كان هندامه لايعرف الا القليل من الأناقة وهو غير مكترث لهذا فالنسيان زحف اليه وجرده من الاهتمام بهذا الجانب فكانت شرارة التلهف تتوقد في داخله مع كل نظرة تبحث بشغف في الوصول للهدف والوقت ينصرم سريعا وينحسر ويبقى في دائرة الحيرة والترقب تتجاسر خطواته في الاندفاع لكنها ما ان تلبث ان يقيدها التيه نظر ا لى ساعته الذهبية كالطبيب الذي يقيس نبض المريض فوجد انه يجرفه الى الضياع قبض بشدة على الورقة التي في يده وتمنى ان تتمزق وينتهي ويعود من حيث اتى فالحنق والضيق نصب معالمه ويكاد ان يجهز عليه عاود تحرير نفسه ولو قليلا من هذا الشعور وحاول التغلب عليه فراح يزيد في الخطى التي أصابها الكسل لفترة لكن حماسته تسرب إليها الضعف في كل خطوة فصار البطء يغزوها فتراجعت تعلن الهزيمة وهو في تحدي صارخ لا يمكنه ان يعلن عن فشله وعدم معرفته فمنذ كان صغيرا لايرضى في ان يستجدي المساعدة من أحد كبرياء وعزة نقشها وحفرها في داخله جعلت منه عنيدا متصلب لاينهار او يخور عند الموقف مهما كان طبيعة رسخت مع الزمن , الوقت كان أقوى منه فهو يسبقه تاركه سجين شعوره الذي يخالجه حاول الاقتراب في نقد ذاته والتنازل عن الشموخ والتعالي انه مجرد سؤال سوف يأتي من غريب لايعرفتي ولا اعرفه سيخرجني من حالتي تلك دخل في حالة التردد وأخيرا قرر المواجهة وعدم الخضوع والانصياع من اجل امر بسيط زادت حدة التحدي لديه لا يؤد ان يقال عنه انه احتاج الى مساعدة فيوصف بانه محتاج تقع على لسان أحد ولو كانت لا تعطي حقيقته ادلف الى ممر طويل فطرق سمعه ثرثرة كانت بمثابة قدح من الماء خمد جزء من شعلة مستعرة في جسده ثرثرة أحيانا تكون ساذجة يمتزج معها قهقه وضحك متقطع وهاهي الصورة التي نقلت إليه تتجسد أمامه بشكل واضح ومع زيادة خطواته أصبحت الثرثرة تتعالى وخاصة من ذلك المكتب فعرف على الفور انه ثرثار الإدارة الذي طالما سمع عنه والذي حاول التميز بنثر الكلمات للحصول على الطموح فهو لديه النقاش الجاد والحلول الناجحة لكل القضايا شعر بصداع خفيف ضرب رأسه بعد هذا الإجهاد ولكن في النهاية انفرجت أساريره وانكسرت قيود الحيرة والتشتت لقد وصل الى الهدف لوحة كبيرة مزخرفة كتب عليها المدير العام ..الحمد لله قالها مع نفس طويل ... ماذا تريد ؟ أريد المدير .. انه غير موجود أحس بالغيظ والضجر ولكن هذه الورقة لابد ان يطلع عليها انه أمر هام لابد ان ينجز . دعني اطلع عليها .. أنها فقط تحتاج الى توقيع ومن غير الضروري ان يوقع عليها المدير شخصيا .. بعد هذا العناء والتعب.. واتضحت الحقيقة الأخرى التي انبلجت إمامه في ان المدير في هذه الإدارة مثل فزاعه الحقول يبقى أحيانا شكلا ومسمى فقط .