ها هو بطوله الفارع، المتسامي للعلا ،عيناه مسددتان للسماء بهيام المحبين،كان يغذ سيره؛ ليرسم اللفظ
الأعظم(الله جل جلاله)على الجدران،والزقاقات،والممرات، تسارعت خطاه ،وقدماه تحثاه على المضي قدما،بلا كلل،
لكن ثمة أفكار شتى تتعقبه في منتصف طريقه ؛ حيث ذهل من ذلك الجمع الغفير المتطاير في السماء،
كأرواح قدسية تهيم بحب الرب الأعظم ،كان ذلك الحشد الهائل هو ملائكة الرحمة،تتألق في العلا ؛لتطوقه
أحس بقشعريرة تسري في جسده ؛ كيف للملائكة المقدسة، العابدة، أن تجتمع لبشر يعيش في أهواء الدنيا فهو
ككل البشر مقصرين، مشهد بهيج أكمل طريقه ليرسم لفظ الجلالة بشغف، لنسجد تقديسا ،وحبا لله رب العزة
الذي أغدق علينا برعايته الرحيمة ،التي ما فتئت تشاركنا خطواتنا منذ طفولتنا، لكن ما إن أمتطى صهوة جواده
فوجئ بشياطين الإنس والجن، تقابله وجوههم ، لتهوي على قلبه بنزاع خانق ،وكلام أبغض من السم، ترجل من فرسه بزهو
؛ لترتفع مقولته التي أخذها من شفاه العلماء الشرفاء بلغته : يا عباد الله كفاكم سخفا وعنجهية ،تمسكوا بحبل الله المتين ،يكن طريق نجاحكم المنشود بحق .
قال تعالى"ومن يتوكل على الله فهو حسبه"