النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: انا هنا

  1. #1 انا هنا 
    كاتب
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    ام الربيعين\العراق
    العمر
    37
    المشاركات
    167
    معدل تقييم المستوى
    16
    انا هنا

    شبكت يديها حول رقبتها وسارت شاردة في امرٍ لا تدريه , الى اين هي ذاهبة ولماذا ... ؟ انها لا تدري .
    الشيء الوحيد الذي تعرفه هو انها لا تجيد الاقتراب من قريناتها من الفتيات ولم تتوصل لتقنية الاخذ والعطاء معهن وكلما اجتمعت زميلاتها في الشعبة تحاول سعاد الاقتراب والانصات لكلامهن الا انها لا تفهم بالمكياج ولا بالاصباغ ولم تدخل في علاقة مع شاب لذا كلما حاولت التعبيرعن نفسها تجد الفتيات تهمسن لبعضهن وتطلقنّ الضحكات الباردة فيحمر وجه سعاد خجلاً وتهرب منهن كالعادة بأختراع عذراً غبي وتبدأ المشي في الهواء الطلق والصراخ في ذاتها واللوم والشكوى ...
    اصبحت تكره الفتيات وتبدي احتقارها للمدرسة رغم هيامها بالمطالعة واحلامها الواسعة , وصل حقدها لمدرساتها الواتي يتجاهلن وجودها في الشعبة , ترفع يدها للأعلى ترغب المشاركة في الحصص الا انهن لا تأذنَّ لها وكأنهن لا يرينها بل مقعدها فارغ , ويومياً تلتمس يديها وتميل برأسها للأمام لتنظر لنفسها وتتأكد انها موجودة ليست شبحاً وتبحث عن المبررات, خالَّ لها ان الكل يكرها ويحتقرها.
    وفي كل صباح كانت تخرج من منزلها مقررة تحديهن واثبات وجودها بحضرتهن الا انها كانت ترجع بائسة شاحبة فتأخذ كتبها والدفاتر وتعصرهم بيديها القاسيتين وهكذا تصب بغضبها وغيضها عليهم من ثم تبكي بصوت عال وتنكمش بقميصها القصير على الارض بالقرب من سريرها ...تصيحها والدتها بغضب : سعاد ..سعاد ..سعااا.
    تفز سعاد من مكانها وتجيب بصوت خائف : نعم يا امي انا هنا انا هنا .. اني موجودة .


    نارين شيخ شمو
    27/مارس/2010
    لو جئت في البلد الغريب إليّ ما كمل اللقاء
    الملتقى بك والعراق على يديك هو اللقاء
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    ذكرتني بجزء من طفولتي يا سيدتي ، تلك حالة إنسانية لكثير ممن يذبلون أمامنا ويتبخرون دون أن نحس بهم أو نفتقد وجودهم ، عبرت عنها أجمل تعبير....شكراً لك
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    مشرف الصورة الرمزية محمد يوب
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    الدار ابيضاء المغرب
    المشاركات
    944
    مقالات المدونة
    21
    معدل تقييم المستوى
    15
    سعاد موجودة في بيتها مع أسرتها تتجاوب و تأخذ وتعطي في الكلام لكنها لم تجد مكانها مع زميلاتها إنها تعيش نوعا من العزلة التي غالبا ما تفرضها عليها التربية ، قصة مطرزة تطريزا بهيا لغة جميلة من السهل الممتنع استمري أتابع خطواتك في طريق الكتابة القصصية .
    محمد يوب
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    العمر
    54
    المشاركات
    13
    معدل تقييم المستوى
    0
    نص تربوي امتياز صيغ باسلوب راقي يتوافق مع تراتبية الاحداث وزمكانيتها.أعتقد ان النص يثير التمايز الطبقي في المؤسسات التعليمية وتعدد الثقافات .لا ادري هل هو عيب في المنظومة التربوية نفسها التي لم توحد الزي داخل المؤسسة ام الى البرامج التعليمية نفسها واطر التعليم .ان حالة هذه الطالبة ومثيلاتها تستدعي وقفة حقيقية للكشف عن مكامن الخطأ.
    فلا يعقل ان طالب في مستوى معين من التحصيل ان يعاني من مثل هكذا عقد وحالات نفسية مماثلة.فما جدوى من العملية التعليمية التعلمية ان لم تحقق الاندماج والتواصل بين كافة الافرقاء.
    تحية وتقدير
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5  
    كاتب
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    ام الربيعين\العراق
    العمر
    37
    المشاركات
    167
    معدل تقييم المستوى
    16
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله نفاخ مشاهدة المشاركة
    ذكرتني بجزء من طفولتي يا سيدتي ، تلك حالة إنسانية لكثير ممن يذبلون أمامنا ويتبخرون دون أن نحس بهم أو نفتقد وجودهم ، عبرت عنها أجمل تعبير....شكراً لك

    الاخ عبدالله نفاخ
    مساءك نرجس
    تعليقك اسعدني لأنك اشرت لنقطة انسانية الكثير منا يتجاهلها

    عزيزي دمت بخير

    نارين

    لو جئت في البلد الغريب إليّ ما كمل اللقاء
    الملتقى بك والعراق على يديك هو اللقاء
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6  
    كاتب
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    ام الربيعين\العراق
    العمر
    37
    المشاركات
    167
    معدل تقييم المستوى
    16
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد يوب مشاهدة المشاركة
    سعاد موجودة في بيتها مع أسرتها تتجاوب و تأخذ وتعطي في الكلام لكنها لم تجد مكانها مع زميلاتها إنها تعيش نوعا من العزلة التي غالبا ما تفرضها عليها التربية ، قصة مطرزة تطريزا بهيا لغة جميلة من السهل الممتنع استمري أتابع خطواتك في طريق الكتابة القصصية .
    محمد يوب

    الاستاذ محمد يوب
    لهذه القصة اوجه عديدة , اجتماعية تربوية
    حاولت ايصال صرخة سعاد الخارسة بطريقة ادبية
    ليتجاوب معها من تهمه هذه الحالة
    سيدي سعدت جداً بمواصلتك ومتابعتك لنصوصي
    اريدك بخير

    نارين

    لو جئت في البلد الغريب إليّ ما كمل اللقاء
    الملتقى بك والعراق على يديك هو اللقاء
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •