النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مع الراحلين

  1. #1 مع الراحلين 
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    مع الراحلين
    ما بين الأب وابنه ليس كما بين اثنين من البشر، فقد تمضي السنون و تتوالى ،ويبقى لكل منهما رابط بالآخر ،رابط خفي لم يصنعاه هما ،بل صنعته إرادة فوق إرادتيهما مجتمعتين، إرادة جعلت الحق حقاً ورزقت بعضاً معرفته فاتبعوه، وحرمت آخرين معرفته فاجتنبوه.
    بين الأب وابنه صلة لا تفنى بوفاة أحدهما وبقاء الآخر حياً، فما كلٌ منهما إلا ذرة في ناموس كوني عظيم، والروح التي من أمر الله وحدها المتحركة في هذا الناموس، فما بعد ذلك إلا أن يكون لكل منهما بالآخر ارتباط الروح بالروح و إن افترقا أياماً وسنين وعقوداً.
    قد يفقد الإنسان والديه فيكبر قدرهما في نفسه، ويصير لهما صلة في عقله بما وراء الطبيعة ‘ فإذا رآهما في حلم أو مرا في خاطره بلا إنذار حسب أن قوى السماء تريد منه شيئاً فتبعث بأهله رسلاً إليه يبلغونه هذه الألوكة.
    ولكم سمعنا بمثل هذا عن شخص رأى أباه في نومه يدله على حق لفلان عنده ، أو على حق له عند فلان ،أو على حاجته لذكر أو دعاء ، وغير ذلك من الرؤيا كثير كثير.
    أرى الأموات أحياناً يعبرون أثير هذه الدنيا في طريق من النور يخترق حجب ظلام قلوب الناس ، يحملون الخير الذي رأوه رأي العين ويذهبون بعيداً في أسفار الله أعلم بمرادهم منها، يسافرون في عقول ويتنزلون على قلوب لأحباب أو أعداء
    فيبثون ما أرادوا يبثوه، ثم يؤوبون إلى المكان الذي أسكنهم الله فيه بعد إذ توفاهم إليه.
    ما يفصل الموت عن الحياة غير برزخ صغير ، كالنفق بين واديين يكون الإنسان فيه مغلق العينين و الفم‘، وسائراً بعزم و جد ليصل بغيته ، وما إن يصلها حتى ينسى أو يكاد ينسى ما عانى في سبيلها من فرط فرحته بها ، أو ينسى أو يكاد ينسى من هول ما يلقاه فيها، وقيم هناك في المملكة التي نسميها "اللانهاية"، فيدرك ما لا ندرك ، ويرى ما لا نرى، وما دامت صلتنا به قائمة ، فهو سبيلنا الروحي لنرى ذلك العالم و نعرف ولو يسيراً عنه، وهو بهذا رسولنا إلى السموات ورسول السموات إلينا ، وهو الرسول الذي لا يخون رسالته أو يفرط بها‘، لأنه لم يعد من عالمنا في شيء ، هذا العالم الذي لا أظن الكذب و الخداع يعرفان لهما موطناً سواه في هذا الكون.
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    مع الراحلين






    ما بين الأب وابنه ليس كما بين اثنين من البشر، فقد تمضي السنون و تتوالى ،ويبقى لكل منهما رابط بالآخر ،رابط خفي لم يصنعاه هما ،بل صنعته إرادة فوق إرادتيهما مجتمعتين، إرادة جعلت الحق حقاً ورزقت بعضاً معرفته فاتبعوه، وحرمت آخرين معرفته فاجتنبوه.



    بين الأب وابنه صلة لا تفنى بوفاة أحدهما وبقاء الآخر حياً، فما كلٌ منهما إلا ذرة في ناموس كوني عظيم، والروح التي من أمر الله وحدها المتحركة في هذا الناموس، فما بعد ذلك إلا أن يكون لكل منهما بالآخر ارتباط الروح بالروح و إن افترقا أياماً وسنين وعقوداً.



    قد يفقد الإنسان والديه فيكبر قدرهما في نفسه، ويصير لهما صلة في عقله بما وراء الطبيعة ‘ فإذا رآهما في حلم أو مرا في خاطره بلا إنذار حسب أن قوى السماء تريد منه شيئاً فتبعث بأهله رسلاً إليه يبلغونه هذه الألوكة.



    ولكم سمعنا بمثل هذا عن شخص رأى أباه في نومه يدله على حق لفلان عنده ، أو على حق له عند فلان ،أو على حاجته لذكر أو دعاء ، وغير ذلك من الرؤيا كثير كثير.



    أرى الأموات أحياناً يعبرون أثير هذه الدنيا في طريق من النور يخترق حجب ظلام قلوب الناس ، يحملون الخير الذي رأوه رأي العين ويذهبون بعيداً في أسفار الله أعلم بمرادهم منها، يسافرون في عقول ويتنزلون على قلوب لأحباب أو أعداء



    فيبثون ما أرادوا أن يبثوه، ثم يؤوبون إلى المكان الذي أسكنهم الله فيه بعد إذ توفاهم إليه.



    ما يفصل الموت عن الحياة غير برزخ صغير ، كالنفق بين واديين يكون الإنسان فيه مغلق العينين و الفم‘، وسائراً بعزم و جد ليصل بغيته ، وما إن يصلها حتى ينسى أو يكاد ينسى ما عانى في سبيلها من فرط فرحته بها ، أو ينسى أو يكاد ينسى من هول ما يلقاه فيها، و يقيم هناك في المملكة التي نسميها "اللانهاية"، فيدرك ما لا ندرك ، ويرى ما لا نرى، وما دامت صلتنا به قائمة ، فهو سبيلنا الروحي لنرى ذلك العالم و نعرف ولو يسيراً عنه، وهو بهذا رسولنا إلى السموات ورسول السموات إلينا ، وهو الرسول الذي لا يخون رسالته أو يفرط بها‘، لأنه لم يعد من عالمنا في شيء ، هذا العالم الذي لا أظن الكذب و الخداع يعرفان لهما موطناً سواه في هذا الكون.

    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله نفاخ ; 23/05/2010 الساعة 08:45 AM
    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    أديب وقاص الصورة الرمزية محمدذيب علي بكار
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    منبج /سوريا
    المشاركات
    849
    معدل تقييم المستوى
    16
    شكرا لك على هذا الطرح الذي يربط الفرع بالأصل
    او العكس ذاك الخيط الخفي الذي يتعدى المكان والزمان
    وهو شيئ محسوس
    وبعيد عن المادية لكن البعض يعتبر هذا مجرد أضغاث أحلام
    او مايراه في يومه يتحول الى مرآة
    دمت بكل ود محمد
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    ألف شكر لك أستاذي ... أولئك الذين يفسرون كل شيء تفسيراً بعيداً عن الروح إنما يحطمون حقيقتهم ، و يكتفون من الحياة الدنيا بظاهرها و قشورها ......... ألف شكر لك أخي الكريم
    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. آمين آمين يـــــا رب العالمين ويـــــا أرحـــم الراحمين ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى الواحة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13/09/2006, 05:11 PM
  2. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20/01/2006, 06:11 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •