هل المصريون يهود؟
========
حِلْمك علي حضرة القارئ المحترم، فالسؤال مستفز لكل من تم نعته به، فإن وُجِّه للمغربي والجزائري والليبي والتونسي ما زاد عن استفزاز المصري والسوداني والقطري والحجازي..
إن اليهودية باتت سبة، والانتساب لليهود انتساب للقتلة والمجرمين، ولم لا وهم منذ سنة 1948م يحتلون فلسطين ويسومون أهلها سوء العذاب؟ لم لا وهم متنفذون في العالم بأموالهم المسروقة بالربا والاتجار في الأسلحة المحظورة والأدوية الفاسدة والمخدرات القاتلة وغيرها؟ لم لا وهم المغضوب عليهم في فاتحة الكتاب؟..
في المغرب أعلن بطل الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي أن الأمازيغ أبناء داوود عليه السلام، وهذه في حقيقتها ليست سبة، ولكن الانتساب إلى اليهودية بهذا التعبير سبة علما بأن داوود حفيد نبي الله إسرائيل أو إسحاق على نبينا وعليهما السلام..
إذا نزلت إلى الشارع في المغرب وسألت الناس عن المصريين فسيقولون لك أنهم يهود أكثر من اليهود، وإذا زدت في سؤالك واستفززته فسترى عينيه تلمعان بالغضب وقد يعتبرك يهوديا إذا لم تحسن حواره، ذلك أنه يتجرع المرارة منذ كامب ديفيد ببطلها المقبور أنور السادات، يتجرعها من فعل حسني مبارك تجاه مواقفه الإجرامية في الماضي والحاضر، فقد ساهم بحماس في قتل العراقيين عند حصارهم الآثم.
فقد شن الحرب الغاشمة على إخوته بوكالة صفيقة، لقد أعلن عندما سئل لماذا لا يغلق قناة السويس في وجه البارجات الأمريكية المتجهة لتدمير العراق في حرب الخليج الأولى؟ قال:
"أنا عندي 80 مليون مواطن حأكِّلْهُمْ منينْ".
وحين شنت الحرب على العراق شارك فيها إلى جانب الأمريكان وقال:
"نعتز ونفتخر بأننا قاتلنا إلى جانب القوات المتحالفة على العراق وقام بواسل الطيران المصري بشن عدة غارات على مواقع عراقية".
ويساهم إلى الآن بتلذذ ساديّ في حصاره غزة ومنع الطعام والشراب والدواء عن أهلها، لا ينسى له الفرد المغربي مواقفه من الحرب على غزة، والحرب على العراق، ومواقفه المتواطئة مع أمريكا وإسرائيل طوال فترة حكمه، يتمنى له عيشا خلف جدار ألعن من الجدار الذي ضغطت أمريكا وإسرائيل على إقامته رغما عنه، ولكنك إذا لنت معه ووافقته على مواقفه من حسني مبارك وأغبياء طاقمه المنبطح معه كأبي الغيط، فستكون حبيبه، وعندها يمكنك أن تستثني قوى إسلامية وقوى يسارية، تستثني مثقفين وصحافيين وأحرارا، تستثني الشعب المصري الذي يناضل ضد الديكتاتور، تقف معه موقفا منددا بدعاة السير في العملية السلمية الباطلة من أساسها لأن الحق أن تَرْحل إسرائيل، بل تُرحَّل من كل فلسطين، تستثني رجالا ونساء مصريين غاية في النبل والوفاء، ولم لا وأهل العريش قدموا مشكورين الطعام والشراب والورود للقافلة التي دخلت غزة لإغاثة إخوانهم الجياع والمرضى وفيهم نصارى، لهم نفس القناعات والمفاهيم التي للمسلمين ولأحرار العالم، فهم يرفضون الظلم الممارس من طرف حامي إسرائيل الأجير مبارك.
واليوم أذاعت قناة الجزيرة خبرا عن قتل عاملين بالأنفاق على الحدود بين غزة ومصر، بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، رشت مصر غازا ساما فقتل العاملين بها، استشهد أربعة فلسطينيين، فجرت القوات المصرية أحد الأنفاق قرب بوابة صلاح الدين وهي تعلم أن بها جرذانا يحاولون الوصول عبرها إلى مصر لجلب الطعام والدواء للمحاصرين في غزة.
وقال الدكتور معاوية حسنيين مدير الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة إن الأربعة قتلوا وأصيب تسعة آخرون جراء تفجير القوات المصرية لأحد الأنفاق بالقرب من البوابة الواقعة جنوبي مدينة رفح إلى الجنوب من قطاع غزة.
وأوضح حسنيين أن القتلى والمصابين انتشلوا من النفق ونقلوا إلى مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح.
صحيح أن الخبر ليس جديدا لأن المصريين يقتلون الفلسطينيين برش الغاز عليهم وردم الأنفاق على رؤوسهم منذ مدة طويلة.. ولكنه بالنسبة إلي تذكرة تستفز القلب والعقل للكتابة عنه مرات عديدة.
هذا ما يغيظ الحر من الإنسان المغربي، والحر من الإنسانية.
ما من عاقل يقبل أن يقتل الناس بالغاز وهم يحاولون خرق الحواجز للوصول إلى الطعام والدواء.
ما من أريب يرضى عن فعلة كهذه.
ما من رجل له مروءة يمكن أن يسكت عن خسة الفاعل وجرمه.
انظروا إلى أبي زنة حين يكون جالسا مع الملك عبد الله، يكون غاية في الخنوع، انظروا إليه حين يكون جالسا مع مسئول أمريكي كبير، يكون غاية في الخشوع.
رجل لا يمكن أن يكون أَلْأَم من أسلم، ولا ألأم من ماقط، جلده لا ينضح لؤما، ودمه لا تجري فيه عصارة اللؤم، ولكنه لا يعجز مسك السوء عن عرف السوء.
-----------
محمد محمد البقاش
طنجة في: 29 أبريل 2010