انا هنا
شبكت يديها حول رقبتها وسارت شاردة في امرٍ لا تدريه , الى اين هي ذاهبة ولماذا ... ؟ انها لا تدري .
الشيء الوحيد الذي تعرفه هو انها لا تجيد الاقتراب من قريناتها من الفتيات ولم تتوصل لتقنية الاخذ والعطاء معهن وكلما اجتمعت زميلاتها في الشعبة تحاول سعاد الاقتراب والانصات لكلامهن الا انها لا تفهم بالمكياج ولا بالاصباغ ولم تدخل في علاقة مع شاب لذا كلما حاولت التعبيرعن نفسها تجد الفتيات تهمسن لبعضهن وتطلقنّ الضحكات الباردة فيحمر وجه سعاد خجلاً وتهرب منهن كالعادة بأختراع عذراً غبي وتبدأ المشي في الهواء الطلق والصراخ في ذاتها واللوم والشكوى ...
اصبحت تكره الفتيات وتبدي احتقارها للمدرسة رغم هيامها بالمطالعة واحلامها الواسعة , وصل حقدها لمدرساتها الواتي يتجاهلن وجودها في الشعبة , ترفع يدها للأعلى ترغب المشاركة في الحصص الا انهن لا تأذنَّ لها وكأنهن لا يرينها بل مقعدها فارغ , ويومياً تلتمس يديها وتميل برأسها للأمام لتنظر لنفسها وتتأكد انها موجودة ليست شبحاً وتبحث عن المبررات, خالَّ لها ان الكل يكرها ويحتقرها.
وفي كل صباح كانت تخرج من منزلها مقررة تحديهن واثبات وجودها بحضرتهن الا انها كانت ترجع بائسة شاحبة فتأخذ كتبها والدفاتر وتعصرهم بيديها القاسيتين وهكذا تصب بغضبها وغيضها عليهم من ثم تبكي بصوت عال وتنكمش بقميصها القصير على الارض بالقرب من سريرها ...تصيحها والدتها بغضب : سعاد ..سعاد ..سعااا.
تفز سعاد من مكانها وتجيب بصوت خائف : نعم يا امي انا هنا انا هنا .. اني موجودة .
نارين شيخ شمو
27/مارس/2010