المعلقة الثالثة لعمرو بن كلثوم
هذه المعلقة هي الخامسة في المعلقات وهي من أغنى الشعر الجاهلي بالعناصر الملجمية والفوائد التاريخية والاجتماعية وأما مقياس جمالها الغني فهو ما تحركه لدى سماعها في النفس من نبض الحماسة وشعور العزة والاندفاع.
وأما الشاعر عمرو بن كلثوم فهو من قبيلة تغلب كان أبوه كلثوم سيد تغلب وأمه ليلى بنت المهلهل المعروف ( بالزير ) وفي هذا الجو من الرفعة والسؤدد نشأ الشاعر شديد الإعجاب بالنفس و بالقوم أنوفاً عزيز الجانب، فساد قومه و هو في الخامسة عشرة من عمره.
تقع معلقة ابن كلثوم في ( 100 ) بيت أنشأ الشاعر قسماً منها في حضرة عمرو بن هند ملك الحيرة وكانت تغلب قد انتدبت الشاعر للذود عنها حين احتكمت إلى ملك الحيرة، لحل الخلاف الناشب بين قبيلتي بكر و تغلب.
وكان ملك الحيرة (عمرو بن هند) أيضاً مزهواً بنفسه وقد استشاط عضباً حين وجد أن الشاعر لا يقيم له ورناً ولم يرع له حرمة ومقاماً فعمد إلى حيلة يذله بها فأرسل (عمروبن هند) إلى عمرو بن كلثوم (يستزيره) وأن يزير معه أمه، ففعل الشاعر ذلك وكان ملك الحيرة قد أوعز إلى أمه أن تستخدم ليلى أم الشاعر و حين طلبت منها أن تناولها الطبق قالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها . . . ثم صاحت ( واذلاه يالتغلب ! فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فوثب إلى سيف معلق بالرواق فضرب به رأس عمرو بن هند ملك الحيرة وعلى إثر قتل الملك نظم الشاعر القسم الثاني من المعلقة وزاده عليها.
( وهي منظومة على البحر الوافر).
ومن أطرف ما ذكر عن المعلقة أن بني تغلبكباراً و صغاراً كانوا يحفظونها ويتغنون بها زمناً طويلاً.
توفي الشاعر سنة نحو 600 للميلاد بعد أن سئم الأيام والدهر.
د. أبو شامة المغربي