همس الحقيقة
أعذرك مهجتي ومقدر لكل وفائك وإخلاصك وسعيك نحو كل جميل ،لكني لالوم علي إن قلقت عليك، فأنا الان مرتاح بعض الشيئ بعدما تأكدت من أنك بخير، و ما كان يؤلمني هو أنني أحسست في انك تتخبطين في أشياء لوحدك، لاتريدين الإفصاح عنها، وكأنك لا تريدينني ان أحزن من أشياء تضر بك وبابتسامتك وطلعتك البهية .
أرى أني غرقت في عبق أريجك حتى أخمص القدمين ،كنت أعجب من أمر قيس وليلى وروميو وجولييت وعنتر وعبلة، أما الان فانا مصدق لكل ما كان بين كل اثنين من هؤلاء من وفاء وعهود وأمل ،فلا لوم على كل من حدا حدوهم فوجد في التعالي وارتشاف نسمات الهوى ملاذه الوحيد ، وما للهوى إذن من أحد، يربط بين قلبين بخيط أزلي رفيع فيصير كل محب متصلا اتصالا روحيا بالاخر وما يدري أحد ممن حولهم ،فلا يرى إلا دمعا أو حسرة أوتلهفا ،ولا يعي من الأمر شيئا ، حزن وعذاب ومرارة....... وسط حب لا كحب الأحبة اليوم ،ولا ندري من أنفسنا شيئا سوى أن ننساق وراء مايجعلنا في راحة عاطفية رغم تقلبات نسمات الهوى وانضغاط أوتار الحب التي تتوق لعزف جميل من مجيد دون سواه ،فلن يقبل بعد اليوم إلا بذلك المجيد في عزفه على أوتار الإحساس والعواطف وقلب محتاج لحب وحنان.... ،صارع الأزمنة دون التذاذ، وكأنه كان يبحث عن عازف شارد الذهن فيما ينسجه من ألحان ،والذي يمكن أن يعزف على أوتاره الرفيعة، فكان ينتظر يوم اللقاء به، رافضا كل عزف عابث غير متمرس وغير عارف بطبيعة هذه الأوتار التي يمكن أن تنبعث منها كل أنواع الجمال فتكون بذلك على غير عادتها الكئيبة ،فتسري في عروقه بهجة ومرح وحبور فتجده ينتظر ولا ينتظرحتى اختلطت بكل ذلك الأشياء بنقيضاتها هنا وهناك، في القلب وعلى مرأى منه ، يحلم ولا يريد أن يستفيق.....، عرف أن ما يعيشه من هيام حلم صعب قدر له أن يعيشه بعد زمن طويل، فيعرف به الظلم والقهر والعذاب الذي كان، وتنبسط به من جديد كل معاني الجمال التي تمحو كل ذلك حين يعيش حلمه الصعب التحقق.