...وفي الحروب نعامة ...
هنا أغلب ما كتبته وكله منشور هنا ...
أعيد نشره على شكل مجموعة تحية إكبار لكل الشهداء والمناضلين الأحراربسوريا الحبيبة
1-الأسد
كان يا مكان ، أن كان الأسد طبيب عيون ...
استبشرت الرعية ، ومشى إليه الصغار والكبار
يهنؤونه ، ويتوسلون إليه أن يداوي عينيه ...
ابتسم وقال : ولكنني لا أشكو من شيء ...
قالوا : ولكن أباك كان ...
2-حين مات الأسد ...
قيل :مات الأسد ، فبكى الثعلب وولول وحثا على رأسه التراب...
فرحت الحمير وملأت الفضاء نهيقا ...
وقال الثعلب : هل عرفت الآن أين يختبؤون يا مولاي ؟
3-الأسد يطير
لم يتصوروا أبدا ، أن يُفرض على الأسد أن يطير...
وقد رأيناه بأم أعيننا يطير في اتجاه مثواه الأخير ...
4-ذاك الأسد ...
أصبحوا وقد أصابهم مرض عيون غريب ...
قال الثعلب : اطمئنوا ولاتقلقوا ، أنسيتم أن مولانا الأسد طبيب عيون ؟
استبشروا وصاحوا مهللين ...
وحين مشوا إليه ...وجدوه قد عصب عينيه ، والثعلب يقوده...
5-ذاك الأسد
نظر الأسد يمينا ويسارا وقال مستغربا : ما لي أرى كل ما حولي أحمر ؟
قال الثعلب : هو وجه مملكتك احمر خجلا لقلقك يا مولي ...
6-الأسد والفينيق
جن جنون الأسد وقد قُتل كبار معاونيه الثعلب والذئب والضبع ...
صاح والشرر يتطاير من عينيه : من ؟
قالوا : الفينيق...الفينيق يا مولاي
قال وقد كشر عن أنيابه وأخرج مخالبه :أؤتوني به...
قالوا وقد أحنوا رؤوسهم : نسمع صوته في كل مكان ، ولانرى له أثرا ...
صاح : إذن دمروا الحيطان والأسقف والأشجار ...
وكلما احترق المكان ، كان الفينيق يبعث من جديد...
7-ذاك الأسد هناك ...
قيل لذاك الأسد : ما أشجعك ، ولكن ما السر في بقائك وقد انقرض أمثالك ؟
قال متحمسا : السر كل السر في شعرة جدي، التي جعلتها من حديد ونار ...
قيل : الحديد يصدأ والنار تنطفئ .
ضحك وقال : قبل ذلك يكون قد سكت كل الأحياء ...
قيل : الشهداء أحياء ...
فضحك وضحك ...
وحين تراءى له حمزة خارجا من مستودع الأموات
خطيبا ، تاركا لزين الشام
مكانه البارد ، ارتعدت فرائصه ، وتمنى لحظتها
أن لو كان كلبا أو قطا أو فأرا حتى...
8-ليل على شكل أسد
إلى روح عصفور الجنة حمزة الخطيب
ذبحوا اليمام والحمام ، وأحرقوا الطيور والفراش...
وعلى أجنحة الأفراخ ، زغب الحواصل ، كتبوا بالنار والدم :الأسدْ أو لاأحد...ْ
و تركوها لاماء ولاشجر ، فتردد ذاك الصوت في كل الأنحاء : أحدٌ أحدْ ، أحدٌ أحدْ...
ولم يظهر لأبي بكر أثر ، ولكن اهتزت الأرض والأحجار والأشلاء والأرواح...
ومع الفجر فر الليل كما يفعل دائما ، وكان هذه المرة على شكل أسد...
9-خوار أسد
لوثوا الهواء ، والماء صيروه أحمر...
وصاح حفيد السامري وصاحوا وراءه : يعيش يعيش الأسد ...
وحين خرج عليهم حمزة من مستودع الأموات
خطيبا ، سقط القناع وسمع الخوار...
10-شبه لهم
(أسد علي وفي الحروب نعامة ...) عمران بن حطان
حين صدحت الحناجر في كل مكان : يكفي ، يكفي ، أطلق صوتا كالزئير ، وانطلق الموت دخانا ونارا ...
وعند الغروب كان التراب قد صار أحمر ...
وصاح : أينهم ؟
قالوا : في ذلك التراب الأحمر ...
وحين تراءى له التراب يتحرك صاح يائسا : والله ماقتلتموهم ، ولكن شبه لكم ...
11-خندق الشام ...
وجاؤوه مساء يلهثون ، وقد لطخت الدماء نياشينهم وأحذيتهم الغليظة
قالوا : كأننا نقتل الجن ، يردون النار بالابتسام وهم يغرسون في الأرض الأقدام
جذورا ، ويمدون الأيادي أغصانا ، وكلما يصاب منهم أحد يزكمنا أريج النسغ...
ثم صاحوا : لا بد من حل...
ابتسم وقال : سامحنا يا سلمان ، حفرته لكي لا يدخل أحد...
ونحفره نحن لكي لا يخرج أحد ...هيا اذهبوا ... وليكن عميقا كالبئر مظلما كالليل..
12-عصفور الشام
إلى روح الشهيد ابراهيم القاقوش خالدا إلى الأبد
حزينة وغاضبة هي العصافير ذاك الصباح ، لم تطر ولم تغن ، أحاطت به
تبكي ، وقد اختلط التراب بالدم بالدمع في عينيه ...
وحين وقف سامقا كنخلة يحيي العاصي وهو يضمد جراحه ، ويبتسم للغيمة الحبلى
وهي ترش بطهرها وجهه ، طارت العصافير والحمائم
تغني أغنيته وتستنشق في السماء أنفاسه...