صلى الله عليك يا رسول الله….
صلى الله عليك قدر ما علم قدرك و فضلك العالمون ،وصلى الله عليك قدر ما جهل ذلك الجاهلون.
صلى الله عليك قدر ما تجرأ عليك الحاقدون ، وقدر ما كرهك المغرضون ، أولئك الذين عموا وصموا، ثم عموا وصموا ، ثم ازدادوا عمى وصمماً.
صلى الله عليك من نبي جليل ، ورسول كريم ، بلَغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وعلمت الإنسانية، ثم رحلت إلى ربك راضياً مرضيَاً.
صلى الله عليك قدر ما ارتفعت في العلياء مشرقاً إشراق شمس الضحى، مرتفعاً على البشرية والأكوان كلها، لا تسترك الرياح ولا العواصف، ولا يملك دخان الشر أن يطفئ نورك وإن زاد وكثر وغطى ما حوله، تحاول خفافيش الظلام أن تنالك من بعيد، من داخل مغاورها و زواياها ، لكن نورك الذي لا يدفعه دافع يمزقها حيث هي ، ويأبى إلا أن يستمر مضيئاً كل شيء بصفائه وطهره ، ليبقى وحده نور الكمال البشري الذي لا يبلغه أحد من الخلق وإن اجتهد وبالغ في اجتهاده.
حللت من العلياء صهوة باذخ تود الضواري أنها من بهامه إذا افتخر المسك الذكي فإنما يقول ادعاء إنه من رغامه
صلى الله عليك وأنت في قبرك، وصلى الله عليك وروحك ترفرف فوق غيوم السموات ، تطوف باسمة وناظرة إلى أحبابك و أبنائك في هذه الدنيا ، تشد على أيديهم من بعيد وتبعث بنسائم الطيب لتخفف عنهم أحمال الحياة وأوصابها، وتحثهم على الثبات و الإصرار و المرابطة وإن جار عليهم من لا يرجون لله وقاراً{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}
صلى الله عليك كم كنت رحيماً…صلى الله عليك كم كنت جليلاً…صلى الله عليك كم كنت عظيماً…تبقى ثابتاً وراسخاً وطوداً شامخاً، وغيرك يرحلون و يمضون و يذهبون مع الغياب، ثم لا تبقى لهم باقية.
وإذا خفيت على الغبي فعاذر ألا تراني مقلة عمياء
