النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: من وحي الطفولة

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1 من وحي الطفولة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15

    وصن ضحكة الأطفال يا رب إنها
    إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
    بدوي الجبل
    الطفولة زغردة الحب في الدنيا القفر،وتراتيل السلام على أشلاء الحروب،والربيع القادم بعد شتاء طويل.
    الأطفال ليسوا بشراً صغاراً فحسب، بل هم البشرية الخيَُرة في حقيقتها المطلقة، و أصلها الملائكي المحلق في أرجاء السموات، ومزمور البراءة المرسل ألحانه البهيجة في أصقاع المعمورة، فلو تأمل الواحد منا في طفولته أو طفولة من حوله لوجد الحقائق المجردة حاضرة في صورها الأبهى دون تزييف أو تحوير أو تبديل، ولربما وجد عقولاً ناضجة تفوق عقول رجال كبار نحسبهم معلمين أو أساتذة أو علماء، لكن في صدورهم شروخاً كبرى تهوي بهم إلى القاع ،في حين نرى لدى بعض الأطفال عقولاً مكتملة فطرياً تدرك كثيراً مما لا نملك إدراكه أو كنا نملكه فضيعناه ، وذلك بفضل الفطرة ونقائها لا بفضل القراطيس والدوى واليراع.
    و إن أردنا أن نعرف ما نفعل بأنفسنا ، بل ما فعلت الأيام بنا فما علينا إلا أن نتأمل في ضحكة طفل صغير أو دمعته وما تخفي وراءها وما تبدي ، وكيف تبدلنا نحن و تغيرنا بعدما كنا طيوراً أو عصافير صغيرة لا تعرف إلا الحب و الصدق والوفاء ،ثم صرنا ...لست أدري ، فالوصف لا يملك التعبير.
    الأطفال يحملون بشريتنا في تجليها الأصيل ، ونحن نحملها في تجلي البهيمية الرعناء بها ، وعند بعضنا في تجلي الشياطين بها ، فإن أردنا العودة لجذورنا وحقيقتنا فلنتعلم من أطفالنا.
    فالطفل في حبه المطلق بلا قيود، وفرحه المنفلت من كل صفد، وحزنه المجلل نفسه بلون السواد لمعلَُم أن الطبيعة هي الخير ، وتقييدها بالأغلال القاتلة يحول صدر الإنسان إلى جهنم حمراء تغَيظ وتزفر ،وتخرج على من حولها نفثات النار و عواصف الدخان ، وإن تركت على سجيتها ولم تأخذ إلا مهذبات الأخلاق من منابعها الأصلية لا السرابية ، فإنها ستستمر على الصراط المستقيم حتى تصل مملكة المجد الإنساني الأعلى المستقرة على شاطئ بحر الحقيقة الأزلي.
    الأطفال بهجة الحياة ، وحقيقة الحياة ، وجوهر الحياة، ومعلمو الإنسانية الحاضرون في كل أرض ، القادمون حديثاً من عالم الصدق ، فلنفد منهم قبل أن يتكسبوا من عالم الرذيلة أدرانه،
    ولنتعلم قبل كل شيء أن الطهارة أصل فينا وأن الشر دخيل فتحنا له أبوابنا فغزانا وليس من أهل بيتنا ، فإن طردناه عدنا كما كنا ولم نبدد شيئاً أصيلاً من ذواتنا ، ولكننا ارتضيناه جاراً وقريباً وحبيباً، ثم ألقينا باللائمة على خالق الكون وقلنا :قد خلقنا هكذا....ألا بؤساً لنا.

    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله نفاخ ; 04/04/2010 الساعة 09:05 AM
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. رثاء الطفولة قصيدة مشتركة نثراً وشعراً
    بواسطة محمدذيب علي بكار في المنتدى الشعر
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 27/04/2010, 08:58 PM
  2. الطفولة الثقافيّة !
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27/12/2008, 11:05 AM
  3. ظلال الطفولة ( قصص من الأدب المَمْدَري)
    بواسطة محمد محمد البقاش في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20/12/2008, 01:29 PM
  4. زمان الطفولة
    بواسطة أبو زينب في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 14/01/2008, 02:20 PM
  5. الطفولة الذبيحة
    بواسطة صباح الزبيدي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08/08/2007, 01:51 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •