النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: باب السّعادة في الصّمت

  1. #1 باب السّعادة في الصّمت 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    0

    باب السّعادة في الصّمت
    قال لي دبشلم:"اضرب لي مثل الملك العادل المحب لشعبه ووطنه يبذل كل ما في وسعه لإسعاد الناس وصون الحمى ويلقن أمته كل يوم درسا في التضحية والبذل ويعلمهم أساليب الحياة السعيدة ويضرب لهم الأمثال
    في الرضي و الرضى والقناعة والصبر وفضائل الصمت , وبين لي كيف يكون الشعب مطيعا ومؤمنا ومسلما
    وقابلا بما يرضيه الملك العادل له وليكن حديثك موجزا وكما أريد بما احب
    ّ قلت ,(أنا بيدبا الفيلسوف ) يا مولاي زعموا أن ّ الملك ,,,,
    قال دبشليم الملك –ابدأ بالشعب قل "يا مولاي زعموا أن شعبا كان يعيش في رغد من الخيرات وكان ينعم
    بألوان من الثمرات والفواكه والغلات وكان يبدو على وجوه الناس اثر النعمة و الارتواء
    وكانوا
    يرفلون في أبهى اللباس أتعرف ألوان الأقمشة وأزهارها وكانت الأسواق نافمة والأموال وفيرة والبساتين عامرة والملاهى كثيرة . وكان الجميع
    وكان الجميع في شغل دائب وحركة مستمرة وكان فيهم الملك عادل
    يحبّا لحياة ورونقها فكان يظهر عليهم كل يوم بزي جديد وبديع فيجلس إلى خاصتهم ومن خلالها يخاطب عامتهم فيلقي عليهم درسا هم في أمسّ الحاجة إليه , تفضّل , واصل
    قلت (أنا بيدبا الفيلسوف )- وزعموا يا مولاي أنّ هذا الملك العادل ...
    قال دبشلم : - ألم أصرفك عن هذا ؟ أحبّ أن تبدأ الحديث بـــ :وزعموا يا مولاي أنّ هذا الشّعب ,...وتواصل حتّى تقول :كان في أوّل مبدئه جاهلا وبربريّا ومتوحّشا ولم يكن واعيا بأطاييب الحيلة ولا يفقه أنماط التّصرّف في نفسه وأهله ووطنه فعلّمه الملك العادل ما شاء اللّه أن يعلّمه وجمّل عقله بالحكم الربّانيّة فتيسّر له أمر المشي في الشّوارع كما تمشي الأمم المتقدّمة وأرشده إلى استعمال أدوات الطّعام وآلات الانتفاع به وصوّر له الملابس البديعة فستر عورته وجعله يرفل في النّعم ثمّ علّمه بعدئذ فضيلة الصّمت ...وأنّ الكلام استثناء وأنّ الرّاشد لا يحتاجه إلاّ نادرا وعند الضّرورة القصوى وأشاع فيهم التّعبير الجسماني وشجّع على التّأمّل العرفاني وقال لهم إنّ العلم من اللّه وأنّ الله يهب من يشاء علما ويهب من يشاء لغوا .فقلّ , والحمد لله الكلام البذيء في شوارع مدن المملكة وقراها وجدّ النّاس في تبادل عبارات المجاملة وتفنّنوا في ذلك وعاشت الرّعيّة في وئام وسلام و...ألخ
    قلت (أنا بيدبا الفيلسوف ) وزعموا يا مولاي ...
    قال دبشلم الملك : لا أريد هذا الزّعم ...أريد كلاما يثق به النّاس ويعتقدون صحّته .قل مثلا : وكانت يا مولاي سنة تربّص فيها بهذا الشّعب أعداؤه فوسوس له الشّيطان بما جرت به ألسنة الأعداء وبما انطوت عليه سرائرهم ..فقال قائل من العوام نسي الملك شيئا بسيطا لا ضرر من تركه ولكنّ أرغب في تذكيره به فقد علّمنا فضائل الصّمت ونسي أنّ للكلام فضائل ... وجاءت العيون بالخبر ...العيون المخلصون ... فقطع الملك لسان الجسور وأخرس إلى الأبد وعادت البركات إلى البلد فنما الزّرع وامتلأ الضّرع وأسكت صوت الباطل إلى النّهاية ...أكمل الحكاية على هذا النّهج ..
    قلت (أنا بيدبا الفيلسوف )ويقال يا مولاي إنّ الصّمت أبلغ أحيانا من الكلام وأن حاجة الملك إلى الكلام أكثر من حاجته إلى الصّمت لأنه ملهم ....
    قال دبشلم الملك : إن كان الأمر كما فهمت فقد أصبت .فالملك العادل مثلي يكون أحوج للكلام منه إلى الصّمت .فلا غرو أنّك ترغب في أن تسمع منّي نبأ الرّضى عنك وعن أمثالك وهل جزاء الّإحسان إلاّ الإحسان وهل يتبغي لي أن أعرض عمّن جاء يمجّد آيات الرّب الخالق ومعجزاته في خلقه ولكن هل يمكن أن نعبّر عن النّفس بالصّمت أو بالتّعبير الجسماني ...إنّي أكره التّأويل .وفي هذا فليتنافس المتنافسون ....
    قلت (أنا بيدبا الفيلسوف ) : ويقال أنّ اللّه فضّلك يا مولاي أنت الإنسان على الحيوان بالمنطق والعقل وجعل اللّسان بيانا يعرب به عن شغله قد قال الحكماء ......
    قال دبشلم : ليس بعد هذا إلاّ الفوضى فإذا عمّت هلك البلد وإذا هلك البلد أخذ اللّه الملك بسببه يوم القيامة وزعموا أنّ شغل الألسنة بذكر اللّه والآخرة والثّواب والعقاب وهول الوعيد أضمن للسّلامة وأبقى للنّسل ...وحدّث بعض رجالنا أنّ شيخا زاهدا زعم أنّ لا مفرّ من القدر وأنّ أغنية الحريّة ليس غير صنوا لما كانت الحوريّات البحريّة تغري به البحّارة وأعوذ باللّه من المهالك ولا حوريّة ولا حريّة إلاّ اللّتان وعد الله المتّقين في الدّار الباقية وقال ملك لشعبه في يوم عيد :" كونوا أحرارا ولا تتخلّفوا عند الطّلب " وكان عقدا وكان وعدا وكان الوعد عند الله مسؤولا ...وسجد الشّعب ولم يرفع رأسه من السّجود إلا ّ عندما مات الملك ...
    قلت (أنا بيدبا الفيلسوف ) : وزعموا يا مولاي أنّ ملكا قال " إذا جمعت الشّعب جمع سلامة وجمعت الوطن جمع تكسير كنت أنا ... وقال آخر :" لا تتهموني احتراما للوطن وقال ثالث :" ليس بيني وبين الله حجاب "
    ابتسم دبشلم وأمرني بالمواصلة
    ويقال يا مولاي . في الصّحف القديمة " الرّعيّة إذا شبعت كثر هرجها ومرجها ولكن يا مولاي في البدء كانت الكلمة "
    قال دبشلم : في البدء كان الطّين وكان السّجود ثمّ ربّما جاءت الكلمة ...ولكن دعنا من الأخبار المزعومة وحدّثني عن اليقين ...حدّثني عن كسوتي الجديدة مثلا ما رأيك في هذا المزيج من الألوان وهذه النّصوص المقتبسة من حضارات إفريقيا وأمريكا الجنوبية ؟
    قلت (أنا بيدبا الفيلسوف ) :متى ستلقي علينا درسك الجديد في النّحو والإعلاميّة؟
    نظر إليّ دبشلم .قال في شيء من المكر :" فلنعد إلى ما ترويه من أمثال ...اضرب لي مثل الكلب إذا أجاعه سيّده تبعه وإذا سمّنه أكله ...

    توفيق بن حنيش
    السّتوت في 19-06-2001
    موجود في
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 05/08/2011 الساعة 12:16 AM
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    النرويج
    العمر
    65
    المشاركات
    41
    معدل تقييم المستوى
    0
    يبدو أن بيدبا قد برمج برمجة ملكية لن تنفع معها رسكلة و لا اعادة تأهيل !اخي الكريم توفيق حياك الله امتعتنا و آنستنا بما كتبت سلمت لنا يمينك
    لك كل المودة و لما كتبت كل التقدير
    " لقد تقدم الفن القصصي بين الأمم الغربية و اصبح من اعظم الوسائل التي يعتمد عليها رجال التفكير و الإصلاح في بث ارائهم و افكارهم و خلاصة ابحاثهم و نظرياتهم في شؤون الحياة و لقد خرجت القصص بهذا التطور الحديث، من دائرة الغرض التي وضعت من اجله أي التسلية " عبد القادر امير الخانجي .
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •