جاري الكفيف(قصيدة)

شعر د. ماجد عرب الصقر الزبيدي


صدفة
رأيت جاري الشيخ الكفيف

بين صلاة المغرب والعشاء
يدلف إلى دائرة المباحث
والوشاية
في يده اليمنى عصاه
وفي اليسرى أوراق نميمة
وكلام ثقيل وخفيف.

عندها أيقنت
لم إرتعاش الناس في وطني
إذا ما ساروا إلى جدار
أو رصيف ؟!
وإذا ما تلعثموا وصرخوا
يالطيف يالطيف.

وأنا بدوري صرت
كلما إقتربت من جدار
أو رصيف
ألتمس رأسي
ويرتعش جسدي ...
ويرتجف
وأسأل الله أن لايراني
أو يسمع همسي
جاري الكفيف.

وكلما مررت في دروب الحي
صرت أتلو كل آيات التعاويذ
متبوعة بالنداء :
يالطيف يالطيف !!
وأقرأ التعاويذ ثانية
وسورتي العلق والفلق
وما تيسر من قصار السور
وما تذكرته من احاديث و ادعية
من الوزن الثقيل و النحيف.

ومن نظمي :
أعوذ باللة من عيون الناس
ومن أيدي الناس
ومن آذان الناس
ومن أقلام الناس
ومن نفاق الناس
ومن تقلب الناس
ومن وشاية الناس
وحسدهم وحقدهم
وما يسطرون من دبلجة
ووشاية ونميمة
وتقارير زور و بهتان
وتطوع في مراقبة الناس
وتسجيل اهاتهم
و حركات اطرافهم
في الشتاء و الصيف
في الربيع و الخريف
دون حياء أو كلل
دون ملل أو خوف!

كيف لا أرتجف من لمس جدار
أو سير فوق رصيف
في زمن باتت وشاية
من واش
أوخسيس
من مبصر أو كفيف
تلقي بالحر في جوف غائط مخيف ؟!
يالطيف يالطيف!!