صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5
النتائج 49 إلى 54 من 54

الموضوع: التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

  1. #49 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    سنّة الأوّلين..2.

    إبراهيم في القرآن

    يذكر القرآن في عدد من السور, كيف اهتدى إبراهيم لوجود الخالق وآمن به, قبل أن يأتيه الوحي ويطلب من قومه هجر عبادة الأصنام التي قام بتكسيرها في محاولة لإثبات أنها جماد لا تستطيع دفع الضرر عن نفسها فكيف يرجى أن تنفع غيرها: وتالله لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين. فجعلهم جذاذا الاّ كبيرا لهم لعلّهم اليه يرجعون (الأنبياء: 57_58).

    فعقدوا العزم على حرقه بالنار: قالوا حّرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين. قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم. وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين (الأنبياء: 68_70).

    وقبل أن ينفذ القوم حرق إبراهيم, طلب منه والده الرحيل وترك العشيرة وشأنها, وهو ما يتضمنه معنى "واهجرني مليّا" في قوله تعالى: قال اراغب انت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنّك واهجرني مليّا (مريم: 46).

    فقام إبراهيم بتنفيذ رغبة والده ونجا من مكائد قومه: قال سلام عليك سأستغفر لك ربي انّه كان بي حفيّا. واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربّي عسى الاّ أكون بدعاء ربّي شقيّا, (مريم: 47_48).

    وخرج إبراهيم ومن آمن معه ومن بينهم لوط من أرض عشيرتهم: فآمن له لوط وقال انىّ مهاجر إلى ربّي انّه هو العزيز الحكيم (العنكبوت: 26).

    وذهاب إبراهيم إلى ربه لا يعني أنه سيصعد إلى السماء, ولكنه يعني الذهاب إلى مكان يعتبر بيتا للرب جلّ وعلا, وهو ما ذهب إليه إبراهيم ولوط ومن خرج معهم: ونجّيناه ولوطا الى الارض التّي باركنا فيها للعالمين(الأنبياء: 71).

    والأرض التي بارك الله فيها للعالمين المذكورة في القرآن هي التي فيها بيته الحرام: انّ اوّل بيت وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركا وهدى للعالمين (آل عمران: 96 ).

    فإذا كانت أورشليم لم تظهر للوجود في فلسطين بعد, إضافة إلى أن أول بيت وضع للناس وباركه الله للعالمين هو في مكة, أفلا يعني أن الأرض التي بارك الله فيها لكل الناس والتي قصدها إبراهيم وبرفقته لوط ومن آمن معهم, هي مكة, والتي لا بد أنها قريبة لموطن إبراهيم الأصلي؟

    ويكون إبراهيم خرج من قومه القاطنين أصلا في شبه الجزيرة العربية وفي غربها تحديدا, إلى مكة التي تقع قريبة من تلك المنطقة والمعروفة لديهم, لسبب وجيه هو الهرب بدينهم خوف الفتنة وخوف الاضطهاد والحرق بالنار الذي توعدهم به قومهم.

    ولو كان إبراهيم في العراق كما يقول التراث اليهودي الذي سنأتي عليه لاحقا, فبإمكانه الهرب من عشيرته إلى مكان آخر في العراق الخصيب, ولن يحتاج إلى قطع مئات الكيلومترات عبر الصحارى القاحلة من العراق إلى فلسطين, التي لم يكن فيها بيت لله ولا مكان مقدس في ذلك الوقت.

    وعندما وصل إبراهيم إلى مكة, اهتدى إلى مكان البيت العتيق, يقول تعالى: وإذ بوّانا لإبراهيم مكان البيت ان لا تشرك بي شيئا وطهّر بيتي للطّائفين والقائمين والرّكّع السّجود (الحج: 26).

    الذي يبدون أنه قد استخدم لعبادة الأوثان, وهو ما تشير إليه الآية بالقول: وطهّر بيتي للطّائفين والقائمين والرّكّع السّجود (الحج: 26).

    كما يكون قد لحقه الخراب ولذلك قام إبراهيم بعد سنوات وبعد أن ولد ابنه إسماعيل وبعد أن أصبح في سن تمكنه من معاونة والده بترميمه وإعادة بناءه: واذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وسماعيل ربّنا تقبّل منّا انّك انت السّميع العليم (البقرة: 127).

    وقد أصبح لإبراهيم مقام يصلي فيه عرف باسمه من كثرة تواجده: فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على النّاس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنّي عن العالمين (آل عمران: 97).

    وهو ما يعني إن إبراهيم كان يقطن قريبا من مكة.

    وفي إحدى المرات التي تواجد فيها إبراهيم في الحرم مع ابنه إسماعيل, حدث ما عرف بالرؤيا وكبش الفداء: فلمّا بلغ معه السّعي قال يا بنّي اني ارى في المنام انّى اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصّابرين. فلمّا اسلما وتلّه للجبين. وناديناه ان يا إبراهيم. قد صدّقت الرّؤيا انّا كذلك نجزي المحسنين. انّ هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في الآخرين (الصافات: 102_108).

    ويبدو أن الحادثة وقعت في موسم الحج فأصبحت الأضحية عيدا متبعا كما تقول الآية "وتركنا عليه في الآخرين". أي ذكرى متبعة في الأجيال اللاحقة, والتي لا زال المسلمون يحيون ذكراها بذبح الكبش كما فعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام. ولولا أن اليهود الذين يعملون بالتقويم القمري, مثل المسلمين, يزيدون شهرا كل ثلاث سنوات, لتوافق عيد الفصح مع عيد الأضحى لدى المسلمين الذي هو اليوم نفسه الذي حدث فيه فداء إسماعيل.

    ...................................هام جدا.............

    والقرآن لم يأتي على ذكر هاجر ولا بئر زمزم ولا قصة تسكين هاجر وإسماعيل بعيدا عن سارة. وكل ما جاء في تراث المسلمين حول هذه المواضيع مبني على أقوال المؤرخين الذين استمدوا معلوماتهم من كتب اليهود.

    قارن مع ما جاء في كتاب الكامل في التاريخ أو سيرة ابن هشام تحت عنوان ولادة إسماعيل عليه السلام مع الإصحاح الحادي والعشرين من سفر التكوين لملاحظة الاقتباس الحرفي. وقد جاء في ذلك الإصحاح أن سارة, التي كانت قد طلبت من إبراهيم التسري بهاجر جاريتها عله يرزق بطفل, وقد عادت بعد أن رزقت هي بولدها إسحاق وطلبت من إبراهيم أن يطرد هاجر وولدها إسماعيل: فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها, لأن أبن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق. (الإصحاح الحادي والعشرون, سفر التكوين).

    فبكر إبراهيم صباحا واخذ خبزا وقربة ماء وأعطاهما لهاجر واضعا إياهما على كتفها والولد وصرفهما. فمضت وتاهت في برية بئر سبع (التكوين: الإصحاح الحادي والعشرون: 10). فإبراهيم لم يصحبها لمكان يبعد مسيرة شهر, ولم يؤمنها بمؤونة تكفي لسفر طويل, وكل ما أعطاها قليل من الزاد وقربة ماء. ويكمل النص اليهودي القصة بأن هاجر قد اهتدت إلى بئر ماء في الصحراء وأنها سكنت في تلك البرية التي تسمى فاران مع ابنها حتى كبر وتزوج بفتاة ممن كان يعرف بمصرايم.

    ....................................هام جدا جدا..........

    وقد اختار المؤرخون المسلمون أن يحوروا في القصة قليلا, وهذا النص الذي أوردوه: وعندما أخرجتها (أي هاجر) سارة غيرة منها, وهو الصحيح. وقالت سارة: لا تساكنني في بلد. فأوحى الله لإبراهيم أن يأتي مكة وليس بها يومئذ نبت, فجاء إبراهيم بإسماعيل وأمه هاجر فوضعهما بمكة بموضع زمزم, فلما مضى نادته هاجر: يا إبراهيم من أمرك أن تتركنا بأرض ليس فيها زرع ولا ضرع ولا ماء ولا زاد ولا أنيس؟ قال: ربي أمرني. فقالت: فانه لن يضيعنا. فلما ولى قال: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم".

    رد مع اقتباس  
     

  2. #50 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    وبطبيعة الحال لا يمكن أن يأمر الله بترك طفل رضيع وأمه المسكينة وحيدين في أرض غريبة وبعيدة وموحشة فقط ليرضي رغبات إنسان آخر (سارة).

    وحتى لو أصابت الغيرة سارة وأراد إبراهيم أن يطاوعها في إبعاد ابنه من جاريته, فلماذا أبعدها الآف الكيلومترات في زمن يستغرق فيه السفر إلى ذلك المكان أسابيع طويلة عبر صحراء مهلكة يصفها ابن بطوطة أن داخلها مفقود وخارجها مولود. (قال ذلك عندما خرج من معان متوجها إلى الحجاز).

    بدل أن يسكنها في طرف البلدة التي يعيش فيها أو في بلدة أخرى في المنطقة التي يتحدث أهلها اللغة نفسها ولديهم التقاليد نفسها والطعام نفسه.

    ولذلك أقحم مؤرخو المسلمين في القصة أن الله قد اختار المكان لإبراهيم, حتى تنتفي تساؤلاتنا السابقة.

    فإبراهيم لم يكن في فلسطين ولم يرحّل هاجر وابنه إسماعيل بعيدا, ولم تحفر زمزم بأجنحة ملائكة لإطفاء ظمأ طفل رضيع تركه والده في فلاة قاحلة لكسب رضا زوجته الغيور, وإلا لاتهم إبراهيم بالقسوة والظلم. كما أن السعي ركن من أركان الحج فرضه الله كما الطواف وركعات الصلاة وسجودها. وليس تقليدا لهرولة أم تبحث عن الماء لإطفاء ظمأ رضيعها, كما تقول كتب المسلمين الإخبارية, وإلا لاتخذ السعي مسارا متعرجا وفي كل الاتجاهات بدلا من مسار واحد, لأن البحث عن الماء في أكثر من اتجاه يضاعف الفرصة في الحصول عليه, بدل تكرار الهرولة سبع مرات بين مكانين سبق التأكد من خلوهما من الماء: انّ الصّفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطّوّف بهما ومن تطوّع خيرا فانّ الله شاكر عليم (البقرة: 158).

    فالسعي بين الصفا والمروة ذهابا باتجاه ومسار, وإيابا باتجاه معاكس ومسار محاذي للمسار الأول, من شعائر الله التي فرضها على الناس مثل الطواف والوقوف بعرفات والمبيت بمنى منذ بني البيت وفرض الحج قبل زمن هاجر وسارة.

    ولا ينفي هذا أن تكون سارة قد طلبت من إبراهيم أن تنفي هاجر (إذا كان هذا فعلا اسمها) وابنها إسماعيل عن ناظريها, لأنها تصرفت كامرأة أحست بالغيرة مثل غيرها من النساء, وأن إبراهيم نقل الجارية وابنها إلى مكان يبعد عن سكن العائلة ولكنه في نفس المنطقة كما روته الكتب اليهودية التي أخذ منها المسلمون أصل القصة.

    المهم أن إبراهيم قد استقر به المقام في مكان قريب من مكة بعد ترحاله الذي تلى خروجه من بلده الأصلي هربا من عشيرته الكافرة, وبعد سنوات رزق بأولاد, والبداية كانت بإسماعيل, الذي يعني اسمه, سمع الله, لأن الله قد استجاب لدعاء إبراهيم بأن يرزق بذرية, وهو الذبيح, والذي فداه الله بكبش, ثم رزق الله إبراهيم بولد أخر كمكافأة له على عزمه على التضحية بابنه الوحيد, وهذا ما تظهره الآيات التالية: فبشّرناه بغلام حليم. فلمّا بلغ معه السّعي. قال يا بنيّ انّى ارى في المنام انّى اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصّابرين. فلمّا اسلما وتلّه للجبين. وناديناه ان يا إبراهيم. قد صدقت الرّؤيا انّا كذلك نجزي المحسنين. انّ هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في الآخرين. سلام على إبراهيم. وكذلك نجزي المحسنين.انّه من عبادنا المؤمنين.

    وبشّرناه باسحق نبيا من الصّالحين. (الصافات: 101_112).

    وإسحاق, أو يتسحق بالعبرية, من الضحك, لأن سارة عندما سمعت رسل الله الذين استضافهم إبراهيم يبشرونه بأنها ستلد له ولداضحكت لكونها عجوز متقدمة في السن ولا تصدق بأنها ستحبل: وامراته قائمة فضحكت فبشّرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب (هود: 71).

    وبعدما طال بإبراهيم المقام في ذلك المكان القريب من مكة وأصبح موطنا له, دعا ربه قائلا: ربّنا انّى اسكنت من ذرّيّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربّنا ليقيموا الصّلاة فاجعل افئدة من النّاس تهوى اليهم وارزقهم من الثّمرات لعلّهم يشكرون (إبراهيم:37).

    ولا تتحدث الآية عن إبراهيم عندما ترك إسماعيل وأمه هاجر في مكة وعاد لفلسطين, كما أورد المفسرون, لأن الآية تقول: "اسكنت من ذرّيّتي" وتقول " ليقيموا الصّلاة فاجعل افئدة من النّاس تهوى اليهم وارزقهم من الثّمرات لعلّهم يشكرون" فهم من ذرية إبراهيم أي جمع من الأولاد, وهو ما تؤكده الآية بترديد الضمير العائد على الجمع (ليقيموا .. تهوي اليهم .. وارزقهم .. ويشكرون), ولو كان المعنى إسماعيل وأمه لقال إبراهيم بأنه ترك ابنه وأمه, ولجاء الحديث بضمير المثنى.

    وعندما قال إبراهيم دعاءه السابق كان قد تقدمت به السن ورزق بولديه إسماعيل ثم إسحاق, وهو ما تؤكده الآيات التي تلت الآية السابقة: ربّنا انّك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السّماء, الحمد لله الّذي وهب لي على الكبر إسماعيل واسحق انّ ربّي سميع الدعاء. ربّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذرّيّتي ربّنا وتقبّل الدعاء. (إبراهيم: 38_40).

    أما لماذا سكن إبراهيم بقرب مكة ولم يسكن في مكة نفسها وبجوار بيت الله, فقد نجد الإجابة في ما فعله محمد (ص), فقد أبعدته قريش عن مكة فهاجر للمدينة وبقي فيها ثماني سنوات قبل أن يتمكن من فتح مكة. وبعد الفتح لم يعد محمد (ص) للعيش في مكة على الرغم من أنها موطنه الأصلي ومسقط رأسه, إضافة إلى أن فيها بيت الله الحرام, وقفل راجعا إلى المدينة وبقي فيها لثلاث سنوات أخرى قبل أن يتوفاه الله.

    فإذا كان خليل الله لم يسكن في مكة بل في منطقة قريبة منها, على الرغم من أن الله كلفه بإعادة بناء وترميم البيت وتطهيره, وعل الرغم من أنه كان متواجدا فيه بصورة شبه دائمة للتعبد, ولم يسكن محمد (ص) في مكة, على الرغم من أنه كان يستطيع ذلك بعد الفتح, لأنها بلده الأصلي, ولمجاورة بيت الله! أفلا يعني هذا أن مكة ليست مكانا للسكن, ولكن مكان للعبادة والحج والعمرة, لأنها لو سكنت فستزحف المباني على المشاعر وستحيط بالحرم الذي يتسع حسب حاجة المسلمين. وحتى لا تتحول مدينة بيت الله إلى سوق تنافس عقاري كما هو الحال الآن حيث تقف أسعار الأراضي والعقارات في المستوى الأول عالميا: واذا بوّانا لابراهيم مكان البيت ان لا تشرك بي شيئا وطهّر بيتي للطّائفين والقائمين والرّكّع السّجود. واذّن في النّاس بالحجّ ياتوك رجالا وعلى كلّ ضامر ياتين من كلّ فجّ عميق. ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايّام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير. ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطّوّفوا بالبيت العتيق (الحج: 26_29).

    ولهذا وجدت مكة ولهذا يجب أن تبقى.

    هذا ما يقوله القرآن عن إبراهيم, والمتدبر للآيات التي جاء فيها ذكر سليمان والهدهد, سيجد أن مملكة سليمان لا بد أنها كانت مجاورة لمملكة سبأ, التي لا يختلف اثنان أنها كانت في جنوب غرب جزيرة العرب, ولذلك استطاع الهدهد أن يطير اليها ويغدو في اليوم نفسه. ولو كان سليمان في فلسطين لما استطاع الهدهد ...

    وانتهت الصفحات المعدودات, التي تكرّم بها أخ فاضل.
    رد مع اقتباس  
     

  3. #51 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    من الشواهد الكثيرة التي ذكرها كتاب الله والتي تثبت أن بني إسرائيل وموسى كانوا في جزيرة العرب، ما ذكره القرآن عن تفسير يوسف عليه الصلاة والسلام، لرؤيا الملك، تقول سورة يوسف: وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ. قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ. َقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ. يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ. قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ. ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ. ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ. (يوسف: 43-49)
    فيوسف فسر الرؤيا على أن البلاد سيمر عليها سبع سنوات من المطر والغيث، وأن عليهم أن يخزنوا ما يستطيعون منه بسنابله، لأنه سيعقب تلك السبع سنوات المطيرة، سبع سنوات شداد، من الشدة، بسبب توقف هطول الأمطار، وبالتالي يمكنهم أكل ما تم تخزينه.
    بعد ذلك وفي السنة التالية للسنوات السبع الشداد، سيكون هناك سنة مطيرة، حيث سيأكل الناس مما يزرعونه فيها ويعصرون زيوتهم من شجرها.
    وألاض بلاد النيل، مصر الحالية، لا تعتمد على مياه الأمطار، لا في الوقت الحاضر ولا في أوقات الفراعنة. بل تعتمد على جريان النيل.
    ولذلك لا ينتظر الناس فيها الغيث لكي يزرعون، وليس لديهم ما يعرف بالزراعات البعلية المشهورة حتى اليوم في جنوب غرب جزيرة العرب، والتي تعتمد على مياه الأمطار، حيث يغرسون بذور الحبوب، مثل الدخن، وإذا ما جاء المطر سقاها فنبتت وأثمرت. وزرع الناس وعصروا زيوتهم/ وإذا احتبس المطر فلا زراعة ولا عصر.
    ومن الشواهد أيضاً أن الأرض التي عاش فيها يوسف كانت تعتمد على الرعي وليس على الزراعة، أن يوسف ذهب مع إخوته لرعي الغنم، وأنهم ألقوه في جب، أي بئر ماء، ومورد يرتاده المسافرون والرحل.
    أما بلاد النيل فتعتمد زمن الفراعنة على الزراعة وتربية الحيوانات تتم فيها إعتماداً على زراعة الأعلاف، وليس الرعي. ولو كان يوسف يعيش في بلاد النيل لتخلص منه إخوته بطريقة تتوائم مع بيئة بلاد النيل، مثل شد وثاقه في قارب وتركه يجري مع جريان النيل، وليس بإنزاله في بئر، يدل على أن تلك البيئة بيئة بدوية رعوية تتناسب مع بيئة تهامة أو شرق جبال عسير في غرب جزيرة العرب.
    َقالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ. قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ. أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ. قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ. قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ. فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ. وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ. قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ.(يوسف:10-17)

    اضافة تكرّم بها أحد الزملاء في غير منتدى


    ارغب في أن أضيف حوارا في غير منتدى حول الموضوع ..

    لدي ملاحظات صغيرة بالنسبة للسيدMR_911..حيث تحدث حول آيات "الرؤيا" وأن المراد بالغيث المطر..
    1-والحقيقة أن الغيث قد يكون من معانيه زيادة المد لنهر النيل...
    وهناك معاني كثيرة للغيث والإغاثة..وليست محصورة في المطر
    2- أما بالنسبة لما أوردة عن حادثة رمي يوسف بالبئر وأن الرعي ليس من الحرف المصرية المعتاده...فهذه مبالغة حيث أن حرفة الرعي موجودة بمصر الى اليوم......
    علما أن حادثة رمي يوسف بالجب تمت قبل دخـــــول مصر...ولتعلمو أن الآبار بالمنطقة الجنوبية غالبا صخرية وليست رملية..أي يمكن للفتيان النزول لأسفل البئر والصعود بسهولة ودون الاستعانة بحبال..وهذا يعني ان يوسف لم يرمى ببئر صخري"كآبارعسير" بل بئر محفور بتربة رملية"كآبار الأردن" يصعب بل يستحيل الخروج منه

    وبالنسبة للأستاذ الشايب:
    1- نعم كانت تقام بالمنطقة والى وقت قريب طقوس و"عرضات=أي رقصات وأهازيج شعبية"..عند القيام بعمليات ختان علنية لذكور تجاوزو ربما فترة الطفولة..
    2- لكن الغريب أن نفس الأسباب التي تجعلكم تقولون باستحالة قدوم التوراة من فلسطين..تجعلنا نقول باستحالة قدومها من عســــــير..
    ومن أهم الأسباب:
    أولا-عدم وجود لقى أثرية من تلك الأزمنة بالمنطقة..سواءا لحضارة اسرائيلية أو غيرها..
    ثانيا- عدم وجود مبان تاريخية قد توحي بوجود حضارة كبيرة وغنية (كحضارة بني اسرائيل)..فكل المباني الأثرية الموجودة توحي بالبساطة ..كما أن طرق البناء المتوارثة لاتوحي بفن عمارة عريق يليق بمملكة ثرية بها ملوك وأثرياء ..
    ثالثا- أن مجرد تشابه الأسماء ليس دليلا كافيا..لأن الأسماء تتكرر بكل منطقة (المشرق العربي)..وخاصة فلسطين
    رابعا-أن كل ما توردونه من أسماء لقرى وأنهار هي في الحقيقة اصغر من أن تليق بالسمعة الأسطورية لمملكة بني اسرائيل
    ..أرجو أن أجد لديكم إجابات شافية..خاصة أني سبق وقرأت هذا الكتاب وأنا في السابعة عشرة بلندن سنة 91 ومازلت مهتما بمافيه
    رد مع اقتباس  
     

  4. #52 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    أخي أبو يعرب المحمدي
    أهلاً بك
    1- تقول: والحقيقة أن الغيث قد يكون من معانيه زيادة المد لنهر النيل...
    والحقيقة أني أجهدت في البحث علني أجد أن من معاني الغيث زيادة المد لنهر النيل (الذي يسمى باللغة الفيضان) ولم أفلح.
    ولكني وجدت أن الغيث لا يعني إلا المطر الهاطل من السماء:
    يقول ابن منظور صاحب لسان العرب تحت كلمة غيث " الغَيْثُ: الـمطر والكَلأُ؛ وقـيل: الأَصلُ الـمطر، ثم سُمِّي ما يَنْبُتُ به غَيْثاً "
    ويقول: " وغاثَ الغَيْثُ الأَرضَ: أَصابَها، ويقال: غاثَهم اللَّهُ، وأَصابَهم غَيْثٌ، وغاث اللَّهُ البلادَ يَغِيثُها غَيْثاً إِذا أَنزل بها الغَيْثَ؛ ومنه الـحديث: فادْعُ الله يَغِيثُنا، بفتـح الـياء. وغِيثَتِ الأَرضُ، تُغاثُ غَيْثاً، فهي مَغِيثةٌ، ومَغْيُوثة: أَصابها الغَيْثُ. وغِيثَ القومُ: أَصابَهم الغَيْثُ.
    ويقول أيضاً: وطَبَّقَ الغيثُ الأَرضَ: ملأَها وعمّها.
    ويقال: تَعَجَّسَتِ الأَرضَ غُيُوثٌ إِذا أَصابها غَيْثٌ بعد غَيثٍ فتثاقل علـيها.
    وفي لسان العرب أيضاً: وأَرض فَـيْزَلةٌ: سريعةُ السيل إِذا أَصابها الغيث.
    ويقول ابن منظور في تعريف المصفحات: " الـمُصَفَّحاتُ السيوف لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ، وتَصْفِـيحها تعريضها ومَطُّها؛ ويروى بكسر الفاء، كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغيث إِذا لَـمَعَ منه البَرْق فانفرج."
    وفـي الـحديث فـي صفة الغيث: أَرض مُقْبَلة وأَرض مُدْبَرة أَي وقع الـمطر فـيها خِطَطاً ولـم يكن عامًّا.
    ومَواقِعُ الغيثِ: مَساقِطُه.
    وفـي حديث أَبـي موسى عن النبـي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ مَثَل ما بعَثنـي الله به من الهدَى والعِلْـمِ كمثلِ غيثٍ أَصاب أَرضاً،... إلى آخره.
    وفي الدعاء يقال: اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُغيثاً طَبَقاً أَي مالِئاً للأَرض مغطياً لها. يقال: غيث طَبَقٌ أَي عامٌّ واسع.
    وفي الشعر:
    يقول الشاعر
    وما زِلْتُ مثلَ الغَيْثِ، يُرْكَبُ مَرَّةً فـيُعْلـى، ويُولَـى مَرَّةً، فـيُثِـيبُ
    ويقول آخر:
    متـى كان الـخِيامُ بذي طُلُوحٍ سُقـيتِ الغَيْثَ، أَيتها الـخِيامُ
    ونَصر الغيثُ الأَرض نَصْراً: غاثَها وسقاها وأَنبتها؛ قال الشاعر:
    من كان أَخطاه الربـيعُ فإِنما نصر الـحِجاز بِغَيْثِ عبدِ الواحِدِ
    ونضيف لما أورده ابن منظور بعضاً مما جاء في كتاب الكامل في اللغة لابن المبرد، حيث يقول:
    قال الشَّمَّاخُ:
    تَعِنُّ لَهُ بمِذْنَبِ كُلِّ وَادٍ إذَا مَا الغَيْثُ أَخْضَلَ كُلَّ رِيعِ
    وفي فصل تولية المهلب لمحاربة الخوارج ذكر ابن المبرد أن رجلاً من بني تميمٍ، مدح المهلب بشعر جاء فيه:
    سَقَى الله المهلَّبَ كلَّ غَيْثٍ من الوَسْميِّ يَنْتَحِرُ انتحارَا
    فما وهَن المهلَّبُ يومَ جاءتْ عَوابسُ خَيْلهِمِ تبْغي الغِوَارَا
    وفي فصل آراء الفقهاء في مذهب الخوارج، ذكر ابن المبرد أن سليمانُ بن عبد الملكِ سمع رجلاً من الأعراب في سَنَةٍ جدبةٍ يقولُ:
    رَبَّ العِبادِ مَا لَنا ومَالَكَا قد كنتَ تسْقينَا فما بَدَا لكَا
    أنْزل علينا الغيثَ لا أَبالكَا

    وبقول الحق سبحانه وتعالى آيات دالة قطعاً على أن الغيث يعني المطر النازل على الأرض من السماء:
    وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً [الكهف : 29]
    إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [لقمان : 34]
    وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [الشورى : 28]
    فإن كان لدى الأخ أبو يعرب المحمدي أدلة على أن الفيضان يعني الغيث قصر علمي عنها فليزودني والقراء بها مشكوراً.

    2- يقول الأخ أبو يعرب" وأن الرعي ليس من الحرف المصرية المعتاده...فهذه مبالغة حيث أن حرفة الرعي موجودة بمصر الى اليوم...... "
    فأقول له أرجوا مراجعة ما كتب، لأن بلاد النيل تربي الحيوانات إعتماداً على الأعلاف المزروعة وليس على الترحال خلف الكلاء الذي يعقب المطر، كما يحدث في تهامة عسير واليمن أو في شرق جبال عسير، حيث يرتحل الرعاة مسافاة طويلة، بعيداً عن مساكنهم. وهنا من الأفضل أن نشير إلى أن قبائل جنوب غرب الجزيرة العربية، على الأقل فيما يعرف اليوم بالمملكة العربية السعودية، تسيطر على شرائح متوازية من الآرض تمتد من البحر الأحمر غرباً مروراً بالمناطق الجبيلة المطيرة وإنتهاءً بالبراري الجافة شرقاً. بحيث يكون يتوزع الناس المنتومون إلى قبيلة معينة إلى ثلاث فئات مختلفة بالنسبة لطرق المعيشة، وإن كانوا ينتسبون لنفس القبيلة. فهناك أناس يعيشون قرب سواحل البحر الأحمر حيث تسمى المنطقة بتهامة، وأهلها كانوا في الأصل رحل يعتمدون الرعي وجمع الثمار وصيد السمك، ويسمون بالتهم، نسبة لتهامة، ثم تأتي إلى الشرق من ذلك منطقة الجبال حيث يعتمد السكان على المطر كلياً لزراعة مستقرة، وتربية الحيوانات بالأعلاف المزروعة، ثم يستمر الإمتداد شرقاً حيث تتحول الأرض إلى شحيحة في المطر ويكون الناس فيها بدو رحل يعتمدون على سقي حيواناتهم على الآبار. وكل الثلاث فئات بأنماطهم المعيشية المختلفة أبناء قبيلة واحدة.
    ويوسف عاش في المنطقة البدوية حيث الابار التي يسقي منها الناس الرحل والرعاة حيواناتهم، وهذه شهادة القرآن في ذلك: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [يوسف : 100]
    فيعقوب والد يوسف كان يعيش في تلك المنطقة البدوية، بينما كان يوسف يعيش في مصر تلك البلدة الزراعية المستقرة، إلى الغرب من المناطق البدوية.
    والبئر التي أنزل فيها يوسف كانت من النوع الذي يسهل النزول فيه لشاب ولكن يوسف كان من الصغر بحيث لم يكن يدري مالذي يحاك ضده من إخوته، وبالتالي فهو أصغر من أن يتسلق البئر الصخرية بمفرده.

    وعندما تسامع الناس بصدور كتاب التوراة جاءت من حزيرة العرب هوجم الكتاب من جميع الطوائف حتى من اليهود، وهاجمه أناس حتى قبل أن يقرأوه كما ذكر المؤلف في مقدمته. وكان لبعض أبناء منطقة جنوب غرب الجزيرة نصيب في الهجوم، ومما صدر في ذلك ردود مكتوبة على شكل كتيبات منها واحد صدر من نادي أقبها الأدبي، أحتفظ فيه عندي، وكان الدافع للرد هو توجسهم من أن إثبات أن قوم موسى كانوا هناك، يعني أن يهود هذا الزمن سيرحلون من فلسطين ويحتلون بلادهم. وبطبيعة الحال فوجود إسرائيل في فلسطين ليس لأن الله أعطاها إياهم بل لأنهم إمتداد للحروب الصليبية على القدس.
    وإلا فالقرآن الكريم يبين لكل من يقرأوه بعين متبصرة متدبرة أنه ليس لليهود عند الله عهد بأرض تكون لهم حتى قيام الساعة، ولكن الله سبحانه وتعالى أبلغهم بعد خروجهم من " مصر" أن هناك قرية يمكن أن تكون وطناً بديلاً لهم، وأن عليهم إن هم أرادوا الحصول عليها أن يخرجوا أهلها الجبارين منها، ولكنهم لم يفعلوا مع أن الله قد وعدهم بالنصر، ولكن اليهود أرادوا من الله أن يفعل ذلك بالنيابة عنهم، وأن يخرج من فيها، فإن فعل فسيدخلوها، يقول تعالى في سورة المائدة:
    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23) قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)
    ولم يستجب لنداء القتال إلا موسى وهارون: قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25)
    فحرم الله بني إسرائيل منها، بل وكتب عليهم التيه عقوبة لهم على موقفهم ذاك: قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)
    وبناء على كلام رب العالمين فليس لليهود بعد موسى أي وعد عند الله.
    وأختم كلامي بالإعتذار عن الإطالة. وشاكراً الأخ الشايب على عرضه لكتاب التوراة جاءت من جزيرة العرب بهذا الشكل الرائع.
    رد مع اقتباس  
     

  5. #53 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    السيدين الفاضلين الشايب وmr_911 شكرا لكما لهذا الموضوع القيم ولإهتمامكما الكبير بإتمامه..والإجابة على الملاحظات التي نضعها..وإن كنت لا أزال أنتظر من السيد الشايب الإجابة على ملاحظاتي الصغيرة ولكنها برأيي مهمه

    أما السيد الكريمmr_911..فقد تبحر في وصف المعنى المعجمي الحرفي لكلمة غيث...وقد كان يكفيه القول أن المعنى الأول والأقرب لكلمة غيث هي المطر..لكنه طبعا ليس المعنى الحصري...وإن كان هذا لن يغير شيئا في الموضوع..فزيادة نهر النيل ناتج عن المطر(أو الغيث) على جبال الحبشة ..ولكنه غيث لأهل مصر بالنتيجة..خاصة أن الآية تتحدث عن ((عام فيه يغاث الناس))..ولم تتحدث بشكل واضح عن((إنزال الغيث على مصر))
    فاللآية تتكلم عن الغيث الذي يقع للناس وليس لأرض مصر

    أما بالنسبة لحادثة رمي يوسف بالجب..فقد تمت قبل دخوله وأهله لمصر..بل تمت بالبادية ...ولهذا فلا معنى للحديث عن أن سكان مصر لايرعون الغنم بل يربونها على العلف..لأن أهل يوسف لم يكونو مصريين ..والحادثة تمت قبل دخول مصر..
    علما أن صبيا صحيحا في حدود الثانية عشرة يستطيع النزول لأسفل أي بئر من آبار المنطقة مهما كان عميقا ثم الصعود بسهولة..إعتمادا على الجدران المبنية بأحجار يتخللها فراغات..

    أما بالنسبة للذين ينزعجون من محتوى الكتاب..فهذا شأنهم لكن الكتاب يبقى كتابا قيما يستحق الدرس بموضوعية وتجرد
    ........................................

    وبالنسبة للأستاذ الشايب:
    1- نعم كانت تقام بالمنطقة والى وقت قريب طقوس و"عرضات=أي رقصات وأهازيج شعبية"..عند القيام بعمليات ختان علنية لذكور تجاوزو ربما فترة الطفولة..
    2- لكن الغريب أن نفس الأسباب التي تجعلكم تقولون باستحالة قدوم التوراة من فلسطين..تجعلنا نقول باستحالة قدومها من عســــــير..
    ومن أهم الأسباب:
    أولا-عدم وجود لقى أثرية من تلك الأزمنة بالمنطقة..سواءا لحضارة اسرائيلية أو غيرها..
    ثانيا- عدم وجود مبان تاريخية قد توحي بوجود حضارة كبيرة وغنية (كحضارة بني اسرائيل)..فكل المباني الأثرية الموجودة توحي بالبساطة ..كما أن طرق البناء المتوارثة لاتوحي بفن عمارة عريق يليق بمملكة ثرية بها ملوك وأثرياء ..
    ثالثا- أن مجرد تشابه الأسماء ليس دليلا كافيا..لأن الأسماء تتكرر بكل منطقة (المشرق العربي)..وخاصة فلسطين
    رابعا-أن كل ما توردونه من أسماء لقرى وأنهار هي في الحقيقة اصغر من أن تليق بالسمعة الأسطورية لمملكة بني إسرائيل
    .............................................
    الأخ أبو يعرب..
    آسف للتأخير..
    في نقطة عدم وجود لقى أثرية في بلاد عسير.
    هنا يجب الانتباه إلى نقطة هامة, لقد نقّب علماء الآثار التوراتيون كل شبر في فلسطين, وكما ذكر في أحد الفصول السابقة, تمّ العثور على لقى قليلة في فلسطين وقام الاثاريون اليهود "بتزوير ترجمتها" كما بين الدكتور الصليبي, في حين أن الكاتب يشير إلى نقاط جغرافية محددة في غرب شبه الجزيرة العربية, وقرى لا تزال قائمة في مناطقها نفسها, كما سيأتي لاحقا, وكل ما يطلبه, ونطلبه جميعا الآن, أن تقوم مديرية الآثار بالعربية السعودية أو الجامعات السعودية, او جامعة الدول العربية, بالتنقيب في أماكن محددة بعينها, لحسم موضوع هذه النظرية بصورة نهائية قبل أن ننطلق في اتجاهين لا ثالث لهما:
    1- أو أن هذه النظرية صحيحة ونحن بحاجة إلى إعادة النظر بتاريخ المنطقة وأديانها ولغاتها, وطبعا هذا ينفي أن تكون التوراة وجغرافيتها في فلسطين.
    2- أو أن هذه النظرية خاطئة, وبحجة عدم وجود أثار في المناطق الجغرافية المفترضة في بلاد عسير, وطبعا هذا ينفي أيضا أن جغرافية التوراة لم تكن في "كلا" من عسير أو فلسطين وعلينا أن نبحث عن مكان "ثالث".
    إذا لم تكن عسير هي بلاد التوراة الأصلية, فلا يمكن أن تكون فلسطين أيضا هي تلك البلاد, لنفس الأسباب.
    في نقطة عدم وجود مباني أثرية..
    أيضا يجب أن ننتظر التنقيب العلمي الدقيق, ولكن هناك نقطة رئيسية في أن "القرآن الكريم" لا يصف ملوك إسرائيل بالغنى الفاحش وحضارة إسرائيل ومبانيها "بالعظيمة", بل يقول وبوضوح أنهم كانوا "أنبياء الله".
    في حين أن القصص التي ذكرت ذلك, هي قصص من دوّن وكتب ووصف تلك الممالك والقصور والثروات والغنى, من اليهود الذين عاشوا تحت وطأة السبي والقهر في بابل, فدوّنوا التوراة تحت ثقل الهزيمة ورغبة البقاء وأمل العودة, ليتم تحميل "تفسيرات" النصوص المقدسة وتعظيمها والمبالغة فيها, ما لا تحتمله, وما لا يمت إلى الواقع بصلة.
    وليزيد عمل "المصوراتيين" بعد ذلك "بألف" سنة, الطين بلّة. والمبالغة مبالغتا.
    في النقطة الثالثة, إن القضية في هذه النظرية ليست مجرد تطابق اسماء, بل تطابق "جغرافية" هذه الأسماء, وهذا وحده لا يكفي الاّ في نفي وقوع تلك الجغرافية في "فلسطين", وطرح نظرية وقوع هذه الجغرافية في بلاد عسير شرط أن يتبعها التنقيب العلمي في الآثار الباقية في الأماكن التي تحددها هذه النظرية التي تعتمد على تطابق الأسماء "مدخلا للبحث والتنقيب" وليس إثباتا نهائيا.
    في النقطة الرابعة أيضا أقول أن ما نملكه من معلومات عن التاريخ اليهودي, مصدره اليهود أنفسهم, والمؤرخون اليهود, مع ما يمكن أن يفعلوه أو فعلوه فعلا من تحريف وتزوير وتغيير ومهما كانت "النوايا" وان كنا الآن لا نشك بتلك النوايا أبدا, الاّ أن كل ما كتبوه يحتمل إعادة نظر جذرية وحتى "بغض النظر" عن هذه النظرية بعينها, وخصوصا ما أخذه "المؤرخون المسلمون" واعتمدوه بلا أي تدقيق في قصص أنبياء بني إسرائيل, وأثبتوه في شرح القرآن الكريم على أنه "حقائق".
    ومن هذه الأرضية وبعد أن تفضل أخ كريم, وأستاذ فاضل, بصفحات قيّمة من كتاب, تتحدث عن موضوعنا هنا, سوف أقدمه إغناءا للموضوع ومدخلا لرؤيا جديدة في "المقدس الإسلامي " نفسه.
    .................................................. ...................
    اعتذر سلفا عن انزال عدد من الأضافات دفعة واحدة, ولكن لضرورات ضيق الوقت وغنى الموضوع..
    رد مع اقتباس  
     

  6. #54 رد: التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    1
    معدل تقييم المستوى
    0
    ارجو من الاستاذ التعليق على مايلي
    ح- منطقة القنفذة:

    1- جبّار /جبر/, في عزرا فقط: جبار (جبر بلا تصويت), أو أيا من أماكن متعددة تحمل الاسم نفسه أو متفرعات عنه في أجزاء أخرى من عسير وجنوب الحجاز.

    2- حاديد /حديد/: حذيذ, إلا إذا كانت حداد (حدد) في منطقة الطائف, أو وادي حديد في منطقة جيزان.

    3- الأوريم /ءوريم/: الرّيام, إلا إذا كانت الرّيامة في منطقة بني شهر.

    4- قرية عاريم /قرية عريم/ وكفيرة /كفيره/ وبئيروت /بءروت/: النص الوارد في يشوع 17:9 , حيث تذكر الأماكن الثلاثة معرّف بعضها البعض الآخر, وبالترافق مع جبعون , تشير بوضوح إلى منطقة القنفذة وجوارها حيث هناك قرية عامر /قريت عريم/ والقفرة /كفيره/, وربثه التي ربما كانت /بءروت/. وربثة هذه من منطقة المجاردة المحاذية لمنطقة القنفذة.

    يوجد ثلاث قرى على وادي واحد وهي التي اظن ان النص يشير اليها بوضوح وهذه القرى موجودة في منطقة الباحة بزهران وهي :
    1- قرية الحبارى الألف المقصورة / وهي التي تقابل في النص السابق جبار او جبر مع بعض التحوير
    2- قرية حديد
    3- قرية أريمه / وهي التي تقابل في النص السابق عاريم
    مع ملاحظة انه يوجد قرية اخرى تدعى الجبور لكنها ليست على نفس الوادي
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. هل تعتقد أن الغرب سيدخل أزمة مالية جديدة بسبب الثورات العربية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24/11/2011, 11:21 PM
  2. الغرب و الثورات العربية – مقال للدكتور يحيى أبو زكريا
    بواسطة زائر في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27/05/2011, 01:28 PM
  3. صور من جزيرة لانكاوى ماليزيا
    بواسطة سفير ماليزيا في المنتدى الواحة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09/04/2011, 07:12 PM
  4. حالة حب
    بواسطة عبد الله نفاخ في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18/03/2010, 09:23 AM
  5. سفير اسرائيلي عار و في حالة سكر
    بواسطة رزاق الجزائري في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 16/03/2007, 07:42 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •