إلى أُمِي في عِيدِهَـا . شِعر / ثروت سليم
هديتى اِلى أمهاتنا فى عيدهن وكل عامٍ وهُنَ بألف خيرعيد سعيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قـَـالُوا قدِيمـاً بأَنَّ الأُمَ مَدْرسَـةٌ
فقُلْتُ أُمي هـي الأخـلاقُ والأدبُ
وعِـيدُ أُمـي له في النفـسِ مَنْـزِلَةٌ
تَسْمُو عن الوصفِ مهما قالت العربُ
حَبيــبةَ القلبِ يا ُأمَــاهُ في زمـنٍ
ينمُو على أرضـِه الِأغـراءُ والكَذِبُ
وأَنتِ أولُ مَنْ أَوصَــى النـبيُ بهـَا
(فقال أُمُـكَ).. مهما شـانَها سَببُ
يا قُـرَةَ العَـينِ ما شِـعري لشَـاعِرةٍ
وإنما أنتِ أُمُ .... قَلـبُهَا ذَهَـــبُ
وعَزمُهَا مِثْلُ هَذِى الأرض كم صبرتْ
فالقلبُ شَـاكِ وفِى أحداقِـها طَرَبُ
وصبرُهَا مَثلُ هذِى الأرض كم عبرتْ
علـى ثَراها جـيوشُ وهى تلتـهبُ
كَـفاكِ حَمْلاً ..وإرضاعاً ..وتَربيـةً
كَفاكِ وَهْـنَاً على وَهْـنٍ بهِ العَجَبُ
رَيْحـانَةَ القلبِ دمـعي خَـطَّهُ قلمي
وجئتُ مُنكَّـسراً أشكُـو وانَتـحِبُ
فسـامحيني إذا ماكنـتُ في غَضـبٍ
وعانقـيني فـقد أودَى بـِىَ الغضبُ
وقـبِّلـيني لألقـَى اللهَ مبتسـمـاً
بدونِ حُزنٍ ويمضى الخوفُ والتـعبُ
إن كُنتُ عاصٍ ..فلـي ودُ ومغفـرةُ
وِانـنى لكِ يا أُمَـاهُ ..اَنتســـبُ
جَـنَّاتُ عَدْنٍ على كَفَّـيكِ اَدخُلُهَا
وفوقَ رأسي يَطُـوفُ التينُ والعِنبُ
وتحتَ إقدامِكِ الفردوسُ مُنْبَـسِطٌ
وتلكَ دَارٌ هي المرغوبُ والطـلبُ
يا أُمُ : أوصىَ بك (الهادي) وَعلَّمني
مهما كتبتُ عن الأخلاقِ أوكَتَبُوا
فليـسَ لي من يَـدٍ عُليَا أَجُـودُ بها
عليكِ بـل أنتِ أنتِ الجُودُ والحَسَبُ
ففي رِضاكِ أُحِسُ الشَّمـسَ ساطعةً
وفـى رِضاكِ يُغنى الطـيرُ والسُّحُبُ