الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 13 إلى 24 من 24

الموضوع: المعلقــــــــــــــــــات ... التعريف بهـــــــــــا

  1. #13 المعلقات السبـــع .. معلقة الحارث بن حلزة (ترجمة الشاعر) 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    هوالحارث بن ظليم بن حلزّة اليشكري، من عظماء قبيلة بكر بن وائل، كان شديد الفخربقومه حتى ضرب به المثل فقيل : أفخر من الحارث بن حلزة، ولم يبق لنا من أخباره إلاما كان من أمر الاحتكام إلى عمرو بن هند سنة ( 554 ـ 569 ) لأجل حل الخلاف الذي وقعبين القبيلتين بكر وتغلب توفي سنة 580 للميلاد أي في أواخر القرن السادس الميلاديعلى وجه التقريب.

    أنشد الشاعر هذه المعلقة في حضرة الملك عمرو بن هند رداً علىعمرو بن كلثوم وقيل أنه قد أعدّها وروّاها جماعة من قومه لينشدوها نيابة عنه لأنهكان برص وكره أن ينشدها من وراء سبعة ستور، ثم يغسل أثره بالماء كما كان يفعل بسائرالبرص، ثم عدل عن رأيه وقام بإنشادها بين يدي الملك وبنفس الشروط السابقة، فلماسمعها الملك وقد وقعت في نفسه موقعاً حسناً أمر برفع الستور، وأدناه منه، وأطمعهفي جفنته ومنع أن يغسل أثره بالماء ...
    كان الباعث الأساسي لإنشاد المعلقة دفاعالشاعر عن قومه وتفنيد أقوال خصمه عمرو بن كلثوم ـ تقع المعلقة في ( 85 ) خمس وثمانين بيتاً نظمت بين عامي ( 554 و 569 ).

    شرحها الزوزني ـ وطبعت في اكسفورد عام ،1820ثم في بونا سنة 1827 وترجمت إلى اللاتينية والفرنسية وهي همزية على البحرالخفيف تقسم المعلقة إلى:
    1 ـ مقدمة : فيها وقوف بالديار ـ و بكاء على الأحبة ووصف للناقة ( 1 ـ 14)
    2 ـ المضمون : تكذيب أقوال التغلبيين من ( 15 ـ 20 ) عدماكتراث الشاعر وقومه بالوشايات ( 21 ـ 31 ) مفاخر البكريين ( 32 ـ 39 ) مخازيالتغلبيين ونقضهم للسلم ( 40 ـ 55 ) استمالة الملك ـ ذكر العداوة ( 59 ـ 64 ) مدحالملك ( 65 ـ 68 ) خدما البكريين للملك ( 69 ـ 83 ( القرابة بينهم وبين الملك ( 84ـ 85 ).

    قيمة المعلقة : هي نموذج للفن الرفيع في الخطابة والشعر الملحمي وفيهاقيمة أدبية وتاريخية كبيرة تتجلى فيها قوة الفكر عند الشاعر ونفاذ الحجة كما أنهاتحوي القصص وألواناً من التشبيه الحسّي كتصوير الأصوات والاستعداد للحرب وفيهامن الرزانة ما يجعلها أفضل مثال للشعر السياسي والخطابي في ذلك العصر.
    وفيالجملة جمعت المعلَّقة العقل والتاريخ والشعر والخطابة ما لم يجتمع في قصيدةجاهلية أخرى.
    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com
    رد مع اقتباس  
     

  2. #14 المعلقات السبـــع .. معلقة الحارث بن حلزة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    معلقة الحارث بن حلزة

    آذَنَتـنَـا بِبَينـهـا أَسـمَـاءُ
    رُبَّ ثَـاوٍ يَمَـلُّ مِنـهُ الثَّـواءُ

    بَعدَ عَهـدٍ لَنـا بِبُرقَـةِ شَمَّـاءَ

    فَأَدنَـى دِيَـارِهـا الخَلْـصَـاءُ

    فَالمحيّـاةُ فَالصّفـاجُ فَأعْنَـاقُ

    فِـتَـاقٍ فَـعـاذِبٌ فَالـوَفـاءُ

    فَريَاضُ القَطَـا فَأوْدِيَـةُ الـشُ

    ربُـبِ فَالشُعبَتَـانِ فَـالأَبْـلاءُ

    لا أَرَى مَن عَهِدتُ فِيهَا فَأبْكِـي

    اليَومَ دَلهاً وَمَا يُحَيِّـرُ البُكَـاءُ

    وبِعَينَيـكَ أَوقَـدَت هِنـدٌ النَّـارَ

    أَخِيـراً تُلـوِي بِهَـا العَلْـيَـاءُ

    فَتَنَـوَّرتُ نَارَهَـا مِـن بَعِـيـدٍ

    بِخَزَازى هَيهَاتَ مِنـكَ الصَّـلاءُ

    أَوقَدتها بَينَ العَقِيقِ فَشَخصَيـنِ

    بِعُـودٍ كَمَـا يَلُـوحُ الضِـيـاءُ

    غَيرَ أَنِّي قَد أَستَعِينُ على الهـم

    إِذَا خَـفَّ بِالـثَّـوِيِّ النَـجَـاءُ

    بِـزَفُـوفٍ كَأَنَّـهـا هِـقَـلـةٌ

    أُمُّ رِئَــالٍ دَوِيَّــةٌ سَقْـفَـاءُ

    آنَسَت نَبأَةً وأَفْزَعَهـا القَنَّـاصُ

    عَصـراً وَقَـد دَنَـا الإِمْـسَـاءُ

    فَتَرَى خَلْفَها مِـنَ الرَّجـعِ وَالـ

    وَقْـعِ مَنِينـاً كَـأَنَّـهُ إِهْـبَـاءُ

    وَطِرَاقـاً مِـن خَلفِهِـنَّ طِـرَاقٌ

    سَاقِطَاتٌ أَلوَتْ بِهَـا الصَحـرَاءُ

    أَتَلَهَّـى بِهَـا الهَوَاجِـرَ إِذ كُـلُّ

    ابـنَ هَــمٍّ بَلِـيَّـةٌ عَمـيَـاءُ

    وأَتَانَا مِنَ الحَـوَادِثِ والأَنبَـاءِ

    خَطـبٌ نُعنَـى بِـهِ وَنُـسَـاءُ

    إِنَّ إِخوَانَنـا الأَرَاقِـمَ يَغـلُـونَ

    عَلَينَـا فِـي قَيلِهِـم إِخْـفَـاءُ

    يَخلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِـذِي الـ

    ـذَنبِ وَلا يَنفَعُ الخَلِيَّ الخِـلاءُ

    زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العِيـرَ

    مُـوَالٍ لَنَـا وَأَنَــا الــوَلاءُ

    أَجمَعُوا أَمرَهُـم عِشـاءً فَلَمَّـا

    أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوْضَـاءُ

    مِن مُنَادٍ وَمِـن مُجِيـبٍ وَمِـن

    تَصهَالِ خَيلٍ خِـلالَ ذَاكَ رُغَـاءُ

    أَيُّهَـا النَاطِـقُ المُرَقِّـشُ عَنَّـا

    عِندَ عَمروٍ وَهَـل لِـذَاكَ بَقَـاءُ

    لا تَخَلنَـا عَلَـى غِرَاتِـك إِنّـا

    قَبلُ مَا قَد وَشَى بِنَـا الأَعْـدَاءُ

    فَبَقَيـنَـا عَـلَـى الـشَـنـاءَةِ

    تَنمِينَا حُصُونٌ وَعِـزَّةٌ قَعسَـاءُ

    قَبلَ مَا اليَـومِ بَيَّضَـت بِعُيـونِ

    النَّـاسِ فِيهَـا تَغَيُّـظٌ وَإِبَــاءُ

    فَكَأَنَّ المَنونَ تَردِي بِنَـا أَرعَـنَ

    جَونـاً يَنجَـابُ عَنـهُ العَمـاءُ

    مُكفَهِراً عَلَى الحَوَادِثِ لا تَرتُـوهُ

    للـدَهـرِ مُـؤَيِّـدٌ صَـمَّــاءُ

    إِرمِـيٌّ بِمِثلِـهِ جَالَـتِ الخَيـلُ

    فَآبَـت لِخَصمِـهَـا الإِجــلاَءُ

    مَلِكٌ مُقسِطٌ وأَفضَلُ مَن يَمشِـي

    وَمِـن دُونَ مَـا لَدَيـهِ الثَّنَـاءُ

    أَيَّمَـا خُطَّـةٍ أَرَدتُـم فَـأَدوهَـا

    إِلَينَـا تُشفَـى بِهَـا الأَمــلاءُ

    إِن نَبَشتُم مَا بَينَ مِلحَـةَ فَـال

    صَاقِبِ فِيهِ الأَمـوَاتُ وَالأَحَيَـاءُ

    أَو نَقَشتُـم فَالنَّقـشُ يَجشَمُـهُ

    النَّاسُ وَفِيهِ الإِسقَـامُ وَالإِبـرَاءُ

    أَو سَكَتُّم عَنَّا فَكُنَّا كَمَن أَغمَـضَ

    عَينـاً فِـي جَفنِهَـا الأَقــذَاءُ

    أَو مَنَعتُم مَا تُسأَلُونَ فَمَـن حُـدِّ

    ثتُمُـوهُ لَـهُ عَلَينَـا الـعَـلاءُ

    هَل عَلِمتُم أَيَّامَ يُنتَهَـبُ النَّـاسُ

    غِـوَاراً لِكُـلِّ حَــيٍّ عُــواءُ

    إِذ رَفَعنَا الجِمَالَ مِن سَعَـفِ ال

    بَحرَينِ سَيراً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ

    ثُمَّ مِلنَا عَلَـى تَمِيـمٍ فَأَحرَمنَـا

    وَفِينَـا بَنَـاتُ قَــومٍ إِمَــاءُ

    لا يُقِيمُ العَزيزُ بِالبَلَـدِ السَهـلِ

    وَلا يَنفَـعُ الذَّلِـيـلَ النِـجَـاءُ

    لَيسَ يُنجِي الـذِي يُوَائِـل مِنَّـا

    رَأْسُ طَـوْدٍ وَحَـرَّةٌ رَجــلاءُ

    مَلِكٌ أَضلَـعَ البَرِيَّـةِ لا يُوجَـدُ

    فِيهَـا لِـمَـا لَـدَيـهِ كِـفَـاءُ

    كَتَكَالِيفِ قَومِنَا إِذَا غَزَا المَنـذِرُ

    هَلِ نَحـنُ لابـنِ هِنـدٍ رِعَـاءُ

    مَا أَصَابُوا مِن تَغلَبِي فَمَطَلـولٌ

    عَلَيـهِ إِذَا أُصِـيـبَ العَـفَـاءُ

    إِذَ أَحَلَّ العَـلاةَ قُبَّـةَ مَيسُـونَ

    فَأَدنَـى دِيَـارِهَـا العَـوصَـاءُ

    فَتَـأَوَّت لَـهُ قَرَاضِبَـةٌ مِــن

    كُـلِّ حَـيٍّ كَأَنَّـهُـم أَلـقَـاءُ

    فَهَداهُم بِالأَسوَدَيـنِ وأَمـرُ اللهِ

    بَالِـغٌ تَشقَـى بِـهِ الأَشقِـيَـاءُ

    إِذ تَمَنَّونَهُم غُـرُوراً فَسَاقَتهُـم

    إِلَيـكُـم أُمنِـيَّـةٌ أَشـــرَاءُ

    لَـم يَغُرّوكُـم غُـرُوراً وَلَكـن

    رَفَعَ الآلُ شَخصَهُـم وَالضَحَـاءُ

    أَيُّهـا النَاطِـقُ المُبَلِّـغُ عَـنَّـا

    عِندَ عَمروٍ وَهَل لِـذَكَ انتِهَـاءُ

    مَـن لَنَـا عِنـدَهُ مِـنَ الخَيـرِ

    آيَاتٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِـنَّ القَضَـاءُ

    آيَةٌ شَارِقُ الشّقِيقَةِ إِذَا جَـاءَت

    مَعَـدٌّ لِـكُـلِّ حَــيٍّ لِــوَاءُ

    حَولَ قَيسٍ مُستَلئِمِيـنَ بِكَبـشٍ

    قَـرَظِـيٍ كَـأَنَّـهُ عَـبــلاءُ

    وَصَتِيتٍ مِنَ العَواتِـكِ لا تَنهَـاهُ

    إِلاَّ مُـبـيَـضَّـةٌ رَعــــلاءُ

    فَرَدَدنَاهُمُ بِطَعـنٍ كَمَـا يَخـرُجُ

    مِـن خُربَـةِ المَـزَادِ الـمَـاءُ

    وَحَمَلنَاهُمُ عَلَـى حَـزمِ ثَهـلانِ

    شِــلالاً وَدُمِّــيَ الأَنـسَـاءُ

    وَجَبَهنَاهُمُ بِطَعـنٍ كَمَـا تُنهَـزُ

    فِـي جَمَّـةِ الطَـوِيِّ الــدِلاءُ

    وَفَعَلنَـا بِهِـم كَمَـا عَلِـمَ اللهُ

    ومَـا أَن للحَائِنِـيـنَ دِمَــاءُ

    ثُمَّ حُجراً أَعنَي ابـنَ أُمِّ قَطَـامٍ

    وَلَــهُ فَارِسِـيَّـةٌ خَـضـرَاءُ

    أَسَدٌ فِـي اللِقَـاءِ وَردٌ هَمُـوسٌ

    وَرَبِيـعٌ إِن شَمَّـرَت غَـبـرَاءُ

    وَفَكَكنَا غُلَّ امرِيِء القَيسِ عَنـهُ

    بَعدَ مَا طَـالَ حَبسُـهُ والعَنَـاءُ

    وَمَعَ الجَونِ جَونِ آلِ بَنِي الأَوسِ

    عَـتُـودٌ كَأَنَّـهـا دَفـــوَاءُ

    مَا جَزِعنَا تَحتَ العَجَاجَةِ إِذ وَلُّوا

    شِـلالاً وَإِذ تَلَظَّـى الـصِـلاءُ

    وَأَقَدنَـاهُ رَبَّ غَسَّـانَ بِالمُنـذِرِ

    كَرهـاً إِذ لا تُـكَـالُ الـدِمَـاءُ

    وأَتَينَاهُـمُ بِتِسـعَـةِ أَمــلاكٍ

    كِــرَامٍ أَسلابُـهُـم أَغــلاءُ

    وَوَلَدنَا عَمـرو بـنِ أُمِّ أنَـاسٍ

    مِن قَرِيبٍ لَمَّـا أَتَانَـا الحِبَـاءُ

    مِثلُهَا تُخرِجُ النَصِيحـةَ للقَـومِ

    فَـلاةٌ مِـن دُونِـهَـا أَفــلاءُ

    فَاتْرُكُوا الطَيخَ والتَعَاشِي وَإِمّـا

    تَتَعَاشَوا فَفِي التَعَاشِـي الـدَّاءُ

    وَاذكُرُوا حِلفَ ذِي المَجَازِ وَمَـا

    قُـدِّمَ فِيـهِ العُهُـودُ وَالكُفَـلاءُ

    حَذَرَ الجَورِ وَالتَعدِّي وَهَل يَنقُضُ

    مَـا فِـي المَهَـارِقِ الأَهـوَاءُ

    وَاعلَمُوا أَنَّنَا وَإِيَّاكُـم فِـي مَـا

    إِشتَرَطنَا يَـومَ إِختَلَفنَـا سَـوَاءُ

    عَنَناً بَاطِلاً وَظُلمـاً كَمَـا تُعتَـرُ

    عَن حَجـرَةِ الرَبِيـضِ الظَّبَـاءُ

    أَعَلَينَا جُنَـاحُ كِنـدَةَ أَن يَغنَـمَ

    غَازِيـهُـمُ وَمِـنَّـا الـجَـزَاءُ

    أَم عَلَينَا جَرَّى إيَادٍ كَمَـا نِيـطَ

    بِجَـوزِ المُحـمَّـلِ الأَعـبَـاءُ

    لَيسَ منَّا المُضَرَّبُونَ وَلا قَيـسٌ

    وَلا جَـنــدَلٌ وَلا الـحَــذَّاءُ

    أَم جَنَايَـا بَنِـي عَتِيـقٍ فَإِنَّـا

    مِنـكُـم إِن غَـدَرتُـم بُــرَآءُ

    وَثَمَانُونَ مِـن تَمِيـمٍ بِأَيدِيهِـم

    رِمَـاحٌ صُدُورُهُـنَّ القَـضَـاءُ

    تَرَكُوهُـم مُلَحَّبِـيـنَ فَـآبُـوا

    بِنَهـابٍ يَصَـمُّ مِنهَـا الحُـدَاءُ

    أَم عَلَينَـا جَـرَّى حَنِيفَـةَ أَمَّـا

    جَمَّعَت مِـن مُحَـارِبٍ غَبـرَاءُ

    أَم عَلَينَا جَرَّى قُضَاعَةَ أَم لَيـسَ

    عَلَينَا فِـي مَـا جَنَـوا أَنـدَاءُ

    ثُمَّ جَاؤوا يَستَرجِعُونَ فَلَم تَرجِع

    لَـهُـم شَـامَـةٌ وَلا زَهــرَاءُ

    لَم يُخَلَّـوا بَنِـي رِزَاحٍ بِبَرقَـاءِ

    نِطَـاعٍ لَهُـم عَلَيهُـم دُعَــاءُ

    ثُمَّ فَاؤوا مِنهُم بِقَاصِمَةِ الظَّهـرِ

    وَلا يَـبـرُدُ الغَلِـيـلَ الـمَـاءُ

    ثُمَّ خَيلٌ مِن بَعدِ ذَاكَ مَعَ الغَـلاَّقِ

    لا رَأَفَــــةٌ وَلا إِبــقَــاءُ

    وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيدُ عَلَى يَـومِ

    الحَيارَيـنِ وَالـبَـلاءُ بَــلاء


    د. أبو شامة المغربي
    kalimates@maktoob.com
    رد مع اقتباس  
     

  3. #15 المعلقات السبـــع .. معلقة لبيد بن أبي ربيعة (الجزء الأول) 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    معلقة لبيد بن أبي ربيعة
    (الجزء الأول)



    عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَـا
    بِمِنىً تَأَبَّـدَ غَـوْلُهَا فَرِجَامُهَـا
    فَمَـدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا
    خَلِقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِىَّ سِلامُهَا
    دِمَنٌ تَجَـرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَـا
    حِجَـجٌ خَلَونَ حَلالُهَا وَحَرامُهَا
    رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَـا
    وَدَقُّ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَـا
    مِنْ كُـلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِـنٍ
    وَعَشِيَّـةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَـا
    فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَـتْ
    بِالجَهْلَتَيْـنِ ظِبَـاؤُهَا وَنَعَامُهَـا
    وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَـا
    عُـوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَاءِ بِهَامُهَـا
    وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا
    زُبُـرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَـا أَقْلامُهَـا
    أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَـا
    كَفِـفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَـا
    فَوَقَفْـتُ أَسْأَلُهَا وَكَيفَ سُؤَالُنَـا
    صُمًّـا خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَـا
    عَرِيتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا
    مِنْهَـا وغُودِرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُهَـا
    شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِيْنَ تَحَمَّلُـوا
    فَتَكَنَّسُـوا قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُهَـا
    مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّـهُ
    زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُهَـا
    زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا
    وَظِبَـاءَ وَجْرَةَ عُطَّفاً آرَامُهَـا
    حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا
    أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَـا
    بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارِ وقَدْ نَأَتْ
    وتَقَطَّعَـتْ أَسْبَابُهَا ورِمَامُهَـا
    مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْد وجَـاوَرَتْ
    أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا
    بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّـرٍ
    فَتَضَمَّنَتْهَـا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُهَـا
    فَصُـوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمِظَنَّـةٌ
    فِيْهَا رِخَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا
    فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُـهُ
    وَلَشَـرُّ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَـا
    وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ
    بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَـا
    بِطَلِيـحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً
    مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَـا
    وَإِذَا تَعَالَى لَحْمُهَا وتَحَسَّـرَتْ
    وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَـا
    فَلَهَـا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَـا
    صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا
    أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاحَـهُ
    طَرْدُ الفُحُولِ وضَرْبُهَا وَكِدَامُهَـا
    يَعْلُو بِهَا حُدْبَ الإِكَامِ مُسَحَّـجٌ
    قَـدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَـا وَوِحَامُهَـا
    بِأَحِـزَّةِ الثَّلْبُـوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَـا
    قَفْـرُ المَـرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَـا
    حَتَّـى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّـةً
    جَـزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَـا
    رَجَعَـا بِأَمْرِهِمَـا إِلىَ ذِي مِـرَّةٍ
    حَصِـدٍ ونُجْعُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامُهَـا
    ورَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وتَهَيَّجَـتْ
    رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وسِهَامُهَـا
    فَتَنَـازَعَا سَبِطاً يَطِيْرُ ظِـلالُـهُ
    كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَـا
    مَشْمُـولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَـجٍ
    كَدُخَـانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُهَـا
    فَمَضَى وقَدَّمَهَا وكَانَتْ عَـادَةً
    مِنْـهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُهَـا
    فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَـا
    مَسْجُـورَةً مُتَجَـاوِراً قُلاَّمُهَـا
    مَحْفُـوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّهَـا
    مِنْـهُ مُصَـرَّعُ غَابَةٍ وقِيَامُهَـا
    أَفَتِلْـكَ أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُـوعَـةٌ
    خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَـا
    خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَـرِمْ
    عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَـا
    لِمُعَفَّـرٍ قَهْـدٍ تَنَـازَعَ شِلْـوَهُ
    غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُهَـا






    د. أبو شامة المغربي
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 07/03/2006 الساعة 03:28 PM سبب آخر: تصحيح
    رد مع اقتباس  
     

  4. #16 المعلقات السبـــع .. معلقة لبيد بن أبي ربيعة (الجزء الثاني) 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    معلقة لبيد بن أبي ربيعة
    (الجزء الثاني)
    صَـادَفْنَ مِنْهَا غِـرَّةً فَأَصَبْنَهَـا
    إِنَّ المَنَـايَا لا تَطِيْشُ سِهَامُهَـا

    بَاتَتْ وأَسْبَلَ واكِفٌ مِنْ دِيْمَـةٍ
    يُرْوَى الخَمَائِلَ دَائِماً تَسْجَامُهَـا

    يَعْلُـو طَرِيْقَةَ مَتْنِهَـا مُتَوَاتِـرٌ
    فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومَ غَمامُهَـا

    تَجْتَـافُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّـذَا
    بِعُجُـوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيْلُ هُيَامُهَـا

    وتُضِيءُ فِي وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيْـرَةً
    كَجُمَانَةِ البَحْرِيِّ سُلَّ نِظَامُهَـا

    حَتَّى إِذَا حَسَرَ الظَّلامُ وأَسْفَرَتْ
    بَكَرَتْ تَزِلُّ عَنِ الثَّرَى أَزْلامُهَا

    عَلِهَتْ تَرَدَّدُ فِي نِهَاءِ صُعَائِـدٍ
    سَبْعـاً تُـؤَاماً كَامِلاً أَيَّامُهَـا

    حَتَّى إِذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ حَالِقٌ
    لَمْ يُبْلِـهِ إِرْضَاعُهَا وفِطَامُهَـا

    فَتَوَجَّسَتْ رِزَّ الأَنِيْسِ فَرَاعَهَـا
    عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيْسُ سَقَامُهَا

    فَغَدَتْ كِلاَ الفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ
    مَوْلَى المَخَافَةِ خَلْفُهَا وأَمَامُهَـا

    حَتَّى إِذَا يِئِسَ الرُّمَاةُ وأَرْسَلُـوا
    غُضْفاً دَوَاجِنَ قَافِلاً أَعْصَامُهَـا

    فَلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَهَا مَدْرِيَّـةٌ
    كَالسَّمْهَـرِيَّةِ حَدُّهَا وتَمَامُهَـا

    لِتَذُودَهُنَّ وأَيْقَنَتْ إِنْ لَمْ تَـذُدْ
    أَنْ قَدْ أَحَمَّ مَعَ الحُتُوفِ حِمَامُهَا

    فَتَقَصَّدَتْ مِنْهَا كَسَابِ فَضُرِّجَتْ
    بِدَمٍ وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُخَامُهَـا

    فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى
    واجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَـا

    أَقْضِـي اللُّبَـانَةَ لا أُفَرِّطُ رِيْبَـةً
    أَوْ أنْ يَلُـومَ بِحَاجَـةٍ لَوَّامُهَـا

    أَوَلَـمْ تَكُنْ تَدْرِي نَوَارِ بِأَنَّنِـي
    وَصَّـالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُهَـا

    تَـرَّاكُ أَمْكِنَـةٍ إِذَا لَمْ أَرْضَهَـا
    أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَـا

    بَلْ أَنْتِ لا تَدْرِينَ كَمْ مِنْ لَيْلَـةٍ
    طَلْـقٍ لَذِيذٍ لَهْـوُهَا وَنِدَامُهَـا

    قَـدْ بِتُّ سَامِرَهَا وغَايَةَ تَاجِـرٍ
    وافَيْـتُ إِذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدَامُهَـا

    أُغْلِى السِّبَاءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عَاتِـقِ
    أَوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُهَـا

    بِصَبُوحِ صَافِيَةٍ وجَذْبِ كَرِينَـةٍ
    بِمُـوَتَّـرٍ تَأْتَـالُـهُ إِبْهَامُهَـا

    بَاكَرْتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ
    لأَعَـلَّ مِنْهَا حِيْنَ هَبَّ نِيَامُهَـا

    وَغـدَاةَ رِيْحٍ قَدْ وَزَعْتُ وَقِـرَّةٍ
    قَد أَصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمَالِ زِمَامُهَـا

    وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِـي
    فُرْطٌ وِشَاحِي إِذْ غَدَوْتُ لِجَامُهَـا

    فَعَلَـوْتُ مُرْتَقِباً عَلَى ذِي هَبْـوَةٍ
    حَـرِجٍ إِلَى أَعْلامِهِـنَّ قَتَامُهَـا

    حَتَّـى إِذَا أَلْقَتْ يَداً فِي كَافِـرٍ
    وأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُهَـا

    أَسْهَلْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْعِ مُنِيْفَةٍ
    جَـرْدَاءَ يَحْصَرُ دُونَهَا جُرَّامُهَـا

    رَفَّعْتُهَـا طَـرْدَ النَّعَـامِ وَشَلَّـهُ
    حَتَّى إِذَا سَخِنَتْ وخَفَّ عِظَامُهَـا

    قَلِقَـتْ رِحَالَتُهَا وأَسْبَلَ نَحْرُهَـا
    وابْتَـلَّ مِنْ زَبَدِ الحَمِيْمِ حِزَامُهَـا

    تَرْقَى وتَطْعَنُ فِي العِنَانِ وتَنْتَحِـي
    وِرْدَ الحَمَـامَةِ إِذْ أَجَدَّ حَمَامُهَـا

    وكَثِيْـرَةٍ غُـرَبَاؤُهَـا مَجْهُولَـةٍ
    تُـرْجَى نَوَافِلُهَا ويُخْشَى ذَامُهَـا

    غُلْـبٍ تَشَذَّرُ بِالذَّحُولِ كَأَنَّهَـا
    جِـنُّ البَـدِيِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَـا

    أَنْكَـرْتُ بَاطِلَهَا وبُؤْتُ بِحَقِّهَـا
    عِنْـدِي وَلَمْ يَفْخَرْ عَلَّي كِرَامُهَـا

    وجَـزُورِ أَيْسَارٍ دَعَوْتُ لِحَتْفِهَـا
    بِمَغَـالِقٍ مُتَشَـابِهٍ أَجْسَامُهَــا

    أَدْعُـو بِهِنَّ لِعَـاقِرٍ أَوْ مُطْفِــلٍ
    بُذِلَـتْ لِجِيْرَانِ الجَمِيْعِ لِحَامُهَـا

    فَالضَّيْـفُ والجَارُ الجَنِيْبُ كَأَنَّمَـا
    هَبَطَـا تَبَالَةَ مُخْصِبـاً أَهْضَامُهَـا

    تَـأْوِي إِلَى الأطْنَابِ كُلُّ رَذِيَّـةٍ
    مِثْـلِ البَلِيَّـةِ قَالِـصٍ أَهْدَامُهَـا

    ويُكَلِّـلُونَ إِذَا الرِّيَاحُ تَنَاوَحَـتْ
    خُلُجـاً تُمَدُّ شَـوَارِعاً أَيْتَامُهَـا

    إِنَّـا إِذَا الْتَقَتِ المَجَامِعُ لَمْ يَـزَلْ
    مِنَّـا لِزَازُ عَظِيْمَـةٍ جَشَّامُهَـا

    ومُقَسِّـمٌ يُعْطِي العَشِيرَةَ حَقَّهَـا
    ومُغَـذْمِرٌ لِحُقُوقِهَـا هَضَّامُهَـا

    فَضْلاً وَذُو كَرَمٍ يُعِيْنُ عَلَى النَّدَى
    سَمْحٌ كَسُوبُ رَغَائِبٍ غَنَّامُهَـا

    مِنْ مَعْشَـرٍ سَنَّتْ لَهُمْ آبَاؤُهُـمْ
    ولِكُـلِّ قَـوْمٍ سُنَّـةٌ وإِمَامُهَـا

    لا يَطْبَعُـونَ وَلا يَبُورُ فَعَالُهُـمْ
    إِذْ لا يَمِيْلُ مَعَ الهَوَى أَحْلامُهَـا

    فَاقْنَـعْ بِمَا قَسَمَ المَلِيْكُ فَإِنَّمَـا
    قَسَـمَ الخَـلائِقَ بَيْنَنَا عَلاَّمُهَـا

    وإِذَا الأَمَانَةُ قُسِّمَتْ فِي مَعْشَـرٍ
    أَوْفَـى بِأَوْفَـرِ حَظِّنَا قَسَّامُهَـا

    فَبَنَـى لَنَا بَيْتـاً رَفِيْعاً سَمْكُـهُ
    فَسَمَـا إِليْهِ كَهْلُهَـا وغُلامُهَـا

    وَهُمُ السُّعَاةُ إِذَا العَشِيرَةُ أُفْظِعَـتْ
    وَهُمُ فَـوَارِسُـهَا وَهُمْ حُكَّامُهَـا

    وَهُمُ رَبيـْعٌ لِلْمُجَـاوِرِ فِيهُــمُ
    والمُرْمِـلاتِ إِذَا تَطَـاوَلَ عَامُهَـا

    وَهُمُ العَشِيْـرَةُ أَنْ يُبَطِّئَ حَاسِـدٌ
    أَوْ أَنْ يَمِيْـلَ مَعَ العَـدُوِّ لِئَامُهَـا
    د. أبو شامة المغربي
    رد مع اقتباس  
     

  5. #17 المعلقات السبـــع .. معلقة لبيد بن أبي ربيعة (ترجمة الشاعر) 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    ترجمة لبيد بن أبي ربيعة
    هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامري المضري كانمن أشراف قومه وفرسانهم، وقد نشأ كريماً شجاعاً فاتكاً إلى أن دخل الإسلام نحوسنة 629 ثم انتقل إلى الكوفة وقضى فيها أواخر أيامه إلى أن توفي سنة 691 و له منالعمر أكثر من مائة سنة.

    له ديوان شعر طبع للمرة الأولى في سنة 1880، وقد ترجم إلىالألمانية وأشهر ما في الديوان المعلقة تقع في 88 بيتاً من البحر الكامل و هي تدورحول ذكر الديار _ وصف الناقة _ وصف اللهو _ والغزل و الكرم _ والافتخار بالنفس وبالقوم.
    فنه: لبيد شاعر فطري بعيد عن الحضارة وتأثيراتها يتجلى فنه في صدقه فهوناطق في جميع شعره يستمد قوته على صدقه وشدة إيمانه بجمال ما ينصرف إليه من أعمال،وما يسمو إليه من مثل في الحياة ولهذا تراه إن تحدث عن ذاته رسم لنا صورته كما هيفهو في السلم رجل لهو، وعبث، ورجل كرم، وجود، وإذا هو في الحرب شديد البأس والشجاعة وإذا هو وقد تقدمت به السن رجل حكمة، وموعظة، ورزانة.

    وإن وصف تحريالدقة في كل ما يقوله وابتعد عن المبالغات الإيحائية وأكثر ما اشتهر به وصفالديار الخالية ووصف سرعة الناقة وتشبيهها بحيوانات الصحراء كالأتان الوحشية والطبية.

    وإن رثى أخلص القول وأظهر كل ما لديه من العواطف الصادقة، والحكم المعزية،فهو متين اللفظ ضخم الأسلوب، وشعره يمثل الحياة البدوية الساذجة في فطرتها وقسوتهاأحسن تمثيل وأصدق تمثيل تبدأ المعلقة بوصف الديار المقفرة _ والأطلال البالية.

    وتخلص إلى الغزل ثم إلى وصف الناقة وهو أهم أقسام المعلقة ثم يتحول إلى وصف نفسه وما فيها من هدوء ـ اضطراب _ لهو ... فكان مجيداً في تشبيهاته القصصية.
    وقد أظهرمقدرة عالية في دقته، وإسهابه، والإحاطة بجميع صور الموصوف، ويتفوق على جميع أصحابالمعلقات بإثارة ذكريات الديار القديمة فشعره يمثل دليل رحلة من قلب بادية الشامبادية العرب إلى الخليج العربي.
    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com
    رد مع اقتباس  
     

  6. #18 المعلقــــــــــــــــــات ... التعريف بهـــــــــــا 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    المعلقـــــــات ... التعريف بهــــــا
    كان فيما اُثر من أشعار العرب، ونقل إلينا من تراثهم الأدبي الحافل بضع قصائد من مطوّلات الشعر العربي،وكانت من أدقّه معنى، وأبعده خيالاً، وأبرعه وزناً، وأصدقه تصويراً للحياة،التي كان يعيشها العرب في عصرهم قبل الإسلام، ولهذا كلّه ولغيره عدّها النقّاد، والرواة قديماً قمّة الشعر العربي، وقد سمّيت بالمطوّلات، وأمّا تسميتها المشهورة،فهي المعلّقات.

    ولا بأس أن نتناول نبذةً عنها وعن أصحابها وبعض الأوجه الفنّيةفيها :


    فالمعلّقات لغةً منالعِلْق: وهو المال الذي يكرم عليك، تضنّ به، تقول : هذا عِلْقُ مضنَّة.

    وماعليه علقةٌ إذا لم يكن عليه ثياب فيها خير، والعِلْقُ هو النفيسمن كلّ شيء، وفي حديث حذيفة: «فما بال هؤلاءالّذين يسرقون أعلاقنا» أي نفائس أموالنا . والعَلَق هو كلّ ماعُلِّق .
    وأمّا المعنى الاصطلاحيفالمعلّقات: قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أو العشر ـ على قول ـ برزت فيها خصائصالشعر الجاهلي بوضوح ، حتّى عدّتأفضل ما بلغنا عن الجاهليّين من آثار أدبية.
    والناظر إلى المعنييناللغوي والاصطلاحي يجد العلاقة واضحة بينهما، فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة،بلغت الذّروة في اللغة، وفي الخيال والفكر، وفي الموسيقى وفي نضج التجربة،وأصالة التعبير، ولم يصل الشعر العربي إلى ما وصل إليه في عصر المعلّقات من غزلامرئ القيس، وحماس المهلهل، وفخر ابن كلثوم، إلاّ بعد أن مرّ بأدوار ومراحلإعداد وتكوين طويلة .

    وفي سبب تسميتهابالمعلّقات هناك أقوال منها :
    لأنّهم استحسنوها وكتبوهابماء الذهب وعلّقوها على الكعبة، وهذا ما ذهب إليه ابن عبد ربّه في العقد الفريد،وابن رشيق وابن خلدون وغيرهم، يقول صاحب العقد الفريد: « وقد بلغ من كلف العرب به/أي الشعر وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيّرتها من الشعر القديم ، فكتبتهابماء الذهب في القباطي المدرجة، وعلّقتها بين أستار الكعبة، فمنه يقال: مذهّبةامرئ القيس، ومذهّبة زهير، والمذهّبات سبع، وقد يقال: المعلّقات، قال بعضالمحدّثين قصيدة له ويشبّهها ببعض هذه القصائد التي ذكرت :

    برزةٌ تذكَرُ في الحسـ ـنِ من الشعرالمعلّقْ

    كلّ حرف نـادر منـ ـها له وجـهٌ معشّ

    أو لأنّ المراد منهاالمسمّطات والمقلّدات، فإنّ من جاء بعدهم من الشعراء قلّدهم في طريقتهم، وهو رأيالدكتور شوقي ضيف وبعض آخر ،أو أن الملكإذاما استحسنها أمر بتعليقها فيخزانته .

    هل علّقتعلى الكعبة؟

    سؤال طالما دار حوله الجدلوالبحث ، فبعض يثبت التعليق لهذه القصائد على ستار الكعبة، ويدافع عنه، بل ويسخّفأقوال معارضيه، وبعض آخر ينكرالإثبات، ويفنّد أدلّته، فيما توقف آخرون فلم تقنعهم أدلّة الإثبات ولاأدلّة النفي، ولم يعطوا رأياً في ذلك .



    المثبتون للتعليق وأدلتهم:




    لقد وقف المثبتون موقفاًقويّاً ودافعوا بشكل أو بآخر عن موقفهم في صحّة التعليق، فكتبُ التاريخ حفلت بنصوصعديدة تؤيّد صحّة التعليق، ففي العقد الفريدذهب ابن عبد ربّه ومثله ابن رشيقوالسيوطي وياقوتالحموي وابن الكلبي وابن خلدون،وغيرهم إلى أنّ المعلّقات سمّيت بذلك; لأنّها كتبتفي القباطي بماء الذهب وعلّقت على أستار الكعبة،وذكر ابن الكلبي: أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركان الكعبةأيّام الموسم حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر، فعلّقت الشعراء ذلكبعده .


    وأمّا الاُدباء المحدّثونفكان لهم دور في إثبات التعليق، وعلى سبيل المثال نذكر منهم جرجي زيدان حيثيقول :

    » وإنّما استأنف إنكار ذلكبعض المستشرقين من الإفرنج، ووافقهم بعض كتّابنا رغبة في الجديد من كلّ شيء، وأيّغرابة في تعليقها وتعظيمها بعدما علمنا من تأثير الشعر في نفوس العرب؟!
    وأمّاالحجّة التي أراد النحّاس أن يضعّف بها القول فغير وجيهة; لأنّه قال: إنّ حمّاداًلمّا رأى زهد الناس في الشعر جمع هذه السبع وحضّهم عليها وقال لهم: هذه هيالمشهورات، وبعد ذلك أيّد كلامه ومذهبهفي صحّة التعليق بما ذكره ابنالأنباري إذ يقول: وهو ـ أي حمّاد ـ الذي جمع السبع الطوال، هكذا ذكره أبو جعفرالنحاس، ولم يثبت ما ذكره الناس من أنّها كانت معلّقة على الكعبة. »
    وقد استفاد جرجي زيدان منعبارة ابن الأنباري : «ما ذكره الناس»، فهو أي ابن الأنباري يتعجّب من مخالفةالنحاس لما ذكره الناس، وهم الأكثرية من أنّها علقت فيالكعبة .

    النافون للتعليق:

    ولعلّ أوّلهم والذي يعدُّالمؤسّس لهذا المذهب ـ كما ذكرنا ـ هو أبو جعفر النحّاس، حيث ذكر أنّ حمّاداًالراوية هو الذي جمع السبع الطوال، ولم يثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة،نقل ذلك عنه ابن الأنباري،فكانت هذه الفكرةأساساً لنفيالتعليق :

    كارل بروكلمان حيث ذكرأنّها من جمع حمّاد، وقد سمّاها بالسموط والمعلّقات للدلالة على نفاسة ما اختاره،ورفض القول: إنّها سمّيت بالمعلّقات لتعليقها على الكعبة ، لأن هذا التعليل إنّمانشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليس سبباً لها، وهو ما يذهب إليه نولدكه.



    د. أبو شامة المغربي kalimates@maktoob.com






    رد مع اقتباس  
     

  7. #19 المعلقــــــــــــــــــات ... التعريف بهـــــــــــا (الجزء الثاني) 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    المعلقـــــــات ... التعريف بهــــــا


    (الجزء الثاني)

    وعلى هذا سار الدكتور شوقي ضيف مضيفاً إليه أنّه لا يوجد لدينا دليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابةوسيلة لحفظ أشعارهم، فالعربية كانت لغة مسموعة لا مكتوبة. ألا ترى شاعرهم حيث يقول :
    فلأهدينّ مع الرياح قصيدة منّي مغـلغلة إلىالقعقاعِ
    ترد المياه فـما تزال غريبةً في القوم بين تمثّلوسماعِ؟
    ودليله الآخر على نفيالتعليق هو أنّ القرآن الكريم ـ على قداسته ـ لم يجمع في مصحف واحد إلاّ بعد وفاةالرسول(صلى الله عليه وآله) (طبعاً هذا على مذهبه)، وكذلك الحديث الشريف، لميدوّن إلاّ بعد مرور فترة طويلة من الزمان (لأسباب لا تخفى على من سبر كتب التأريخوأهمّها نهي الخليفة الثاني عن تدوينه) ومن باب أولى ألاّ تكتب القصائد السبع ولاتعلّق .
    وممّن ردّ الفكرة ـ فكرةالتعليق ـ الشيخ مصطفى صادق الرافعي، وذهب إلى أنّها من الأخبار الموضوعة التي خفيأصلها حتّى وثق بها المتأخّرون.
    ومنهم الدكتور جواد علي،فقد رفض فكرة التعليق لاُمور منها :
    1 ـ أنّه حينما أمر النبيبتحطيم الأصنام والأوثان التي في الكعبة وطمس الصور ، لم يذكر وجود معلقة أو جزءمعلّقة أو بيت شعر فيها .
    2 ـ عدم وجود خبر يشير إلىتعليقها على الكعبة حينما أعادوا بناءَها من جديد .
    3 ـ لم يشر أحد من أهلالأخبار الّذين ذكروا الحريق الذي أصاب مكّة، والّذي أدّى إلى إعادة بنائها لميشيروا إلى احتراق المعلّقات في هذا الحريق .
    4 ـ عدم وجود من ذكرالمعلّقات من حملة الشعر من الصحابة والتابعين ولا غيرهم .
    ولهذا كلّه لم يستبعدالدكتور جواد علي أن تكون المعلّقات من صنع حمّاد،هذا عمدة ما ذكره المانعونللتعليق .
    بعد استعراضنا لأدلةالفريقين، اتّضح أنّ عمدة دليل النافين هو ما ذكره ابن النحاس حيث ادعى أن حماداًهو الذي جمع السبع الطوال .
    وجواب ذلك أن جمع حماد لهاليس دليلا على عدم وجودها سابقاً، وإلاّ انسحب الكلام على الدواوين التي جمعها أبوعمرو بن العلاء والمفضّل وغيرهما، ولا أحد يقول في دواوينهم ما قيل في المعلقات.
    ثم إنّ حماداً لم يكن السبّاق إلى جمعها فقد عاش في العصر العباسي، والتاريخ ينقللنا عن عبد الملك أنَّه عُني بجمع هذه القصائد (المعلقات) وطرح شعراء أربعة منهموأثبت مكانهم أربعة .
    وأيضاً قول الفرزدق يدلناعلى وجود صحف مكتوبة في الجاهلية :
    أوصى عشية حين فارق رهطه عند الشهادة في الصحيفةدعفلُ
    أنّ ابن ضبّة كـان خيرٌ والداً وأتمّ في حسب الكراموأفضلُ
    كما عدّد الفرزدق في هذه القصيدةأسماء شعراء الجاهلية، ويفهم من بعض الأبيات أنّه كانت بين يديه مجموعات شعريةلشعراء جاهليين أو نسخ مندواوينهم بدليل قوله :
    والجعفري وكان بشرٌ قبله لي من قصائده الكتابالمجملُ
    وبعد أبيات يقول :
    دفعوا إليَّ كتابهنّ وصيّةً فورثتهنّ كأنّهنّالجندلُ

    كما روي أن النابغة وغيرهمن الشعراء كانوا يكتبون قصائدهم ويرسلونها إلى بلاد المناذرة معتذرين عاتبين، وقددفن النعمان تلك الأشعار في قصره الأبيض، حتّى كان من أمر المختار بن أبي عبيد وإخراجه لها بعد أن قيل له: إنّ تحت القصر كنزاً .
    كما أن هناك شواهد أخرىتؤيّد أن التعليق على الكعبة وغيرها ـ كالخزائن والسقوف والجدران لأجل محدود أو غيرمحدود ـ كان أمراً مألوفاً عند العرب، فالتاريخ ينقل لنا أنّ كتاباً كتبه أبو قيسبن عبد مناف بن زهرة في حلف خزاعة لعبد المطّلب، وعلّق هذا الكتاب على الكعبة.
    كما أنّابن هشام يذكر أنّ قريشاًكتبتصحيفة عندما اجتمعت على بني هاشم وبني المطّلب وعلّقوها في جوف الكعبة توكيداً علىأنفسهم .
    ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواهالبغدادي في خزائنه من قولمعاوية: قصيدةعمرو بن كلثوموقصيدة الحارث بن حِلزه من مفاخر العرب كانتا معلّقتين بالكعبة دهراً.
    هذا من جملة النقل، كما أنّه ليسهناك مانع عقلي أو فنّي من أن العرب قد علّقوا أشعاراً هي أنفس ما لديهم، وأسمى ماوصلت إليه لغتهم; وهي لغة الفصاحة والبلاغة والشعر والأدب، ولم تصل العربية فيزمان إلى مستوى كما وصلت إليه في عصرهم.
    ومن جهة أخرى كان للشاعر المقام الساميعند العرب الجاهليين فهو الناطق الرسمي باسم القبيلة وهو لسانها والمقدّم فيها ، وبهم وبشعرهم تفتخر القبائل، ووجود شاعر مفلّق في قبيلة يعدُّ مدعاة لعزّها وتميّزها بين القبائل، ولا تعجب من حمّاد حينما يضمّ قصيدة الحارث بن حلزّة إلى مجموعته، إذ إنّ حمّاداً كان مولى لقبيلة بكر بن وائل، وقصيدة الحارث تشيد بمجد بكر سادة حمّاد، وذلك لأنّ حمّاداً يعرف قيمة القصيدة وما يلازمها لرفعة من قيلت فيه بين القبائل .
    فإذا كان للشعر تلك القيمة العالية، وإذا كان للشاعر تلك المنزلة السامية في نفوس العرب، فما المانع من أن تعلّق قصائد هي عصارة ما قيل في تلك الفترة الذهبية للشعر؟
    ثمّ إنّه ذكرنا فيما تقدّم أنّ عدداً لا يستهان به من المؤرّخين والمحقّقين قد اتفقوا على التعليق .
    فقبول فكرة التعليق قد يكون مقبولا، وأنّ المعلّقات لنفاستها قد علّقت على الكعبة بعدما قرئت على لجنة التحكيم السنوية، التي تتّخذ من عكاظ محلاً لها، فهناك يأتي الشعراء بما جادت به قريحتهم خلال سنة، ويقرأونها أمام الملإ ولجنة التحكيم التي عدُّوا منها النابغة الذبياني ليعطوا رأيهم في القصيدة، فإذا لاقت قبولهم واستحسانهم طارت في الآفاق، وتناقلتها الألسن، وعلّقت على جدران الكعبة أقدس مكان عند العرب، وإن لم يستجيدوها خمل ذكرها، وخفي بريقها، حتّى ينساها الناس وكأنّها لم تكن شيئاً مذكوراً.






    د. أبو شامة المغربي











    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 07/03/2006 الساعة 06:21 PM
    رد مع اقتباس  
     

  8. #20 المعلقات .. معلقة الأعشى ميمون 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    معلقة الأعشى
    ودع هريرة إن الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعاً أيها الرجل

    غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها ... تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل

    كأن مشيتها من بيت جارتها ... مر السحابة لا ريثٌ ولا عجل

    تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت ... كما استعان بريحٍ عشرقٌ زجل

    ليست كمن يكره الجيران طلعتها ... ولا تراها لسر الجار تختتل

    يكاد يصرعها لولا تشددها ... إذا تقوم إلى جاراتها الكسل

    إذا تلاعب قرناً ساعةً فترت ... وارتج منها ذنوب المتن والكفل

    صفر الوشاح وملء الدرع بهكنةٌ ... إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل

    نعم الضجيع غداة الدجن يصرعها ... للذة المرء لا جافٍ ولا تفل

    هركولةٌ ، فنقٌ ، درمٌ مرافقها ... كأن أخمصها بالشوك ينتعل

    إذا تقوم يضوع المسك أصورةً ... والزنبق الورد من أردانها شمل

    ما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌ ... خضراء جاد عليها مسبلٌ هطل

    يضاحك الشمس منها كوكبٌ شرقٌ ... مؤزرٌ بعميم النبت مكتهل

    يوماً بأطيب منها نشر رائحةٍ ... ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل

    علقتها عرضاً وعلقت رجلاً ... غيري وعلق أخرى غيرها الرجل

    وعلقته فتاة ما يحاولها ... ومن بني عمها ميت بها وهل

    وعلقتني أخيرى ما تلائمني ... فاجتمع الحب، حبٌ كله تبل

    فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه ... ناءٍ ودانٍ و مخبولٌ ومختبل

    صدت هريرة عنا ما تكلمنا ... جهلاً بأم خليدٍ حبل من تصل

    أ أن رأت رجلاً أعشى أضر به ... ريب المنون ودهرٌ مفندٌ خبل

    قالت هريرة لما جئت طالبها ... ويلي عليك و ويلي منك يا رجل

    إما ترينا حفاةً لانعال لنا ... إنا كذلك ما نحفى وننتعل

    وقد أخالس رب البيت غفلته ... وقد يحاذر مني ثم ما يئل

    وقد أقود الصبا يوماً فيتبعني ... وقد يصاحبني ذو الشرة الغزل

    وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني ... شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول

    في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا ... أن هالكٌ كل من يحفى وينتعل

    نازعتهم قضب الريحان متكئاً ... وقهوةً مزةً راووقها خضل

    لا يستفيقون منها وهي راهنةٌ ... إلا بهات وإن علوا و إن نهلوا

    يسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌ ... مقلصٌ أسفل السربال معتمل

    ومستجيبٍ تخال الصنج يسمعه ... إذا ترجع فيه القينة الفضل

    الساحبات ذيول الريط آونةً ... والرافعات على أعجازها العجل

    من كل ذلك يومٌ قد لهوت به ... وفي التجارب طول اللهو والغزل

    وبلدةٍ مثل ظهر الترس موحشةٍ ... للجن بالليل في حافاتها زجل

    لا يتنمى لها بالقيظ يركبها ... إلا الذين لهم فيها أتوا مهل

    جاوزتها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍ ... في مرفقيها ـ إذا استعرضتها ـ فتل

    بل هل ترى عارضاً قد بت أرمقه ... كأنما البرق في حافاته شعل

    له ردافٌ وجوزٌ مفأمٌ عملٌ ... منطقٌ بسجال الماء متصل

    لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه ... ولا اللذاذة في كأس ولا شغل

    فقلت للشرب في درنا وقد ثملوا ... شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل

    قالوا نمارٌ، فبطن الخال جادهما ... فالعسجديةٌ فالأبلاء فالرجل

    فالسفح يجري فخنزيرٌ فبرقته ... حتى تدافع منه الربو فالحبل

    حتى تحمل منه الماء تكلفةً ... روض القطا فكثيب الغينة السهل

    يسقي دياراً لها قد أصبحت غرضاً ... زوراً تجانف عنها القود والرسل

    أبلغ يزيد بني شيبان مألكةً ... أبا ثبيتٍ أما تنفك تأتكل

    ألست منتهياً عن نحت أثلتنا ... ولست ضائرها ما أطت الإبل

    كناطح صخرةً يوماً ليوهنها ... فلم يضرها وأوهن قرنه الوعل

    تغري بنا رهط مسعودٍ وإخوته ... يوم للقاء فتردي ثم تعتزل

    تلحم أبناء ذي الجدين إن غضبوا ... أرماحنا ثم تلقاهم وتعتزل

    لا تقعدن وقد أكلتها خطباً ... تعوذ من شرها يوماً وتبتهل

    سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا ... أن سوف يأتيك من أبنائنا شكل

    واسأل قشيراً وعبد الله كلهم ... واسأل ربيعة عنا كيف نفتعل

    إنا نقاتلهم حتى نقتلهم ... عند اللقاء وإن جاروا وإن جهلوا

    قد كان في آل كهفٍ إن هم احتربوا ... والجاشرية من يسعى وينتضل

    لئن قتلتم عميداً لم يكن صدداً ... لنقتلن مثله منكم فنمتثل

    لئن منيت بنا عن غب معركةٍ ... لا تلفنا عن دماء القوم ننتقل

    لا تنتهون ولن ينهى ذوي شططٍ ... كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل

    حتى يظل عميد القوم مرتفقاً ... يدفع بالراح عنه نسوةٌ عجل

    أصابه هندوانٌي فأقصده ... أو ذابلٌ من رماح الخط معتدل

    كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم ... إنا لأمثالكم يا قومنا قتل

    نحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةً ... جنبي فطيمة لا ميلٌ و لا عزل

    قالوا الطعان فقلنا تلك عادتنا ... أو تنزلون فإنا معشرٌ نزل

    قد نخضب العير في مكنون فائله ... وقد يشيط على أرماحنا البطل

    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com





    رد مع اقتباس  
     

  9. #21 المعلقات .. الأعشى ميمون (ترجمة الشاعر) 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    ترجمة الشاعر الأعشى
    وهو ميمون بن قيس وقد كان أعمى، أدرك الإسلام وأتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يريد إعلان إسلامه، فالتقى به أبو سفيان، وهو ماضٍ في طريقه فاستوقفه، وسأله عن وجهته، ولما علم أبو سفيان غرض الأعشى ونيته نبههه قائلا: إن محمداً يحرم عليك الخمر والزنا والقمار.
    فأجابه الأعشى: فأمّا الزنا فقد تركني وما تركته، وأما الخمر فقد قضيت منها وطراً، وأما القمار فلعلي أصيب منه خلفاً.
    فقال أبو سفيان: ألا أدلك على خير؟ قال: وما هو؟ قال: إن بيننا وبينه هدنة (يريد صلح الحديبية)، فترجع عامك هذا وتأخذ مئة ناقة حمراء، فإن ظهر بعدها أتيته، وإن ظفرنا به أصبت عوضاً من رحلتك.
    فقال الأعشى: لا أبالي. فأخذه أبو سفيان إلى بيته، وجمع له سادة القوم، ثم قال لهم: يا معشر قريش، هذا أعشى قيس، وقد علمتم شعره، ولئن وصل إلى محمد ليضربن عليكم العرب قاطبة بشعره، فجمعوا له مئة ناقة حمراء فأخذها ورجع.
    فلما كان في اليمامة أوقعه بعيره عن ظهره فمات. كان يفد على ملوك فارس فكان ذلك سبب كثرة الفارسية في شعره كقوله:
    من قهوة بانت بفارس صفوة ** تدع الفتى ملكاً يميل مصدعا

    وقد مدح الأسود بن المنذر، أخا النعمان فقال:

    أنت خير من ألف ألف من النا ** س اذا ما كسبت وجوه الرجال

    من خير شعره، معلّقته المشهورة التي يقول في مطلعها:
    ودِّع هريرةَ إنَّ الركبَ مرتحلُ ** وهل تطيقُ وداعاً أيُّها الرجلُ

    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقة اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	الكتابة.gif‏ 
مشاهدات:	417 
الحجم:	6.5 كيلوبايت 
الهوية:	34  
    رد مع اقتباس  
     

  10. #22 المعلقات .. (ترجمة الشاعر عبيد بن الأبرص) 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    ترجمة الشاعرعبيد بن الأبرص

    هو عبيد بن الأبرص بن عوف بن أسد، وهو شاعر جاهلي قديم من كبار المعمّرين. أدرك امرؤ القيس وفيه قال أبياته المعروفة:

    ياذا المخوفنا بقتل ** أبيه اذلالاً وحينا

    من أحسن شعره، المعلقة التي يقول في مطلعها:

    أقفرَ من أهلهِ ملحوبُ ** فالقطبيّاتُ فالذنوبُ


    يقال أنه لقي النعمان في يوم بؤسه فقال النعمان: هلا كان هذا لغيرك يا عبيد: أنشدني فربما أعجبني شعرك. فرد عبيد: حال الجريض دون القريض (يريد: حال جفاف الريق دون الشعر) فقال النعمان: أنشدني: أقفر من أهله محلوب. فأنشد عبيد:


    أقفر من أهله عبيد ** فاليوم لايبدي ولايعيد

    فما كان من النعمان الا ان خيره بطريقة موته، فاختار أن يسقى حتى يثمل ثم تقطع عنقه. فأجابه النعمان ففعل كما أراد.

    د. أبو شامة المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  11. #23 المعلقات .. معلقة عبيد بن الأبرص 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    معلقة عبيد بن الأبرص

    أقفـرَ مِـن أَهلِـهِ مَلحـوبُ
    فَالقُـطَـبِـيّـاتُ فَالـذُّنـوبُ
    وبُـدِّلَـت أَهلُهـا وُحـوشـاً
    وَغَيَّـرَت حالَهـا الخُـطـوبُ
    أَرضٌ تَـوارَثَـهـا الـجُـدودُ
    فَكُـلُّ مَـن حَلَّهـا مَحـروبُ
    إِمّـا قَـتـيـلاً وَإِمّـا هُلكـاً
    وَالشَّيـبُ شَيـنٌ لِمَـن يَشِيـبُ
    عَيـنـاكَ دَمعُهُـمـا سَـروبُ
    كَـأَنَّ شَـأنَيهِمـا شَـعـيـبُ
    واهِـيَـةٌ أَو مَعـيـنٌ مَـعـنٌ
    مِن عَضَّــةٍ دُونَهـا لُـهـوبُ
    تَصبـو وَأَنَّـى لَـكَ التَّصابِـي
    أَنّـى وَقَـد راعَـكَ الـمَشيبُ
    فَكُـلُّ ذي نِعمَـةٍ مَخـلـوسٌ
    وَكُـلُّ ذي أَمَـلٍ مَـكـذوبُ
    وَكُـلُّ ذي إِبِــلٍ مَــوروثٌ
    وَكُـلُّ ذي سَلَـبٍ مَسـلـوبُ
    وَكُـلُّ ذي غَـيـبَـةٍ يَـؤوبُ
    وَغـائِـبُ الـمَوتِ لا يَـؤوبُ
    أَعـاقِـرٌ مِـثـلُ ذاتِ رِحــمٍ
    أَم غَانِـمٌ مِثـلُ مَـن يَخـيـبُ
    مَن يَسـألِ النَّـاسَ يَحـرِمـوهُ
    وَسـائِـلُ اللهِ لا يَـخـيـبُ
    بـالله يُـدركُ كُـلُّ خَـيـرٍ
    والقَـولُ فِـي بَعضِـهِ تَلغِيـبُ
    وَاللهُ لَـيـسَ لَـهُ شَـرِيـكٌ
    عَـلاَّمُ مَـا أَخفَـتِ القُلُـوبُ
    أَفلِـحْ بِمَا شِئـتَ قَـد يُبلَـغُ
    بالضَّعـفِ وَقَد يُخدَعُ الأَرِيـبُ
    لاَ يَعِـظُ النَّـاسُ مَـن لاَ يَعِـظِ
    الـدَّهـرُ وَلا يَنـفَـعُ التَلبيـبُ
    سَاعِـد بِـأَرضٍ تَكُـونُ فِيـهَا
    وَلا تَـقُـل إِنَّـنِـي غَـريـبُ
    وَالمَـرءُ مَا عَـاشَ فِي تَكذِيـبٍ
    طـولُ الحَيـاةِ لَـهُ تَعـذيـبُ

    د. أبو شامة المغربي
    رد مع اقتباس  
     

  12. #24 رد : المعلقــــــــــــــــــات ... التعريف بهـــــــــــا 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    السلام عليكم تم دمج المعلقات في موضوع واحد

    جهد مشكور ومبارك د أبو شامة
    حبذا لو تدمج المواضيع المتسلسلة في موضوع واحد
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •