هكذا فهمت الحياة(1)
(مقدمة )
محمد قاسم "ابن الجزيرة "
m.qibnjezire@hotmail.com

"من البديهيات ان البشر يختلفون في مستويات الفهم عن جميع الكائنات من جهة، وفيما بين بعضهم بعضا من جهة أخرى- مهما كانت الأسباب: مستوى النضج،درجة الذكاء، مستوى الخبرة، مستوى الوعي عموما، ظروف التربية... التكوين النفسي عموما...
النتيجة- او المهم- أننا نرصد حقيقة راسخة هي: ان البشر يختلفون- واقعيا- في الفهم.
كان هذا فيما مضى، وهو حاصل في الحاضر، وسيظل كذلك الى نهاية العالم؛ بالنسبة للكتلة البشرية ككل...
وعلى حالة الفهم هذه؛تبنى أحوال التنوع المختلفة الأخرى،نختصرها-او نلخصها- بمفهوم: "الوعي".
على اعتبار ان هذا المفهوم"الوعي" من الناحية الاصطلاحية، هو:
جماع حالات –او تفاعل-القوى الكائنة في الإنسان،والمكوّنة لفعاليته... والتي تنتج بهذه الفعالية الفهم المستنير لديه؛ إلى الدرجة التي يمكن لهذا الفهم ان يَخضع –ويتقبل- للمعايير المفترضة –التي قبل بها معظم الواعين- للاستناد إليها في تقييم وتحديد الأهلية و مستواها في مختلف الأنشطة البشرية ،لاسيما تلك التي تتناول القضايا الكبرى في حياة الإنسان ومنها المعتقدات الدينية... وما يتصل بالقوانين الرئيسة كالدساتير في الدول مثلا...ومحتوياتها التي تحدد شكل الدولة ونهج العمل في ساحتها، وتُميز الحقوق بين الحكام والمحكومين،والآليات التي يمارس بها كل منهم حياته .. ومختلف الخيارات الممكنة ..من اجل الارتقاء بالمجتمع –الدولة-.الخ.
هذه الحقيقة تفرض سؤالا- بل ربما أسئلة - :
مادام الاختلاف حاصل بين مستوى الفهم- ولنقل الوعي- لدى الإنسان كـ"حقيقة" مؤكدة، فلماذا يُنظر الى جميع البشر بنظرة موحدة عند تقييم حالهم-في الثقافة السائدة- ومن ثم إخضاع الجميع لتقييمات ما –أيا كانت طبيعتها- وفقا لنفس المستوى-او الدرجة- من المعايير؟!
هل هذا ينبئ عن خلل في الفهم أيضا لدى الجميع –ومنهم المفترض أنهم واعون ويفهمون... ؟
أم هو اتجاه-او نهج- معلوم،يتبعه هؤلاء الواعون –المفترضون كالعلماء والمشايخ والمثقفين والسياسيين..الخ. لغايات خاصة ،تخدم مصالحهم باعتبارهم المؤثرين-وربما المتحكمين- مفاصل الحياة في المجتمعات ؟"
..........................
............................
..............................
يتبع