الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أمن المنون - أبو ذؤيب الهذلي

  1. #1 أمن المنون - أبو ذؤيب الهذلي 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10

    أَمِـنَ المَنـونِ وَريبِهـا تَتَوَجَّـعُ وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجـزَعُ
    قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِـكَ شاحِبـاً مُنذُ اِبتَذَلتَ وَمِثـلُ مالِـكَ يَنفَـعُ
    أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِـمُ مَضجَعـاً إِلّا أَقَضَّ عَلَيـكَ ذاكَ المَضجَـعُ
    فَأَجَبتُهـا أَن مـا لِجِسمِـيَ أَنَّـهُ أَودى بَنِيَّ مِـنَ البِـلادِ فَوَدَّعـوا
    أَودى بَنِـيَّ وَأَعقَبونـي غُصَّـةً بَعـدَ الرُقـادِ وَعَبـرَةً لا تُقلِـعُ
    سَبَقوا هَـوَىَّ وَأَعنَقـوا لِهَواهُـمُ فَتُخُرِّموا وَلِكُلِّ جَنـبٍ مَصـرَعُ
    فَغَبَرتُ بَعدَهُـمُ بِعَيـشٍ ناصِـبٍ وَإَخـالُ أَنّـي لاحِـقٌ مُستَتبَـعُ
    وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِـعَ عَنهُـمُ فَـإِذا المَنِيِّـةُ أَقبَلَـت لا تُـدفَـعُ
    وَإِذا المَنِيَّـةُ أَنشَبَـت أَظفارَهـا أَلفَيـتَ كُـلَّ تَميمَـةٍ لا تَنـفَـعُ
    فَالعَيـنُ بَعدَهُـمُ كَـأَنَّ حِداقَهـا سُمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عـورٌ تَدمَـعُ
    حَتّـى كَأَنّـي لِلحَـوادِثِ مَـروَةٌ بِصَفا المُشَرَّقِ كُـلَّ يَـومٍ تُقـرَعُ
    لا بُدَّ مِن تَلَـفٍ مُقيـمٍ فَاِنتَظِـر أَبِأَرضِ قَومِكَ أَم بِأُخرى المَصرَعُ
    وَلَقَـد أَرى أَنَّ البُكـاءَ سَفاهَـةٌ وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِـن يَفجَـعُ
    وَليَأتِيَـنَّ عَلَيـكَ يَـومٌ مَــرَّةً يُبكـى عَلَيـكَ مُقَنَّعـاً لا تَسمَـعُ
    وَتَجَلُّـدي لِلشامِتـيـنَ أُريـهِـمُ أَنّي لَرَيبِ الدَهـرِ لا أَتَضَعضَـعُ
    وَالنَفـسُ راغِبِـةٌ إِذا رَغَّبتَـهـا فَـإِذا تُـرَدُّ إِلـى قَليـلٍ تَقـنَـعُ
    كَم مِن جَميعِ الشَملِ مُلتَئِمُ الهَـوى باتوا بِعَيـشٍ ناعِـمٍ فَتَصَدَّعـوا
    فَلَئِن بِهِم فَجَـعَ الزَمـانُ وَرَيبُـهُ إِنّـي بِأَهـلِ مَوَدَّتـي لَمُفَـجَّـعُ
    وَالدَهرُ لا يَبقـى عَلـى حَدَثانِـهِ في رَأسِ شاهِقَـةٍ أَعَـزُّ مُمَنَّـعُ
    وَالدَهرُ لا يَبقـى عَلـى حَدَثانِـهِ جَونُ السَراةِ لَـهُ جَدائِـدُ أَربَـعُ
    صَخِبُ الشَوارِبِ لا يَزالُ كَأَنَّـهُ عَبـدٌ لِآلِ أَبـي رَبيعَـةَ مُسبَـعُ
    أَكَلَ الجَميمَ وَطاوَعَتـهُ سَمحَـجٌ مِثلُ القَنـاةِ وَأَزعَلَتـهُ الأَمـرُعُُ
    بِقَـرارِ قيعـانٍ سَقاهـا وابِــلٌ واهٍ فَأَثجَـمَ بُـرهَـةً لا يُقـلِـعُ
    فَلَبِثنَ حينـاً يَعتَلِجـنَ بِرَوضَـةٍ فَيَجِدُّ حيناً في العِـلاجِ وَيَشمَـعُ
    حَتّى إِذا جَزَرَت مِيـاهُ رُزونِـهِ وَبِـأَيِّ حيـنِ مِـلاوَةٍ تَتَقَـطَّـعُ
    ذَكَرَ الوُرودَ بِها وَشاقـى أَمـرَهُ شُـؤمٌ وَأَقبَـلَ حَيـنُـهُ يَتَتَـبَّـعُ
    فَاِفتَنَّهُـنَّ مِـن السَـواءِ وَمـاؤُهُ بِثـرٌ وَعانَـدَهُ طَريـقٌ مَهـيَـعُ
    فَكَأَنَّهـا بِالجِـزعِ بَيـنَ يُنابِـعٍ وَأولاتِ ذي العَرجاءِ نَهبٌ مُجمَعُ
    وَكَأَنَّـهُـنَّ رَبـابَـةٌ وَكَـأَنَّــهُ يَسَرٌ يُفيضُ عَلى القِداحِ وَيَصـدَعُ
    وَكَأَنَّمـا هُـوَ مِـدوَسٌ مُتَقَلِّـبٌ في الكَفِّ إِلّا أَنَّـهُ هُـوَ أَضلَـعُ
    فَوَرَدنَ وَالعَيّوقُ مَقعَدَ رابِىءِ الض ضُرَباءِ فَـوقَ النَظـمِ لا يَتَتَلَّـعُ
    فَشَرَعنَ في حَجَراتِ عَذبٍ بـارِدٍ حَصِبِ البِطاحِ تَغيبُ فيهِ الأَكرُعُ
    فَشَرِبنَ ثُمَّ سَمِعـنَ حِسّـاً دونَـهُ شَرَفُ الحِجابِ وَرَيبَ قَرعٍ يُقرَعُ
    وَنَميمَـةً مِـن قانِـصٍ مُتَلَبِّـبٍ في كَفِّهِ جَـشءٌ أَجَـشُّ وَأَقطُـعُ
    فَنَكِرنَهُ فَنَفَـرنَ وَاِمتَرَسَـت بِـهِ سَطعاءُ هادِيَـةٌ وَهـادٍ جُرشُـعُ
    فَرَمى فَأَنفَذَ مِـن نَجـودٍ عائِـطٍ سَهماً فَخَـرَّ وَريشُـهُ مُتَصَمِّـعُ
    فَبَـدا لَـهُ أَقـرابُ هـذا رائِغـاً عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنانَـةِ يُرجِـعُ
    فَرَمى فَأَلحَقَ صاعِدِيّـاً مِطحَـراً بِالكَشحِ فَاِشتَمَّلَت عَلَيـهِ الأَضلُـعُ
    فَأَبَدَّهُـنَّ حُتوفَـهُـنَّ فَـهـارِبٌ بِذَمائِـهِ أَو بـارِكٌ مُتَجَعـجِـعُ
    يَعثُرنَ في حَـدِّ الظُبـاتِ كَأَنَّمـا كُسِيَت بُرودَ بَنـي يَزيـدَ الأَذرُعُ
    وَالدَهرُ لا يَبقـى عَلـى حَدَثانِـهِ شَبَـبٌ أَفَزَّتـهُ الكِـلابُ مُـرَوَّعُ
    شَعَفَ الكِلابُ الضارِياتُ فُـؤادَهُ فَإِذا يَرى الصُبحَ المُصَدَّقَ يَفـزَعُ
    وَيَعوذُ بِالأَرطـى إِذا مـا شَفَّـهُ قَطـرٌ وَراحَتـهُ بَلِيـلٌ زَعـزَعُ
    يَرمي بِعَينَيـهِ الغُيـوبَ وَطَرفُـهُ مُغضٍ يُصَدِّقُ طَرفُهُ مـا يَسمَـعُ
    فَغَـدا يُشَـرِّقُ مَتنَـهُ فَبَـدا لَـهُ أَولـى سَوابِقَهـا قَريبـاً تـوزَعُ
    فَاِهتاجَ مِن فَزَعٍ وَسَـدَّ فُروجَـهُ غُبرٌ ضَـوارٍ وافِيـانِ وَأَجـدَعُ
    يَنهَشنَـهُ وَيَذُبُّـهُـنَّ وَيَحتَـمـي عَبلُ الشَـوى بِالطُرَّتَيـنِ مُوَلَّـعُ
    فَنَحـا لَهـا بِمُذَلَّقَـيـنِ كَأَنَّـمـا بِهِما مِنَ النَضحِ المُجَـدَّحِ أَيـدَعُ
    فَكَـأَنَّ سَفّودَيـنِ لَمّـا يُقـتَـرا عَجِلا لَهُ بِشَـواءِ شَـربٍ يُنـزَعُ
    فَصَرَعنَهُ تَحتَ الغُبـارِ وَجَنبُـهُ مُتَتَرِّبٌ وَلِكُـلِّ جَنـبٍ مَصـرَعُ
    حَتّى إِذا اِرتَدَّت وَأَقصَدَ عُصبَـةً مِنها وَقـامَ شَريدُهـا يَتَضَـرَّعُ
    فَبَـدا لَـهُ رَبُّ الكِـلابِ بِكَـفِّـهِ بيضٌ رِهـافٌ ريشُهُـنَّ مُقَـزَّعُ
    فَرَمى لِيُنقِـذَ فَرَّهـا فَهَـوى لَـهُ سَهـمٌ فَأَنفَـذَ طُرَّتَيـهِ المِنـزَعُ
    فَكَبا كَمـا يَكبـو فِنيـقٌ تـارِزٌ بِالخُبـتِ إِلّا أَنَّـهُ هُـوَ أَبــرَعُ
    وَالدَهرُ لا يَبقـى عَلـى حَدَثانِـهِ مُستَشعِـرٌ حَلَـقَ الحَديـدِ مُقَنَّـعُ
    حَمِيَت عَلَيهِ الدِرعُ حَتّى وَجهُـهُ مِن حَرِّها يَـومَ الكَريهَـةِ أَسفَـعُ
    تَعدو بِهِ خَوصاءُ يَفصِـمُ جَريُهـا حَلَقَ الرِحالَةِ فَهِيَ رِخـوٌ تَمـزَعُ
    قَصَرَ الصَبوحَ لَها فَشَرَّجَ لَحمَهـا بِالنَيِّ فَهِيَ تَثوخُ فيهـا الإِصبَـعُ
    مُتَفَلِّـقٌ أَنساؤُهـا عَـن قـانِـيٍ كَالقُرطِ صاوٍ غُبـرُهُ لا يُرضَـعُ
    تَأبى بِدُرَّتِها إِذا مـا اِستُكرِهَـت إِلّا الحَمـيـمَ فَـإِنَّـهُ يَتَبَـضَّـعُ
    بَينَنـا تَعَنُّقِـهِ الكُمـاةَ وَرَوغِـهِ يَوماً أُتيـحَ لَـهُ جَـرىءٌ سَلفَـعُ
    يَعدو بِهِ نَهِـشُ المُشـاشِ كَأَنّـهُ صَدَعٌ سَليـمٌ رَجعُـهُ لا يَظلَـعُ
    فَتَنادَيـا وَتَواقَـفَـت خَيلاهُـمـا وَكِلاهُمـا بَطَـلُ اللِقـاءِ مُخَـدَّعُ
    مُتَحامِيَيـنِ المَجـدَ كُـلٌّ واثِـقٌ بِبَلائِـهِ وَاليَـومُ يَـومٌ أَشـنَـعُ
    وَعَلَيهِمـا مَسرودَتـانِ قَضاهُمـا داودٌ أَو صَنَـعُ السَوابِـغِ تُـبَّـعُ
    وَكِلاهُمـا فـي كَفِّـهِ يَزَنِـيَّـةٌ فيهـا سِنـانٌ كَالمَنـارَةِ أَصلَـعُ
    وَكِلاهُمـا مُتَوَشِّـحٌ ذا رَونَــقٍ عَضباً إِذا مَسَّ الضَريبَـةَ يَقطَـعُ
    فَتَخالَسـا نَفسَيهِـمـا بِنَـوافِـذٍ كَنَوافِـذِ العُبُـطِ الَّتـي لا تُرقَـعُ
    وَكِلاهُما قَد عاشَ عيشَـةَ ماجِـدٍ وَجَنى العَلاءَ لَو أَنَّ شَيئـاً يَنفَـعُ
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : أمن المنون - أبو ذؤيب الهذلي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    هذه القصيدة التي قالها أبو ذؤيب في رثاء أبنائه إحدى عيون الشعر الرثائي
    وقد حفلت بأبيات حكمية رائعة ما زلنا نرددها
    شكرا طارق على هذا النقل

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. كل الهموم لا تعادل همّ ضرب استقلال الوطن و استقراره..
    بواسطة ماجدة2 في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20/04/2012, 02:03 PM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •