((كل فتاه بأبيها معجبة))...لم تكن تدرك طفولتى سبب اعجابى بأأبى, هل لانى اشبهه ام لشدة حياءى منه , كنتُ شديده التعلق به رغم الغموض الذى لم تفهمه براءتى فاأبى له هيبه خاصة, ورغم هذه الهيبة فأننا_ أقصد أنا وأخوتى_ننام القيلولة بين أحضان قلبه الوارف بالحب والهدوءز
كنتُ اكثر واحده فى أخوتى تملك تذاكر التسلل اليه, ليس لانه مجحف وغير عادل فى حبهم, بل لاننى ابنتة الوديعة الهادئة والتى تذكره باامه تلك العجوز الوهرانيةالتى انتقلت الى جوار ربها وفى قلبها شيئاً من وهران واهل وهران.
ومن خلال هذه الرتبة الخاصة التى اعتليها دون اخوتى جميعاً كثيراً ما كنتُ الوسيط بينهم وبين ابى حينما يودون القيام بشىء او محتاجين لشىء ما يتطلب الاستئذان.
وفى يوم من الايام وددتُ الذهاب فى رحلة مدرسية الى (الجبل الاخضر),,,لم انبس الى ابى بكلمة فقط مددتُ يدى اليه اناولة رسالة المدرسة لاعلام اولياء الامور بالرحلة وطلب موافقتهم,,,وبدوره ابتسم ووقع على الموافقة واخرج من جيبه مبلغ من المال رسوم الاشتراك فى الرحلة,,اذكر انه كان مبلغاً كبيراً يغطى تكاليف رحلة الى الاهرامات البعيدة وليس الى الجبل الاخضر,
وفى الصباح الباكر وقبل ان اُغادر البيت متوجه الى حافلة المدرسة ,,تركتُ لابى رساله اشكره فيها على موافقتة وثقته بى,,, وهكذا بدأت علاقتى بالورقة والقلم.
ولكن ما أن وصلنا الى الجبل الاخضر الاشم حتى انتابنى الخوف والقلق وشعوراً سلبى ليس فى محله وهو الخوف من انى قد لا أرى ابى وامى او اعود اليهم,,,كذلك الطقس الجميل ونسماته الباردة والذى بسببه انتباتنى نوبه من السعال لازمتنى جراء تلك الرحلة ضربه برد اقعدتنى عن المدرسة اسبوعاً كاملاً, مع سهر امى ونومها بجانبى وقنانى الدواء التى افرغتها فى جوفى , منذُ ذلك الوقت البعيد وانا أتهيب الجبل وأخافه ربما لاننى لا أحتمل ان أتفاعل مع محيط لايوجد فيه ابى وامى ومازال هذا الشىء يلازمنى الى الان.
الان عدتُ الى الورقة والقلم ,,,,لا ادرى ربما لاننى اصبحتُ اتحرر شيئاً فشيئاً من عقده الخوف او انى كبرت وان ابى وامى _ يعيشان حياتهما الخاصة حفضهما الله_ وآن لى انا ايضاً ان أعيش حياتى الخاصة وبالطريقة التى تروقنى.
تمر السنين والاعوام ويكبر حبى للورقة والقلم وخير ماكتبت احسبه كتبته لابى وامى حفضهما الله.