هل هناك فرق بين الإسلاميين والعلمانيين ؟ من يظن أنه اكتشف الحقيقة الربانية فليحتفظ بها لنفسه .... مع احترامي الكامل لكل الأديان والمعتقدات والإنسان والحيوان والنشالين والمجرمين والنصابين والمدمنين على المخدرات والسكارى وبائعات الهوى ومن يحتضن الرياح ومن يظن أنه بُعث من السماء العالية وكل المخلوقات سواء ينحدرون من سلالة آدم وحواء أو من القردة أو مصنوعين أو مخلوقين ... أظن الشعوب التي صعدت على الساحة العالمية بعد بلاد مصر التي بنت أسس الحضارة الحالية آمنت بخرافة ما ، أهل أثينا التي بناها المصريين والفينيقيين قالوا أنهم أحرار وكل الشعوب الأخرى وبدون استثناء عبيد يجب عليهم أن ينحنوا أمامهم.. أهل روما قالوا أن الآلهات اختارتهم لنشر حضارتهم ، أهل الغرب قالوا إنهم طوروا عقل الكون ومهمتهم هي هي نشر رسالتهم الحضارية المقدسة ... أهل الجزيرة عندما نشروا الإسلام خارج منطقتهم قضوا القضاء الكامل على تاريخ بلاد الشام ومصر وقرطاج تاريخ يمتد آلاف السنين إلى الوراء ونشر أهل الجزيرة بهذه المناطق عاداتهم وتقاليدهم وبنوا مجتمعا جديدا حاولوا أن يكون نسخة لهم ... وهم سبب العقدة التي يعاني منها المشرق منذ أواسط العهد العباسي إلى غاية هذه اللحظة حيث ينظرون للغربي وكأنه آلهة لا تقهر وهو الذي صنع العقل منذ عهد أثينا ، ... لو ننظر على سبيل المثال والحصر إلى قرطاج ، أظن لو احتفظ حسان ابن نعمان بمدينة قرطاج ولم يخربها بمعاهدها العليا وأكاديمياتها ومكتباتها لأخذ العلم بالمشرق طريق آخر .... ومن زاويتي لا أفهم لماذا سكت أهل الإسكندرية مدينة العلم والنور عن ما حدث في ذلك العهد ... الفرق بين العلمانيين والإسلاميين ... أظن بعد كل ثورة تأخذ الشعوب مثالية ماضي أجدادهم وتمجدهم وتنظر للأسباب التي تركتهم يسقطون ويرجعون إلى المغاور ،ويحاولون نقل كل ما هو إيجابي في تجارب الشعوب الأخرى خلال تلك الفترة التي لم ينتج أجدادهم بها أي شيء يذكر لملإ ذلك الفراغ الذي حدث خلال عدة قرون وقرون ... العلمانيين أو حراس بيت الدعارة الغربية : حاول بعض العلمانيين الصادقين أصدقاء الإنسان نقل المعرفة الغربية والإلتحاق به وقاموا بمجهود جبار ،وأظن أن الغلطة الكبرى التي ارتكبوها هي أنهم نقلوا مثل الببغاء كل شيء كما هو دون إعطائه لباس ولون محلي، وأظن هذا هو سبب فشلهم لأن الشعوب وفي كل الأزمنة ترفض التقليد الأعمى ... وهناك العلمانيين الدجالين الذين عبدوا الغرب وكانوا عبيدا له ... الإسلاميين : ( لا أتكلم عن كل الفرق الإسلامية، أتكلم عن الذين دمجوا السياسة بالسماء) في الحقيقة لا يمكن تلقيب بعض قياداتهم بإسلاميين لأني لا أعرف في الكثير من الأحيان عن أي دين يتكلمون .... بعض الإسلاميين لم يقدموا أي شيء جديد ، بل بالعكس نراهم يتنافسون مع العلمانيين النصابين لإثبات ولائهم لواشنطن وباريس ولندن والانحناء أمام الغربي الآلهة التي لا تقهر ، وعبيد للغرب ... يريد بعض الإسلاميين الرجوع إلى الوراء دون ملئ ذلك الفراغ الذي حدث منذ أواسط العهد العباسي ... هل هناك عاقل لا يتعلم من تجاربه ... هل يمكن إعادة الفكرة التي ماتت وفشلت بعد أن استغلها الناس دون التصالح مع الماضي وإعطائها حقنة جديدة ... لا أظن ذلك .... كمتفرج عن بعد على هذه المسرحية التي تدور بالمشرق، أرى أن العلمانيين أصدقاء الإنسان هم أولى بقيادة الحركة الفكرية بعد هذه الإنتفاضات أو الثورات أو التململات الشعبية .....