صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 37 إلى 48 من 54

الموضوع: التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

  1. #37 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    إن هذا الملاكم الذي يعتدي على قرّاء المقطع الأخير من ما سبق هو فعل لا إرادي ومحض افتراء على النص.
    وكان المفروض أن يظهر رقم المزمور المشار اليه لأتفاجىء بملاكم راقص على ايقاع المزمور المذكور.
    ورقم المزمور هو اثنان على ثماني واربعون.ويبدو أن ترميزه هو 8) اي : أول القوس اليساري ثم الرقم ثمانية.
    اتمنى في التحديث المقبل الانتقال الى ترميز لا عددي للأيقونات.
    رد مع اقتباس  
     

  2. #38 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    أورشليم..6

    أبواب أورشليم:

    1- باب "بنيامين" /بن يمن/, ارميا 13:37 , 7:38 , زكريا 10:14 : بين احتمالات عديدة, ربما كانت ذات يومين (يمن بلا تصويت) في منطقة بلّسمر وبلّحمر.

    2- باب "الزاوية" /ه_فنه/, الملوك الثاني 12:14 , قارن مع أخبار الأيام الثاني 23:25 , أخبار الأيام الثاني 9:26, ارميا 38:31, زكريا 10:14 : هي في الظاهر النياّفة /بقلب الأحرف, مع أداة التعريف العربية بدلا من العبرية, في منطقة بني عمرو في السراة.

    3- باب "الدّمن" /ه_شفت/ نحميا 13:2, 13:3و14, 31:12 : بين احتمالات عديدة, ربما كانت الشّفوة أو الشّافية (كلاهما شفت بلا تصويت) في رجال ألمع.

    4- باب "الشرق" /مزرح/ وقد تقرأ /م_زرح/, أي "من مكان الشروق", نحميا 29:3 : آل محرز (بقلب الأحرف من مزرح), إحدى قريتين تحملان الاسم نفسه في منطقي بني شهر وبلّحمر, غرب النماص.

    5- باب "أفرايم" /ءفريم/, الملوك الثاني 13:14, قارن مع أخبار الأيام الثاني 23:25, نحميا 16:8, 39: 12 : الوفرين (مثل ءفريم في المثنى) في منطقة بني شهر.

    6- باب "السمك" /ه_دجيم/ أخبار الأيام الثاني 14:33, نحميا 3:3, صفنيا 10:1 : ذات الدماغ (دمغ), في حوض وادي بيشة, وقد ذكرها أحمد بن عيسى الرّداعي في أرجوزة الحج اليمني (انظر الهمداني, "صفة جزيرة العرب", ص430). ويبدو أنه لم يعد لها وجود اليوم بهذا الاسم.

    7- باب "العين" /ه_عين/ نحميا 14:2, 15:3, 37:12 : والإشارة قد تكون إلى ينبوع محلّي, وإلا فهي إلى القرية الحالية "العين" في السراة, في منطقة بلّسمر, وهي القرية الأقرب إلى النماص بهذا الاسم.

    8- باب "الخيل" /ه_سوسيم/ نحميا 28:3, 40:31 : الإشارة هنا قد تكون إلى قرية السّوسيّة (الجمع بالعربية من سوس) في بلاد زهران, لكن الأرجح أن المقصود هو المسوس (تحوير بقلب الأحرف عن سوسيم) في رجال ألمع.

    9- باب "العد" /ه_مفقد/ نحميا 31:3 : الأكثر احتمالا هو الميناء الحالي القنفذة, الذي هو الميناء الأقرب إلى منطقة النماص وجوارها, والذي يمكن لاسمه أن يكون تحريفا تعريبيا ل /ه_مفقد/, مع تحويل أداة التعريف العبرية إلى أداة التعريف العربية, كما في معظم الأحوال المشهودة.

    10- الباب "الأوسط" /ه_توك/ ارميا 3:39 : الطوق مع أداة التعريف العربية, في رجال ألمع.

    11- الباب "العتيق" /ه_يشنة/ نحميا 6:3 , 39:12 : ياسينة (يسنه بلا تصويت), في منطقة القنفذة.

    12- باب "السجن" أو "الحرس" /ه_مطره/ نحميا 39:12 : ماطر (مطر بلا تصويت) في منطقة محايل.

    13- باب "الضّأن" /ه_صون/ نحميا 1:3 و32 ,39:12 : آل زيّان (زين بلا تصويت, الرديف فونولوجيا ل صون), في منطقة بلّحمر.

    14- باب "بنيامين الأعلى" /بن يمن ه_عليون/ ارميا 2:20 : لا شك بأنها آل يماني (يمن بلا تصويت) في سراة بلقرن, شمال النماص, وهي منسوبة توراتيا إلى قرية عليان المجاورة.

    15- باب "الوادي" /ه_جيء/ أخبار الأيام الثاني 9:26 , نحميا 13:2 و15 , 13:3 : بين احتمالات عديدة, الأرجح هي الجية (جي مع أداة التعريف) في منطقة النماص, إلا إذا كانت الجوّ (جو ومع أداة التعريف أيضا) في منطقة بلّسمر غرب النماص.

    16- باب "الماء" /ه_ميم/ عزرا 1:8 , نحميا 26:3 , 1:8 و3 و16 , 37:12 : يحتمل أنها المومية في منطقة قنا والبحر المحاذية لرجال ألمع, ويحتمل أيضا أنها المايين (المثنى بالعربية من "ماء") في منطقة المدينة, على امتداد طريق القوافل الرئيسية لغرب شبه الجزيرة العربية المتجهة إلى الشام, إلا إذا كانت إشارة عمليا إلى " ماء " محلية.

    17- الباب "وراء السعاة فتحرسون حراسة البيت" /ء حر ه_رحيم و_شمرتم ءت مشمرت ه_بيت مسه/ الملوك الثاني 6:11 : والترجمة الأصح للأصل العبري هي: /ءحر/ ال /رحيم/ و /شمرتم/ بجانب برج الحراسة ل /بيت مسه/. والإشارة هي إلى الأماكن الأربعة التالية, وجميعها في منطقة القنفذة وجوارها المباشر: اليحور (يحر بلا تصويت), وصروم (تحوير بقلب الأحرف عن /رصيم/), والسمرة (سمرت, ولاحقة الميم في /شمرتم/ العبرية هي ضمير الجمع المضاف إليه للغائب, ويعود إلى يحر و رصيم), وحلّة مصوى ("مستوطنه", نظرا ل /بيت/ العبرية, أو "منزل" مصو, قارن مع /مسه/ التوراتية). وبذلك يستقيم المعنى الجغرافي على الوجه الآتي: "باب يحور وصروم وحلّة مصوى المنسوبة اليهما".

    18- باب "السورين" /بين ه_حمتيم/ الملوك الثاني 4:25 , قارن مع ارميا 4:39 , 7:52 : الإشارة هنا إلى "بين" (أي "ناحية" أو "مرتفع") آل حماطان في سراة زهران. والصيغة المعرّبة للاسم هي في صيغة المثنى, كما في الأصل العبري*.

    .................*

    الصيغة العبرية المفردة من الاسم /حمت/ (كما في سفر العدد 21:13 و 29 وأماكن أخرى من التوراة العبرية) استمرت في الوجود أيضا في جنوب الحجاز وعسير كاسم لقرية تسمى ذوي حمط, وست قرى تسمى حماطة. والخلط بين اسم المكان التوراتي هذا واسم حماه (حمه أو حمت) الواقعة في وادي العاصي في الشام ....هام جدا....

    فعل الكثير في إبعاد الفهم التقليدي للجغرافيا التوراتية عن مرماه. ولا بد من إعادة النظر بعناية بمضمون الاسم نفسه كما ورد في السجلات المصرية وفي السجلات الآشورية والبابلية القديمة.

    .................................................. ...

    19- باب "شلكّة" /شلكت/ أخبار الأيام الأول 16:26 : شقلة في منطقة القنفذة.

    20- باب "السور" /ه_يسور/ الملوك الثاني 6:11 , أخبار الأيام الثاني 5:23 : آل يسير في منطقة تنومة, جنوب النماص, في اتجاه أبها.

    21- باب "يشوع رئيس المدينة" /يهوشع سر ه_عير/ الملوك الثاني 8:23 : هنا تبدو القرية الحالية شوعة (شوع), في منطقة قنا والبحر, معرفة توراتيا بالنسبة إلى قريتي السّر (سر) والغار (غر), في منطقة رجال ألمع المجاورة (بالعربية, "شوعة سرّ الغار").

    22- باب "الفخّار" /ه_حسروت/ ارميا 2:19 : لعلّها الخريزات (تحوير بنقل الأحرف وقلب السين إلى زين عن /حسروت/, وهي أيضا بجمع المؤنث كما بالعبرية, في جوار حلي من منطقة القنفذة.

    23- "باب الرب الجديد" /سعر يهوه ه_حدش/ ارميا 10:26 : أو "باب بيت الرب الجديد" /سعر بيت يهوه ه_حدش/ ارميا 10:36 : تبدو الاشارة هنا إلى مقام قديم كان مكرسا في زمن التوراة للربّ /يهوه/ في القرية الحالية التي تدعى الحديثة (الترجمة العربية للكلمة العبرية /ه_حدش/, في منطقة القنفذة.

    24- "الباب الأعلى لبيت الرب" /سعر بيت يهوه ه_عليون/ أخبار الأيام الثاني 3:27 , والترجمة الأفضل هي "باب /ه_عليون/ بين الرب" : والمقام المذكور لا بدّ أنه كان في آل عليان (ءل علين, أي "اله" علين) في منطقة النماص.

    25- "الباب الأول" /سعر ه_رءشون/ زكريا 4:14 : يحتمل أنها الرّوشن في وادي بيشة, وأقل احتمالا كونها ريشان أو الروسان في منطقة الطائف*.

    ..............*

    قارن بين تحديدات أسماء أبواب أورشليم هنا وتلك الواردة في كتاب ج. سايمونز:

    J.Simons, Jerusalem in the Old Testament (Leiden 1952



    وتحديدات سايمونز تعتمد فقط على المكتشفات الأثرية في أورشليم الفلسطينية, من دون أية أدلة اسمية تدعمها.
    رد مع اقتباس  
     

  3. #39 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    توضيح ..
    يرجى الأنتباه الى الترقيم , فقد تجاوزت الأضافة "أورشليم ..5 " , وأعود لأثبايها في ما يلي, حتى لا يضيع التسلسل .
    رد مع اقتباس  
     

  4. #40 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    أورشليم..5
    وفي ضوء ما قيل حتى الآن يجب البحث عن "أورشليم" التوراتية (ير وشليم بالعبرية, وتعرب يرو شليم)* في منطقة..
    ...................*
    لقد اعتبر اسم /ير وشليم/ حتى الآن لغزا. والأرجح هو أنه يعني "مقر" أو "مسكن" (الاسم /يرو/, قارن مع مصدر الفعل بالعربية (ءري), أي "سكن" أو "أقام") /شليم/ (قارن مع الاسم العربي الحي "سليم" في مرتفعات عسير). والمصدر من الفعل (ءري) يظهر في أسماء أماكن أخرى في غرب شبه الجزيرة العربية, كما في أرواء (ءرو) وأروى (ءرو). و إذا لم يكن الاسم /شليم/ اسم قبيلة (وربما قبيلة فرع من اليبوسيين), فيحتمل أنه كان اسم اله محلي, وربما تنويع في /شلم/. وبالتالي فان اسم المكان /ير وشليم/ يعني "مقر سليم", أو "مقرّ شلم"(اسم الإله).
    .................................................. ..................
    ..في منطقة ما إلى الشمال من قعوة الصيان (وهي "جبل صهيون" في رجال ألمع), لأن داود اتّجه جنوبا من "أورشليم" ليصل إلى "حصن صهيون" كما سبق. والأرجح هو أن "أورشليم" هذه (المختلفة عن "أورشليم الفلسطينية"), يمكن أن يعثر عليها فورا على مسافة 35 كيلومترا إلى الشمال من بلدة النماص في سراة عسير, شمال أبها. إنها القرية التي تسمى اليوم آل شريم (ءل شريم), التي يحتوي اسمها على بعض التحريف التعريبي عن الأصل /يرو شليم/ (تغيير موقعي الحرفين الراء واللام بين قسمي الاسم المركب)*.
    ...................*
    ويحتمل أيضا أن يكون الاسم /ير وشليم/ جمعا لاسمين حاليين لقريتين, هما: أروى (ءرو) وآل سلام (سلم) في جوار تنومة من السراة, غير بعيد إلى الجنوب من النماص. وفي هذا الحال, ربّما نسبت أروى إلى قرية آل سلام المجاورة لتمييزها عن قرية آل عمر أرواء في المنطقة ذاتها. وهناك حاجة لدعم علم الآثار للبرهان على هذه النقطة بما لا يدع مجالا للشك.
    .................................................. .............
    ووقوع منطقة النماص على ارتفاع حوالي 2500 متر عن سطح البحر, كموقع مقترح ل "أورشليم" التوراتية, يجعله في موضع استراتيجي للسيطرة سواء على الأراضي الداخلية أم على المنحدرات البحرية لعسير.
    وهناك طريق قديمة, يمتد مسارها فوق الجرف وعلى امتداد الشق المائي للسراة, تصلها بأبها وخميس مشيط في الجنوب, وببلاد غامد وزهران والطائف في الشمال, أي بكامل امتداد الأراضي القديمة ل "إسرائيل" و"يهوذا". وتتميز المنطقة بغناها الخاص بالبقايا الأثرية التي لم تستكشف بعد. وكانت توجد هنا, في الزمن التوراتي, أقداس ومقامات لا تحصى, ومن بينها مقام ما يسمى "رب الجنود" ("اله الصبيات", والصّبيات هي اليوم من قرى النماص, وهي ليست بعيدة عن آل شريم). وللوصول إلى "أورشليم" هذه في جوار النماص, من عاصمته الأصلية "حبرون" وهي الخربان في منطقة المجاردة, لم يكن على داود الاّ أن يتّجه صعودا عن طريق وادي خاط, فيقطع المسافة في يومين بسهولة.
    وكعاصمة لمملكة تضم معظم عسير, كان موقع "أورشليم" (أي آل شريم) في مرتفعات النّماص أفضل بكثير من موقع "حبرون" (وهي الخربان) في منحدرات المجاردة.
    وبالرغم من أن داود اعتبر "أورشليم" هذه, بالقرب من مقام /صبءوت/ (أي الصبيات), عاصمته الرسمية على ما يظهر, يحتمل أنه أقام معظم وقته في عاصمته الثانية, وهي "مدينة داود" في رجال ألمع, ليراقب حدوده الجنوبية عن قرب. وهناك مات, أو هناك دفن على الأقل (الملوك الأول 10:2). واستمر ابنه وخليفته سليمان, الذي يبدو أنه كان معه عند موته, في الإقامة في مدينة داود (أي في أم صمدة في رجال ألمع) "إلى أن أكمل بناء بيته وبيت الرب وسور أورشليم حواليها" (الملوك الأول 1:3). وعندها فقط ذهب إلى مقام "جبعون" (آل جبعان الحالية, في منطقة المجاردة) لتقديم الضحايا, ثم تابع سيره صعودا من هناك ليدخل "أورشليم" (الملوك الأول 4:3و15). ويصادف هنا أن رحلة سليمان من "مدينة داود" إلى "أورشليم" عبر "جبعون" تبدو متكاملة في مغزاها الجغرافي. وعمليا, فان إحدى الطرق التي تقود من رجال ألمع إلى منطقة النماص تمر عبر منطقة المجاردة*.
    ..................*
    قصة خلافة سليمان, كما رويت في الملوك الأول, توحي بوضوح بأن "مدينة داود" و"أورشليم" كانتا مكانين مختلفين, يبعد احدهما مسافة عن الأخرى. عمليا, إن المسافة المباشرة بين أم صمدة, في رجال ألمع, وآل شريم, في منطقة النماص, تقارب 80 أو 90 كيلومتر, أما مسافة السفر بينهما عبر الطرق الجبلية المختلفة فأبعد بكثير. وعلى العكس من أبيه داود, قام سليمان بتجميل وتحصين "أورشليم" وجعل منها مقر إقامته الدائم. ومع اعتبار كون "مدينة داود" و"أورشليم" مكانين مختلفين, فان "الدرج النازل من مدينة داود" إلى أورشليم /ه_معلوت ه_ يوردوت م_عير دود/ يجب ألا يشوش الموضوع, لأن هذا "الدرج" أو "الدرجات" كانت "مذابح" أو "منصات" /معلوت/ جلبت (/يوردوت/, وبالعربية "واردات") من مدينة داود إلى "أورشليم" (نحميا 15:3), وربما في أيام سليمان.
    .................................................. ...............
    وعندما تتّضح للباحث حقيقة أن "أورشليم" التوراتية لم تكن "أورشليم" الفلسطينية أي القدس, بل على الأرجح قرية آل شريم الحالية في منطقة النماص من سراة عسير, أو مكان آخر قريب من آل شريم هذه, يمكن له أن يحدد فورا, وبدرجات مختلفة من التأكد, ما هو مترافق مع أورشليم في النصوص التوراتية.
    و"أبواب" (/سعر/ هو المفرد بالعبرية) أورشليم هي إحدى الحالات البارزة, إذ يمكن تحديدها حسب الأماكن التي سميت بأسمائها, والتي تشير إلى الاتجاهات التي تنفتح عليها
    رد مع اقتباس  
     

  5. #41 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    أورشليم..7
    ويمكن للباحث أن يتابع تحديد أماكن كثيرة وردت بأسمائها في التوراة العبرية بالعلاقة مع "أورشليم" (أقسام السور, الأبراج, الينابيع, الحقول, المباني, المدافن, الخ) حسب أسماء المواقع التي ما زالت هناك, ومعظمها في الجوار المباشر لآل شريم في منطقة النماص وما يليها من سراة عسير. وأحد الأمكنة التي لم أستطع بعد تحديدها بالاسم هو"جبل الزيتون /ه_زيتيم/ الذي قدام أورشليم من الشرق" (زكريا 4:14 , كما في الترجمة التقليدية). والمكانان الآخران اللذان ارتبط اسميهما في النصوص التوراتية ب "أورشليم" لم يكونا عمليا في الجوار المباشر للمدينة, والنصوص التي أوردتهما لم تقل أنهما كانا كذلك:
    1- وادي هنوم أو ابن هنوم /بن هنم/. وإذا قرىء الاسم على أنه /ه_نم/, باعتبار هاء البداية أداة تعريف, يمكن لاسم هذا "الوادي" (جيء بالعبرية) أن يحدد فورا بكونه النامة (نم بلا تصويت, مع أداة التعريف العربية) في منطقة بلّحمر, بين منطقة بني شهر ورجال ألمع. وهذا هو تماما حيث يحدد الموقع في نص يشوع 8:15 : "إلى جانب اليبوسي (أي أورشليم) من الجنوب". واستنادا إلى الملوك الثاني 10:23 , فقد كان هناك في هذا الوادي مكان يسمى "توفه" (/هتفت/ وتقرأ خطأ /ه_تفت/) وليست هذه اليوم إلا قرية الهطفة (هتفت) في الجوار نفسه (قارن مع سايمونز, الفقرة 36). ويسمّى الوادي حيث تقع قرية النامة اليوم وادي صبح.
    2- جدول (أو غدير) قدرون /نحل قدرون/: وهذا يجب أن يكون وادي بني عمر الأشاعيب, على المنحدرات البحرية من بلاد زهران, حيث توجد هناك قرية تسمى قدران, وهو الاسم التوراتي "قدرون" بالذات". وفي الملوك الثاني 4:23 و6, جاء بالعبرية :/م_حوص ل_يروشليم ب_شدموت قدرون/, و /م_حوص ل_ يروشليم ءل نحل قدرون/.
    وفي الترجمة العربية المألوفة: "خارج أورشليم في حقول قدرون", و"خارج أورشليم إلى وادي قدرون". وهنا جاءت /حوص/ في الواقع كاسم مكان هو اليوم حوّاز (حوز بلا تصويت) في نفس الوادي الذي توجد فيه قدران, في تهامة زهران. وبإعادة ترجمة المقطعين هذين من الملوك الثاني 23 يستقيم المعنى كما يلي: "من حوّاز إلى أورشليم في حقول قدران", "ومن حوّاز إلى أورشليم, إلى وادي قدران". وهذه الترجمة تطابق الإطار الجغرافي لذكر قدران وحوّاز في التوراة بشكل كامل: بأوامر من الملك يوشيل ملك "يهوذا", جمعت كل الأصنام الوثنية, لا من "أورشليم" وحدها, بل من كل المنطقة بين حوّاز و"أورشليم", وأخذت إلى حقول قدران, أو إلى وادي قدران حيث أحرقت (حول التحديد التقليدي الواهي ل "قدرون" خارج "أورشليم" الفلسطينية, انظر سايمونز, الفقرة 139).
    في يوم ما, قد يؤكد علم الآثار التحديد المقترح لموقع "أورشليم" التوراتية باعتبارها القرية الحالية آل شريم, في مرتفعات النماص.
    والشيء الأكيد, هو أن "مدينة داود", التي هي اليوم أم صمدة, في رجال ألمع, كانت مكانا مختلفا تماما عن "أورشليم" هذه. وكما لوحظ سابقا, كانت "مدينة داود" قد بنيت كبلدة حصينة لتحرس الحدود الجنوبية لمملكة داود. والسبب في اختيار مكان مثل آل شريم ليصبح عاصمة لهذه المملكة, بغض النظر عن كونه معقلا جبليا, كان:
    _أولا_ موقعه المركزي بين وادي أضم وإقليم الطائف من الشمال, ورجال ألمع في الجنوب, نظرا لأن أراضي المملكة كانت بين هاتين المنطقتين, وكان _ثانيا_ وقوع البلدة على امتداد الطريق الرئيسية الجبلية شرق جرف عسير, وهي الطريق التي تتصل عند نقاط عدة بطرق القوافل الداخلية شرقا, وبالطريق الساحلي غربا, والتي ما زالت تستخدم كطريق رئيسية بين الطائف وحدود اليمن إلى اليوم. وعندما ثبّت داود نفسه في "أورشليم" هذه, لم يعد يحكم "يهوذا" وحدها, بل "كل إسرائيل" (صموئيل الثاني 5:5 ), كما فعل ابنه سليمان من بعده.
    واستنادا إلى الملوك الأول 25:4 (في الترجمات العادية), امتدت الأراضي التي حكمها سليمان "من دان إلى بئر السبع", أي الدنادنة في شباعة زهران جنوب وادي أضم (انظر الفصلين 10و14 والملحق) إلى شباعة في مرتفعات خميس مشيط شرق رجال ألمع.
    وبعد موت سليمان, انقسمت مملكة "كل إسرائيل" هذه إلى "مملكتين" متنازعتين, تسميان على التوالي "يهوذا" و "إسرائيل". أما ما كانته "إسرائيل" في الأصل بالنسبة ل "يهوذا", وما أدى إليه انقسام مملكة سليمان بعد موته, فأمران يستحقان المعالجة على حدة. وهما المسألتان اللتان تشكلان الموضوع الرئيسي للفصل التالي
    رد مع اقتباس  
     

  6. #42 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    اسرئيل والسامرة..1

    إذا كانت "يهوذا", أو يهوده, أرض الشعاب والوهاد على امتداد الجانب البحري لجنوب الحجاز وعسير, فلا بدّ أن "إسرائيل" /يسرءل/ كانت في الأصل مرتفعات السراة هناك. وقد كتب الكثير عن أصل الاسم, ولكن النتائج كانت مدعاة للتشويش أكثر منها مدعاة للتنوير. والقول في سفر التكوين 28:32 بأن الاسم يعني "يجاهد مع الله" أو "الله يجاهد" /يسره ءل/ ما هو إلا تفسير ميثولوجي من نسج الخيال. إن كون الاسم /يسرءل/ مركبا من /يسره/ و /ءل/ هو أمر مؤكد. ومع ذلك, فإن /يسره/ هنا ليست المضارع من الفعل العبري /سره/ بمعنى "جاهد, ناضل, قاتل", بل هي اسم قديم من الفعل نفسه بمعنى الكلمة العربية "سرو" أو "سري", و "السرو" هو "ما أرتفع من الوادي وانحدر عن غلظ الجبل", و "السراة" (من سري) "أعلى كل شيء".

    ويتضح من ذلك أن الجذر من الاسم, كما هو مشهود بالعربية, يفيد معنى العلو والارتفاع والشموخ. وبالتالي, فإن الجزء الأول من /يسرءل/, أي /يسره/, هو اسم على وزن "يفعل" مشتق من /سره/ بمعنى "شمخ, ارتفع", ويقابله بالعربية اسم "السرو" أو "السراة" من الجذر ذاته.

    ويتضح من ذلك أن الاسم بكامله هو /يسره ءل/, أي "سراة الله", والإشارة هي ولا شك إلى مرتفعات السراة بين الطائف واليمن.

    وكتعبير يعني "سراة الله", لا بد أن الاسم /يسرءل/, أو "إسرائيل", كان اسما جغرافيا قبل أن يصبح اسما لشعب, وأخيرا لمملكة في غرب شبه الجزيرة العربية مختلفة عن مملكة "يهوذا". والظاهر أن "سراة الله", أي إله المرتفعات في جنوب الحجاز وعسير في القدم, كان يدعى /ءل يسره/. وهذه لائحة لمواقع في الحجاز وعسير ما زالت تحمل اسم /ءل يسره/ هذا, أي "إله السراة", إلى اليوم*:

    ................*

    إني مقتنع شخصيا بأن ال (طء نتر) (أو "أرض الله") لدى المصريين القدماء هي أرض /يسرءل/ التوراتية بالذات, أي سراة عسير الجغرافية. وبالنسبة إلى هوية /ءل يسره/ "اله السراة", انظر الحاشية التالية.

    .................................................. .............

    1- اليسر /ءل_ يسر/ في منطقة محايل.

    2- اليسرى /ءل_ يسر/ في منطقة النماص.

    3- اليسرى /ءل_ يسر/ في منطقة الطائف.

    4- يسرة /يسر/ بجوار أبها.

    5- آل اليسير /ءل يسر/ بجوار تنومة.

    6- اليسيرة /ءل_ يسر/ في الحجاز, كاسم لقريتين.

    7- يسير /يسير/ في الحجاز.

    8- آل ياسر /ءل سره/ في منطقة القنفذة.

    9- آل سرة /ءل سره/, محافظة على صيغة المصدر العبرية, في منطقة أبها.

    10- السّرية /ءل_سري/ في جوار خميس مشيط, شرق أبها.

    11- أبو سرية /سري/, الموقع غير محدد في المعاجم الجغرافية.

    وهناك أسماء أخرى يمكن أن تضاف إلى تلك أعلاه مشتقة من /سرو/ كتنويع ل /سري/ بالمعنى ذاته. وما يكاد يماثل تماما الكلمة العبرية /يسرءل/ (مع /ءل/ لاحقة وليس سابقة) هو الاسم سريويل (وهي في الظاهر تحريف ل /سري ءل/), وهو اسم قرية في أواسط نجد*.

    ..................*

    "الحاشية التالية":

    يفسر الاسم محليا على أنه تصغير لكلمة "سروال" العربية, وهي تفسير غير مقنع من الناحية اللغوية. ولا بدّ أن عبادة /ءل يسره/, أو "اله السراة", كانت منتشرة في مناطق كثيرة من الجزيرة العربية. وربما كان الإله المصري القديم "أوسيريس" (واسمه بالمصرية القديمة (وسير)) هو هذا الإله بالذات, قابل (وسير) مع اسم المكان "آل يسير" بجوار تنومة, ومع سائر أسماء الأماكن المدرجة أعلاه.

    ولعلّ وسير هذا كان ال (نتر) (أي الإله) الذي كانت تنسب إليه (طء نتر) (أي "أرض الله") عند المصريين القدماء.

    رد مع اقتباس  
     

  7. #43 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    إسرائيل والسامرة..2

    وشعب "إسرائيل" لا بد أنه كان في الأصل مجموعة من قبائل بلاد السراة في غرب شبه الجزيرة العربية. وقد اتحدت هذه القبائل في زمن ما فأصبحت شعبا استوطن أرض "يهوذا", وأقام لنفسه هناك مملكة في أواخر القرن الحادي عشر أو مطلع القرن العاشر قبل الميلاد. وكانت الظروف السياسية والاقتصادية في تلك الفترة ملائمة لظهور مثل هذه المملكة في غرب شبه الجزيرة العربية. فقد كان هنالك تراجع في الضغوط الخارجية على شبه الجزيرة العربية من جهة العراق والشام ومصر بعد حوالي سنة 1200 قبل الميلاد, مما مهد الطريق أمام ظهور دول محلية مستقلة في شبه الجزيرة العربية. وقد جاء هذا التراجع في الضغوط الخارجية نتيجة لانهيار الدولة الحثّية في شمال الشام في ذلك الوقت, وضعف الدولة القائمة في مصر, بينما كانت الدولة الآشورية في العراق ما زالت في بدايتها. ومن ناحية أخرى, كان هنالك ازدهار في تجارة القوافل العابرة لشبه الجزيرة العربية, مما انعكس باستبدال الحمار بالجمل وجعله وسيلة النقل الرئيسية المعتمدة لهذه التجارة, وذلك في مرحلة ما بين 1300 و1200 قبل الميلاد. لكنّ مملكة "كل إسرائيل" التي ظهرت في حينه لم تعمّر طويلا, وسرعان ما فقدت وحدتها السياسية.

    وبحلول النصف الثاني للقرن العاشر قبل الميلاد, كانت تسيطر على أراضيها سلالتان متنازعتان من الملوك: ملوك "يهوذا", وعاصمتهم في آل شريم (الموقع المقترح ل "أورشليم" التوراتية), وملوك "إسرائيل".

    وكانت قد بدأت محاولات جديدة آنذاك للسيطرة الخارجية على غرب شبه الجزيرة العربية, أولا من جهة مصر, ثانيا من جهة الدولة الآشورية ثم البابلية في العراق. وقد كان هذا, ولا شك, من العوامل التي أدت إلى قيام ودوام هذا الانقسام بين مملكتي "يهوذا" و"إسرائيل".

    وكان الباحثون التوراتيون, الذين يفكرون من خلال فلسطين, قد تحدثوا تقليديا عن مملكتي "يهوذا" و"إسرائيل" المتنازعتين على اعتبار أنهما المملكتين "الجنوبية" و"الشمالية" هناك, وافترضوا بالأخيرة أنها تركزت حول بلدة نابلس في شمال فلسطين.

    وفي غرب شبه الجزيرة العربية, كانت مراكز قوة "إسرائيل" الأصلية بالفعل شمال "يهوذا", كما سيظهر لاحقا. لكن الحدود الجغرافية بين هاتين المملكتين لم تكن ثابتة أو واضحة. والواقع أن الانقسام بين "يهوذا" و"إسرائيل" لم يكن جغرافيا بقدر ما كان انقساما في الولاء السياسي والديني بين أبناء الشعب الواحد والأرض الواحدة.

    ويبدو أن ملوك "يهوذا" و"إسرائيل" كانوا يسيطرون في أحوال كثيرة على مواقع مختلفة في المناطق ذاتها. وكثيرا ما كانت هذه المواقع قريبة جدا من بعضها البعض. وكانت هذه بالتأكيد حالة أراضي "يهوذا" المركزية في منطقة القنفذة وجوارها في عسير.

    وكانت هي الحالة أيضا في شمال البلاد, أي في منطقتي الليث والطائف.

    وكان أول من نصّب نفسه ملكا على "إسرائيل", بعد موت سليمان, هو "يربعام بن ناباط" الذي وصف بأنه /ءفرتي من ه_صرده/, التي أخذت تقليديا على أنها تعني "أفرايمي من صردة" (الملوك الأول 26:11 ).ومن الأمور ذات المغذى أن داود, مؤسس الأسرة التي استمرت في حكم "يهوذا", وصف أيضا بأنه رجل "إفراتي" /ءفرتي/ من "بيت لحم" (سفر صموئيل الأول 12:17). والنسبة /ءفرتي/ هذه لا يمكنها أن تعني "أفرايمي", كما هي مترجمة بالنسبة إلى يربعام, وهذا مؤكد. و"أفرايمي" بالعبرية تكون /ءفريمي/, من /ءفريم/ (مثنى /ءفر/), وهي اليوم الوفرين (مثنى وفر), في بني شهر.والواقع أن /ءفرت/ (والنسبة إليها /ءفرتي/) مازالت موجودة كاسم لقرية فرت (فرت) في وادي أضم, في منطقة الليث.

    وكما لوحظ سابقا, فإن "بيت لحم" كانت قرية أخرى في وادي أضم نفسه, هي اليوم أم لحم (المترادفة مع /ءفرت/ أيضا في ميخا 2:5, راعوث 2:1, 11:4 ). و"صردة", البلدة موطن يربعام في جوار فرت, هي اليوم الصدرة (صدره مع أداة التعريف كما في العبرية), وهي أيضا في منطقة الليث. ولا شك في أن الصراع بين يربعام وبيت داود يعود في أصوله إلى تنافس أو نزاع قديم بين أسرتين من زعماء قبائل فرت وجوارها بوادي أضم, في منطقة الليث, وقد تطور هذا النزاع فيما بعد ليجري على مسرح سياسي أوسع.

    وكان يربعام قد بدا سيرته السياسية في خدمة سليمان, ثم انقلب عليه واضطر إلى الهرب إلى مصر, حيث طلب اللجوء السياسي عند الملك شيشانق الأول ويسمّى في التوراة /شوشق/ و/شيشق/.

    وبعد موت سليمان, عاد يربعام من مصر إلى "يهوذا" ليتحدّى خلافة رحبعام لأبيه سليمان بن داود, وينصّب نفسه ملكا منافسا على "إسرائيل" (انظر الملوك الأول 26:11 _ 20:12). ويقول سفر الملوك الأول أن يربعام "بني شكيم /شكم/ في جبل أفرايم /ءفريم/ وسكن بها" (الملوك الأول 25:12).

    ومع الأخذ بعين الاعتبار أن "أفرايم" التوراتية, كما لوحظ سابقا, هي الوفرين, في منطقة بني شهر في الجوار العام لمنطقة القنفذة, فإن "شكيم" التي بناها يربعام وجعلها عاصمة له (وهي غير "شكيم" سفر التكوين) يمكنها أن تكون سقامة (سقم) الحالية في وادي سقامة, على المنحدرات الجنوبية الغربية من بلاد زهران, و سقامة غير بعيدة إلى الشمال من بني شهر. لكن الأرحج أنها كانت القاسم (قسم) الحالية, في منطقة القنفذة*.

    .....................*

    إن شيلوه التوراتية (شله, وتهجأ أيضا شلو أو شيلو), التي كانت مقاما تزوره زوجة يربعام (الملوك الأول 2:14 وما يلي), هي اليوم إما آل أم شلوى (شلو) في رجال ألمع, أو (وهي الأرجح) أم شلوة (شلو) في منطقة القنفذة, مع الأخذ في الاعتبار أن "أم" الاسمين هي أداة التعريف في لهجة عسير الحالية.

    .................................................. .............

    بعد ذلك مباشرة, عمل يربعام على "بناء" (وربما تعني "تحصين") بلدة "فنوئيل" (/فنوءل/, الملوك الأول 25:12), التي ربما هي اليوم النفلة (نفل) في منطقة الطائف, إلا إذا كانت النّوف/ءل_نوف/, وهو اليوم اسم جبل في بلاد زهران. ولمنع أتباعه من الذهاب للعبادة في "أورشليم", جعل يربعام لهم مقامات جديدة في "بيت أيل" و"دان" (الملوك الأول 29:12 وما يلي). و"بيت إيل" هي اليوم البطيلة, في سراة الزهران. ولا شك في أن "دان" (دن) هي اليوم قرية الدنادنة في تهامة زهران, حيث أن "دنادنة" بالعربية هي جمع النسبة إلى اسم المكان الأصلي دن.

    وبالرغم من أن عاصمته كانت "شكيم", يبدو أن يربعام سكن أيضا أحيانا في "ترصة" (/ترصه/, الملوك الأول 17:14), بجوار مكان آخر أدنى منها يدعى "جبّثون" (الملوك الأول 17:16). ولا بد أن "جبّثون" هذه كانت موقعا في وادي "النقبات" (نقبت) في بلاد غامد.

    وفي المرتفعات المجاورة لهذا الوادي من جهة الشمال, هناك قرية صغيرة تسمى اليوم الزير (زر بلا تصويت). ولعل هذه القرية كانت /ترصه/ التوراتية. وجدير بالملاحظة أن المنطقة هناك غنية جدا بالخرائب والآثار.

    وقد أقام ملوك "إسرائيل" الذين خلفوا يربعام عواصم لأنفسهم أولا في "ترصة" ثم في "يزرعيل" ("إزدرايلون" في السبعونية اليونانية), ثم في "السامرة" (الملوك الأول 33:15, 45:18, 43:20). وكانت هذه الأخيرة, أي "السامرة", مدينة قام ملوك إسرائيل أنفسهم ببنائها على هضبة قريبة من "يزرعيل" اشتروها من "شمر", ومن هنا جاء الاسم الذي أعطوها, وهو بالعبرية /شمرون/. و"يزرعيل" (وهي معربة /يزرع ءل/, "ليزرع الله" أو "زرع الله") هي بالتأكيد آل الزرعي /ءل زرع/ الحالية, في أسفل وادي الغيل, إلى الجنوب الشرقي من القنفذة.

    وقد افترض علماء التوراة حتى الآن أنه مرج ابن عامر الذي يفصل بلاد فلسطين عن الجليل في الشام, وهو افتراض لا يرتكز على شيء.

    والأكثر احتمالا هو أن "شمر" /شمر/, المالك الأصلي للهضبة التي بنيت فوقها "السامرة" /شمرون/, لم يكن شخصا, بل قبيلة شمران (شمرن), وقد استمر وجود اسمها في غرب شبه الجزيرة العربية إلى يومنا هذا.

    والأرض الحالية لشمران تضم الأراضي الداخلية من منطقة القنفذة وما يليها شرقا, وتمتد بلاد شمران هذه عبر الجرف والشق المائي إلى وادي بيشة. وكانت "السامرة", بلا شك, ما هو اليوم قرية شمران في منطقة القنفذة, على مسافة ما صعودا من آل الزرعي, أو "يزرعيل".

    وللحقيقة فإن شمران الحالية تقوم مميزة على هضبة وحدها, تماما كما هي موصوفة في التوراة, وقد عاينتها بنفسي.
    رد مع اقتباس  
     

  8. #44 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    إسرائيل والسامرة..3

    ولا ضرورة هنا إلى الغوص في كل أسماء الأمكنة التوراتية الواردة باعتبارها تخص ملوك "إسرائيل", لإظهار كيف أن هؤلاء الملوك, ومنافسيهم ملوك "يهوذا", فرضوا سلطتهم في مناطق كثيرة على بلدات وقرى متجاورة في عسير وجنوب الحجاز. بل يكفي تبيان كيف أن معظم المواقع التي قام رحبعام بن سليمان بتحصينها للدفاع عن مملكته "يهوذا" ما زالت مستمرة في الوجود بأسمائها التوراتية الأصلية في مناطق تمتد من جوار القنفذة باتجاه الشمال, حيث كانت توجد المراكز الرئيسية لملوك "إسرائيل" (انظر سفر أخبار الأيام الثاني 6:11-9). وهذه هي لائحة بالمواقع المذكورة:

    1- "بيت لحم", حددت قبلا بكونها أم لحم في وادي أضم, في منطقة الليث.

    2- "عيطام" /عيطم/, ربما هي غطمة, في منطقة الليث (وهناك ثلاث "عيطمات" أخرى ممكنة في عسير الجغرافية).

    3- "تقوع" /تقوع/, على وزن "تفعل" من /قوع/: وقيعة (وقعت بلا تصويت) في وادي أضم. وربما كانت يقعة (يقعت) أو القعوة (قعوت) في رجال ألمع.

    4- "بيت صور" /بيت صور/, "بيت" أو "معبد" /صور/: ربما آل زهير في منطقة بلّسمر, لكن المرجّح أن تكون الصّار (صر) أو الصّور (صر) في منطقة الليث, أو الصّور أو الصّوري (صر) في منطقة القنفذة.

    5- "سوكو" /سوكو/: المرجح أنها سيكة (سك) في منطقة الطائف. والاحتمالات الأخرى تشمل الساق (سق) والسوقة (سق) في وادي أضم.

    6- "عدّلاّم" /عدلم/: الدعالمة (دعلم بلا تصويت) في منطقة الطائف. وهناك معيدل (معدل بلا تصويت) في منطقة أبها.

    7- "جتّ" /جت/: غطيط (غطط) في تهامة زهران وأخرى في وادي أضم, أو القطيطة (قطط) في وادي أضم, أو القطيطة (قطط) في منطقة القنفذة.

    8- "مريشة" /مرشه/: المشار (مشر) في منطقة بني شهر, أو المشاري (مشر) في منطقة القنفذة, وهذه غير بعيدة عن شمران. وهناك احتمالات أخرى لكنها غير مرجحة جغرافيا.

    9- "زيف" /زيف": الصيفا (صيف) في منطقة القنفذة, ويحتمل أيضا أن تكون صيافة (صيف) في منطقة النماص.

    10- "أدورايم" /ءدوريم/, تصوت عادة كمثنى /ءدور/: الدارين (مثنى "دار" بالعربية), وهي اسم لثلاث قرى في منطقة الطائف ولقرية في مرتفعات زهران.

    11- "لخيش" /لكيش/: بالتأكيد ليست تل دوير الفلسطينية. وترابط المكان مع "جبعون" و "مجدّو" و "حبرون" و "عجلون", التي هي اليوم آل جبعان ومقدي والخربان وعجلان في منطقة القنفذة وجوارها العام, يشير بشكل مميز إلى آل قياس (ءل قيس) أو قياسة (قيس) أو بني قيس (قيس) في الجوار ذاته.

    12- "عزيقة" /عزقه/: العزقة في منطقة القنفذة.

    13- "صرعة" /صرعه/: بين احتمالات عديدة, الأرجح هي الزرعة في تهامة زهران.

    14- "أيّلون" /ءيلون/: إما أليان (ءلين) في منطقة الليث, أو أيلاء (ءيل) في منطقة القنفذة. واسم الأولى هو المطابق تماما للاسم التوراتي.

    15- "حبرون" /حبرون/: الخربان (خربن) في منطقة المجاردة.

    من الواضح أن مملكتي "إسرائيل" و"يهوذا" كانتا ترتبطان إلى حد ما على الأقل بأرض واحدة, وأنهما ضمتا شعبا واحدا مقسوما في ولائه بين ملوك بيت داود في آل شريم (أي "أورشليم"), وزعماء آخرين من أسر مختلفة تعاقبوا على الحكم في "شكيم" (القاسم؟) و"ترصه" (الزير؟) ثم في "السامرة" أي /شمرون/ (وهي شمران), فانكروا على بيت داود مشروعية حكمهم, كلّ بدوره, وأطلقوا على أنفسهم لقب "ملوك إسرائيل".

    وجنبا إلى جنب مع الانقسام السياسي, كان هناك انقسام ديني بين المذهب "اليهودي" الذي تمسّك به ملوك "يهوذا", والبدعة "السامرية" التي نشأت بين أتباع ملوك "إسرائيل".

    وقد تطوّرت عبادة الربّ /يهوه/ بين يهود "يهوذا" إلى دين توحيدي مصقول ومنفتح لا يقتصر على شريعة موسى كما وردت في التوراة فحسب, بل يأخذ في الاعتبار أيضا تعاليم الأنبياء المتأخرين (ال /نبي ءيم/) الذين نشطوا في ظلّ مملكة "يهوذا". وقد شهد النفوذ الديني لهؤلاء الأنبياء مقاومة من قبل ملوك "إسرائيل" وأتباعهم, الذين يبدو أن مفهومهم لعبادة /يهوه/ بقي قبليا, ومن هنا جاء استعدادهم للقبول بألوهية آلهة القبائل والشعوب الأخرى التي عاشوا بينها. وهذا ما تؤكده الأسفار التاريخية من التوراة.
    رد مع اقتباس  
     

  9. #45 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    إسرائيل والسامرة..4

    وليس موضوع البحث الذي نناقشه هنا مسألة كيفية تطور نزعة "إسرائيل" الدينية إلى "سامرية" الأزمنة اللاحقة, ويكفي القول بأن السامريين, كطائفة, استمروا في تسمية أنفسهم /بني يسرءل/, أي "شعب إسرائيل", أو /ه_شمريم/. وهذا الاسم الأخير يؤخذ عادة على أنه يعني "الحرّاس" (بمعنى "اليقظين"), ولكنه يعني عمليا "أهل شمر". والإشارة في الاسم هي إلى أراضي شمران القبلية القديمة في غرب شبه الجزيرة العربية التي ما زالت موجودة باسمها. ويطلق اليهود على السامريين اسم /ه_شمرونيم/, أي أهل /شمرون/ وهي "السامرة" التي كانت ذات يوم عاصمة ملوك "إسرائيل" وقد استمرت في الوجود كقرية شمران في غرب شبه الجزيرة العربية كما سبق.

    وعندما انتشرت عبادة /يهوه/, بطريقة أو بأخرى, من غرب شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين وغيرها في بلاد الشرق الأدنى, فعلت ذلك بصيغتيها اليهودية والسامرية, خصوصا في فلسطين. وهناك أقام السامريون لأنفسهم "سامرة" جديدة فيما هو اليوم سبسطية, بالقرب من مدينة نابلس الحديثة. وهناك عرّف السامريون هضبتين محليتين بأنهما جبل "جرزيم" /جرزيم/ وجبل "عيبال" /عيبل/ التوراتيين, وقالوا بقدسيتهما. والنصوص التوراتية التي تتحدث عن هذين الجبلين تعطي الانطباع بأنهما كانا شديدي القرب احدهما من الآخر.

    ويأتي ذكر جبل "جرزيم" وجبل "عيبال" في يشوع 33:8 بعد الحديث عن فتح الإسرائيليين ل /يريحو/ و /ه_عي/ ("أريحا" التي هي "الرّخية" الحالية في وادي أضم, و"عاي" التي هي اليوم عوياء, وهي (عي) بلا تصويت, في منطقة الطائف, وليس الغيّ في رجال ألمع). أما /بيت ءل/, أو "بيت أيل", المترافقة مع /ه_عي/ في هذا السياق, فهي البطيلة في سراة الزهران, إلى الجنوب من عوياء, وليست البتيلة في رجال ألمع. البطيلة هذه تسيطر على واحد من المعابر الرئيسية للجرف في المنطقة.

    واستنادا إلى سفر التثنية 30:11, فإن جبل "جرزيم" وجبل "عيبال" كانا يقعان "عبر ال /يردن/ وراء غروب الشمس". ونزولا من البطيلة على المنحدرات الغربية لبلاد زهران توجد القمتان التوأمان لجبل شدا وهما شدا الأعلى وشدا الأسفل. ولا بدّ أن شدا الأعلى هو "جرزيم" التوراتي, وما زال هذا الاسم موجودا على سفحه في قرية صقران (صقرن, محرفة باستبدال الأحرف عن /جرزيم/, مع تعريب لاحقة الجمع العبرية في الصيغة الحالية للاسم).

    أما شدا الأسفل, فلا بدّ أنه جبل "عيبال" التوراتي, وهو اسم غير موجود هناك عمليه, ولكنه ما زال حيا في الجوار الأوسع لتهامة زهران, كما في وادي عليب, وكذلك في قرية العبالة, العبلاء, والعبلة, والقرية والربوة الرملية المسماة البلعلاء /بلعل/ حيث هنالك أيضا قرية تسمى اللعباء (لعب).

    ولم يكن لربوة البلعلاء الرملية أن تكون جبل "عيبال" التوراتي لأنها تقع شرق الجرف والطريق وليس غريهما.

    واستنادا إلى التثنية 29:11, فان جبل "جرزيم" كان الجبل الذي باركه الإسرائيليون, وجبل "عيبال" هو الجبل الذي لعنه الإسرائيليون. والواقع أن جبل شدا الأعلى هو جبل كثير الخصوبة "يزرع فيه الحنطة والشعير إضافة إلى البّن والموز والخوخ والرمان والتفاح والبرتقال, إلى جانب أشجار العرعر والزيتون والحناء وأنواع الرياحين" (والكلام لعلي بن صالح السلوكي الزهراني). أما جبل شدا الأسفل فهو جبل قاحل "لا يوجد به شيء من نباتات السراة كجبل شدا الأعلى". وفي سفر القضاة 7:9 جاء ذكر جبل "جرزيم" مترافقا مع "شكيم" (شكم). وهذه الأخيرة هي اليوم قرية سقامة (سقم) في وادي سقامة, الذي يجري عند السفح الشرقي لجبل شدا الأعلى. وعلى هذا الجبل نفسه هناك "مذبح حجارة صحيحة لم يرفع أحد عليها حديدا" (يشوع 31:8, قارن مع التثنية 2:27-8).

    وهناك مذابح أخرى مماثلة لهذا يمكن العثور عليها في أجزاء أخرى من بلاد زهران, أحداهما ما زال يحمل كتابة منقوشة لم تفك رموزها بعد (قارن مع يشوع 32:8).

    وقد نظر أهل عسير واليمن تقليديا إلى المذبح الموجود على جبل شدا الأعلى (أي جبل "جرزيم" التوراتي) كمقام له قدسية خاصة, وهو يسمّى "مصلّى إبراهيم". ويفيد السلوكي الزهراني أن هذا المصلّى الحجري "كان يفد إليه اليمنيون", وأن هؤلاء كانوا "لا يمرون بالقرى بل يتوجّهون إليه ويبقون عند هذا المصلّى أيّاما, ويعودون إلى بلادهم".

    وقد توقّفت هذه الزيارات التقليدية لمصلّى شدا الأعلى في العصر الحاضر.

    هذا بالنسبة إلى التعرّف إلى "جرزيم" و"عيبال" في تهامة زهران. ومهما كان شأن الهضبتين المقدستين لدى السامريين الفلسطينيين في نابلس, فإنهما بالتأكيد ليستا جبل "جرزيم" وجبل "عيبال" المذكورين في التوراة.

    رد مع اقتباس  
     

  10. #46 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    ولكن لفت نظري حديثكم عن الهة الجبال ومنها "شدى" حيث يوجد بالمنطقة جبلين ضخمين سفحهما حار وأعلاهما بارد باسم جبل شدا(احدهما الاعلى والآخر الأسفل)
    وهناك من الباحثين من تكلم عن كون جبل شدا الأعلى(وهو محمية سعودية الآن لوجود النمر العربي شبه المنقرض فيه) كان يسمى قديما "بجبل قاف" حيث كانت له عند القدماء بمن فيهم الفراعنة مطانة لاتقل عن مكانة مكة عند المسلمين الآن
    رد مع اقتباس  
     

  11. #47 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    من الشواهد الكثيرة التي ذكرها كتاب الله والتي تثبت أن بني إسرائيل وموسى كانوا في جزيرة العرب، ما ذكره القرآن عن تفسير يوسف عليه الصلاة والسلام، لرؤيا الملك، تقول سورة يوسف: وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ. قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ. َقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ. يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ. قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ. ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ. ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ. (يوسف: 43-49)
    فيوسف فسر الرؤيا على أن البلاد سيمر عليها سبع سنوات من المطر والغيث، وأن عليهم أن يخزنوا ما يستطيعون منه بسنابله، لأنه سيعقب تلك السبع سنوات المطيرة، سبع سنوات شداد، من الشدة، بسبب توقف هطول الأمطار، وبالتالي يمكنهم أكل ما تم تخزينه.
    بعد ذلك وفي السنة التالية للسنوات السبع الشداد، سيكون هناك سنة مطيرة، حيث سيأكل الناس مما يزرعونه فيها ويعصرون زيوتهم من شجرها.
    وألاض بلاد النيل، مصر الحالية، لا تعتمد على مياه الأمطار، لا في الوقت الحاضر ولا في أوقات الفراعنة. بل تعتمد على جريان النيل.
    ولذلك لا ينتظر الناس فيها الغيث لكي يزرعون، وليس لديهم ما يعرف بالزراعات البعلية المشهورة حتى اليوم في جنوب غرب جزيرة العرب، والتي تعتمد على مياه الأمطار، حيث يغرسون بذور الحبوب، مثل الدخن، وإذا ما جاء المطر سقاها فنبتت وأثمرت. وزرع الناس وعصروا زيوتهم/ وإذا احتبس المطر فلا زراعة ولا عصر.
    ومن الشواهد أيضاً أن الأرض التي عاش فيها يوسف كانت تعتمد على الرعي وليس على الزراعة، أن يوسف ذهب مع إخوته لرعي الغنم، وأنهم ألقوه في جب، أي بئر ماء، ومورد يرتاده المسافرون والرحل.
    أما بلاد النيل فتعتمد زمن الفراعنة على الزراعة وتربية الحيوانات تتم فيها إعتماداً على زراعة الأعلاف، وليس الرعي. ولو كان يوسف يعيش في بلاد النيل لتخلص منه إخوته بطريقة تتوائم مع بيئة بلاد النيل، مثل شد وثاقه في قارب وتركه يجري مع جريان النيل، وليس بإنزاله في بئر، يدل على أن تلك البيئة بيئة بدوية رعوية تتناسب مع بيئة تهامة أو شرق جبال عسير في غرب جزيرة العرب.
    َقالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ. قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ. أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ. قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ. قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ. فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ. وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ. قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ.(يوسف:10-17)
    رد مع اقتباس  
     

  12. #48 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    سنّة الأوّلين

    تحليل مواقف الناس من الدين وتعليلها

    ابن قرناس

    منشورات الجمل

    وصلتني صفحات من هذا الكتاب, من أحد الزملاء الكرام, عبر الإيميل, تتعلق بموضوع الكتاب الذي أقدمه هنا, ولم استطع الحصول على الكتاب, ولا أملك معلومات عن الكاتب الذي ورد اسمه "كما قدمته", على غلاف الكتاب.

    ...........................................

    ... كمشري ومصري في لوحة ميتانية وجدت في شمال غرب العراق وجهت إلى فرعون مصر وفي لوحة آشورية ونص من رأس شمرة في شمال سوريا, كما وردت كلمة مصرم في نص فينيقي يعود إلى أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد.

    وجاء ذكر مصر عند البابليين, كما ذكرها المعينيون في اليمن.

    ولكن مصر المذكورة هنا ليست بالضرورة مصر الحالية, لأن بلاد النيل في الفترة التي كتبت فيها تلك الرسائل لم تسمّى مصر بعد. وتكون مصر الوارد ذكرها هي مصر فرعون موسى التي في جنوب غرب الجزيرة العربية, والتي قد تكون قد توارث حكمها سلسلة من الفراعنة على مدى قرون من الزمن, كان هناك الكثير من التواصل بين العراق وفارس وبين اليمن*.

    .....................*

    ويكيبيديا الموسوعة الحرة: www.wikipedia.org/wiki

    .................................................. ...............................

    فإذا كان العالم اليهودي الإسرائيلي يقر بأن الواقع والحقيقة والآثار والدراسات أثبتت بأنه لم يكن هناك وجود لليهود في فلسطين في زمن موسى, ولا حتى في زمن سليمان, فإن إبراهيم لم يكن موجودا هناك أيضا, وبالتالي فليس هناك مصلى ولا مسجد لله كان إبراهيم وموسى يصليان فيه.

    تعقيب: "في فلسطين". انتهى التعقيب.

    وهنا علينا أن نرجع إلى ما يقوله القرآن الكريم وكتاب اليهود المقدس عن موطن إبراهيم عليه الصلاة والسلام الأصلي. وأين ارتحل بعد أن هدده قومه بإحراقه.

    .......................

    سوف أتابع تقديم هذه الصفحات القليلة تباعا..

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. هل تعتقد أن الغرب سيدخل أزمة مالية جديدة بسبب الثورات العربية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24/11/2011, 11:21 PM
  2. الغرب و الثورات العربية – مقال للدكتور يحيى أبو زكريا
    بواسطة زائر في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27/05/2011, 01:28 PM
  3. صور من جزيرة لانكاوى ماليزيا
    بواسطة سفير ماليزيا في المنتدى الواحة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09/04/2011, 07:12 PM
  4. حالة حب
    بواسطة عبد الله نفاخ في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18/03/2010, 09:23 AM
  5. سفير اسرائيلي عار و في حالة سكر
    بواسطة رزاق الجزائري في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 16/03/2007, 07:42 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •