*
أهل المربد الأزاهر الكرام
القصة القصيرة جداً وزنها يتجلى في حاضرها المزدهر قبل مستقبلها
حسن برطال مبدع متميز ومتفرد في كتاباته الابداعية الجميلة والرائعة، يكتب القصة القصيرة جداً بعمق ودقة، وأيضاً بنوع من السخرية الهادفة. صدرت له مجموعة قصصية أولى بعنوان "أبراج"، ثم ثانية بعنوان " قوس قزح" وستصدر له قريبا جداً.مجموعة ثالثة ضمن منشورات وزارة الثقافة المغربية لسنة 2010 تحمل عنوان "صورةعلى نسقjpj"، ومجموعة أخرى في طريقها إلى النشر بعنوان "مغرب الشمس".
في هذا الحوار الحميمي يتحدث القاص الجميل حسن برطال عن مجموعته الأولى، وعن القصة القصيرة جداً التي يعشقها حتى النخاع، وعن أشياء أخرى.
* من أنت؟
- أنا واحد من أمة (إقرأ) .. وقرأت باسم ربي الذي خلق .. وكتبت بـ (القلم) ما علمني الله إياه .. أتمنى أن أنسى اسمي وأجده بذاكرة المتلقي .. وأترك هذا اللقب العالق باسمي كالديل لمن ليست لهم أسماء، وللرقم الزوجي بأسِرة العيادة، وأستدعي لأعياد ميلادي كل الملفات التي ضاعت فيها رسوم الولادة، لأناشد مبدأ الحيلولة في الجميع ليس اختباءً من أجل الموت، ولكن لأتحدى الموت.
* من أين أتيت القصة القصيرة جداً؟
- أتتني القصة القصيرة جدا من المشتل الإبداعي مرورا بعدة عمليات استنباتية للكلمة عبر جسر القصيدة .. القصة و القصة القصيرة كتلك النخلة التي تغير قامتها حسب المكان والبنية الجسدية الضعيفة للساكنة و التي لا تتمكن من التقاط الثمور العالية.
* لماذا "أبراج" كعنوان لمجموعتك القصصية؟
- اخترت (أبراج) كعنوان لمجموعتي القصصية .. واخترت ( قوس قزح) للمجموعة الثانية،
و(صورة على نسق jpj)، والتي صدرت عن وزارة الثقافة ضمن منشوراتها لسنة 2010، والتي تسبح مع العالم الإفتراضي في الفضاء .. ومجموعة في طريقها إلى النشر تحمل عنوان (مغرب الشمس) والتي تجري لمستقر لها في عالم الفلك، والذي يقدر بآلاف السنين بما نعد، ألا تلاحظ هنا
بأنني أجاور أطباقاً طائرة مرفوضة (براً / بحراً) مع لجوء سياسي بالفضاء، وذلك إيمانا مني بأن البناء الأفقي وسط مدينتي تم محاصرته على مستوى المعمار الأدبي، والزج بالكلمة عمودياً تربط السماء بالأرض بواسطة ناطحات السحاب؟ .. هذا من جهة أما من جهة أخرى أحب أن أمشي في الهواء كي لا أدوس رفات العباد، لأن أديم هذه الأرض من أجسادنا.
* ماذا تقصد "بالجسد" في الإهداء؟
- أولا و قبل كل شيء فالكلمة هي (إهداء) .. وليست هدية بمعنى (صندوق زيت وكيس دقيق وجوج جوج من الحاجة .. على عربة يجرها بغل وخلفها مزمار وغياط) .. ولكنه تنازل عن حق مشروع لصاحبه والتأكيد على أن هناك في الوجود من يستق المحبة المثالية وليست المادية، إنها طواحين الهواء التي تدور لتحركنا وتنتج طاقة نستمد منها قوة الضخ .. هذا هو الجسد الذي أشير إليه.
* في برج "الحمل" تشير إلى رواية "رجال في الشمس"، ما دلالة هذا التوظيف؟
- لماذا رواية غسان كنفاني (رجال في الشمس) ..؟؟ ولماذا نص (أطفال وجراء) الشق الثاني (رجال وكلاب) رواية الصديق مصطفى لغتيري ..و..و.. كل هذه الأشاء هي مغامرة من القصة القصيرة جداً لا ختبار قدراتها في احتواء العالم بأضخم رواياته.
* ما هو الصدى الذي خلفته مجموعتك "أبراج"؟
- المجموعة القصصية (أبراج) حظيت بمرافعات أمام محكمة (النقد) من قبل أسماء لها وزنها على الساحة الثقافية وكل واحد منهم بقيمة 12 شاهدا ..هناك الدكتور جميل حمداوي .. الناقد المبدع حميد ركاطة .. الدكتورة سعاد مسكين .. والأستاذة سلمى البراهمة .. والمبدع المتميز محمد مفتوح ..أشكرهم جزيل الشكر على (ردة فعلهم) ..لأنها تؤكد بأن هناك (فعل) .. فعلاً.
* أنت دائم الحضور في كثير من المواقع الرقمية، هل هذا الحضور بهذه "الكثافة" ضروري لاتبات الاسم، أم لماذا؟.. إصدارات كثيرة، لقاءات أكثر، قراءات نقدية مواكبة، ماذا يعني في اعتقادك كل هذا؟
- هذا أعتبره إقامة دائمة بين الأ شقاء حتى لا أترك الفرصة للآخر كي يدكرني بأجر صلة الأرحام.
* من يقرأ قصصك الجميلة يرى حضور اليومي بشكل مثير. هل أنت قاص "شعبي" إذا صح التعبير؟ أم كيف تسميه؟
- علينا أن نفهم قبل كل شيء مفهوم مصطلح (الشعبي أو الشعبية) .. فإذا كانت تعني الإنتماء إلى قاعدة الهرم حيت المعزوفات على وثر الكنبري والرباب بدل السنفونيات الكلاسيكية فأنا هناك.
* هل تعتقد أن القصة القصيرة جدا ستصمد مستقبلا؟ أم أنها لحظة عابرة في الإبداع؟
- فقوة القصة القصيرة جدا ووزنها يتجلى في حاضرها المزدهر قبل مستقبلها لأن الوصول السليم رهين بانطلاقة جيدة .. فماذا تعني كل هذه الملتقيات الوطنية والعربية الخاصة بالقصة القصيرة جدا .. كالملتقى العربي لمدينة حلب السورية .. الملتقى الوطني لمدينة لفقيه بن صالح، والذي سيأخد صبغة عربية هذه السنة .. والملتقى الوطني لمدينة الدار البيضاء من تنظيم الصالون الأدبي .. وأظن أن مدينة تيفلت .. برشيد .. السطات وبلقصيري ستتبنى هذا المولود من خلال ملتقيات مماثلة .. خلق جوائز للقصة القصيرة جدا لفائدة الشباب باسم أعلام ثقافية (جائزة لفقيه بن صالح / والصالون الأدبي) .. كما أن بعض الجمعيات التي تنشط الساحة الثقافية المغربية على رأسها مبدعون يعشقون القصة القصيرة جدا ويكتبونها بامتياز.. (مصطفى لغتيري .. عبد الله المتقي .. السعدية باحدة و سعيد بوكرامي / الصالون الأدبي .. محمد الشايب محمد الحاضي جمعية النجم الأحمر / بلقصيري .. عبد النور ادريس / بيت الأدب المغربي .. حسن البقالي ومحمد البلبال بوغنبم / تيفلت) .. مع الإشارة كذلك إلى دخول مجموعة من المبدعين في دين القصة القصيرة جدا كتابة ونقدا وهذا أعتبره فتح مبين ودعامات قوية ستأسس لصرح القصة القصيرة جداً.
* هل ستستمر في كتابة القصة القصيرة جدا؟ أم أنك ستتوقف؟ ولماذا؟
- سوف لن أتخلى عن القصة القصيرة جدا كتابة .. قراءة ومتابعة ... والإلتفافة لى جهة أخرىأعتبرها (لي) من النظرة الأولى و خيانة في حقها .. أنا لا أتكلم عنها كجنس أدبي لاكنها في خافقي أكبر مما نتخيل .. هي ذلك الرحم الضيق ومع ذلك أهداني إخوة عمالقة في العالم كله قامة وقيمة إبداعية.حاوره محمد معتصم / قاص وكاتب من الصويرة / المغرب
المصدر
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
