رتابة الأيام ،تجعل من حياتنا نسخة طبق الأصل عن يوم واحد.وهو واقع يختلف التعامل معه من شخص لأخر .هناك من يرضى بذلك ؛فالمهم عنده هو البقاء على قيد الحياة .لأن الحياة عنده تختصر في الملذات .والملذات يمكن أن تحقق حتى ولو سارت الحياة في رتابة.
لكن قد يصادفك نوع آخر من الناس تختلف وجهة نظره عن هذا الصنف ، وهو ذاك الذي يعشق التجديد و التجدد إذ لا يرض بتطايق اللحظات فما بالك بتطابق الأيام والسنين.
إنه ذاك النوع الذي يرفض طريقة سير الأيام بشكل يشعره بالملل ،ليس رفضا للقدر............. .وإنما رفضه نابع من يقينه أن الحياة خلقت لتكون متجددة لا جامدة.
وحتى لو وجد نفسه متورطا مع الجمود لسبب او لأخر ،فسرعان ما يستجمع قواه ليعلن رفضه وثورته على تلك الوضاع.
فتجده يبذل قصارى ما في وسعه في البحث عن نقطة تحول تخرجه من جموده..................
فبالنسبة له تلك الحياة الجامدة الخالية من الر وح تخنق أفكاره وابداعه بل وحتى الطموح والروح..............
وتجده كلما حقق شيئا جديدا يصبح بالنسبة له شيئا مألوفا ،فتعاوده الرغبة في البحث عن شئ جديد.
كثيرا ما أطرح السؤال على نفسي .......أي الصنفين أسعد بحياته وفي حياته...؟؟؟؟
هل ذاك الذي يعشق الرضى ؟أم ذاك الذي يعلن الحرب دائما عليه..؟؟؟؟
فأجد أن الشئ الوحيد الذي يمكن أن يسعفني للإجابة عن تساؤلاتي هي نسبية الأشياء.....................................والقنا عات الشخصية لا غير .
فالأمر لا يتعلق بمعادلة رياضية أو قانون فيزياء ثابت يؤدي لنتيجة محددة لاتتغير.بل الأمر مرتبط بشخصية الإنسان وأين يريد هو ان يصنف نفسه........؟؟؟؟؟
الغريب في الأمر أنني أشعر بإنتمائي للصنف الثاني ،رغم وجود لحظات أحن فيها لرتابة الأيام.......؟؟؟؟؟
وذلك لقناعتي أن نقاط التحول الكثيرة تسرق العراقة من الإنسان .....ومتى فقد الإنسان العراقة فقد التاريخ ، ومتى فقد التاريخ .فقد الوجود والوطن.
نعم....إذا اخترت أن أكون من الصنف الثاني فسأكون مثل الرحالة الفاقد للوطن . الذي لا يكاد يستقر في مكان حتى يعاوده الحنين للترحال من جديد....؟؟؟؟
فتحدثني نفسي بقولها :ولكن الوطن معرض للإحتلال والهيمنة وربما حتى الإبادة......وغزة وبغداد شاهدتان على ذلك .فتجدني دائما في نهاية المطاف أتنازل عن فكرة الإستقرار في رتابة للأعاود من جديد رحلة البحث عن نقطة تحول ثانية....................هي رتابة الأيام