نتانياهو يهدد امن اسرائيل.
ايفي باريل
الأحد 28/03/2010
إذا كانت هناك صورة على البيت الأبيض ان يصدرها بعد زيارة بنجمان نتنياهو الى البيت الأبيض.هو بورتري له مع رئيس الوزراء العراقي والأفغاني يعانقون اوباما معا.
فهم كلهم رؤساء وزراء يرتبطون ارتباطا حيويا بواشنطن.ولديهم الثلاث تجارب مع انعدام الأمن بالمنطقة.و العالم مهتم بالإمن لثلاثتهم. كما أن واشنطن تدير السياسة الداخلية لكل منهم .عندما يكون هناك خطر على السياسة الخارجية الأمريكية. ففي العراق واشنطن متورطة في الخلافات بين السنة والشيعة والأكراد. وفي أفغانستان هي تمهد الظروف للرئيس الأفغاني للمساعدة في إحراز تقدم ضد تنظيم القاعدة. وفيما يتعلق باسرائيل اظهرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بوضوح أنها لن تسمح للسياسة الداخلية الإسرائيلية بأن تتعارض مع المصالح الخارجية الأمريكية.
مجموعة الصور تظهر كيف ان وضع إسرائيل قد تدهور خلال المدى القصير لتولي نتانياهو رئاسة الوزراء .لا نتحدث عن وزير خارجية اخرق لا احد يريد مقابلته او لقائه ولا عن تصاريح البناء المستفزة. بل ان نتانياهو صار يشكل تهديدا لأمن إسرائيل. لأنه يضع على المحك علاقات أمريكا بإسرائيل. التي تعتبر أساسا لبقائنا. وليس فقط هاته العلاقات. فأمريكا أذا تعاملت معنا بهذا الفتور فإن هذا سيدفع غيرها من الدول الهامة. كبريطانيا و مصر والبرازيل وتركيا.ان تفعل نفس الشي.
قد نزدري نتنياهو بسبب الاستقبال الغير لائق الذي حظي به في واشنطن. ونستطيع ان نركز على فحوى حول الساعة المتأخرة التي استقبله فيها اوباما .وقد تسائل التلفزيون الإسرائيلي لماذا توقف اوباما عن المحادثات للعشاء مع اولاده. وعلينا ان ندرك انه ليس رئيس وزراء دولة أخرى من أهين بهذه الطريقة.فالأمر خطير.
في التصرف السليم في دولة. تهتم حقا لبقائها.على الآلاف ان يحتشدوا لاستقبال رئيس الوزراء عند عودته. مطالبين باستقالته. ففي بلدان أخرى.عصابات المتنفذين الذين يسرقون الأراضي والمباني في القدس .لابد ان يعتبروا منظمات معادية لامن ومصالح الأمة. وان يقدموا للمحاكم.هنا في إسرائيل.هم رمز للكرامة الوطنية.
فهذه الحكومة الخرقاء على يقين ان ضم الأراضي المحتلة في القدس يعطي لإسرائيل الحق في التحكم بها للابد. فحتى ملك الاردن الملك عبد الله يستطيع ان يذكر عشاق الأبدية هؤلاء.عن التبعية القانونية للضفة الغربية والقدس الشرقية للأردن. انها نفس القدس الشرقية الاردنية التي سوف تعترف بها واشنطن كعاصمة لفلسطين.
لأجيال طالما اعتبرت المستوطنات عقبة في طريق السلام. وانها ضد سياسات الحكومة. اين المسكينة لا تستطيع ان تقف امام هذا التهديد. ففي حين كانت واشنطن تعول على ان الحكومة ستتخذ اجراءات ضد هذه المنظمات القوية. لكن تعترضها مشاكل. حيث أبدت تفهما مع تجميد قليل لاستيطان. معطية المهل للحكومة الإسرائيلية حتى تتمكن من معالجة مشاكلها.
لم تعد ترى ان هناك أي داع لهذا النهج. فالحكومة الإسرائيلية وعجائبها السبع .هي متوافقة مع هذا النهج الاستيطاني التخريبي .اين استخلصت واشنطن بان هذه الحكومة ورئيسها ليسوا الا مجموعة كاذبين.
والسبب الرئيسي لغضب واشنطن هو ليس التعثر في عملية السلام. لانه لا توجد ضمانات حتى على ان ن اجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين ممكن ان يفضي الى اتفاق. فمصلحة واشنطن هي الحفاظ على مكانتها في العالم امام دولة صغيرة وحكومتها الماكرة.ما جعل منها أضحوكة. وهذا ما سوف يكون الاختبار الحقيقي للولايات المتحدة وقدرتها على تطبيق سياستها الخارجية بخصوص العراق وأفغانستان.فواشنطن ترى ان تمادي إسرائيل عليها سيشجع الأخيرتين على معارضتها أيضا.
و الوصفة الأمريكية هي واحدة بالنسبة للثلاثة. فالولايات المتحدة هي من يرعى امن إسرائيل والعراق وأفغانستان. لكن الأمن لا يمكن قياسه بكمية السلاح التي تزودها لهم فقط. بل أيضا في خلق الظروف التي من شأنها ان تجنب استعمال ذلك السلاح. لذا فمن المهم وضع في الاعتبار استعداد هاته الدول الموافقة على سياسات الولايات المتحدة.وفي هذا الإطار هاته المعايير الجديدة التي كان ينبغي ان تطبق منذ زمن طويل .وفق. ان أي دولة ترغب في الإساءة للمكانة الدولية للولايات المتحدة هي تراهن على أمنها. وهذا ليس تهديدا .بل توضيح .
نقلا عن هاارتس
تعريب رزاق الجزائري
