أستاذي.....هذه هي الكلمة التي اعتدت على مخاطبة الأستاذ إبراهيم حفظه الله تعالى بها,وإنها والله لنسبة أفتخر بها أن يقبلني الأستاذ تلميذة في مدرسته العريقة العتيقة.لقد أصبت كبد الحقيقة يا أخ عبدالله,فالدفء هو السمة الأبرز التي يمتاز بها الأستاذ إبراهيم عن سائر من سواه من الأدباء,يعرف هذا كل من عاشر الأستاذ وعايشه عن قرب.ولعلي لا أبالغ إن استدركت على كلامك فقلت بل هي معان لامتناهية من الألفة والمودة.وأما أكثر مايلفت النظر في كتابات أستاذنا حفظه الله ويشد القارئ إليه أنه ينقلك إلى ذلك الجانب الخفي من حياة من يترجم لهم,هذا الجانب الذي أكاد أجزم بأن أحدا من المؤرخين لم يعرج عليه.إذ تراه يبثك تلك المعاني فيما بين كلماته وسطوره وحواشي تعليقاته,ولا أخفيكم سرا أنني لم أحب التاريخ يوما,إذ كنت أراه سردا مملا جافا لحوادث مرت وأشخاص قضوا في الزمن الغابر,إلا أن تلك النظرة قد تغيرت في الاتجاه المعاكس تماما بعد أن تعرفت بالأستاذ أدامه الله لنا ونفعنا به,ومن يقرأ كتاب أبي شامة رحمه الله يلحظ ذلك جليا فما تكاد تبدأ في القراءة إلا وتشعر بأنك تعرف أبا شامة منذ زمن بعيد وما تكاد تنتهي منها إلا وفي قلبك تعلق غريب و بالغ بهذا الإمام ولكأنك تراه أمامك بأم عينيك يحدثك وتحدثه....أجل إنه الإخلاص الذي يتحلى به أستاذنا الكريم, وكم وكم أعرض الأستاذ وعلى مرآى منا عن إلقاء المحاضرات والندوات المتلفزة مبتعدا عن عالم الشهرة والمشاهير,وبالفعل فإن للأستاذ عالمه الخاص الذي يحيا به وعزلته الشاعرية التي يتقلب بها,ومن قبل ذلك ومن بعده تواضع آخاذ وإنسانية ساحرة تجود بالعطاء على كل من رامها سائلا أو مستفسرا أو مستشكلا,إذ لا يكتفي بمجرد الإجابة عن سؤالك بل ويستفيض معك فيه إلى درجة تتمنى ألا تنتهي أسئلتك معها,ولا يألو جهدا حفظه الله في توجيه من حوله وتعليمه فما دمت معه فأنت في تعلم مستمر......أما أنا فهذا هو الأستاذ أبو أويس في نظري وليغفر لي أستاذي أنني لم أوفه حقه,فهي كلمات خطتها أناملي على عجل علها تكون دليلا لمن أراد أن يغرف من كنوز الأديب المؤرخ والمحقق الباحث إبراهيم الزيبق أبي أويس نسيج وحده وكاتب المودة كما أسماه الأخ عبدالله لعلي أن أكافئ بعضا من أياديه البيضاء علي وعلى أمثالي من طلاب العلم.أستاذي حفظك الله وأدام نعمه عليك ومتعك بالعمر المديد مع تمام العافية ونفعنا بكم وبعلمكم آمين