رسالة كل نبي تكتمل قبل أن يتوفاه الله ، أما رسالة الإنسان العادي فتظل معلقة بأرجل حمام الرغبة بكشف مكنونات النفس الحائرة ، تتنقل بين مراجعة وتعديل ... والتجربة الحياتية عامل هام في صقل الموهبة ، وتصويب المسار ، لكن ذلك لا يتوافر إلا في حال فهم ما يدور في دواخل النفس ، ثم التصميم على تحقيق شيء ما ذي أثر في هذه الحياة .

وبما أن الحديث هنا يقف على نقطة تماس مع القصة ومحبيها ، فإني أعود إلى سنوات خلت ، حيث بدأت خطواتي الأولى في مجال القصة القصيرة . لقد كتبت أول قصة قصيرة بعنوان ( الغريب ) عام 1966 حين كنت في الأول الثانوي ، وما زلت محتفظاً بها ، أما أول قصة نشرت لي فكانت تحت عنوان ( الولادة ) عام 1983 في جريدة الثقافة الأسبوعية ، الدمشقية ، لصاحبها الأديب مدحة عكاش ، ثم انتظرت ... فكانت النتيجة صدور الأعمال التالية : (رحلة الأيام السبعة : قصص قصيرة عام 1991ـ الجســر : قصص قصيرة عام 1994 ـ البيت الأبيض : قصص عام 1996 ـ من أوراق موظف { الجزء السادس من : أحوال } : يوميات ، وأطياف من الذكريات والرؤى عام 1996 ـ عضة موظف : قصص قصيرة عام 2003 ـ سبعة ،الرقم المقدس : رحلة بحث عام 2003 ـ عنف : قصص قصيرة عام 2004ـ في التراث واللغة : بحوث ومقالات عام ‏2004‏‏ ) أما المخطوطات نالت الموافقة على الطباعة فهي : حالة انـزلاق : مسرحية ـ بيت التعب { الجزء الأول من : أحوال } : يوميات .. ـ بيت الكلام { الجزء الثاني من : أحوال } : يوميات ... ـ بيت القلق ( ج3 من أحوال ) : يوميات ... ـ بيت العتمة والضوء { الجزء السابع من : أحوال } : يوميات ... ـ بيت الأسئلة { الجزء الرابع من : أحوال } : يوميات ... ـ بيت الفوضى{ الجزء الخامس من : أحوال } : يوميات ... ـ رسالة غير عادية : قصص ـ هذيان : رواية ) ، وثَمَّ مخطوطة رواية بعنوان (جانب الماء) أعيد النظر بها .
على الرغم من ذلك كله فقد شعرت ـ في الآونة الأخيرة ـ أني قريب جداً من القصة القصير جداً ، حيث حصلت على الترتيب الثاني في مسابقة القصة القصيرة جداً في مسابقة ملتقى المجد ، وكذلك هو الحال بالنسبة إلى منتدى المربد .
ثَم شيء أحب أن أهمس به في أذن عاشق القصة : يفترض أن نقف على عناصر القصة ومكوناتها السردية ، المتمثلة بالشخوص ، ولغة السرد ، وأسلوب الطرح .
الاهتمام باللغة لأنها أداة التوصيل ، وبعلامات الترقيم ( الفاصلة ، علامة التعجب ، علامة الاستفهام ... ) ، وتجنب الأخطاء شائعة .....

أخيراً تعالوا تمعن النظر في قول الكاتب الروسي أنطون تشيخوف ( 1860 ـ 1904 ) : " لقد أردت أن أقول للناس بصراحة وصدق . انظروا إلى أنفسكم ، انظروا كيف يحيون حياة سيئة ، عبثية ، مملة ... إن ذلك أهم شيء يجب أن يفهمه الناس ، وهم عندما يفهمون ذلك سيشهدون حتماً حياة أخرى أفضل ، وستكون حياة مختلفة تماماً ، لا تشبه هذه الحياة المدمرة التي تحياها المجتمعات البشرية " . ( نقلاً عن ملحق جريدة الثورة السورية ـ العدد 681 تاريخ 2 / 3 / 2010 )