قيل لعلى بن الحسين بن على بن ابى طالب رضى الله عنهم:انك ابر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل مع امك فى صحفة واحده. فقال: أخاف ان تسبق يدى الى ما قد سبقت عينها فأكون قد عققتها)).
....من اين أبدأ ياأمى وكل ما فيك عظيم, يارمز العطاء والوفاء والتضحية.يتحول ياأمى طعم العسل عندى مرا المذاق حنظلا لمجرد ان اتخيل ان اصحو يوما على الحياة وأنت غير موجودة بجانبى,, أُحس خلالها ان شجرة عمرى تتعرى من اوراقها وبمجرد ان ينتابنى هذا الاحساس اشعر ان الالم يمتص روحى ويلقى بها فى ظلام موحش رهيب.
عندما ينتابنى الملل والضجر اتسلل الى غرفتك! اعبث قليلا بكتب ابى ومذياعة ثم اعرج الى خزانة ملابسك: افتحها ينساب عطرك الى دهاليز عقلى وقلبى فينعشها ويورق فى حنايا قلبى وريقات الحب والامان.
لملابس أمى رائحة اميزها ولو وضعت امامى كل اثواب نساء العالم,,,انها رائحة الامومة المعطاءة
اتذكرين ياأمى اتذكرين؟ عندما كنتُ تلميذة فى مدارس التعليم الابتدائى والاعدادى كنتُ لا استوعب الدروس مذاكره ومراجعة الا فى غرفتك ذلك المحراب الهادىء الدافىء,, اجلس على سريرك وابعثر الكتب أمامى هنا وهناك ومذياع ابى يدندن بجانبى الى حين ان يغفون النوم وانام.
وانت صديقى: هل جربت يوما ان تنام فى فراش امك وتضع رأسك على وسادتها وترمى بكل همومك اليومية وراءك وتنام,,, هل جربت يوما ان تنهض باكرا لتستفرد دون اهل البيت بصباحها ولتكون اول من يرى وجه امه صباحا وتسمو روحك وتستمع بجلاله دعاءها وهى تقول لك:((الله باالخير يصبحك ويربحك)).....اى سعاده تقاس بهذه السعادة؟ واى فرح يقاس بهذا الفرح الذى يكون بحجم الكون وانت تعيش يومك ورضا والدتك ودعاءها يتردد فى مسامعك, يزيدك حبا للحياه وطمأنينة وراحة ضمير.
,,,,عندما تسافرين وتغادرينا اياما او اسابيع ياأمى وتتركينا فى البيت مع اخوتى الصغار يتحول البيت قبوا مظلما موحشا لادفء فيه ولا حنان,, نطبخ الطعام ونلوكه بين اسنانا لا نستطعم فيه مذاقك.
رائحة القهوه فى امسيات غيابك عن البيت ليست رائحة قهوه انها بخار يتصاعد من فناجينا وحسب, حتى وجه القهوة ابى ان يتكون فى فنجانى هل ياترى هو ايضا هاربا الليك ام رافظا ومتمردا عليا لا يريد الا انامل صاحبته ليتصدر فنجان قهوتى
,,,,كل شىء فى البيت يهفو الليك ويشتاقك حتى ستائر البيت تهتز طربا لقدومك هل هى كذلك احست بغيابك عنا؟
امى ياأجل واعظم كلمة قيلت بعد سجودنا لله وصلاتنا للخالق:((لا نا مت لى عين وانت بعيده عنى))e]