من السيارة الفخمة السوداء نزل ، نظر باشمئزاز إلى ما علق بـحذائه
الأسود اللامع من غبار ، ودون أن يكلف نفسه عناء النظر
إلينا ، نحن الواقفين تحتها لاستقباله ، تطلع إليها وقال : يجب أن تقطع ، تعيق
وصول السيارة إلى باب البيت ...
لا أبي نبس بكلمة وإن بدا على وجهه الاستغراب ، ولا أمي قالت شيئا
ولا عمي ولا عمتي ، فقط جدتي أشاحت بوجهها عنه ، وضمت الشجرة
العجوز السامقة ، ثم أخذت تبكي في صمت ، وهي تنظر إلى حيث كان جدنا
يقضي مساءاته الصيفية تحتها كملك .
لحظتها رأيتني على أعلى غصن وهم يتطلعون إلي كالأقزام ، وفي يدي
ربطة عنق مزركشة يتدلى منها حذاء أسود على شكل قلب .