الوقت ليل والكل نائم وهو لازال يجوب بفكره بقاعا وأماكن تشهد على كلمات يرى أنها كانت مفتاحية تتطلب الكثير من التمعن لإعطاء دلالة واضحة لمعانيها ، الليل يوحي بالوحشة تارة وبالهدوء تارة أخرى،لم يعهد منه أن يكون مخالفا لعادته كما كان هذه المرة، كان يحمل حزنا باديا تقرأ فيه عذابا ومرارة وحبا لان تتوقف عقارب الساعة مع هذا الإحساس الغريب حتى لا تنتهي اللحظات التي يقضيها صحبة المولود الجديد الذي أصبح كل شيء في حياته ،يكلمه يضحكه ويداعبه بكلمات معبرة إحساسا منه أنه سيدخل الفرحة والنشاط في قلبه وسيهدئ من روعه الذي بدا منقوشا بالأحزان وملفوفا بالكئابة المتناثرة على كل معالم حياته ،لكن ماكان مفاجئا ان رغبته في النوم قلت حتى بات ينسى الأكل والنظر إلى الساعة ،فالساعة التي لا تاتي بجديد هي مثيلة لزنزانة ليلها كنهارها .ماأبغض ان تنمحي ايتي الليل والنهار ،تيصيرا واحدا من كثرة المتتالي والمبتذل الذي يفرض نفسه ،شك ويقول ثقة وعجز ويقول قدرة وضوضاء يحسبها هدوءا وسكينة ،جرح عميق يظهر أثره ويرفضه صاحبه ،كلام وكلام ولافائدة سوى ثمار العذاب في شجر من زقوم ،يفرض عليك اكله ولا تأبه لمرارته ولا شوكه ،يتجرع كأس العذاب وحيدا منزويا ،يكاد لايقوم من مكانه حركاته ثقيلة وإرادته وعزيمته أصبحتا شيئا متواريا لايظهر منها إلا صوت خشن دال على زمان العظمة والقوة ،جاء الهون فيما اراد القلب وازداد الضعف واللين وذهبت الغلظة والقسوة وانتشر السقم ،لايدري كف يوضح لمولوده مساره في هذه الحياة ،ولا يرضى لنفسه الخضوع والرضوخ لهيمنة طاغين في زمن شيء له ان يكون وان له ان يصدح بصوت عا ل لكن لايعرف ذلك إلا هو ومولوده
