صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 25 إلى 36 من 54

الموضوع: التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

  1. #25 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    وفي حين أن "أردن" يشوع كانت عقبة جبلية في جنوب الحجاز, على امتداد الجرف الرئيسي لغرب شبه الجزيرة العربية, فان "أردن" لوط (التكوين 10:13_12) كان قمة جبل هروب, على بعد حوالي 450 كيلومترا إلى الجنوب _ الجنوب الشرقي, في منطقة جيزان, حيث ما زالت هناك قرية اسمها ريدان (قارن بالعبرية /ه_يردن/). ويبدو أن جبل هروب بكامله كان يسمّى /ه_يردن/

    (أي "ريدان") في زمن التوراة. وانطلاقا من نقطة البداية في "النقب" /ه_نجب/, بين "بيت أيل" /بيت ءل/ و"عاي" /ه_عي/ (التكوين 2:13), افترق لوط عن عمه أبرام العبري وذهب ليقيم في منطقة وصفت بأنها /ككر ه_يردن/, التي جعلت عادة في الترجمات "دائرة الأردن" أو "وادي الأردن". ومع التسليم بأن /ككر/ تعني "دائرة". وهو ما يبدو صحيحا, فان /ككر ه_يردن/ يجب أن تكون إشارة إلى "محيط" جبل "ريدان" (أي جبل هروب) الذي ترويه مجاري وروافد وادي صبيا ووادي بيش.

    وتعريف /ككر ه_يردن/ على أنها "محيط" جبل هروب الخصب, في منطقة جيزان, وليس "دائرة الأردن" في فلسطين, يتأكّد من مسار تحركات لوط كما وردت في سفر التكوين. والواضح من هذا المسار أن "النقب" التي أنطلق لوط منها ليصل إلى /ككر ه_يردن/ لم تكن إطلاقا صحراء النقب في جنوب فلسطين, بل كانت قرية النقب, التي ما زالت قائمة حتى اليوم على منحدرات رجال ألمع, غرب مدينة أبها والى الشمال مباشرة من منطقة جيزان. وهنا أيضا توجد, وحتى يومنا هذا قرية البتيلة /بتل/, التي هي "بيت أيل" التوراتية, والغّي /غي/ مع أداة التعريف العربية, قارن/ه_عي/, التي هي "عاي" التوراتية*.

    .............*

    الباحثون التوراتيون حددوا "بيت أيل" التوراتية, زيفا, بكونها قرية بيتين الفلسطينية على أساس التشابه السطحي بين الاسمين, ولا شيء غير ذلك. وهم يقولون إن "عاي" قد تكون قرية التل الحالية, قرب بيتين.

    .................................................. .

    وللوصول إلى /ككر ه_يردن/, أي "محيط" جبل هروب, كان على لوط أن يذهب أولا إلى جبل هروب, ثم أن ينزل من هناك إلى الوديان. وفي سفر التكوين 18:13 قيل عمليا إن لوط ارتحل "من قدم" (/م_قدم/ بالعبرية) ليصل إلى مبتغاه.

    و/قدم/ هي اليوم مورد, أي مكان للسقاية, يسمى الغمد قرب ريدان, في جبل هروب. ولم يكن لمترجمي التوراة أن يعرفوا أن /قدم/ كانت اسم مكان, وبالتالي كان لديهم عذر ليأخذوها حرفيا على أنها تعني "شرق". وعلى العموم, وبافتراض أن لوط انطلق من فلسطين, وأنه كان عليه بالتالي أن يتجه شرقا ليصل إلى /ككر ه_يردن/, التي أعتقد بأنها وادي الأردن, فان هؤلاء المترجمين أساؤوا عن قصد ترجمة /م_قدم/ العبرية لتعني "شرقا", أي "باتجاه الشرق", وهم على علم كامل بأنها لا يمكن أن تعني إلا "من الشرق", إذا كانت /قدم/ تعني "شرق". وليس بسبب قلّة الأمانة, بل أكثر من ذلك بسبب الجهل بالواقع, ترجم هؤلاء القصة قيد البحث بكاملها (التكوين 10:13_12) لتقرأ تقريبا كما يلي:

    " فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن /ككر ه_يردن/ أن جميعها سقي /كله مسقى/, قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة /ل_فني شحت يهوه ءت سدم و_ءت عمره/, كجنة الرب /ك_جن يهوه/, كأرض مصر حين تجيء إلى صوغر /ك_ءرص مصريم ب_ءكه صعر/. فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن وارتحل لوط شرقا /م_قدم/... ولوط سكن في مدن الدائرة /عري ه-ككر/ ونقل خيامه إلى سدوم /و_يءهل عد سدم/.

    وبغض النظر عن انتقائية أخذ /ككر ه_يردن/ على أنها "دائرة الأردن", أي وادي الأردن, وعن الترجمة المقصودة الخطأ ل /م_قدم/ على أنها "شرقا" وليس "من الشرق" (وهي تعني عمليا "من الغمد"), فان مترجمي هذه الفقرة فهموا /يهوه/ العبرية, التي وردت مرتين في الفقرة كصيغة مضارع لفعل /هيه/ أي "كان", على أنها اسم اله إسرائيل /يهوه/ والمترجم عادة "الرب".

    وكذلك, فقد أخذ هؤلاء المترجمون /شحت/ العبرية على أنها فعل ماض يعني "أخرب" أو "خرّب", في حين أنها ترد عمليا في النص كاسم مكان.

    ولوضع ترجمة الأصل العبري, الذي له مغزاه التام كما هو, في نصاب البنية الجغرافية المتصورة في فلسطين, لجأ المترجمون إلى التلاعب بالنصّ الأصلي, فنزعوا الجملة /ل_فني شحت يهوه ءت سدم و_ءت عمره/من موقعها الصحيح, الذي يأتي في الأصل مباشرة بعد /كله مسقه/ أو "جميعها سقي", ليضعوها بعد /ك_ءرص مصريم ب_ءكه صعر/, وهذا ليس موقعها في الأصل العبري.

    .................................................. ....

    تعقيب: هذا تزوير خطير للغاية في النص العبري الأصلي, والذي لا يمكن لغير عالم باللغات القديمة أن يكشفه, ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب ومؤلفه. انتهى التعقيب.

    .................................................. ....

    وأكثر من ذلك, فقد اعتبروا أن من المسلم به كون /ءرص مصريم/ تعني "أرض مصر".

    وفي الجملة الأخيرة افترضوا كلهم, وبلا استثناء, أن /عري ه_ككر/ تعني "مدن الدائرة" أي مدن وادي الأردن, في حين أن الأصل العبري يشير إلى "كهوف" مكان معين (بالعربية غار, أي "كهف") أو وديانه" (بالعربية غور, أي "المكان العميق" أو "الوادي"). والمرجح أن /عري/ في إطار النصّ تعني "الكهوف", نظرا لأن لوط وصف بكونه قد عاش في كهف, أو "مغارة" وهو في هذه الحالة /معره/*, في سفر التكوين 30:19 .

    ونورد في ما يلي إعادة ترجمة للنص نفسه, محافظين على أسماء الأمكنة المذكورة بصيغتها العبرية الأصلية, من أجل تحديدها لاحقا:

    "فرفع لوط عينيه ورأى أن كل /ككر ه_يردن/ مسقيّ باتجاه شحت /ل_فني شحت/, وهي بجانب /سدم/ و /عمره/ (/يهوه ءت سدم و_ءت عمره/). إنها كجنة /ك_جن يهوه/, كأرض /مصريم/ باتجاه /صعر/. ولهذا اختار لوط لنفسه كل /ككر ه_يردن/, وارتحل لوط من /قدم/ ... وسكن لوط في كهوف ال /ككر/, ونصب خيامه حتى /سدم/".

    ..............*

    عمليا /عر/ و (ليس /عير/, أي "مدينة") هي مفرد /عري/ أو /عريم/ في النص, ويقابلها بالعربية "غار" أو "غور". و/معره/ (بالعربية "مغارة") مشتقة من الجذر نفسه, وهو "غور". يقال بالعربية "غار في الشيء" أي دخل فيه, و"غار الماء" أي ذهب في الأرض وسفل فيها.

    .................................................

    وهذه الترجمة الجديدة للنص العبري المكتوب بالأحرف الساكنة تقدم مجموعتين من أسماء الأمكنة, احدهما تشير إلى ثلاثة مواقع في "دائرة ريدان" /ككر ه_يردن/, أي محيط جبل هروب, وهي /شحت/ و /سدم/ و /عمره/, والثانية تشير إلى موقعين في أنحاء أخرى, هما /مصريم/ و /صعر/. ومواقع المجموعة الأولى تقارن ايجابيا مع /مصريم/ بأنها "جنة" في الخصوبة. والمواقع الخمسة كلها ما زالت توجد بأسمائها في عسير اليوم, وتقع الثلاثة الأولى في منطقة جيزان, حيث يتوقع الباحث أن يجدها, ويقع الموقعان الأخيران في جوار أبها الشديد الخصوبة, وهو الجزء من السراة الذي يحظى بمعظم الأمطار. ونورد في ما يلي تحديدا للمواقع الخمسة بأسمائها الحالية:

    1_ /شحت/: هي اليوم الشخيت (/شخت/ بلا تصويت), في جبل بني مالك, جنوب شرق جبل هروب, وشرق وادي صبيا مباشرة.

    2_ /سدم/, أو سدوم: ما زال الاسم موجودا, وقد طرأ عليه تبديل في مواقع الأحرف "دامس" /دمس/ بلا تصويت, ووادي دامس هو الرافد الأقصى غربا لوادي صبيا.

    3_ /عمره/, أو عمورة: الغمر /غمر/, على منحدرات جبل هروب فوق وادي دمس.

    4_ /مصريم/: من الأكيد أن الاسم هنا لا يشير إلى "مصر" وادي النيل, بل إلى ما هو حاليا قرية المصرمة(وتلفظ حاليا المصرامة) في جوار أبها.

    5_ /صعر/ أو "صوغر": الصعراء /صعر/, أيضا في جوار أبها. وهناك أكثر من "صوغر" أخرى في أنحاء مختلفة من عسير.
    رد مع اقتباس  
     

  2. #26 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    مسألة الأردن..5

    ونورد هنا بعض التعليق المضاف لتحديد هوية المكان قيد البحث. استنادا إلى سفر التكوين 24:19 , فان "سدوم" و "عمورة" دمرتا خلال حياة لوط بمطر من "كبريت" و"نار موت من السماء", والواضح أن المقصود هو ثورة بركانية. وهناك "سدومات" عديدة محتملة أو ممكنة في عسير, أحداهما هي سدومة(/سدم/ بلا تصويت, تماما كما في التوراة), في منطقة بني شهر. لكن ليس هناك أي آثار بركانية بالقرب من أي منها. أما وادي دامس فليس كذلك, إذ أن مساره الأدنى يعبر حقل حمم براكين عكوة. ولا بد من تذكير علماء الآثار التوراتيين الذين ما زالوا يبحثون عن بقايا سدوم (أو بقايا عمورة) بالقرب من البحر الميت في فلسطين بأنه لم يعثر هناك بعد على أي آثار لنشاطات بركانية قديمة. وهاتان البلدتان لا بد أن تكونا قد دفنتا تحت حمم وادي دامس في منطقة جيزان, عند سفح جبل هروب, بالرغم من وجود قرية اسمها الغمر /غمر/, وهو اسم "عمورة" /عمره/ التوراتية بالذات, على منحدرات جبل هروب*.

    .................*

    يحتمل أن تقع الغمر هذه خارج محيط التساقط البركاني لعكوة. وهذا هو الأمر بالنسبة ل "عمورة" أخرى في منطقة جيزان, التي هي الغمرة في جبل بني مالك. و"عمورات" عسير (سواء بالعين أو بالغين) أكثر عددا من أن تحصى.

    .................................................. ....

    و /ه_يردن/ أو "الأردن" الذي ربط به المكانان اللذان ورد اسماهما في قصة هجرة لوط لا يمكنه أن يكون إلا جبل هروب, الذي ما زالت قرية ريدان تحمل إلى اليوم اسمه التوراتي (الذي يعني الجرف أو المرتفع). و "الدائرة" /ككر/ التي تلي لا بد أنها كانت تشير في الأزمنة التوراتية إلى الشعاب التي تشكّل حوضي وادي صبيا ووادي بيش في محيط جبل هروب, كما ذكرنا. وكذلك, فان /قدم/ لوط ليست "الشرق" بالتأكيد, بل مورد الغمد قرب ريدان جبل هروب*.

    .............*

    اخترع الباحثون التوراتيون تعبير "بنتا بوليس" أي "المدن الخمس" ل "سهل الأردن", إشارة إلى (سدوم, عمورة, أدمة, صبوييم, بالع_صوغر) (التكوين 14),

    على أنهم لم ينجحوا في تحديد موقع أي من هذه "المدن الخمس" في وادي الأردن الفلسطيني.

    .................................................. ..

    وبالنسبة إلى أسم المكان /مصريم/, لا بد من لفت الانتباه إلى أنه نادرا ما استخدم في التوراة العبرية للإشارة إلى "مصر" وكما يفترض عادة.

    وحيث لا تشير الكلمة إلى المصرمة في جوار أبها وخميس مشيط, فهي تشير إلى مصر في وادي بيشة, أو إلى المضروم /مضرم/ في مرتفعات غامد, أو إلى آل المصري في منطقة الطائف*.

    .................*

    بالحكم من خلال توزع أسماء الأمكنة هذه في غرب شبه الجزيرة العربية, فان /ءرص مصريم/ التوراتية (أي أرض المصريين) كانت تشمل كامل حوض وادي بيشة, بالإضافة إلى حوض وادي رنية إلى الشمال.

    و "فرعون" التوراتي /فرعه/, كما سيذكر لاحقا, لم يكن ملك مصر, بل يبدو أنه كان الحاكم المتسلط في وقت ما على "المصرمة" وجوارها في حوض وادي بيشة. وفرعا /فرعء/ اسم لقبيلة ما زالت موجودة في وادي بيشة إلى اليوم. واسم هذه القبيلة لا يختلف في اللفظ عن /فرعه/ التوراتية, ولعلّه استمرار في الوجود للقب حكّام هذه الناحية في الأزمنة الغابرة.

    وعندما يتم الاعتراف بأن "الأردن", أي /ه_يردن/ التوراتية, ليست اسما لنهر ما, بل لفظة تعني "الجرف, القمة, المرتفع", أو هي أسم مكان مثل ريدان يحمل الاسم نفسه, يصبح سهلا فهم تعابير توراتية مركبة أخرى تظهر فيها اللفظة نفسها. وقد لوحظ سابقا أن /يردن يرحو/ (سفر العدد 3:26و63, 12:31 , 33:48 و50 , 1:35 , 16:36 ) ليست "أردن أريحا", بل هي "مرتفع وراخ" في بلاد زهران. والى جانب /يردن يرحو/, هناك تعابير توراتية أخرى تظهر فيها نسبة مماثلة إلى /يردن/, ولا بد من دراستها.

    إن /معبروت ه_يردن/ (القضاة 28:3 ,5:12 و6), مثلا, لم تكن "مخاوض الأردن", بل كانت "شعاب الجرف"*.

    ...........*

    فؤاد حمزة, الذي زار عسير سنة 1934, أحصى 24 من أمثال هذه الشعاب التي تعبر الجرف من النماص جنوبا, بغض النظر عن تلك التي بين النماص والطائف. أنظر كتابه في بلاد عسير. ( الرياض 1968 ) ص 91 _ 93 .

    ..............................................

    و/سفت ه_يردن/ (الملوك الثاني 13:2) لم تكن "شاطيء الأردن", بل "شفا الجرف". والشفا ( قابل /سفه/ بالعبرية) هو "حرف كلّ شيء وحدّه". وما زالت "الشفا" تستعمل في المصطلح المحلّي للدلالة على حرف السراة في جنوب الحجاز وعسير. و /جليلوت ه_يردن/ (يشوع 11:22 ) لم تكن "دائرة الأردن", بل "أجلال الجرف" (جمع جلّ, والجل من الأرض "القطعة ذات جدار وحدّ معلوم"). والأجلال هي المدرجات الزراعية في الأراضي الجبلية.

    وأخيرا, فمن الأكيد أن /جءون ه_يردن/ (ارميا 15:12 , 19:49 , 44:50 , زكريا 3:11) لم تكن "كبرياء الأردن" (أو "أدغال الأردن", كما في معظم الترجمات الأوروبية). وكلمة /جءون/ العبرية مثبتة بمعنى "مرتفع", وما من سبب غير جموح الخيال يمكن أن يجعلها تعني "كبرياء", أو "أدغال" بمعنى "الشجر الشامخ المرتفع". عبارة /جءون ه_يردن/ يمكنها أن تشير إلى "مرتفع ريدان" (أي مرتفع جبل هروب). لكن الواقع هو غير ذلك. فهناك واديان في منطقة جيزان يسمّى كل منهما اليوم وادي غوّان /غوء ن/. الأول منهما واد ساحلي يصب في البحر عند بلدة الشقيق, والثاني أبعد جنوبا, وهو من روافد وادي بيش, وينبع من النهاية الشمالية لقمة جبل هروب (/يردن/ أو ريدان لوط) ويتصل بجداول مياه أخرى هناك. وللتفريق بين وادي "غوان الجرف" أو "غوان ريدان" هذا, ووادي غوان الساحلي إلى شماله, يسميه النص التوراتي المشار إليه /جءون ه_يردن/.

    وهذا هو الأمر بكل بساطة, بشأن هذه العبارة التوراتية التي حيّرت حتى اليوم عقول المفسّرين.
    رد مع اقتباس  
     

  3. #27 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    مسألة الأردن.. 6

    إن إعادة النظر بنص واحد يتحدّث عن /جءون ه_يردن/ هذا سيكون كافيا هنا. وفي الترجمة العربية المعتمدة لهذا النص, وهو وارد في سفر النبي زكريا 1:11 _3, يقرأ محتواه كما يلي:

    "افتح أبوابك يا لبنان (لبنون) فتأكل الأرض أرزك /ء رز/. ولول يا سرو لأن /كي/ الأرز سقط, لأن /ء شر/ الأعزاء /ء دريم/ قد خربوا. ولول يا بلوط /ء لون/ باشان /بشن/ لأن الوعر المنيع /يعر ه_بصور/ قد هبط. صوت /قول/ ولولة الرعاة /ءللت ه_رعيم/ لان فخرهم /ءدرتم/ خرب. صوت /قول/ زمجرة الأشبال /شء جت كفريم/ لأن كبرياء الأردن /جءون ه_يردن/ خربت".

    وهناك غموض في الترجمة. فمن هم "الأعزاء" الذين خربوا ؟ ومن هو "الوعر المنيع", ناهيك عن "كبرياء الأردن" ؟ وما هو الفعل أو الخبر المحذوف المتعلّق ب "صوت ولولة الرعاة" و "صوت زمجرت الأشبال" في الجملتين الأخيرتين الناقصتين في حلتهما العربية على الأقل ؟ وما على الباحث إلاّ أن يقابل هذا النص بالأصل العبري حتى تتضح الأخطاء اللغوية التالية فيه:

    أولا, إن /ءشر/ في العبرية تختلف عن /كي/ التي تعني "لأن", وهي أسم موصول تقابله بالعربية عبارة "الذي". ولذلك فالجملة العبرية في الأصل, / هلل بروش كي نفل ءرز شر ءدريم شددو/, هي جملة واحدة وليست جملتين كما في الترجمة. وهي تعني حرفيا: "ولول يا سرو لأن /كي/ الأرز الذي /ءشر/ أخربته /ءدريم/ قد سقط /نفل/".

    ثانيا, /ءدريم/ بالعبرية هي جمع مذكّر للفظة /ءدر/, والجذر منها يقابله في العربية /ذرو/ ويفيد معنى الشموخ والارتفاع. ويقابل لفظة /ءدر/ بالعربية "الذروة", أي "القمة". ولذلك فكلمة /ءدريم/ بالعربية تفيد معنى "الذرى" قبل أن تفيد معنى "الأعزاء". والقمم التي تسبب خراب الأشجار بالنار (كما هو واضح من النص) هي الذرى البركانية, لا غيرها.

    ثالثا, /يعر ه_بصور/ هي في العبرية نكرة مضافة إلى معرفة, وليست نكرة موصوفة بنكرة, أو معرفة موصوفة بمعرفة, لكي تعتبر نعتا ومنعوتا. ولذلك فالعبارة لا يمكن أن تعني "الوعر المنيع", حتى لو سلمنا بأن/ه_بصور/ تعني المنيع, وهي بالأكيد لا تعني ذلك.

    رابعا, إن لفظة /قول/ بالعبرية تعني "صوت" أو "صراخ", لكنها أيضا فعل أمر بمعنى "اسمع". وبترجمة /قول/ كفعل أمر يستقيم التركيب النحوي في الجملتين الأخيرتين الغامضتين من النص.

    خامسا, بناء على أن /ءدر/ تعني "الذروة", فلفظة /ءدرتم/ معناها "ذروتهم" أو " جبلهم" وليس "فخرهم", والضمير هنا يرجع إلى /رعيم/, وفي الترجمة "الرعاة".

    سادسا, إذا كانت /كفيريم/ (جمع /كفير/) تعني "الشبل", فالترجمة الصحيحة لعبارة /شءجت كفيريم/ هي "زمجرة أشبال" وليس "زمجرة الأشبال", لأن /كفيريم/ شيء آخر تماما.

    وبالإضافة إلى هذه الملاحظات اللغوية, هناك ملاحظات جغرافية تتعلق بالنص تلخّص بما يلي:

    1_ هناك جبل لبنان المعروف بالشام, والشجر فيه هو الأرز. وهناك أيضا لبنان بالحجاز, وقد ذكر الجغرافيون العرب (ومنهم ياقوت الحموي) انه "جبلان قرب مكّة يقال لهما لبن الأسفل ولبن الأعلى". واضافة إلى ذلك هناك لبينان في شمال اليمن, في جوار منطقة نجران, وهو من "أسرار" (أي أراضي أو وديان) منطقة همدان اليمنية. وللبيان هذا ذكر في "صفة جزيرة العرب" للهمداني. والمرجح أن لبينان (وليس لبنان الشام أو لبنان الحجاز) هو /لبنون/ الذي يشير إليه سفر زكريا. والأرز لا وجود له في تلك المنطقة, والشجر الذي يكثر في جوارها هو العرعر. والقواميس العربية تفيد بأن الأرز قد يكون العرعر. وليس هناك ما يمنع كون /ءرز لبنون/ التوراتي "عرعر لبينان", لا "أرز لبنان".

    ....................... ما يلي هام جدا

    2_ في جوار لبينان بشمال اليمن مجموعة من القمم البركانية تسمّى جبل حطاب. وقد وصفها فان بادانغ (ص 14_16) بأنها تقع على ارتفاع 2900 متر عن سطح البحر, وأنها تتألف من حوالي ستين مخروطا بركانيا, معظمها من عصور جيولوجية حديثة. وذلك يعني أن هذه البراكين كانت نشطة في العصور التاريخية. وفوهات هذه البراكين وحقول حممها تنتشر حول جبل حطّاب في كل الاتجاهات وعند الحدّ الجنوبي لجبل حطّاب توجد حتى اليوم قرية اسمها ضروان.

    والرأي السائد بين مفسّري القرآن الكريم بأن ضروان هذه كانت الجنة المذكورة في سورة القلم. ويقول الطبري في تفسيره:"ذكر أن أصحاب الجنة كانوا أهل كتاب". ويقول الفخر الرازي في تفسيره, "قيل كانوا من بني إسرائيل". وفي هذا ما يشجع على الاعتقاد بأن براكين جبل حطاب المجاورة ربما كانت معروفة لدى زكريا وغيره من أنبياء بني إسرائيل. وربما كانت ال /ءدريم/ أي "الذرى" التي أحرقت /ءرز لبنون/, أي "عرعر لبينان", وهي ذاتها الذرى البركانية الكثيرة المجتمعة في جبل حطّاب.

    ..............................

    تبقى إضافة أخيرة وصغيرة, في موضوع "مسألة الأردن" ..
    رد مع اقتباس  
     

  4. #28 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    مسألة الأردن..7

    3_ إذا اعتبرنا أن /لبنون/ سفر زكريا هو لبينان اليمن, وليس لبنان الشام, لا تعود هناك أيّة مشكلة بالنسبة إلى موقع /بشن/ وهي "باشان" في الترجمة العربية, وقد ساد الاعتقاد حتى الآن بأنها تشير إلى مرتفعات "البثنية" بين حوران والبلقاء, في جنوب الشام.

    و/بشن/ هذه لا بد أنها اليوم "البثنة" في جبل فيفا, بداخل منطقة جيزان. وشجر /ءلون/ ذلك الجوار ليس البلوط بل لعلّه البطم.

    4_ إذا كان /ءرز لبنون/ في النص يشير إلى "عرعر لبينان", و/ءلون بشن/ إلى " "بطم البثنة", فلعل الترجمة الصحيحة للعبارة الغامضة /يعر ه_بصور/ هي "وعر الصابر" أو "غابة الصابر", اعتبارا أن /ه_بصور/ (مع أداة التعريف العبرية) هي قرية "الصابر" (مع أداة التعريف العربية) في مرتفعات بني الغازي من منطقة جيزان (قابل صابر, مع /بصور/).

    5_ إذا قرئت لفظة /رعيم/ في عبارة /ءللت ه_رعيم/ على أنها جمع /رعي/ بمعنى "راعي", وجب ترجمة العبارة "ولولة الرعاة". لكن /رعيم/ قد تكون جمع /رعي/ كنسبة إلى مكان اسمه /رع/, فتعني "أهل /رع/ أو "سكان /رع/".

    وهناك في ناحية بني الغازي من منطقة جيزان واد صغير اسمه ريع /رع/ ينزل من أحد جوانب جبل يسمّى مصيدة. وفي ذلك ما يفسّر /ءدرتم/ (أي "ذروة" أهل وادي ريع) بأنها جبل مصيدة هذا بالذات.

    6_ لعل /كفيريم/ (وهي جمع مذكر /كفير/) هي أيضا اسم مكان وليس كلمة عادية تعني "أشبال". وقد سبق أن /جءون ه_يردن/) هو وادي غوّان في جبل هروب المسمى قديما ريدان /يردن/. وفي جبل هروب قرية تسمّى "الرفقات" (جمع لصيغة المؤنث من /رفق/, قابل مع /كفير/) قد تكون هي /كفيريم/ سفر زكريا.

    ويستخلص من جميع هذه الملاحظات اللغوية والجغرافية وجوب إعادة النظر في ترجمة النص العبري لكامل هذا المقطع من سفر زكريا. وربما كان المقصود به هو الآتي:

    " افتح ابوابك يا لبينان فتأكل النار عرعرك. ولول يا سرو لأن العرعر الذي أخربته الذرى قد سقط. ولول يا بطم البثنة لأن غابات الصابر قد سقطت. اسمع ولولة أهل ريع لأن ذروتهم خربت. اسمع زمجرة الرفقات لأن غوّان ريدان قد خرب".

    ومهما كانت الحقيقة في النهاية, فهناك شيء واحد أكيد بشأن هذا المقطع من التوراة, وهو انه لا يتحدّث إطلاقا عن "كبرياء الأردن".

    رد مع اقتباس  
     

  5. #29 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    أرض يهوذا.. 1

    كانت أرض "يهوذا" في الأزمنة التوراتية تشمل الجانب البحري من عسير الجغرافية, من الشق المائي لامتداد السراة (/ه_يردن/ الرئيسية للتوراة العبرية), وحتى صحراء تهامة الساحلية (/تهوم/ التوراتية). وقد جرى التلميح إلى هذا كله قبلا, ولكن ما هو البرهان.

    "يهوذا" في التوراة هو سبط من "أسباط إسرائيل", أي قبائل بني إسرائيل, وقد أخذ هذا السبط اسمه من جدّه الأعلى يهوذا, بن يعقوب المدعو أيضا إسرائيل. و"يهوذا" أيضا اسم المملكة التي استمرت تحت حكم بيت داود بعد وفاة سليمان. ومن اسم هذه المملكة جاء اسم "اليهودية" كدين, لأن عبادة /يهوه/ البدائية تحولت إلى دين خلقي مصقول على أيدي "الأنبياء" الذين رعاهم ملوك "يهوذا".

    والواضح أن "يهوذا" كان اسما جغرافيا قبل أن يصبح اسما لقبيلة من بني إسرائيل (حول القبيلة وموطنها), وصيغته العبرية /يهودي/ هي اشتقاق /يهد/, المماثلة للعربية /وهد/, وهو جذر يفيد معنى "الانخفاض". ومن الجذر "وهد" بالعربية الوهد والوهدة, بمعنى "المنخفض" أو "الهوّة" في الأرض. /ويهود/ (/يهود/ كانت الاسم التوراتي لمقاطعة "يهوذا" في أيام الأخمينيين) و /يهوده/ التوراتيتان تأتيان من العبرية /يهد/, ولا بد أنهما كانتا تعبيرين طوبوغرافيين ساميّين قديمين يحملان المعنى نفسه.والواقع أن الأرض الهضابية الممتدة على الجانب البحري من عسير الجغرافية ليست مجرد أرض تحتوي على قمم وسلاسل متضافرة فيما بينها, بعضها يبرز من الامتداد الرئيسي السراة, وأخرى تقف معزولة هنا وهناك, بل هي تحتوي أيضا على "وهاد" منخفضة تتعرج بين هذه القمم والسلاسل. ولا شك أن هذا هو ما أعطى "يهوذا" القديمة اسمها*.

    .................*

    استنادا إلى سفر التكوين 35:29 و 8:49 ,فان الاسم /يهوده/ يعني "ليمجّد يهوه" (نحت من /يهوه يده/). وهذا التفسير المثيولوجي للاسم هو من نسج الخيال, ولا يقرّه علم اللغة. وحتى الآن لم يجد العلماء لهذا الاسم تفسيرا ناجحا, وقد افترض عموما أنه كان في الأصل اسم قبيلة وليس أسم وطن. وفي العادة تسمى القبائل بأسماء مواطنها, مع أن هنالك حالات تحمل فيها المواطن أسماء القبائل التي تسكنها. ولعلّ قبيلة "يهوذا" الإسرائيلية كانت تحمل في زمانها اسم أرض "الوهد" من تهامة جنوب الحجاز وعسير, من وادي أضم شمالا حتى مشارف منطقة جيزان جنوبا, فتسمّت على أسم الأرض ولم تسمّى الأرض بأسمها.

    .................................................. .....

    يمكن للباحث أن يدرس أمثلة كثيرة من النص التوراتي لكي يبرهن أن أرض "يهوذا" التوراتية, كموطن لبني إسرائيل على وجه العموم وليس لقبيلة "يهوذا" وحدها, كانت تضم المنحدرات البحرية لعسير وجنوب الحجاز حتى مرتفعات الطائف. وأحد الأمثلة الواضحة يأتي من روايتين في سفر عزرا 3:2 _63 وسفر نحميا 8:7 _65 عن عودة بني إسرائيل في أيام الأخمينيين من الآسر في بابل إلى أرض "يهوذا".

    تعقيب: علما أن المؤلف أشار سابقا إلى أن اغلب العائدين من السبي وجدوا بلاد عسير التي تركوها خالية خربة بعد تحول طرق التجارة العالمية عن تلك المناطق. ليعاودوا الانتقال إلى فلسطين. انتهى التعقيب.

    وهذان النصان, وباختلافات ضئيلة, يدرجان أسماء المجموعات العائدة من بني إسرائيل استنادا إلى البلدان والقرى الأصلية لها, وليس استنادا إلى القبيلة أو الأسرة في أية حال, كما اعتقد حتى الآن*.

    ..............*

    حتى الآن, اتجه الباحثون التوراتيون إلى الاعتقاد بأن الأسماء الواردة في اللائحتين والمسبوقة بكلمة /بني/, أي "أبناء”, كانت عموما أسماء قبائل أو أسر, وأن تلك المسبوقة ب /ءنوشي/, أي "شعب", كانت بشكل رئيسي أسماء أماكن. وفي المصطلح العبري في القديم, كما في العربية الحديثة, ينسب الناس إلى مكان تواجدهم ك "أبناء" هذا المكان, واستخدام التعبيرين الاثنين في النص العبري نفسه كان_ بلا شك _ يهدف إلى أناقة النص, وليس إلى التفريق النوعي بين "الأبناء" و "الأناس".

    .................................................. .........

    وباستعراض النصين, يمكن للباحث المزود بخريطة مفصّلة لشبه الجزيرة العربية, وبالمعاجم المتوفرة عن أسماء الأماكن بالعربية كموجّه مضاف, أن يعثر بسهولة على الأكثرية العظمى من البلدان والقرى التي أورد ذكرها سفر عزرا ونحميا, كمواقع ما زالت موجودة وتحمل الأسماء نفسها, أو بصيغ من هذه الأسماء يسهل التعرف إليها بشكل آني و مباشر, وذلك في أجزاء من غرب شبه الجزيرة العربية تمتد, بشكل تقريبي, من جوار الطائف والليث شمالا وحتى منطقة جيزان في الجنوب. وحتى تلك الأسماء التي أفترض أنها أسماء ل "كهنة" أو "لآويين" أو "مغنين" أو "بوابين" أو "خدم المعبد" أو "عبيد سليمان", هي أسماء تشير في الواقع إلى جماعات آتية من مناطق معينة في الإقليم العام نفسه ومن مناطق مجاورة في شبه الجزيرة العربية, وخصوصا من منطقة نجران وجوارها. وهذا هو التعريف الجغرافي بهذه الفئات الستّ الأخيرة من الأسرى العائدين, التي لم تكن على الإطلاق مجموعات من "الكهنة" أو "اللاويين" أو "المغنّين" او "البوّابين" أو " خدم المعبد" أو "عبيد سليمان" كما درج اعتبارها حتى الآن:

    آ-"الكهنة" /ه_كهنيم/, الفئة التي يقال أنها تعد أجماليا 4289 (حوالي عشر عدد الإسرائيليين العائدين, والذي كان حوالي أربعين ألفا), وتقسم كما يلي (عزرا 36:2 -39 ), نحميا (39:7 -42 ):

    1- "بنو" يدعيا /يدعيه/.

    2- "بنو" إمّير /ءمر/.

    3- "بنو" فشحور /فشحور/.

    4- "بنو" حاريم /حرم/.

    وكلمة /كهنيم/ التوراتية هنا يجب ألا تؤخذ على أنها صيغة الجمع لكلمة /كهن/, أو "كاهن" بالعبرية. ومن الصعب تصور أن واحدا من كل عشرة رجال من الإسرائيليين العائدين كان كاهنا. وبدلا من ذلك, فان كهنيم هنا يجب أن ينظر إليها على أنها جمع ل /كهني/, منسوبة إلى /كهن/ كاسم مكان لتعني "شعب /كهن/".

    ويبدو الموطن الأصيل لل /كهنيم/ هو اليوم قهوان (قهن بلا تصويت, تعريبا ل /كهن/ التوراتية), من قرى وطن سلوا بمنطقة نجران. وقد أدرج عزرا ونحميا أسماء ال /كهنيم/ (أي شعب قهوان) العائدين حسب أسماء بلداتهم الأصلية أو مناطقهم الأصلية (وليس أسماء أسرهم) كما يلي:

    1- يدعيا /يدعيه/, التي هي اليوم, بوضوح, الموطن القبلي "وداعة" (ودع بلا تصويت), في وادي نجران. ويتحدث عزرا (36:2) ونحميا (39:7), كلاهما, عن /بني يدعيه ل_بيت يشوع/, المترجمة عادة "بنو يدعيا من بيت يشوع" ولكنها تعني فعلا "شعب وداعة إلى /بيت يشوع/ (اسم مكان)", نظرا لأن اللام كحرف جرّ في العبرية تعني "إلى" وليس "من". والمجتمع المشار إليه كان بلا شك سكان منطقة تمتد من موطن الوادعة الأساسي, في قلب وادي نجران, إلى واحة "وسيع" (قارن بالعبرية /يشوع/), عند النهاية الشرقية لمنطقة اليمامة في وسط شبه الجزيرة العربية.

    2- إمّير /ءمر/, التي هي اليوم في الظاهر واحة "الأمار" (ءمر بلا تصويت), في منطقة اليمامة في وسط شبه الجزيرة العربية, شمال شرق منطقة نجران.

    3- فشحور /فشحور/, التي هي اليوم, بوضوح, وطن الحرشف (بقلب الأحرف) من قرى يام نجران, أو الحرشف من قرى وادي حبونا, شمال وادي نجران.

    4- حاريم /حرم/, التي هي اليوم وادي حرم, عند الحدّ الغربي لمنطقة اليمامة.

    من هذا, يتضح أن /كهنيم/ كان اسما أطلق في زمن التوراة على مجتمع امتد موطنه من وادي نجران باتجاه الشمال حتى وادي حبونا, وباتجاه الشمال الشرقي إلى منطقة اليمامة في وسط شبه الجزيرة العربية. ولامتداد الواسع لهذه الراضي قد يفسر لماذا كان ال /كهنيم/ العائدون, استنادا إلى كل من عزرا ونحميا, بهذه الكثرة والعدد. ونظرا لوجود أرض ال /كهنيم/ في منطقة داخلية. فقد كانت, ولا شك, منطقة ملحقة بأرض "يهوذا" أكثر مما كانت جزءا منها.

    ب?- "اللاويون" /ه_لويم/, يقسمون كما يلي (عزرا 40:2 ونحميا 43:7):

    1- "بنو" يشوع /يشوع/.

    2- "بنو" قدميئيل /قدميءل/ أو /قدمي ءل/.

    3- "بنو" هودويا /هودوي/ في عزرا, و/هودوه/ في نحميا.

    وال /لويم/ جمع /لوي/, النسبة إلى /لو/ أو /لوه/, لم يكونوا "لآويين" كهنوتيا, بل كانوا مجتمعا يعود في أصوله إلى ما هو اليوم قرية لاوة (لوه بلا تصويت) في وادي أضم. وفي وادي أضم نفسه ما زالت هناك إلى اليوم قرية تسمى هديّة, وهي ليست إلا "هودويا" المذكورة في كل من عزرا ونحميا, يميز شعب هودويا في وادي أضم, عن مجموعتين أخريين من ال /لويم/, يأتي الكلام عنهما معا على أساس أنهما "بنو يشوع قدميئيل". وهذا لأن "يشوع" و "قدميئيل" كانا مكانين متجاورين قرب بلدة غميقة الحالية في منطقة الليث, على مسافة ما إلى الأسفل من وادي أضم. وفي هذا الجوار تتمثل "يشوع" اليوم بقرية شعية (قارن مع /يشوع/ التوراتية), بينما تتمثل "قدميئيل" بقرية القدمة (ءل قدم, قارن مع /قدمي ءل/ التوراتية).

    ج- "المغنون" /ه_مشرريم/, بمن فيهم "بنو آساف" /ءسف/ (عزرا 41:2 و نحميا 44:7 ).

    ولا شك أن هؤلاء كانوا مجتمعا ينتسب إلى قرية مسرّة (مسر), في منطقة بارق غرب منطقة المجاردة من عسير. والى الشرق من مسرّة, في منطقة بلّسمر, توجد قرية آل يوسف (يسف بلا تصويت), وهي ولا شك "آساف" أو /ءسف/ التوراتية.

    د- "البوّابون" /ه_شعريم/, ويقسمون كما يلي (عزرا 42:2, ونحميا 45:7):

    1- "بنو" شلّوم /شلوم/.

    2- "بنو" آطير /ءطر/.

    3- "بنو" طلمون /طلمن/.

    4- "بنو" عقّوب /عقوب/.

    5- "بنو" حطيطا /حطيطء/.

    6- "بنو" شوباي /شبي/.

    وهؤلاء ال /شعريم/ لم يكونوا "بوابين", بل كانوا في الأصل من أهل المكان المسمى حاليا "الشعارية" (شعري بلا تصويت) في منطقة الطائف. وكل القرى المواطن لل /شعريم/, كما أدرجت لدى عزرا ونحميا, يمكن العثور عليها في الجوار العام نفسه من هذه المنطقة. وهي: الشمول /شلوم/ التوراتية, و"وترة" (/ءطر/ التوراتية), والمنطلة (/طلمن/ التوراتية), وعقيب أو عقوب (/عقوب/ التوراتية), والحويّط (ويبدو أنها صيغة معربة من /حطيطء/ التوراتية), والثوابية (/شبي/ التوراتية).

    ه- "خدم المعبد" (الترجمة المعتمدة باللغات الأوروبية للفظة العبرية /نتينيم/, والتوراة العربية لم تترجمها فأبقتها "النّتينيم"), وقد أدرجوا على أنهم "بنو" أي أهالي 35 مكانا مختلفا (عزرا 43:2 -54 , ونحميا 46:7 – 56).

    ومن الأكيد أن هؤلاء ال /نتينيم/, لم يكونوا "خدم المعبد", بل كانوا قبيلة منتشرة في مواقع مختلفة من مناطق جيزان, ورجال ألمع, وقنا والبحر. والمناطق الثلاث هذه هي متاخمة لبعضها البعض في جنوب عسير. وربما كان موطن القبيلة الأصلي إحدى قريتين تسميان اليوم طناطن (طنطن, قارن مع العبرية /نتين/) في منطقة جيزان. وفي ما يلي القرى ال 35 التي جاؤوا منها:

    1- صيحا /صيحء/ في عزرا, /وصحء/ في نحميا: إما الصخية أو الصخيّ في رجال ألمع.

    2- حسوفا /حسوفء/: الحشيفة, في منطقة جيزان.

    3- طباعوت /طبعوت/: ربّما كانت ثعابة في رجال ألمع, أو عثبة في منطقة جيزان, والاسم الأقرب (بصيغة جمع المؤنث, كما بالعبرية) هو أسم قرية العثابيات, في منطقة القنفذة.

    4- قيروس /قرس/: كرس, أيّ من تسع قرى تحمل الاسم نفسه في منطقة جيزان, إلا إذا كانت كروس /كروس/ في المنطقة نفسها.

    5- سيعها (عزرا), سيعا (في نحميا), /سيعهء/ في عزرا, و/سيعء/ في نحميا, وفي الحالتين مع أداة التعريف الآرامية اللاحقة, تاركة الاسم /سيعه/ او /سيع/: السعي (سعي, مع أداة التعريف العربية السابقة).

    6- فادون /فدون/: الفدنه, في منطقة جيزان.

    7- لبانة /لبنه/: اللّبانة (لبنه, بلا تصويت) في منطقة جيزان.

    8- حجابة /حجبه/: الحقبة في منطقة جيزان, والحقبة في رجال ألمع.

    9- عقّوب /عقوب/: العقيبة في منطقة جيزان (تفريقا عن /عقوب/ منطقة الطائف التي هي اليوم عقيب أو عقوب.

    10- حاجاب /حجب/: الحجاب في قنا البحر, او الحجاب (الحجاب المسيل) في رجال ألمع.

    11- شملاي /شملي/: الشملاء (شملء), إحدى قريتين تحملان الاسم نفسه في منطقة جيزان.

    12- حانان /حنن/: حنينة (حنن بلا تصويت), أو ربّما الحنيني في منطقة جيزان.

    13- جديل /جدل/: الجدل في قنا والبحر.

    14- جحر /جحر/: جحر, أو ربما الجحرة في منطقة جيزان.

    15- رآيا /رءيه/: راية في منطقة جيزان.

    16- رصين /رصين/: بين إمكانيات عديدة, الاحتمال الأكبر هو رضوان (رضون بلا تصويت) في منطقة جيزان, إلا إذا كانت الرازنة (رزن بلا تصويت) في رجال ألمع.

    17- نقودا /نقودء/ أو /نقود/ إذا أهملت أداة التعريف الآرامية اللاحقة): ناجد (نجد بلا تصويت) في منطقة جيزان.

    18- جزّام /جزم/: الجزايم (جزم بلا تصويت) في منطقة جيزان, إلا إذا كان اسم جيزان (جزن بلا تصويت) نفسها.

    19- عزّا /عزء/: الغزوة (غزو) في منطقة جيزان.

    20- فاسيح /فسح/: الصافح (صفح بلا تصويت), واحدة من قريتين تحملان الاسم نفسه في منطقة جيزان.

    21- بيساي /بسي/: بصوة في منطقة جيزان.

    22- أسنة /ءسنه/: الوسن (وسن) في قنا والبحر.

    23- معونيم /معونيم/ جمع /معون/ أو /معوني/: المعاني (بصيغة الجمع العربية), قريتان بالاسم نفسه في رجال ألمع, إلا إذا كانت الإشارة إلى وادي المعاين (الجمع العربي ل "معين") في منطقة جيزان.

    24- نفوسيم / نفيسيم/ مثنى أو جمع /نفيس/: نصيفان (مثنّى نصيف) في وادي أضم. ولا بد أن الإسرائيليين من أهالي هذه القرية القدماء كانوا قد وصلوا في الأصل قادمين من مكان يحمل الاسم نفسه في منطقة جيزان لم يعد موجودا.

    25- بقبوق /بقبوق/: جبجب في منطقة جيزان.

    26- حقوفا /حقوفء/ مع لأداة التعريف الآرامية اللاحقة: الحجفة (مع أداة التعريف العربية) في منطقة جيزان.

    27- حرحور /حرحور/: لا يمكن العثور عليها كاسم لمكان واحد, ولكنها ربما كانت الخر /خر/, المعرّفة توراتيا بالعلاقة مع الخيرة (خيرة) المجاورة في رجال ألمع ( أي "خرّ الخيرة") لتفريقها عن مكان آخر اسمه "حر" في منطقة جيزان.

    28- بصلوت /بصلوت/: يحتمل أنه اسم قبيلة في صيغة جمع المؤنث الكثيرة الشيوع في العربية, مأخوذ عن اسم المكان /بلص/, قارن مع البلاص (بلص بلا تصويت) في رجال ألمع. والا فهو صلبية (صلبي أو صلبيت) في منطقة جيزان.

    29- محيدا /محيدء/: ربّما هي حميدة, في منطقة جيزان. لكن المرجّح أنها الحميداء (حميدء, مع الاحتفاظ بلاحقة التعريف الآرامية الواردة في الاسم التوراتي), في منطقة البرك المحاذية لساحل جيزان.

    30- حرشا /حرشء/ مع لاحقة التعريف الآرامية: الخرش (مع أداة التعريف العربية السابقة) في منطقة جيزان.

    31- برقوس /برقوس/: إما الكرباس أو الكربوس في منطقة جيزان. وهناك اليوم قبيلة بالرقوش (ب_رقوش) في سراة الزهران, والاسم يطابق الاسم التوراتي تماما.

    32- سيسرا /سيسرء/: لعلّها وادي شرس (بقلب الأحرف سسر) في شمال اليمن. وهناك قرية اسمها شرسى (شرسء) في منطقة الطائف.

    33- تامح /تمح/: الطمحة في منطقة جيزان.

    34- نصيح /نصيح/: نضوح في رجال ألمع.

    35- حطيفا /حطيفء/: خطفا (خطفء, محافظة على لاحقة التعريف الآرامية دون أداة التعريف العربية) في منطقة جيزان.

    من هذه التحديدات للقرى مواطن ال /نتينيم/, المتمركزة في جوار واحد من جنوب عسير, ومعظمها في منطقة جيزان, يبدو في غاية الوضوح أن هؤلاء لم يكونوا "خدم المعبد", بل قبيلة تسمّت باسم مكان هناك.
    رد مع اقتباس  
     

  6. #30 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    ملاحظات..

    بالعودة إلى المقطع, ه..

    ه- "خدم المعبد" (الترجمة المعتمدة باللغات الأوروبية للفظة العبرية /نتينيم/, والتوراة العربية لم تترجمها فأبقتها "النّتينيم"), وقد أدرجوا على أنهم "بنو" أي أهالي 35 مكانا مختلفا (عزرا 43:2 -54 , ونحميا 46:7 – 56).

    ............................

    لم يأتي المؤلف بجديد..

    المشكلة كانت دائما في جغرافية التوراة, بعد أن أعاد المصوراتيين "تصويتها " في القرن العاشر الميلادي, ثم جاءت الترجمات لتزيد من تعقيد الأمور, لذلك يبدو أن الباحث في أي نص توراتي, عن حقيقة ما, سيصل إلى نتائج متغيرة باستمرار, سواء لاهوتيا او جغرافيا او لغويا او تاريخيا.

    لنعيد ترتيب المشهد التاريخي المعتمد من قبل المؤرخ..

    في بلاد عسير كان الشعب الذي تتحدث عنه التوراة في الألف الأول قبل الميلاد, ثم كان السبي إلى بابل, ثم كان تدوين التوراة في غير بيئتها الجغرافية, (وهذه الحقيقة هامة حتى لو أثبتت الأيام عكس نظرية الصليبي وتم تأكيد بيئة التوراة الجغرافية في فلسطين).

    ثم عاد هذا الشعب اليهودي, إلى عسير وفلسطين, وبعد مرور مئات السنين.

    والعائدين إلى عسير وجودوا الأرض خرابا, وطرق التجارة العالمية لم تعد تمر من بلادهم, فالتحقوا بأقربائهم في فلسطين, وزال شعب إسرائيل نهائيا من شبه الجزيرة العربية, وديانته اليهودية.

    ثم بعد وضع النصوص التوراتية في بابل بحوالى ألف سنة, تم تصويتها في غير بيئتها الجغرافية مرّة ثانية, لتزداد الأمور تعقيدا خصوصا وأن النصوص مثقلة بالجغرافيا التوراتية, لتترجم لاحقا إلى اللغات الحية "فرنسية ألمانية إنكليزية...",

    ثم إلى العربية.

    من هذه الزاوية بعينها تكمن أهمية وندرة الكتاب والمؤلف معا, فهو قادر بحكم اختصاصه من العودة إلى النص الأصلي للتوراة وكما دونه اليهود القدماء, وقبل تصويته, "تشكيله", ليعيد رسم الخريطة الجغرافية من ضمن الأسماء الواردة في النص التوراتي الأصلي, والتي عجز جميع علماء اللغة والآثار التوراتيين من إثباتها في أرض فلسطين.

    وبعد مرور أكثر من مئة عام على عمليات التنقيب المكثفة وبأحدث الأساليب العلمية وبتمويل يهودي هائل, لم يتم العثور على أي "رقيم" أو أثر حقيقي, يمكن من خلاله وبالاعتماد على النص التوراتي نفسه, إثبات وجود أحداث التوراة في فلسطين الحالية.

    وفي المقطع التوراتي ( ه ), أعلاه, نجد أن النص التوراتي ذكر بإجماع العلماء التوراتيين, 35 اسما جغرافيا, لم يستطع أحد إيجادها في فلسطين إلى يومنا هذا, ويستطيع الأخوة المهتمين وخصوصا الفلسطينيين البحث في الخرائط الحالية والقديمة وعلى نفس النسق الذي اعتمده المؤلف ليلاحظوا وبدون جهد يذكر أن هذه الأسماء لا يمكن مطابقتها لأنها وببساطة غير موجودة في فلسطين.

    ولا أعرف إذا كان يوجد قواميس جغرافية للقرى والبلدات والمدن الفلسطينية وخصوصا في الضفة, لكنت حاولت القيام بهذه المطابقة.

    وإذا لم يكن هناك قواميس لغوية جغرافية فلسطينية, فهذا نقص استراتيجي حاد وخطير, ويشكل تحديا قوميا ووطنيا فلسطينيا, وعملا مقدسا للجامعات الفلسطينية, ليس بقصد إثبات او نفي حق اليهود في فلسطين, فهم لا حق لهم, وانتهينا.

    وإنما لحفظ هوية وطن, وتضاريس أمة, وذاكرة لا يجب أن تموت.

    رد مع اقتباس  
     

  7. #31 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    رض يهوذا..2

    و- "عبيد سليمان" /عبدي شلمه/, الاسم الذي أدرج ك "بني", أي شعب أو قوم, من عشرة أمكنة (لا أسر) مختلفة.

    وبدلا من أن يكون هؤلاء "عبيد سليمان", كان ال /بني عبدي شلمه/, أي بنو عبدي(م) شلمه, قبيلة تعود في أصولها إلى ما هو اليوم قرية آل عبدان (عبدن) في ناحية فيفا من منطقة جيزان, والقرية هذه معرّفة توراتيا بالنسبة إلى قرية في الناحية ذاتها اسمها آل سلمان يحيى, واسم سلمان (أو سليمان) تعريب للاسم التوراتي /شلمه/. وقد عرّفت آل عبدان هذه بأنها "عبدان سليمان" لتمييزها عن موقع في ناحية بني الغازي من منطقة جيزان اسمه أيضا عبدان. وهذه كانت مواطن هذه القبيلة في مختلف المناطق:

    1- سوطاي /سطي/: ربّما هي آل صوت (صت), في منطقة جيزان, لكن الأرجح أنها الطويسة (بقلب الأحرف) من قرى يام نجران.

    2- هسّوفرت /ه_سفرت/: رصفة في منطقة جيزان, وتبدو مختلطة نصا مع آل سفرة في منطقة بلّسمر.

    3- فرودا /فرودء/ مع لاحقة التعريف الآرامية: ربما كانت الفردة (مع أداة التعريف العربية), في رجال ألمع, والأرجح هو أنها الرفداء (رفدء), في بلّسمر, لأن اسم هذه القرية يحتفظ بلاحقة التعريف الآرامية.

    4- يعلة /يعله/: ربما كانت عاليه (عليه, بقلب الأحرف), إحدى قريتين تحملان الاسم نفسه في منطقة جيزان, لكن الأرجح أنها الوعلة, في منطقة القنفذة.

    5- درقون /درقون/: ربما كانت الدرق في منطقة جيزان, مختلطة نصا مع قردان (قردن) في منطقة الطائف. والأرجح أنها الجرذان (جرذن, بقلب الأحرف), من قرى منطقة بلّسمر.

    6- جديّل /جدل/: الجدل, في منطقة قنا والبحر (انظر أعلاه).

    7- شفطيا /شفطية/: الشطيفيّة, أيّ من ثلاث قرى متجاورة تحمل الاسم نفسه في منطقة جيزان.

    8- حطيّل /حطيل/:تبدو أنها ساحل الحلوطي (حلطي, بقلب الأحرف), وتدعى أيضا ساحل أبي علّوط (بالعين بدلا من الحاء), في منطقة جيزان.

    9- فوخرة الظّباء /فكرت ه_صبيم/, باعتبار كون /صبيم/ تصوت عادة على أنها مثنى /صبي/, أي "غزال": الفقرة, من قرى صبيا في منطقة جيزان, وهي معرّفة توراتيا بالنسبة إلى البلدتين التوأمين صبيا والظبية. وهذان الاسمان هما الاسم ذاته, الأوّل بالصيغة الآرامية, والثاني بالصيغة العربية.

    10- آمي أو آمون /ءمي/ في عزرا, و/ءمون/ في نحميا: الاختلاط هنا هو بين اليامية (يمي بلا تصويت) ويماني المروى (يمن بلا تصويت), والاثنتان في منطقة جيزان.

    إن تحديد مواطن من افترض حتى الآن أنهم أبناء "الكهنة" و"اللاويين" و"المغنين" و"البوابين" و"خدم المعبد" و"عبيد سليمان" العائدون من الأسر البابلي إلى أرض "يهوذا", والذين كانوا في الحقيقة ست مجموعات قبلية عرفت بأسماء أماكنها الأصلية, يكفي بحد ذاته إلى الإشارة إلى المكان الذي كان في الواقع أرض "يهوذا" التوراتية, قبل الأسر البابلي وبعده. ولا ضرر من تحديد الأماكن المتبقية, من تلك الواردة في عزرا 2 ونحميا 7 كمواطن أصلية للإسرائيليين العائدين من بابل, وكلها في غرب شبه الجزيرة العربية. وتسهيلا, سيجري تحديد هذه الأماكن حسب المناطق, انطلاقا من الجنوب إلى الشمال:

    آ-منطقة جيزان:

    1- آرح /ءرح/: رح, إلا إذا كانت الرّحا أو الورخة في إقليم الطائف.

    2- زتّو /زتو/, مع أداة التعريف الآرامية اللاحقة: ربما كانت الزواية (بلا تصويت زويت مع أداة التعريف العربية السابقة), والمسألة فيها نظر.

    3- آطير /ءطر/, في عزرا فقط: وتر, إلا إذا كانت الوترة أو الوتيرة, وتر بلا تصويت) في منطقة الطائف.

    4- بيصاي /بصي/: بصوة (بصو) أو البزة, إلا إذا كانت بضا (بضء) في منطقة الطائف.

    5- حاريم /حرم/: خرم, إلا إذا كانت عربات حارم ("غدير" /حرم/ بلا تصويت) في منطقة محايل.

    6- تل حرشا /تل حرشه/, أي "هضبة" حرشه, وتل ملح /تل ملح/: جبل الحشر (بقلب الأحرف من حرش) وحميل (حمل بقلب الأحرف من ملح). والأخيرة في مرتفعات الحرّث.

    7- أدّان (في عزرا) أو أدّون (في نحميا) /ءدن/ و/ءدون/: الاختلاط في الظاهر هو بين قريتين في منطقتين متجاورتين, احدهما هي حاليا الأذن /ءذن/ والأخرى هي الودانة /ودن/.

    8- حاريف /حريف/, في نحميا فقط: والاسم نفسه. وهناك أيضا حرف في رجال ألمع, وأخرى في منطقة بلّسمر, وثالثة في منطقة القنفذة. ويمكن أيضا أن تكون خرفا في منطقة الطائف.

    9- عناثوث /عنتوت/: عنطوطة.

    10- عزموت /عزموت/ في عزرا, أو بيت عزموت /بيت عزموت/, أي "معبد" عزموت, في نحميا, والاسم بصيغة جمع المؤنث: العصيمات (مع الاحتفاظ بصيغة جمع المؤنث).

    11- أدونيقام /ءدنيقم/, وفي الظاهر /ءدني قم/, أي "أرباب" أو "أسياد" /قم/:

    أي من عدد من القرى في المنطقة التي تحمل اسم "القائم" (قءم).

    ب- منطقة رجال ألمع:

    1- نطوفة /نطفة/: قعوة آل ناطف (نطف بلا تصويت).

    2- بيت أيل /بيت ءل/: البتيلة, حددت قبلا في الفصل السابع. وقد تكون أيضا بتول في منطقة جيزان, أو البتلة في ناحية تنومة بالسراة.

    3- عاي /ه_عي/: الغيّ (غي), حددت قبلا.

    4- برزلاّي الجلعادي /برزلي ه_جلعدي/, كلاهما في صيغة النسبة, والمنسوب إليه /برزل/ و /جلعد/: البرصة (هي في الظاهر /ءل برص/, وفيها تحوير عن /برز ءل/ المختصرة إلى /برزل/, وهي معرّفة توراتيا بالنسبة إلى موقع مجاور هو الجعد /ءل_جعد/, وهي تحوير عن جلعد.

    ج_ منطقتا قنا والبحر والبرك:

    1- عزجد /عزجد/, وهي في الظاهر /عز جد/: ربما كانت عزّ, في منطقة البرك, معرفة بالنسبة إلى الجدّة (جد), في منطقة القنفذة المجاورة. والمسألة فيها نظر.

    2- حبايا /حبيه/: الحبوة في منطقة قنا والبحر, إلا إذا كانت القرية التي تحمل الاسم نفسه في منطقة بني شهر, أو الخبية في منطقة جيزان. وفي حالات أقل احتمالا: حبوى والخبوا في وادي أضم.

    د- منطقة حائل:

    1- عادين /عدين/: عدينة.

    2- عيلام /عيلام/: علامة, إلا إذا كانت آل العلم في ناحية تنومة, أو غيلان في سراة غامد.

    ه- منطقة بلّحمر-بلّسمر:

    1- كروب /كروب/: ربما كانت الكربة (كرب), ويحتمل أيضا أن تكون القريبة(قرب) في منطقة جيزان, أو قريبة أخرى في منطقة الطائف.

    2- باباي /ببي/: الباب (بب), على سفح جبل ضرم.

    3- التّميم /تميم/: آل تمّام (تمم).

    و- منطقة بارق:

    1- فرعوش /فرعش/: ربما كانت الجعافرة جعفر, ولعلّها تحوير عن /فرعش/ بتحويل الشين لفظا إلى جيم, إلا إذا كانت الجعافرة في منطقة القنفذة المجاورة, أو عجرفة في منطقة قنا والبحر, أو العرافجة (عرفج) في مرتفعات غامد.

    ز- منطقة المجاردة:

    1- جبعون /جبعون/ في نحميا فقط: آل جبعان (جبعن).

    2- نبو /نبو/: نيبه (نب). إلا إذا كانت البناة (نب) في منطقة الطائف, أو نباة أخرى على سفح جبل ضرم, في منطقة بلّسمر.

    ح- منطقة القنفذة:

    1- جبّار /جبر/, في عزرا فقط: جبار (جبر بلا تصويت), أو أيا من أماكن متعددة تحمل الاسم نفسه أو متفرعات عنه في أجزاء أخرى من عسير وجنوب الحجاز.

    2- حاديد /حديد/: حذيذ, إلا إذا كانت حداد (حدد) في منطقة الطائف, أو وادي حديد في منطقة جيزان.

    3- الأوريم /ءوريم/: الرّيام, إلا إذا كانت الرّيامة في منطقة بني شهر.

    4- قرية عاريم /قرية عريم/ وكفيرة /كفيره/ وبئيروت /بءروت/: النص الوارد في يشوع 17:9 , حيث تذكر الأماكن الثلاثة معرّف بعضها البعض الآخر, وبالترافق مع جبعون , تشير بوضوح إلى منطقة القنفذة وجوارها حيث هناك قرية عامر /قريت عريم/ والقفرة /كفيره/, وربثه التي ربما كانت /بءروت/. وربثة هذه من منطقة المجاردة المحاذية لمنطقة القنفذة.

    رد مع اقتباس  
     

  8. #32 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    أرض يهوذا.. 3

    ط- وادي أضم (منطقة الليث):

    1- فحث مؤاب /فحت موءب/: الفاتح (فتح بلا تصويت) معرفة بالنسبة إلى أم الياب المجاورة (ءم يب) التي هي مؤاب التوراتية, لتمييزها عن الفاتح في منطقة قنا والبحر.

    2- يشوع /يشوع/: شعية (شعي). وقد أورد كل من عزرا ونحميا "يشوع" هذه كتابعة ل "فحث مؤاب".

    3- يوره /يوره/ في عزرا فقط: ورية.

    4- بيت لحم /بيت لحم/, أو "معبد" /لحم/, ولحم تعني حرفيا "خبز" أو "طعام" أو "تموين", وهي في الظاهر اسم لإله للمؤن: أم لحم (ءم لحم, وتعني "أم", أي "إلهة" ال "خبز, طعام, تموين"*.

    ...............*

    الأمر الذي يفرض تحديد /بيت لحم/ التوراتية بكونها أم لحم, في وادي أضم, وليس أي مكان آخر, هو ترافق اسم بيت لحم في العديد من النصوص التوراتية مع اسم المكان "أفراتة" (ءفرت) الذي هو اليوم فرت (فرت) قرب أم لحم, في وادي أضم نفسه.وخذ على سبيل المثال, ميخا 1:5 : "أما أنت يا بيت لحم أفراتة, وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا"... أنظر أيضا الفصل 9.

    تعقيب: الفصل 9 هو الفصل القادم وبعنوان "أورشليم ومدينة داود". وهو غاية في الأهمية. انتهى التعقيب.

    .................................................. ......

    5- الرّامة /ه_رمه/ مع أداة التعريف: ذا الرامة*.

    ............*

    هذه هي "الرامة", قرب "بيت لحم", التي دفنت فيها راحيل زوجة يعقوب, حسب سفر التكوين. وهي "الرامة" المذكورة في ارميا 15:31 : "صوت سمع في الرامة, نوح بكاء مرّ. راحيل تبكي على أولادها وتأبى أن تتعزى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين".

    .................................................. ............

    6- جبع /جبع/: هذا الموقع الذي يترافق اسمه في التوراة مع "الرّامة" و"مخماس", هو بالأكيد العقبة (عقب, قابل مع جبع) في وادي أضم, وليس جبع في وادي حلي, على كون الموقع الثاني يحمل الاسم التوراتي بدون تحريف.

    7- مخماس /مكمس/: مقمص*.

    ..............*

    لاحظ الترافق بين جبع ومخماس مع الرامة, انظر الهامش 6 في اشعيا 28:10 -29 (ومخماس وردت في اشعيا, مخماش في الترجمة العربية).

    .................................................. .........

    8- مغبيش /مجبيش/: مشاجيب (بقلب الأحرف).

    ي- سائر منطقة الليث وبلاد غامد وزهران:

    1- طوبيا /طوبية/: يبدو أنها بويط (بقلب الأحرف) في وادي الجائزة.

    2- أونو /ءونو/: أوان في وادي مدركة, إلا إذا كانت وينة (وين) في منطقة بني شهر.

    3- يؤاب /يوءب/: الياب, في بلاد غامد قرب بلجرشي. وقد ذكرت في عزرا وفي نحميا كتابعة ل "فحث مؤاب". ويؤاب الأخرى الممكنة الأقرب إلى "فحث مؤاب" هي بواء في منطقة الطائف. وعلى العموم, فان الاسمين يؤاب (يءب) والياب (يءب) يتطابقان تماما.

    4- عيلام الآخر /عيلم ءحر/: الإشارة هنا إلى جبل العلماء (علم) ووادي يحر في تهامة زهران, واسم الجبل المنسوب توراتيا إلى اسم الوادي (بالعربية "علماء يحر"). وليست المسألة هنا مسألة "عيلام آخر" أو "أخرى".

    ك- منطقة الطائف:

    1- زكّاي /زكي/: المرجّح أنها الضيق, إلا إذا كانت الضيقة بمنطقة غميقة. وهناك إمكانيات أخرى.

    2- باني /بني/ في عزرا أو بنوي /بنوي/ في نحميا: والاختلاط هو بين مكانين في منطقة الطائف, هما قريتا البنّي والبنياء.

    3- لود /لد/: اللدّ, إلا إذا كانت اللدّة في وادي الجائزة, في منطقة الليث.

    4- أريحا /يرحو/: ورخة (ورخ), إلا إذا كانت مثل "أريحا" (يريحو و يرحو) التي نوقش أمرهما في الفصل السابع, وهما الرّخية في وادي أضم, ووادي وراخ في مرتفعات الزهران.

    من بين أسماء الأماكن ال 130 الواردة في لوائح عزرا ونحميا, والمحددة بقرب غرب شبه الجزيرة العربية الواردة أعلاه, هناك أماكن قليلة قد تبقى غير مؤكدة. وبالمقابل,

    ...................هام جدا................

    ليس هنالك إلا قلة ضئيلة جدّا من هذه الأسماء نفسها حددت بأماكن موجودة في فلسطين. وربّما كانت هذه الأسماء..... أربعة فقط..

    وهي بيت لحم ولدّ ونبو وأريحا.

    .................................................. ...............

    وهذا وحده له أن يقود إلى الاستنتاج بأن الأرض التي تسمّيها التوراة "يهوذا" (وهي غير "اليهودية" في فلسطين المذكورة في الأناجيل)*

    ............*

    "اليهودية" في فلسطين, وهي منطقة القدس والخليل, اتخذت اسمها في العصرين الهيليني والروماني من سكانها اليهود, وليس من اسم شعب أو أرض "يهوذا".

    .................................................. .............

    يجب البحث عنها في غرب شبه الجزيرة العربية, وليس في أي مكان آخر.

    والأراضي التي كانت أراضي "يهوذا" هذه تشمل المنحدرات البحرية لجنوب الحجاز وعسير, من منطقة الليث في الشمال إلى منطقة جيزان في الجنوب ضمنا, وكذلك منطقة الطائف عبر الشق المائي من منطقة الليث. ويمكن للباحث أن يحلّل نصوصا توراتية أخرى تتعلق بجغرافية أرض "يهوذا" لزيادة البرهان أن هذه الأرض كانت في عسير وجنوب الحجاز, وليس في فلسطين. لكن مثل هذا العمل لا نهاية له, وما ورد في هذا الفصل يكفي لإثبات الحدّ الأدنى من الواقع.

    رد مع اقتباس  
     

  9. #33 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    أورشليم ومدينة داود..1

    كان الملك داود هو الذي أخذ "أورشليم" و"حصن صهيون". من اليبوسيين, ونقل إليها عاصمته من "حبرون" في السنة الثامنة من ملكه على "يهوذا" (صموئيل الثاني 5:5 _10). هذا ما يعرفه كل قارىء للتوراة. وهناك خمسة أمكنة تسمى حبرون ما تزال موجودة تحت اسم خربان (خربن, بقلب الأحرف) على المنحدرات البحرية لعسير, ومن بين هذه الأمكنة الخمسة يحتمل أن عاصمة داود الأولى كانت قرية الخربان الحالية في منطقة المجاردة, التي كانت ذات يوم "حبرون" أبرام, أي إبراهيم*.

    ....................*

    ليست هناك عمليا أية "حبرون" في فلسطين. وفي فلسطين أطلق اليهود والمسيحيون الاسم على بلدة الخليل الواقعة في الأراضي الهضابية جنوب "أورشليم" الفلسطينية, أي القدس. ونظرا لأن "حبرون" التوراتية ترتبط بسيرة إبراهيم, الذي يصفه القرآن الكريم (125:4) بأنه "خليل" الله أي "صديقه", فقد قبلت التقاليد الإسلامية التعريف اليهودي والمسيحي للخليل على أنها "حبرون" إبراهيم. عمليا, اسم المكان "الخليل" لا يعني "الصديق" بل هو تعريب لاسم مكان "سامي" قديم هو /حليل/ (من /حلل/ في العبرية, أي "جوّف", قارن بالعربية خلل, أي "اخترق, نفذ إلى") وتعني "كهف" أو "مغارة". ولا بدّ أن البلدة الفلسطينية كانت قد أخذت اسمها في الأصل من الكهف المعروف المجاور لها (والذي أورد ذكره الجغرافيون العرب), والذي كرس في التقاليد التالية على انه ضريح إبراهيم. ويمكن تحديد كون خربان منطقة المجاردة المحاذية لمنطقة القنفذة كانت عاصمة داود الأولى من خلال تحديد مواقع أسماء أمكنة أخرى مترافقة معها, مثل "جبعون" /جبعون/ التي هي اليوم آل جبعان, و "حلقت هصّوريم" /حلقت ه_صريم/ التي هي اليوم الحلق والصرام (والأولى منسوبة توراتيا إلى الثانية) في المنطقة نفسها (انظر صموئيل الثاني 16:2 ). ويستبعد جدّا أن يكون اسم "خربان" من "الخراب", كما يتصّور البعض, خصوصا وأنّه يرد كاسم مكان في ثلاث من خمس حالات بدون أداة التعريف العربية, وفي ذلك ما يدلّ على أن الاسم معرّب من أصل غير عربي.

    .................................................. .................

    صار يجب الآن أن نتوقف قليلا, لنعيد رسم المشهد التاريخي الزمني, لأحداث توراتية جرت قبل ثلاثة الآف سنة إلى ألفي سنة من زمننا الحاضر, ثم أعيد توظيفها لسرقة أرض فلسطين في واحدة من أغرب الإسقاطات التاريخية الدينية في كل الزمن المدون لبني البشر, وعلى امتداد جغرافية هذا الكوكب.

    مضمنا هذا المشهد إجابات على أسئلة من زملاء على امتداد المنتديات التي أقدم فيها هذا الكتاب, في محاولة لطرح نقاط أراها رئيسية وهامة.

    قراءة ورؤية خاصة للمشهد التاريخي:

    من الآن وحتى يتم التنقيب في بلاد عسير للعثور على أثار حاسمة في كونها جغرافية أرض التوراة, او في فلسطين, او ربما تقوم في المستقبل نظرية ثالثة, ولكن هذا لا يغير في الواقع الحاضر والمستقبل القادم في شيء, فعليا.

    وفي كل الحالات تم سبي هذا الشعب إلى بابل, ثم عاد إلى فلسطين هذه المرّة بعد سنوات طويلة في أرض بلاد الرافدين, وبعد أن دوّن توراته بأسفارها الأولى, وكتب بعض مزاميره.

    لأن هذه النصوص المقدسة كتبت "دوّنت", في كل الحالات بعد مئات من السنين وفي غير بيئتها الجغرافية, ثم أعيد تصويتها في القرن العشر الميلادي أي بعد حوالي ألف عام على تدوينها وفي بيئة جغرافية ثالثة هذه المرّة, وبعد أن تحولت قبائل الخزر الوثنية القاطنة في أراضي ما بين البحر الأسود وبحر قزوين, إلى الديانة اليهودية, وهم لم يكونوا أبدا من ذلك العرق البشري الذين نزلت فيه التوراة. والذين يشكلون ألان الأصل الأثني لأغلب يهود العالم باستثناء يهود الدول العربية.

    وهذه النظرية قدمها المؤرخ اليهودي الإنكليزي آرثر كوستلر في كتابه الشهير والموثّق "إمبراطورية الخزر وميراثها".

    الخلاصة:

    حتى لو كان هناك وعد الهي ما في زمن ما, لشعب إسرائيل بأرض فلسطين, فهذا الشعب قد زال بإجماع المؤرخين المحايدين, من الوجود.

    علما أنه لا في المسيحية ولا في الإسلام, أي إشارة إلى هذا الوعد الإلهي.

    ولا يمكن لأي عقل بشري أن يقبل أصلا هذا النص الإلهي العنصري.

    ولكن المشكلة الآن ليست نظرية. فلسطين سرقها من ادعوا أنهم هذا الشعب وأصحاب هذا الوعد. وهذا التبسيط المعبّر لهذا الواقع الغير مبرر والغير إنساني, ليس هو كل المشكلة.

    لأننا أمام سابقة تم قبولها وتبريرها وشرعنتها عالميا.

    قد يكون هذا الكتاب صحيحا وقد يكون مجرد نظرية علمية ما, وقد يكون بداية مؤامرة أكبر.

    وفي كل الحالات قد يتم فعلا الكشف عن أثار في غرب شبه الجزيرة العربية او اليمن او الحبشة, إذا من الممكن لليهود مستقبلا وببساطة ووفق الشرعية عينها التي قامت على أساسها دولة إسرائيل, أن يصححوا مكان هذه الدولة ويعيدوا سرقة أرض جديدة مع الاحتفاظ بفلسطين.

    قد يبدو الآن هذا الكلام وكأنه "تخريف أرذل العمر", ولكن قبل مئة سنة عندما كان يقال الكلام عينه عن فلسطين, لم يتخيل أحد أنه وبعد خمسين سنة سيصبح عين الحقيقة.

    إذا لا يمكن للعرب في السعودية أن يتجاهلوا هذه الحقيقة, ولا يحق لهم أن يتغاضوا عن هذا الاحتمال بعد اليوم.

    وليس هذا سببا للفلسطينيين لكي يفرحوا, إنها قضية مصيرية لا يفيد فيها التعامي او الهروب إلى الأحلام او اللامبالاة.

    قد يأتي يوم يقف فيه المسلمون وهم يتجهون إلى الحج إلى بيت الله الحرام, على حواجز يهودية, سواء تم العثور في بلاد عسير على آثار أو لم يتم, لأن ما عثر عليه في فلسطين من آثار لا تقنع أحدا مهما كان غبيا, وقد لا يحتاج الإسرائيلي في العشرات القليلة من السنين إلى حتى مجرد إبداء سبب لأي أحد في هذا العالم المتداعي.

    إنها حرب وجود, بين العرب والإسرائيليين.

    سوف أعود لتقديم كامل هذا الفصل قريبا إن شاء الله.

    .................................................. ........................

    بالنسبة للزملاء الذين يعتقدون أن هذا الكتاب يقدم نصا علميا مقبولا:

    أشار الكاتب إلى واقع هام, بقوله انه في الأدبيات الإسلامية تم قبول عدة تعاريف تاريخية وجغرافية على أساس النصين الدينيين اليهودي والمسيحي.

    إذا نحن بحاجة إلى مؤلفات علمية في جغرافية القرآن الكريم, وبحاجة من الزملاء في بلاد عسير والمناطق التي ذكرها هذا الكتاب, لأن يكتبوا ويدونوا كلّ التراث الشعبي وكل اللباس والتقاليد والمواقع المقدسة في الذاكرة الشعبية وكل الأساطير وحتى قصص الأطفال التراثية.

    إن الرهان على أن طرح هذا الكتاب يخالف النص القرآني, قد يكون صحيحا وكافيا لأبطال هذه النظرية, ولكن قد يكون متوافقا معها.

    وقد يكون هذا الرهان جزءا من مؤامرة ما.

    إن هذه الأرض من عسير إلى فلسطين ومن بغداد إلى الدار البيضاء, هي ملك العرب الآن ومستقبلا بسمائها ونجومها وأرضها وباطن أرضها, وكلها مقدسة.
    رد مع اقتباس  
     

  10. #34 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    أورشليم..2

    وكما سنرى, لا بد أن "أورشليم" كانت تقع على مسافة ما صعودا باتجاه الشرق, في جوار النماص أو تنومة, أي في مرتفعات السراة عبر جرف عسير.

    ويظهر أن اليبوسيين /ه_يبوسي/, نسبة إلى /يبوس/, الذين كانوا يسيطرون على البلدة في الأصل, كانوا إحدى القبائل أو الأقوام العديدة التي سكنت غرب شبه الجزيرة العربية في الزمن القديم. وبين أمكنة أخرى, مازالت هناك ثلاثة تستمر في حمل اسمهم بوضوح, وهي: قرية يباسة في وادي أضم, ومنخفض وادي يبس أو يبيس على الجانب البحري من بلاد غامد, وقرية يبس في منطقة المظيلف. ومع ذلك, يبقى السؤال: وماذا عن "أورشليم".؟

    نبدأ هنا بالتدقيق في النص العبري لصموئيل الثاني6:5 -10 الذي يتحدث عن كيفية استيلاء داود على "أورشليم".

    ................................ هام جدا ..............................

    وقد أبدى الباحثون التوراتيون العجب لما اعتبروه ضآلة مذهلة في المعلومات التي يقدمها هذا النص, خصوصا وأنه يعالج حدثا كبير الأهمية في تاريخ بني إسرائيل (على سبيل المثال, انظر كيرلينغ, ص 195-197).

    .................................................. .....................

    والواقع هو أن هذه الضآلة في المعلومات ليست ناتجة عن تقصير في النص المذكور, بل عن الطريقة التي قرىء فيها هذا النصّ وفهم تقليديا من قبل الباحثين والمترجمين. وعلى سبيل المثال, فان الترجمة العربية للنصّ تورده كما يلي:

    "وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين/ءل ه_يبوسي/ سكان الأرض, فكلموا داود قائلين: لا تدخل إلى هنا ما لم تنزع العميان والعرج, أي لا يدخل داود إلى هنا /لء نبوء هنه كي ءم هسيرك ه_عوريم و_ه_فسحيم ل_ءمر لء يبوء دود هنه/. وأخذ داود حصن صهيون /و_يلكد دود ءت مصدت صيون/. هي مدينة داود. وقال داود في ذلك اليوم إن الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ إلى القناة والعرج والعمي المبغضين من نفس داود (والجملة بالعربية ناقصة, وهي في الأصل العبري: /و_يءمر دود ب_يوم ه_هوء كل مكه يبوسي و_يجع ب_صنور وءت ه_فسحيم و_ءت ه_عوريم سنءو نفش دود/).

    لذلك يقولون لا يدخل البيت أعمى أو أعرج /عل كن يءمر و عور و_فسح لء يبوء ءل ه_بيت/. وأقام داود في الحصن /ب_مصده/ وسماه مدينة داود. وبنى داود مستديرا /سبيب/ من القلعة فداخلا /من هملوء و_بيته/, وتقرأ تقليديّا /من ه_ملوء و_بيته/, باعتبار الهاء في /هملوء/ أداة تعريف. وكان داود يتزايد متعظما والرب اله الجنود معه /و_يهوه ءلهي صبءوت عمو/.
    رد مع اقتباس  
     

  11. #35 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    ورشليم..3

    ولإظهار جليّة ما يقوله هذا النّص في أصله العبري, لا بدّ من الملاحظات التالية بشأنه:

    أوّلا, يقول النّص أن الملك داود ورجاله ذهبوا "إلى أورشليم" و"إلى اليبوسيين" الذين كانوا هناك.

    وهذا لا يعني بالضرورة أن داود ورجاله ذهبوا "إلى أورشليم" بقصد فتحها. ولا يذكر النّص في أي مكان آخر أن داود "أخذ أورشليم", بل يقول بكلّ وضوح, وحتى في الترجمة العربية, أن ما "أخذه" هو "حصن صهيون" وليس "أورشليم".

    والواقع هو أن بنو إسرائيل كانوا قد فتحوا "أورشليم" في أيام "القضاة", أي في زمن سابق لزمن داود, وقد سمحوا لليبوسيين الذين كانوا في البلدة بالبقاء فيها آنذاك.

    وكان اليبوسيين ما زالوا مقيمين في "أورشليم"عندما كتب سفر القضاة, وذلك بعد زمن داود بوقت طويل (انظر سفر القضاة8:1, و21", 25:21).

    ثانيا, النصّ لا يقول أن "حصن صهيون" (في الأصل العبري /مصدت صهيون/) كان في "أورشليم" بالذات أو في جوارها.

    وسيتّضح فيما بعد أن "صهيون" (والتهجئة في الترجمة العربية مأخوذة عن الصيغة الصيغة السريانية للاسم التوراتي) لم يكن على الإطلاق اسم حصن "أورشليم". وتعرّف /صيون/ في عدة مقاطع من التوراة على أنها /هر صيون/, أي "جبل" أو "هضبة" (وفي كلام أهل عسير "قعوة") /صيون/. والهضبة هذه موجودة إلى اليوم في مرتفعات رجال ألمع, غرب أبها, وبها قرية تحمل اسم /هر صيون/ بالذات, وهي "قعوة الصيان". و /مصدت صيون/ قد تترجم بالعربية "حصن الصيان". لكن هناك في جوار قعوة الصيان قرية اسمها الصّمد, وأخرى اسمها أم صمدة (/ءم صمد/, و /ءم/ البداية هي في العادة أداة التعريف في لهجة أهل عسير). ولعلّ أم صمدة, وليس الصمد, كانت هي /مصدت/ أو "حصن" الصيان. وقد حرف اسمها التوراتي, واعتبرت ميم البداية فيه /ءم/ التعريف في اللهجة العسيرية (قابل "أم صمدة" مع /مصدت/).

    ثالثا, يقول النصّ بكل وضوح أن /مصدت صيون/, أي حصن الصيان, أو أم صمدة الصيان, هي "مدينة داود". ولا يقول النصّ إطلاقا أن مدينة داود كانت "أورشليم".

    رابعا, ترجم المقطع العبري /و_يءمر دود ب_يوم ه_هوء كل مكه يبوسي و_يجع ب_صنور/ على أنه جملة واحدة: "وقال داود في ذلك اليوم إن الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ القناة". والترجمة هذه لا تجوز لأن مقول القول فيها ناقص الفعل, كما هو ظاهر, وبالتالي فهو ليس جملة كاملة. والمقطع هذا هو في الواقع جملتان, لأن /و_يجع ب_صنور/ الأخيرتين تشكلان جملة كاملة, ومعناها "ووصل إلى صنور". أمّا الجملة الأولى من المقطع, وهي في الأصل /و_يءمر دود ب_يوم ه_هوء كل مكه يبوسي/, فمعناها "وقال داود: في هذا اليوم تمت هزيمة اليبوسيّين" (ومقول القول حرفيا, "في هذا اليوم كلّ هزيمة اليبوسيين", وهو جملة أسمية كاملة, والمبتدأ فيها مؤخّر). والواضح من النص أن داود قال هذا القول مباشرة بعد أخذه /مصدت صيون/. ويستنتج من ذلك أن /مصدت/ (أي أم صمدة) /وصيون/ (أي قعوة الصيان), في مرتفعات رجال ألمع, كانت عند الحدّ الأقصى من أرض اليبوسيّين.

    خامسا, يستفاد من الترجمة العربية للنصّ الذي يجري البحث عنه هنا أن سكّان "أورشليم" اليبوسيّين اشترطوا على داود نزع "العميان والعرج" من البلدة. وهذا كلام لا معنى له.

    أما إذا أخذنا النصّ الأصلي, وتحفظنا تجاه ترجمة /ه_عوريم و_ه_فسحيم/ ب "العميان والعرج", فيكون المفهوم منه ما يلي: "فكلّموا داود قائلين: لا تدخل إلى هنا ما لم تتخلّص من ال /عوريم/ و ال /فسحيم/". والواضح أن كلام اليبوسيّين هذا كان نصحا لداود وليس تحدّيا له. وفي الترجمة العربية للمقطع /و_يجع ب_صنور وءت ه_فسحيم وءت ه_عوريم سنءو نفش دود/ ما يوحي بأن داود أمر رجاله بالهجوم على "أورشليم" عن طريق "القناة" /صنور/, حيث كان "العرج" و "العميان" المبغضين من داود. والواقع هو أن /صنور/ في هذه الجملة هي أسم مكان. وبناء على ذلك, فالترجمة الصحيحة للجزء الأوّل من هذا المقطع هي: "ووصل (داود) إلى /صنور/ والى ال /فسحيم/ والى ال /عوريم/".

    أمّا الجزء الثاني, فلا يمكن أن يعني "المبغضين من نفس داود" لأن /سنءو/ بالعبرية هي فعل ماض, معلوم لا مجهول, والفاعل فيه ضمير مستتر تقديره هم, وليس هو, ويرجع إلى ال /فسحيم/ وال /عوريم/, وليس إلى داود.

    والجملة التي تلي /سنءو نفس دود/ في الأصل هي, /عل كن يءمر و عور وفسح لء يبوء ءل ه_بيت/, ومعناها حرفيا "لذلك يقولون /عور و فسح/ لا يدخل إلى البيت", ويبدو أن الإشارة هي إلى قول أو مثل مألوف (قابل مع المثل العربي. "لا تدلّ البدوي على باب الدار"). وبذلك تكون ترجمة بكامله كما يلي: " كرهوا شخص داود. لذلك يقال /عور و فسح/ لا يدخل البيت". وفي المقطع, على ما يظهر, محاولة لتفسير مثل شائع عن طريق ربطه بحدث تاريخي.

    سادسا, يقول النصّ بكل وضوح أن داود, بعد وصوله إلى /صنور/ وكسرته لشوكة ال /عوريم/ وال /فسحيم/, جعل إقامته /ب_مصدت/ ("في الحصن" أو "في أم صمدة") وليس في "أورشليم", وأنه أسمى هذا المكان وليس غيره "مدينة داود".

    ويضيف النصّ, بالترجمة العربية, أن داود بنى "مستديرا" (سبيب) من "القلعة" (هملوء, مقروءة /ه_ملوء/, باعتبار هاء البداية كأداة تعريف كما سبق). والواضح هو أن ما بناه داود لم يكن "مستديرا" بل "سورا". أمّا /هملوء/, فليست "القلعة" بل اسم مكان ما زال موجودا في مرتفعات رجال ألمع, وهو اليوم قرية الهامل (مع الاستعاضة عن الهمزة الأخيرة في الاسم التوراتي, وهي لاحقة التعريف الآرامية, بسابقة التعريف العربية). والخلاصة هي أن ما بناه داود في جوار قعوة الصيان كان سورا يبتدىء من الهامل ويمتدّ داخلا, أي باتجاه "مدينة داود", وهي على الأرجح أم صمدة كما ذكرنا*.

    ...................*

    من الضروري التحقّق من مدى التقارب بين قرى قعوة الصيان والهامل وأم صمدة, في رجال ألمع, قبل البت نهائيا في هذا الأمر. وقد تعذّر عليّ أن أفعل ذلك شخصيا.

    .................................................. .........

    تعقيب: قد يبدو الآن أن تنقيبا بسيطا وبدون الحاجة إلى علماء آثار, بحثا عن سور ما أو بقاياه, او حتى مجرد أساطير شعبية في تلك المنطقة التي حددها بدقة الكاتب في رجال ألمع, كافية لتأكيد هذه النظرية. انتهى التعقيب.

    .................................................. .........

    سابعا, تقول الترجمة العربية أن "الرّب اله الجنود" كان مع داود.

    والأصل العبري يقول, /و_يهوه/ (فعل بمعنى "كان" وليس "يهوه", أي "الرّب") /ءلهي صبءوت عمو/, أي "وكان اله /صبءوت/ (اسم مكان, وليس "الجنود") معه. /وصبءوت/ التوراتية هي اليوم الصّبيات في جوار النماص من سراة عسير.
    رد مع اقتباس  
     

  12. #36 رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    أورشليم..4

    يبقى النظر في قضية /صنور/ وال /عوريم/ وال /فسحيم/. والواضح أن الأول هو اسم مكان بالمفرد والثاني والثالث جمع /عور/ و /فسح/, أو جمع نسبة إلى /عور/ و /فسح/ (أي جمع /عوري/ و /فسحي/).

    والأكيد أن الكلمتين لا تردان في النص المطروح بمعنى "العميان" و "العرج". ولا بدّ أن الإشارة في الاسمين هي إلى قبيلتين من القبائل التي كانت تناصب بني إسرائيل أشدّ العداء. ويفيد النصّ بأن هاتين القبيلتين كانتا في جوار مكان اسمه /صنور/.

    ويقول سفر القضاة أن بني إسرائيل عندما استولوا على "أورشليم" قبل زمن داود كانوا قد سعوا إلى إخضاع "الجنوب" /ه_نجب/, وكذلك "البلاد الهضابية" أو "الجبل"/ه_هر/ و"الأراضي المنخفضة" أو "السهل" /ه_شفله/, من أراضي الكنعانيين (قضاة 9:1), ولكن بلا نجاح على ما يظهر, لأن سفر القضاة لا يذكر مثل هذا النجاح.

    ويستنتج من ذلك أن داودا كان عليه أن يتجه جنوبا من "أورشليم" ليستولي على باقي أرض اليبوسيين حتى قعوة الصيان وأم صمدة والهامل في رجال ألمع, فيقول بعد أخذه لهذا الموقع: "في هذا اليوم تمّت هزيمة اليبوسيّين". وكان على داود أيضا أن يستمرّ في الاتجاه جنوبا من هذه المواقع ليصل إلى /صنور/ ويكسر شوكة ال/عوريم/ وال /فسحيم/, وهما المبغضين لداود, والذين كان يضرب بهم المثل بالإزعاج فيقال عنهم أنهم "لا يدخلون إلى البيت", أي أنهم شعب غير مرحّب به في البيوت. والواقع هو أن /صنور/ التوراتية هي اليوم قرية الصرّان على سفح جبل هروب في شمال منطقة جيزان, إلى الجنوب من رجال ألمع. والباحث عن موطني ال /عوريم/ وال /فسحيم/ يجده في ذلك الجوار بكلّ سهولة, فهما جبل عوراء /عور/ إلى الشمال من جبل هروب, وصحيف /صحف/, من قرى جبل الحشر, جنوب جبل هروب.

    وهكذا تصبح جغرافية النصّ المطروح واضحة تماما: داود اتجه جنوبا من "أورشليم" ليستولي على جوار قعوة الصيان في رجال ألمع, ثم استمرّ في الاتجاه جنوبا إلى الصرّان, في جبل هروب, وضرب "العورائيين" و"الصحيفيين" (وليس العميان والعرج) في ذلك الجوار, وذلك بناء على النصح الذي تلقاه من أهالي "أورشليم" اليبوسييّن. ثم عاد من حملته هذه إلى رجال ألمع فحصّن "مدينة داود" في أم صمدة, بجوار قعوة الصيان, وجعل مقامه هناك ليبقى ساهرا على حدوده الجنوبية المهدّدة. وهكذا, فان المعلومات التي يوردها سفر صموئيل الثاني عن أخذ داود ل "مدينة داود" (وليس ل "أورشليم") ليست ضئيلة, كما أعتقد علماء التوراة حتى اليوم, بل هي في غاية الدقّة والتفصيل. ويبدو أن التحصينات التي أقامها داود في جوار قعوة الصيان (وليس "جبل صهيون"), بين الهامل وأم صمدة, لحماية مملكته من جهة الجنوب, كانت بالنسبة إلى زمانها على جانب كبير من المناعة. وها هو ما قيل في وصفها في المزمور12:48-13:

    "طوفوا ب صهيون /صيون/ ودوروا حولها, عدّوا أبراجها, ضعوا قلوبكم على متارسها, تأملوا قصورها لكي تحدثوا بها جيلا آخر"*.

    ...................*

    هذا المزمور منسوب إلى "بني قورح" /بني قرح/ الذين ما زال اسمهم حيا لم يمس, بكونه لقريتي القرحة /قرح/ في جبل فيفا, والقرحان /قرحن/ في جبل بني مالك, وكلاهما في منطقة جيزان, بعيدا إلى الجنوب من رجال ألمع. وفي جملة سابقة من المزمور نفسه (2:48) يوصف "جبل صهيون" عمليا بكونه في "أقاصي الشمال".

    .................................................. ..............

    ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه, خلافا للانطباع السائد, فان التوراة العبرية لم تقل في الواقع, في أي مكان منها, أن "صهيون", إلى جانب "أورشليم". وذكر "صهيون" إلى جانب "أورشليم" في عدد من المقاطع التوراتية (مثل: المزامير 21:102, 1:125و2, 21:135, 12:147) لا يتضمن بالضرورة قربا جغرافيا أو تعريفا لأحد المكانين بالآخر. ومن نصوص مزامير عديدة (مثل: 1:65, 2:74, 2:76, 13:132, 21:135), يمكن للباحث أن يجمل أن داود كان قد كرّس "صهيون" أو "جبل صهيون" _ بغض النظر عن كونها الهضبة التي وجدت فيها مدينة داود _ كمكان عبادة أو مقام مقدس بديل, فيما يظهر, لمقام أقدم اسمه "ساليم" (شلم, وليس "أورشليم", انظر المزمور 2:67). ولا بد أن موقع مقام "صهيون", المختلف عن "مدينة داود", كان المرتفع الذي تقع فيه القرية الحالية قعوة الصيان. وببعض التنقيب الأثري, يمكن لحقائق القضية أن تزداد وضوحا.
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. هل تعتقد أن الغرب سيدخل أزمة مالية جديدة بسبب الثورات العربية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24/11/2011, 11:21 PM
  2. الغرب و الثورات العربية – مقال للدكتور يحيى أبو زكريا
    بواسطة زائر في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27/05/2011, 01:28 PM
  3. صور من جزيرة لانكاوى ماليزيا
    بواسطة سفير ماليزيا في المنتدى الواحة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09/04/2011, 07:12 PM
  4. حالة حب
    بواسطة عبد الله نفاخ في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18/03/2010, 09:23 AM
  5. سفير اسرائيلي عار و في حالة سكر
    بواسطة رزاق الجزائري في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 16/03/2007, 07:42 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •