بدا المكان من حولي غريبا ليس هذا البحر الذي أعرفه ولا الأمواج التي أعهدها جلست هناك على الصخرة التي اعتدت الجلوس عليها أراقب الأحداث من حولي نظرت إلى الشمس في امتداد الأفق بدت وكئنها تعاني الشيخوخة أو كأن سلاسل تكبلها وتجرها إلى البحر كي تطمس نورها رأيتها تضرب صفحة الماء بأشعتها كي تطارد الظلام المحبوس داخله وفي ذات الوقت ترسل باستغاثتها إلى عنان السماء ظهر الشفق وكأنه صدى استغاثتها ويال الحسرة لم تفلح كل محاولاتها في البقاء لقد تمكنت قوى الظلام من جرها إلى أعماق البحر وأقبل الظلام مزهوا بنصره متزينا بوشاحه الأسود وفرض سيادته على المكان ظننت أن كل شئ قد انتهى كالمعتاد وهممت بترك مكاني، لكن ما تبع ذلك استوقفني..... لقد ضج البحر وتعالى هديره واتفعت أمواجه وأصبحت تضرب في كل مكان لم أدرك سبب هذا الغضب بل لعله الارتباك بدأت أراقب موجة عالية من بين الأمواج قادمة من بعيد اخذت تتعاظم وتتعاظم ويزيد من عظمتها أمواج أخرى تلتحم معها اقتربت أكثر فأكثر من الشاطئ ثم اندفعت بقوة لتضرب ضربتها.........
استطعت بجهد أن اخلص عيناي مما اجتاحهما ثم بحثت عن الموجة العملاقة فوجدتها تتراجع وتسير خلفها بقية الأمواج أما الشاطئ فقد اكتسى بالأسماك المقتولة وطائر السمان دفعته الرياح إلى الشباك المنصوبة على الشاطئ وبحركة عفوية نظرت إلى جانبي وإذا بسمكة حبيسة بين الصخور.
شعرت بأن النهاية قد كتبت فها هي الأمواج قد هدأت والرياح سكنت والظلام أحكم قبضته لابد أنها النهاية.
هذا ما ظننته ولكن نجم اسهيل أطل من الغرب ليعلن للملأ بأن لديه ما يقوله بزغ من حيث تغيب كل النجوم أطل بنوره صعد الى السماء كمن يرتقي منبرا ثم توقف شعرت وكانه استقبلني بوجهه خطيبا انه يبشر بميلاد النور يبشر بقدومه من الشرق وقفت على صخرتي واتجت بوجهي ناحية الشرق لأرى القادم من هناك
21/5/2005
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي
