رأي في لجان تحكيم الجوائز العربية .

ــــــــــــــــــ

على إثر الضجة التي أثيرت حول جائزة الشيخ زايد للكِتاب، صنف الآداب، في دورتها الرابعة، والتي مُنحت ثم سحِبت من الناقد والأستاذ الجامعي الجزائري الدكتور حفناوي بعلي عن كتابه:"مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن"، والذي تبين أنه لم يلتزم فيه بالتقاليد الأكاديمية العلمية المتبعة في الاقتباس والتوثيق والإطار المنهجي... على إثر تلك الضجة، أجرى أحد المنابر العربية حوارا مع الكاتب والصحفي المصري عبد الله السمطي، الذي كان وراء اكتشاف "سرقات" د. حفناوي وخاصة من كتاب الناقد السعودي د. عبد الله الغذامي:"النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية"، والذي كان(أي الغذامي) ضمن اللجنة الاستشارية للجائزة، إلى جانب صلاح فضل وسعد البازعي وعبد السلام المسدي... وغيرهم ، والذي استقال من اللجنة عقب سحب الجائزة من حفناوي .

هنا مقتطف مجتزأ من الحوار يبيّن رأي السمطي في الجوائز ولجان تحكيمها:
(......)
المحاور: دعني أذكرك أن جائزة الشيخ زايد ليست جائزة هواة، بل يقوم عليها عدد لا يستهان بهم من كبار النقاد في العالم العربي، كيف لم ينتبه “غيرك” إلى ما توصلت أنت إليه؟

عبد الله السمطي: يا سيدي.. أنا أحمل قدرا من الشك والريبة تجاه هؤلاء النقاد الكبار، لقد كنا نعتقد أنهم رموز للثقافة العربية، وكنا نثق بهم ثقة مفرطة في إضاءة ملامح الوجه الإبداعي العربي المعاصر، وفي اكتشاف تقاطيعه وملامحه، وتقديمه بصورته الناصعة أو حتى المجدورة. يا سيدي هذه الثقة لم تعد موجودة في نقاد كبار في السن لا في الإبداع، تحولوا عن طريق الإبداع إلى الحضور في المشهد الثقافي العربي بشكل مهرجاني، فهؤلاء هم أنفسهم الذين تجدهم مستشارين في كل بقاع الكوكب العربي، مستشارين للجوائز، ومستشارين للجان الفحص، ومستشارين للمؤسسات الثقافية، ومستشارين للمجلات والدوريات، وهم أنفسهم الذين تجدهم مشرفين ومناقشين للبحوث الجامعية التي خرجت لنا أنصاف وأرباع النقاد الأكاديميين الذين تراهم يتكالبون على ندوة هنا ومهرجان هناك. يا سيدي المناخ بات فاسدا، والصورة أصبحت مضببة .. هؤلاء لم يعودوا رموزا، بل أصبحوا تجار كلمة، وأرباب مهرجانات ديكورية، فكيف يقرأون؟ وكيف يتساءلون؟ وكيف يتابعون الإصدارات والكتب. لا أبوح بسر إذا قلت لك – وأنا أعرف معظم هؤلاء الكبار عن قرب- أن هؤلاء لا يقرأون ولا يتابعون. بل – في اعتقادي- أنهم يعطون المسؤولية لصف ثان خلفي يقوم بالقراءة والفحص، وهم يضعون أسماءهم فقط في كشف المكافآت....

ــــــــــــــــــــــــــــ