المثقف مسؤول عن كل جريمة لم يسمع بها
سارتر

رجم

ارتاع جدّي كثيرا حين أطلعته على شريط فيديو بالألوان الطبيعية قد تمّ ترويجه على موقع سلفيّ في معرض إشادة الإخوة السّلفيين في ذلك الموقع المبارك بتطبيق طالبان الأفغان حدّ مهجور من حدود العزيز المنّان، كما أورد نفس الشريط موقع مجاهر بإلحاده، في معرض التشهير بما سمّاه" قسوة الإسلام و همجيّة أتباعه".
كان الشريط الوثائقيّ الذي لم يستغرق عرضه أكثر من عشر دقائق، يصوّر مشهد رجم زانية أفغانية دسّ نصفها في حفرة قبل أن تنهال الحجارة على أمّ رأسها لتحوّلها الى بطيخة داستها سيّارة ثم لترديها قتيلة، بعد محاولات يائسة بذلتها الأثيمة للنهوض.. محاولات يائسة تخللتها حركات و إنتفاضات ثم هزّات واهنة ترجمت ما كانت تكابده المحتضرة من ألم النزع.
خلال كامل عرض الشريط المبارك، ظل جدّي ــ لعظم دهشتي و خيبة أملى ــ يرتجف كسعفة في مهبّ الريح، وهو يبكي بغزارة. فور فراغ جدّي من مشاهدته، شرع يخبط على فخذيه كما تفعل نوّاحة حقيقيّة، ثم لم يلبث أن وثب قائما ثم قافزا في الهواء بخفّة أدهشتني، كل ذلك وهو يرفع صوته بالصيّاح:
ـــ يا ربّي يا ربّي إيش هذا البلاء السّلفيّ؟!
ـــ ... !!!
ـــ يا ربّي يا ربّي إيش هذا الغباء الحميريّ ؟!
ـــ ... !!!
توقّف جدّي قليلا، ضرب كفا بكفّ فيما كان يتساءل:
ـــ هل يعقل أن تحدث هذه البليّة باسم ربّ البريّة؟!
عجبت من أمر جدّي و ما أعتراه من زندقة، وما طرأ عليه من لائكيّة مفاجِئة، كنت أنتظر غبطته و ترحيبه برجوع الإسلام الى قديم مجده و سالف مكانته التشريعيّة، و لكن ما بدر منه كان أكثر مفاجأة من الثورتين التونسيّة و المصريّة لذوي الحنكة السياسيّة. خصوصا و أن الثورتين العجيبتين قد صدرتا من أشدّ الشعوب العربيّة تكيّفا مع الطغيان و تعايشا مع الديكتاتورية..
هل يمكن أن يكون إيمان جدّي من الهشاشة بحيث تؤثّر فيه ــ على كبر سنه و وفرة فقهه ــ و الى هذا الحدّ اللّعين، دعايات الملحدين و هرطقة العلمانيين؟!!... أستعذت بالله من الشيطان الرّجيم حالما تذكّرت معاينتي له قبيل أيام قلائل، و هو يتأمّل باهتمام ظاهر ما أورده الموقع الضلالي" أبو لهب أكاديمي دوت نات"، و من قبلها بيومين ما نشره الموقع المذموم " أنا ملحد دوت كوم".
قلت لجدّي مهدئا من روعه ، سابرا سرّ ثورته الغريبة:
ـــ جعلت فداك، ما الذي دهاك؟
لم يأبه جدّي باستفساري، بل وضع راحتيه فوق رأسه ثم طفق مهرولا بين زوايا غرفته، شاخصا ببصره الى السّماء وهو يصيح مبتهلا :
ـــ يا فاطر البريّة، إيش هذه الفتنة السّلفية؟!
ـــ ...
ـــ هل يعقل هذا؟
ـــ ...!!
سألت جدّي وقد رابني سلوكه الإلحادي المحدث:
ـــ ما أنكرت يا أبا دليلة من أمر الزانية القتيلة؟
كان جدّي يرمقني بحنق حين أردفت شارحا:
ـــ اعني مالذي خالف العقل فيما عاينت من أمر الراجمين الميامين؟
تجاهلني جدّي مكتفيا بالبصاق ناحيتي، منخرطا في مساءلة خالقه:
ـــ هل يعقل يا غفور يا جليل، و قد غفرت لعاهرة محترفة من بني إسرائيل
ـــ....
ـــ و أدخلتها جنة النعيم
ـــ ....
ـــ لا لشيء ألا لأن تلك القحبة اليهودية قد سقت كلبا عطشانا
ـــ ...!!؟
ـــ هل يعقل و قد فعلت ذلك أن تسمح بترويع مسلمة مستورة
ـــ ....
ــــ لتلقى في حفرة وترجم بعدها ككلبة مسعورة؟!
ـــ ....
ــــ كل ذلك بسبب زنية قد تكون الأولى وان كان من المؤكّد أنها الأخيرة؟!!
سكت جدي ثم أضاف مستدركا:
ـــ هذا إن صحّ اقتراف المظلومة تلك الزنية المشؤومة؟
صحت في جدّي و قد عيل صبري، و أعترتني حميّة سلفية باعثها الغيرة على سنة محمّدية غدت غرضا للملحدين و هدفا للمشككين:
ــ ويحك يا جدّاه العجيب، أداعية زنا و قد غزاك المشيب؟!!
كان جدّي يراقبني في هيئة غير المصدّق حين أردفت ناصحا:
ـــ أفق يا مسيكين!
ثم و أنا أشدّد عليه النكير:
ـــ أزندقة و رقّة دين، و قد أستوى زرعك للحاصدين؟
ـــ .....!!؟
ــ ألا تكفّ يا هالك الغد أو بعد حين، عن القول المشين؟
توقف جدّي عن السعي بين جدان غرفته الأربعة ثم سألني مستنكرا:
ـــ ماذا تعني يا معتوه؟!
صحت بجدّي متجاهلا :
ـــ يا شيخ الغابرين أكفر بعد ايمان و ردّة بعد يقين؟
توقف جدّي بالقدر الذي مكّنه من تناول مروحة كهربائية قذفني بها مزمجرا:
ـــ يا أجهل من دبّ. أجهلا و سوء أدب؟
سألت جدّي و أنا أتقى مقذوفه بخزانة على يمين الداخل الى غرفته، و بجرأة في الحقّ لم أعهدها في نفسي:
ـــ ما تنكره يا فتّان من تطبيق جماعة طالبان حدّا من حدود الله
الرحمن؟!
جلس جدّي على الأرض أرخى رأسه، شرع يطوّحها ذات اليمين و ذات الشمال، ثم سألني باسما دون أن يغادر إطراقته :
ــ أنا.. يا تعسان من ينكر حدّا من حدود الرحمن!!
كنت أبحث عن جواب حين عاجلني:
ـــ أتحسبني ميخائييل غورباتشوف أم هل تظنني الملحد أندروبوف ؟
سكت جدّي قليلا ثم سألني محاججا:
ــ أخبرني يا أحمق من براه، ما دليلك على الرجم في كتاب الله؟
كنت أعتصر ذهني بحثا عن آية قرآنية تدعم رأيي حين أضاف جدّي موبّخا:
ـــ يا أسخف البغاة، هل ضمّ القرآن آية واحدة تشرّع رجم الزناة؟
قلت وقد عاودني رشدي بعد أن قطعني جدّي:
ـــ لم ترد آية، بل ورد حديث شريف يأمر برجم الزاني المحصن.
صاح بي جدّي منتصرا:
ـــ وهل ينسخ حديث مهما بلغت صحّة سنده، آية قرآنية قطعية الدّلالة و الورود؟
ـــ ....
ــــ ألم يبلغك قول الحق تعالى ((ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها أو مثلها))
كنت أبحث عن مخرج حين واصل جدّي سائلا:
ـــ أخبرني يا قرنان، هل أنّ السنّة كالقرآن؟
استغل جدّي سكوتي ليسألني ثانية:
ـــ أخبرني يا بهيم، هل السنة أفضل من الذكر الحكيم؟
ـــ ...
ـــ اذا كان الأمر كذلك، فكيف يبطل حديث آحاد رواه فلان عن فلان، حكما جاء به القرآن؟
هممت بمحاجّة جدي وقد عاودني ما ألفت من سرعة البديهة، غير أنه قاطعني مزمجرا:
ــ اخبرني يا غلام السّوء، أي عار سيشملك لو تهامس بعض الجيران بأمر رسالة غرام أرسلتها أمّك رباب الى جارنا الفاسق عبد التوّاب؟
ـــ ...!!
ـــ اخبرني فورا يا سخيف، كيف ستكون حالك لو أن صحيفة
محليّة نشرت إشاعة تفيد بأن أمّك تربطها علاقة مشبوهة بأحد الزناة؟
ـــ ....
ـــ أخبرني الآن يا بغلان، أي سماء تظلّك و أي أرض تقلّك، لو أثبتت التحقيقات أن أمّك قد زنت فعلا، بل و أنّ لفيفا من سفهاء البلدة و عقلائها، قد حشروا في صعيد واحد لمعاينة أمك القحبة و هي تفضح بجلاجل و تنشر صورها في الفايس بوك و التويتر و على الفضائيات؟!
ـــ ....
ـــ أعني وهي تجلد عملا بقوله تعالى " و ليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"؟!
ــــ ...؟!!!
ــ ألا يكفيك هذه الفضيحة كي لا ترفع رأسك من على الأرض ما حييت؟
ـــ ....
ــ و الأهم من ذلك كله، أليست هذه الفضيحة كافية لردع كل التونسيين و التونسيات عن الزنا، ــ و هي الغاية من تشريع الحدّ ــ ان لم يكن خوفا من الجبّار فتجنبا للفضيحة و العار؟!
ـــ ...!!
ـــ اليست عقوبة الجلد أكثر من كافية، حتى تزيد طالبان الأفغانية( و من قبلها السّلفيّة الغبيّة) في الشطرنج بغلة، بإضافة القتل الجسديّ إلى عقوبة القتل المعنويّ؟!
ـــ ....
ـــ أجبني يا خرفان أما كفي تلك عقوبة رادعا؟
ــ ...
ـــ أم لعل بلاد المسلمين هي السّويد أو اتحاد السوفيات، حتى يقدّر الله تعالى بأن هذه العقوبة الشنيعة غير رادعة للزناة؟
كنت تحت تأثير الهجوم الكاسح الذي شنه عليّ جدّي حين ضحك الأخير قائلا:
ــ حين ذكرت السويد و روسيا، إنما أردت العالم الغربي البارد و الفاقد للغيرة.
توقّف جدّي ريثما تمخّط طويلا ثم أضاف مستدركا:
ـــ إلاّ النادر من أهل الغرب و الحق أجدر بأن يقال، فاهل الريف في بلاد الطليان ــ على سبيل المثال، كأهل الصّعيد في الغيرة و الفتك بمن استهدف نساءهم بفسق .
هممت بالكلام غير ان جدّي عاجلني مكملا:
ــ هاك نكتة و إن كنت لا تستحقّها.
ـــ...!!
بدأت أشكّ في إمكانيات جدّي العقليّة حين إنطلق الأخير مفاكها:
ـــ قال الفرنسي جورج لزميله روبار: " هل تعلم يا روبار، أنني ضبطت انكليزيّا بين أحضان زوجتي مادلان؟" سأله صديقه روبار:" و ماذا صنعت به؟" أجاب جورج بين عضّتين استهدفتا شفته السّفلى: " لقد كان الحظ حليف المغير البريطاني، لأنني ــ و كما تعلم جيّدا ــ لا أحسن بعد لغتي الأم سوى اللسّان الطلياني"!
ما ان فراغ جدّي الضالّ من نكتته السّخيفة حتى بادرته سائلا:
ــ و كيف غفلت عن الآية المنسو..
تجاهلني جدّي مكمّلا:
ــ ثم هل تظن أن الشارع الحكيم يسعى الى إيقاع العقوبة بالناس تشفّيا بهم و شوقا الى دمائهم؟ هل تعلم أن الرسول قد قال لمن بلّغ عن زان "هلاّ سترته بثوبك؟" و هل تعلم أيضا أن أبا الدّرداء كان يلقن السّارق بقوله له:"هل سرقت قل لا" يقولها في جملة خاطفة، لعلم الصحابي الفقيه أن قول" لا" شبهة تدرأ عنه الحدّ؟، ثم هل تدري أن اقامة حد الزنا لا يتسيّر الا بشهادة أربعة شهود عاينوا مسمار الرجل و قد غاب بالكامل في خشبة المرأة، معاينة الميل في المكحلة مزيّنة الأحداق، و جيش أمريكا في العراق؟!..
وهذا لا يمكن حصوله يا نسناس حتى في شوارع أستكهولم أو لوس انجلاس، و ان حصل دقّ المسمار في قارعة الطريق، فلا يقام الحدّ على الفاعلين لكونهما من المجانين، فهلا وعيت يا طائر البطريق! ضحك جدّي ثم قال" للأمانة الأدبية أقول، عبارة المسمار والخشبة هما من ابتكار الروائي السّعودي عبده خال!"
حين هممت بالكلام بادرني جدّي قائلا:
ــ لعلك تريد أن تقول ان هناك آية نزلت لتشرّع رجم الزناة؟!
صحت منتشيا بحق ظهر على لسان مبطل:
ــ أجل و هي قوله تعالى "الشيخة و الشيخ اذا زنيا فاجلدوهما البتة" وقد ورد نصّ الآية في أثر نبويّ صحيح!
سألني جدّي وقد أخذته العزّة بالإثم:
ـ
ـــ و أين موضع هذه الآية المزعومة من القرآن؟!
ـــ ...!
ــ في أي سورة هي؟
أجبت جدّي منكسرا:
ـــ لا مكان لها في كتاب الله !
ـــ لم استبعدت و الحال انها تتضمن حكما شرعيا؟
ـــ لأنها لم تدون حين تمّ تدوين القرآن.
سألني جدي مضيقا علي الخناق:
ـــ لم لم تدون على الرغم من كونها تمثل دليلا شرعيا ماضيا الى يوم القيامة؟
حين لم أحر جوابا أضاف جدّي مفحما:
ــ هل أن آية" لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى" وهي آية منسوخة بإتفاق العلماء أي بطل حكمها بعد أن حرّم الإسلام الخمر في الصلاة و في غير الصلاة، كانت أولى بالتدوين من "آية" و" الشيخة و الشيخ " التي لم تنسخ بعد؟!!
ـــ ...؟؟!!!
ــــ هل يعقل أن يثبت الحق تعالى آية بطل حكمها ليسقط آية بقي حكمها جاريا؟!
اجبت جدي وقد أعوزتني الحيلة:
ـــ سبحان الله، صدق رب العالمين حين قال في أمثالك من أعداء الدين " وكان الإنسان أكثر شيء جدلا"
ضحك جدي طويلا قرّبني اليه قائلا:
ــ لعلك ظننت ان انكاري حديث " الشيخة و الشيخ " يعني منافحتي عن المومسات، و الحال ان جدك ليس من أصحاب الكباريهات ولا الفضائيات ولا الأكاديميات الفنية أو الشركات السينمائية، ثم هل تعتقد أن جدك وهو كما تعلم على الحديدة، قد باع دينه لجهات تدبّر لأمتنا المكيدة ؟
ـــ ...!!
ـــ ان كان هذا قد حصل حقا فلم تتبعني مخابرات الدكتاتور التونسي الشقيّ في الرواح و المجيء؟
سكت جدي هنيهة ثم أضاف متحسّرا:
ــ أنا لا أعتب على جهّال طالبان تصرّفهم الغبيّ بتطبيق حدّ وهميّ، فهم و إن كانوا أهل حميّة و قتال و حريّة و إستبسال، فإنهم أهل جهل عظيم بالدين، و غفلة قصوى عن مقاصد سيد المرسلين ، إنما ألوم علماء الشريعة عن جبنهم و فقدانهم للشجاعة الأدبية التي تمكنهم من مصارحة العالمين بأن الرّجم لا يمت لديننا بخيط عنكبوت مهين، و أن حدّ الرّجم ــ هذا في أحسن الحالات ــ قد نسخته المحكمات من الآيات، لعلهم ينقذون بذلك التصريح أرواح مرجومين جدد أو يعيدون الثقة المهتزة بدين ربّ العالمين الى المتشككين من أبناء المسلمين.
تنهد جدّي ثم أضاف و به لوعة لا تخفى :
ــ و لكن أني لتك الأنعام المعمّمة أخذ هذه المبادرة الشجاعة و قصورهم العقلي يحول بينهم و بين إعمال العقل و التدبير؟
قلت لجدّي بعد أن أكببت على كفه ثم رأسه و أشبعتهما ــ على طريقة ياسرعرفات ــ لثما و تقبيلا:
ـــ سامحني يا جدّاه فقد أسأت إليك و الله!
قال لي جديّ وقد عاوده حبوره كأحسن ما يكون:
ــ هاك نكتة أخرى قبل أن تأتيني بشربة ماء جزاء اعترافك بالحقّ، و تركك المراء.
ـــ ...!
ـــ هل تعلم يا فهيم ما السبب في عدم إلحاق "آية" الشيخة و الشيخ" بالذكر الحكيم؟
قلت لجدّي مستعجلا:
ــ دعنا من "و الشيخة و الشيخ" و هات نكتتك يا أحيلى شيخ!!
ردّ جدّي بين ضحكتين أشبه بكركرتي مرجل الشاي في أوج فورانه:
ــ النكتة تكمن في جوابي عن سؤالي السابق.
ــ و كيف ذلك!
ـــ لقد كانت حجّة المحدّثين في عدم إلحاق تلك الآية المزعومة بالذكر المبين، كونها فقدت من بين أيديهم !
ـــ و كيف تمّ ذلك؟
ـــ لقد كتبت الآية على لحاء شجرة أو ما شابه ذلك ثم دسّت تحت فراش فجاءت شاة فلاكتها ثم أبتلعتها!!
سألت جدّي بين ضحكتين:
ـــ و هل كان فقدان النصّ المسطور ما يمنع من إلحاقه "بالحاقة" و" الطور" وقد وعته القلوب و حفظته الصدور ؟
قال جدّي ضاحكا:
ذلك ما غاب عن جدك التفكير فيه كما غاب عن المحدّثين تفسيره!
بادرت جدّي ساخرا:
ـــ يبدو أن تلك الشاة قد أكلت عقولهم المحقورة قبل أن تأكل نصّ الآية المذكورة!
أضاف جدي مؤيدا:
ـــ هذا ان كانت لهم عقول أصلا!!
استغرق جدّي في ضحك مسترسل ثم قال لي مبتهجا:
ـــ خذ نكتة ثالثة بالمناسبة!
ـــ هات يا جدّاه رعاك الله!
تنحنح جدّي ثم قال:
ــ الأول: هل سمعت بإصابة جارنا السّلفي بسرطان الدّماغ! الثاني ــ عجيب... لكن الدّماغ جاه منين ؟!
كنت مستغرقا في الضحك حين وكزني جدّي آمرا:
ــ هات شربة الماء فقد جفّ ريقي وقاربت الإغماء.
بعد قضاء جدّي وطره من نزيل السّماء، أطال لي الدّعاء فكان من جمله دعائه " متّعك الله بعقلك و بارك، و شغل مسمارك بالحلال عن تتبّع خشبة جارك"!
أوسلو 21 أفريل 2011