قصيدة رقصة الرمال لـ سرمد الشلاه بمناسبة الربيع العربي

رقصة الرمــــــــــــــــــال

سواعدٌ كأنها النارُ
دارت أنجما حول معصمها الأقدارُ
يا ثورة حرى
روانا دمعها المدرارُ
كأنها كوكب دري
طافتْ حوله الأقمارُ
كأنها الشمس متى ما تبسمتْ
غَنْتْ لها الأزهارُ
كأنها البحرُ على صهوة
موجهِ يَهتِفُ الإعصارُ
أنا محرابُ الربيع يفوح منه الأريجُ
وتجري حوله الأنهارُ
أنا واحة الصحاري
وراحلة المجد
والإقدام والأسفارُ
أنا صفحة سمراء
تكدست فوق سطورها الأسرارُ
أنا تابوت الشهيد حلق
فوق موكبه الشموخ
وغردتْ لشدوه الأطيارُ
أنا سيف الحسين
وعصف الحقيقة ولحنها البتارُ
أنا الإنسان
أنا السيف والقلم والصولجان
أنا التوراة والإنجيل والقران
أنا الدماءْ
أنا شهاب الحقيقة
يشق أستار السماءْ
أنا صرخات الطفولة
تهزها أرجوحة الرجاءْ
أنا معصم الوجود
تَشُدُ قَبضاتُهُ أكوان البقاءْ
أنا همسات السيوف
وظمأ الكرامِ ودمعة كربلاءْ
دَمعةُ كربلاءْ
دَمعةُ كربلاءْ
تَقْطِرُ
على ركام الأرض
فيهتز الرفات ويهتز السرى
أرواح الشهداء ضفاف
والدمُ غديراً يشق طريقا للعلا
يشق طريق اللحود
يشق طريق الفناء
يشق ظلمة للعدى
ما بين منارات السلام
يغني الشهيد ويرتد الصدى
كأنه الزهورُ تدق على الأجراس
ترانيم الخلود ولحن الردى
كأنه النخيل يمد الضلال
يرسم الهلال على بساتين المدى
يمد سببا من السماء إلى الثرى
الى الارض المثقلة بالرمال
إلى الأرض التي
غادرتها جنية الاهوار
وانحنى القصب
من الوجود إلى المحال
ابحث عن سكون الليل
كما تبحث النجوم عن الهلال
أين أنت يا هلال
يا هلال
نصلك العربي أسفار
تراها دمعا على الأشجار
على أغصانها يغرد الأبطال
تغازلك النجوم قلادة
يهزها الدلال
وهي ترقص في السماء
رقصة الانتصار
تطوف حولك لأنك الأمير
لأنك النبيل
لأنك الكمال
يا هلال
أصبحت السماء مراءة
تعكس صفرة الرمال
تمد كثبانها على أفواه الحقيقة
فيختنق الرحيق في حرارة السؤال
كيف بزغ عصر الأفول
كيف انتهى عصر الجمال
كيف انساب الأسى
كما ينساب على وجنتي
دمعي الثقال
كيف حارت أسراب الطيور
ما بين اهوار الجنوب وتخوم الشمال
كيف انفجرت ثمار العراق
ومزقت أسوار السلال
كيف تحول طلع النخيل
إلى أكياس من الرمال
قرابينا لعالم الضَلال
قرابينا للرمال
ترقص حوله الشياطين
رقصة الرمال
رقصة الاحتلال
يا هلال
يا هلال
لم يعلموا ان هذا الجرح
حمامة
تحلق من ثغر الطفوف
تمد جناحيها كأنها اكف الأثير
تتعالى على كل الحتوف
تثلم كل الخناجر وكل السيوف
تحملنا نحو البهاء
تمد فينا رحيقا من حرارة الدماء
في كل مرة تحملنا إلى أديمها المسجى
فوق السماء
إلى كربلاء
إلى كربلاء

[/center]
[/center][/FONT][/FONT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/SIZE][/CENTER][/B][/FONT][/B][/SIZE][/CENTER][/FONT][/COLOR][/FONT][/CENTER][/B][/SIZE]