قال العلماء : أول ما خلق الله سبحانه وتعالى القلم ، وبه وضع مقادير كل شيء .
( ن والقلم وما يسطرون ) فالنون الدواة ، والقلم للكتابة . ومن أجمل ما قرأتُ عن القلم ، الحكمة التالية : عُقولُ الرِّجالِ في أطرافِ أقلامهم . فالقلم يُستخدمُ للكتابة ، وهذه الكتابة تَنمُّ عن فكر صاحبها ، وقد كتب أبو تمام قصيدة خص بها القلم من الروائع أذكر منها :

لك القَلمُ الأعْلَى الذي بِشَبَاتِه تُصَابُ مِنَ الأمْر به الكُلَى والمَفَاصَلُ لُعابُ الأَفاعي القَاتِلاتِ لُعابُهُ وأرْيُ الجْنَى َ اشتَارَتْهُ أَيْدٍ عواسِلُ إذا ما امتطى الخمسَ اللطافَ وأفرغتْ عليهِ شِعابُ الفِكْرِ وهْيَ حوافِلُأَطاعَتْهُ أطرافُ القَنَا وتَقَوَّضَتْ لنجواه تقويضَ الخيامِ الجحافِلُ

وقد صَنَّف أحد العلماء الأقلام حيث يقول : الأقلامُ اثنا عشر قلماً :
أولها : قلم القدر السابق وفيه خطة مقادير الخلائق .
ثانيها : قلم الوحي إلى قلوب الأنبياء والمرسلين .
ثالثها : قلم الفقهاء والمفتين .
رابعها : قلم طب الأبدان .
خامسها : قلم التوقيع عن الملوك والساسة .
سادسها : قلم المال والحساب .
سابعها : قلم الحكم والقضاء .
ثامنها : قلم الشهادة .
تاسعها : قلم وحي الرؤيا وتفسير المنام .
عاشرها : قلم التأريخ .
الحادي عشر : قلم الأدب واللغة والبيان .
الثاني عشر : القلم الجامع في الرد على المبطلين .
بناء على هذا التصنيف فليتحرز الكاتب على أن يكون قلمه داخلاً في هذا التصنيف وإلا سيكون قلمه وبالاً عليه .
فليختر كل واحد منا القلم الذي يكتب به ، عدى القلمين الأول والثاني .
وأسأل الله أن يكون قلمي مفتاحاً للخير مِغلاقاً للشر ، مساهماً في الفائدة .

بقلم : حسن العويس
أَطاعَتْهُ أطرافُ القَنَا وتَقَوَّضَتْ لنجواه تقويضَ الخيامِ الجحافِلُ إذَا استَغْزَرَ الذّهْنَ الذَّكِيَّ وأقبلتْ أعاليهِ في القِرطَاسِ وهْيَ أسافِلُ