أم أحمد
كان دائما يتابع حركات (أم أحمد) ، تلك المرأة ذات العباءة المتسخة ، التي تأتي في نهاية اليوم الدراسي أمام باب الجامعة حاملة باقة من الورد البلدي المحتضر،وتختار من الواقفين أي مجموعة تضم فتيات، تقترب في اندفاع عارضة بضاعتها
-تفضل يا أستاذ ، من أجل الحلوة يا أستاذ، ربنا يخليكم لبعض
ينهرها البعض والبعض يخرج لها قروشا ويأخذ الوردة الحمراء المحتضرة ليعطيها لفتاته.
كان يتابعها تتنقل من هؤلاء إلى هؤلاء ولا تقترب منه أبدا
تتكلم ساندي عن رحلة أمس ، كم كانت رائعة ، ظلت ترقص طول اليوم، كم تعبت لكن لم تتأخر عنه ، جاءت من أجله.
باقة الورد في يد (أم أحمد)لم تنقص زهرة، لو بقيت للغد ستموت .
تقدم نحوها ، لحقت به ساندي وأمام باقة الورد توقف ، التقط واحدة وأعطاها لساندي وأعطى (أم أحمد)جنيها،ضحكت المرأة المتعبة ونظرت لفتاته بحنان ومدت يدها تربت على كتفها
- ربنا يجعلها من قسمتك ونصيبك
- أف ، ياللقرف .. ابتعدي
وابتعدا
- في انتظارك بالليل
ابتسم وهو يتابع يدها تلقي بالوردة في سلة المهملات
في المساء
رجع إلى منزله متعبا، قدمت له أم أحمد خبزا معجونا بالعرق اليومي
- كل يا أحمد
أكل الخبز والماء ونام
صحا
قبَّل يدها ، أعطته جنيها يعرفه من قبل.
قطب محمد الشَرْوَني الجعفري
