ورغم أن الشعارات الأيوبية قد اقتصرت على نوعين: الأول رنوك (شعارات) تمثل القوة الخاصة بالسلاطين مثل الأسد والنسر، والثاني شعارات تشير إلى وظائف الأمراء ودخلت كلمة النسر في الأناشيد العربية، ويقال إن الشاعر {القومي اللبناني} سعيد عقل، كان يزور مطعم {فيصل} قبالة الجامعة الأميركية في بيروت، حيث تعرف إليه شباب {العروة} وكان من بينهم قسطنطين زريق، وقيل إنهم طلبوا منه أن يكتب نشيداً لجمعيتهم، ففعل، وكتب النشيد التالي:

للنسور ولنا الملعب
والجناحان الخضيبان
بنور العلى والعرب
ولنا القول الأبي
والسماح العربي والسلاح
ولنا هزّ الرماح في الغضوب المشمس
ولنا زرع الدنى
قبباً زرق السنا
ولنا صهلة الخيل من الهند إلى الأندلس}.

أحدث النشيد ضجة كبرى في المنتديات الثقافية والسياسية العربية وكلف رئيس جمعية {العروة الوثقى} قسطنطين زريق الأخوين فليفل تلحينه.
نفذ سعيد عقل في نشيده إلى أعماق تاريخ العرب، لكنه سرعان ما ندم على كتابته، يقول الصحافي جهاد فاضل: {من الصعب، استناداً إلى ذلك، اعتبار أن الشاعر كان مجرد وصّاف من الخارج، أو بائع أناشيد. ففي الكلمات ما يشي بصدق القول وبالاقتناع الوجداني والحماسة المطلقة، وبما يفيد أن الشاعر يوم كتب النشيد، إن لم يكن قومياً عربياً مئة في المئة، فلا شك في أنه جاور القومية العربية وأُعجب بها وتطلع إليها بحبّ، قبل أن ينسحب من أوهامها في ما بعد باتجاه الفينيقية اللبنانية}.
بعد موجة الربيع العربي، جرى حديث عن تفكيك «الأساطير العربية»، كانت ثمة توصية بتغيير شعار النسر عن الليرة السورية لكن قرار التوصية لم ينفذ، وحاول تنظيم «الإخوان المسلمين» في نيويورك تشويه علم مصر من خلال وضع شعار «رابعة» بدلا من النسر. وفي مصر قام البعض بحملة شعبية إخوانية لوضع كلمة توحيد بدل النسر. في سياق مختلف ومعاكس قال المستشار عبد العزيز سلمان، الأمين العام للجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية، إن اللجنة وافقت على إدراج رمز «النسر» ضمن قائمة الرموز الانتخابية بناء على طلب المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي. هذا في العالم العربي، وبالطبع البلدان الأوروبية وأميركا تستعمل شعار النسر في إطار آخر لنا عودة إليه.