الفنانين والفنانات و كون عبداً في سوق النخاسة الفنية


وصار لباس النوم والبجامات و الصبايا والكازينوهات وقصص الحب الشاذة هي أدوات كل منج رخيص باحث عن المال




تسليع الفنان وتسليع الفن يطرح إشكالية، هل الفن سلعة لدى السوق ، أم له رسالة نبيلة


طالما أصبح سلعة فمن الطبيعي أن يحيّد عن الصراعات السياسية


ولذلك كانت صدمة مواقف الفنانين في سوريا


فالفنان السلعة لا يستطيع أن يأخذ موقفاً يطبح برأس ماله


بل وأخذ الفنانون السلعة كجمال سليمان ويارا صبري و أصالة نصري وغيرهم


مواقف لا وطنية وجل من أخذ هذا الموقف ممن سلّع نفسه وعمل لمن يدفع له أكثر
وبالتالي موقفه الجديد سيغدق عليه بالمال من قبل أسياده المنتجين






وباعتبار أننا نقف عن حجة واهية وهي الواقعية


فلماذا لا يخرج إلينا هذا الفن بنهاية كل من يسلك طريق التحرر الجنسي ويصاب بالإيدز والأمراض الجنسية التي يصابون بها


ولماذا لا يظهر لنا إصابة المدخنين بالسرطانات حتى إنهما يظهرون المدخن بدون سعلة واحدة
ولماذا لا يظهرون شارب النرجيلة مصاباً بالأمراض الرؤية


ولماذا لا يخرج إلينا جرائم القتل التي تحدث نتيجة الحب الحرام


ولماذا لا يخرج إلينا بالحمل وربما الاجهاض والمشاكل النفسية لعلاقة حب عابرة




لماذا لا يخرج علينا بالنهايات الواقعية التي نعرفها في واقعنا ويكتفي بأخذ المشهد الواقعي الذي يحب


لماذا لا يصور واقعاً دون واقع


هذه حجة سخيفة


ربم تحضرنا كثير من الأمثلة لأعمال عرضت الواقع بنهايته الحقيقة دون


إسفاف أو تجريح لمشاعر المشاهد ، فكثير من الأعمال كانت بالفعل ذات رسالة اجتماعية هادفة


إن إي واقعية مزعومة لا تعرض لنا النهايات الواقعية، كأي منتج تجاري خال من محاذير الاستعمال ، وأي عمل يعرض اللحظات المثيرة بحجة الواقعية لهو قمة الانحدار الأخلاقي الهدام لمجتمعنا.


فمن المسؤول عن تدني القيم والأخلاق والمعايير الاجتماعية الراقية في الدراما السورية ؟؟


السؤال برسم الضمير السوري