النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أمن العرب القومي وسلامة الأراضي العربية

  1. #1 أمن العرب القومي وسلامة الأراضي العربية 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    80
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    18
    أمن العرب القومي وسلامة الأراضي العربية
    د. تيسير الناشف

    جمهورية مصر العربية دولة آسيوية أفريقية. إنها تقع في قلب الأمة العربية والأراضي العربية.
    ومن نافلة القول إن الأمن القومي لأي شعب يجب أن يكون، بسبب أولويته وحيويته، محل ومحور الإجماع الوطني. ونظرا لحيوية الأمن القومي فهو ملمح استراتيجي ثابت، ولا يخضع لأي اعتبارات أو ظروف سياسية غريبة عنه. وعلى مدى آلاف السنين نشأت التهديدات للأمن القومي لمصر، التي هي الصعيد والدلتا وسيناء والشواطئ المتصلة بها، من ناحية الشرق، من ناحية سورية التاريخية التي كانت تاريخيا مطمعا للطامعين من أواسط آسيا وما تزال مطمعا للطامعين من الغرب.
    والأمن القومي المصري يتجاوز فكرة الدفاع عن الحدود. من الصعب الدفاع العسكري عن الأمن القومي المصري من داخل الحدود المصرية. من تحتمس الفرعوني إلى نابليون بونابرت إلى محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا إلى الرئيس أبو خالد جمال عبد الناصر كان من بالغ الصعوبة الدفاع عن مصر من خط شبه جزيرة سيناء. بين مصر والعالم الخارجي الشرقي تقع سيناء التي تتجاوز مساحتها 95 ألف كيلو متر مربع (أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين في عهد الانتداب البريطاني). باستثناء تضاريس قليلة مثل المطلع (المتيلا) لا توجد فيها تضاريس تساعد في الدفاع التقليدي: ما بين خط رفح والعريش وطابا والكونتيلا، من ناحية، والسويس والإسماعيلية وبور فؤاد، من ناحية ثانية، أراض شاسعة رملية مفتوحة وفارغة باستثناء أماكن عمران قليلة من قبيل بعض القرى ومضارب البدو. وعلى الرغم من قدرة القذائف المطورة مؤخرا على اجتياز الفضاء الواسع فوق الأراضي الواسعة، فإن سعة الأراضي الخضراء أو الصحراوية لم تفقد أهميتها الاستراتيجية والعسكرية. ومن الصحيح القول إن خط الدفاع الأفضل كثيرا هو غزة.
    كانت سورية البلد الذي يعُرقَل فيه تقدم أي جيش قادم من الشرق باتجاه مصر. كانت الجيوش المصرية تقضي على الجيش الخصم وهو في طريقه في سورية قبل أن يصل الأراضي المصرية وهو يسعى إلى تحقيق مبتغاه، وهو ضرب الكيان والقوة المصريين. هزم المصريون الهكسوس، وألحقوا الهزيمة بالتتار الذين اجتاحوا أراضي الهلال الخصيب، وصدهم المصريون في عين جالوت بفلسطين. لم يخدم انتصار المصريين مصالح أراضي الهلال الخصيب فحسب ولكن خدم الأمن القومي المصري أيضا.
    هذه حقيقة تاريخية يحددها ويفرضها الواقع الجغرافي. وهي حقيقة يحددها أيضا الانتماء الثقافي المشترك لمصر وبلدان الهلال الخصيب، وغيرها من بلدان المنطقة. وتجاهل هذه الحقيقة لا يعني عدم وجودها ولا يعني إزالتها. والدولة التي تشغل هذا الحيز الجغرافي الواقع بين مصر وسورية الحالية ينبغي أن تراعي حيوية هذا الحيز لأمن مصر القومي.
    لتعزيز الأمن القومي المصري يجب تعزيز العلاقة بين مصر والبلدان الواقعة شرق السويس وشرق سيناء. ولا يمكن تصور نشوء قوة دفاعية عربية دون توحيد الكلمة بين مصر والأراضي السورية.
    والحس بالانتماء الثقافي العربي ضروري للأمن القومي المصري. ومفهوم القومية العربية مفهوم ثقافي وليس مفهوما عرقيا بالضرورة. القومية العربية هي النطق باللغة العربية والتنشئة على الثقافة العربية. الانتماء إلى القومية العربية لا يعني بالضرورة فقد العلاقة بالأصول الثقافية السابقة لنشوء الإسلام في القرن السابع. ويعتقد كثيرون من الناس، وأنا واحد منهم، بأن الجوار العربي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. للجوار أو للسياق العربي أهمية في الدفاع عن الحدود المصرية. ما يحسم كثيرا من قضايا مصر هو مراعاة أمنها القومي في سياقه العربي. مصر مرتبطة بإقليمها العربي. والإعتراف بالثقل الثقافي والعلمي والأدبي والاستراتيجي المصري في الأراضي العربية من شأنه أن يكون إسهاما كبيرا في تعزيز الأمن القومي المصري. وكلما تعزز دور مصر في السياق أو الإطار القومي العربي ازداد أمنها رسوخا وتعززا.
    واتخاذ أصحاب السلطة في أي قطر عربي لموقف يتسم بقدر من الاستقلال حيال قضايا عربية وإسلامية وإقليمية ليس من شأنه أن يستدعي ردا سياسيا أو عسكريا من جانب جهات أجنبية لها سياساتها. واعتياد تلك الجهات على الاستجابة الإيجابية من قِبل بلدان من العالم النامي لرغباتها (أي لرغبات تلك الجهات) – كما يفعل عدد من البلدان العربية والإسلامية – من شأنه أن يشجع تلك الجهات على رفع عتبة أو سقف توقعاتها من تلك البلدان وعلى إبداء الإصرار على أن تستجيب تلك البلدان لمطالب تلك الجهات. ويشيع في الغرب الاعتقاد – المستند إلى التجربة – بأن بلدانا عربية وإسلامية من عادتها أن تسرع بالاستجابة الإيجابية لتلك المطالب. والنتيجة باتت جلية.
    وما قلناه عن اعتبارات تحقيق الأمن القومي المصري ينطبق على اعتبارات تحقيق الأمن القومي لأي بلد عربي، وأيضا لأي بلد غير عربي يشترك مع البلدان العربية في مسائل حيوية ووجودية.
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 12/03/2010 الساعة 09:14 PM
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أعتقد هذا الخطاب الموجود في المقال كان سيلقى أذناً صاغية أيام جمال عبد الناصر

    اليوم الخطاب المصري -الرسمي - اختلف بكل أسف
    وماعاد يتكلم عن الأمن القومي المصري

    هو اليوم يهتم كثيراً بأمن الكيان الصهيوني

    ويمعن في تقتيل أهلنا في غزة عبر حصارهم وتنفيذ ما تعجز عنه حكومة الصهاينة


    بكل الأحوال
    هذا المقال يلقى صداه الذي ترجو في قلبي
    وقلب كل عربي يعرف مكانة مصر
    ويخاف على مستقبلها - المرعب - القريب القادم

    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    736
    معدل تقييم المستوى
    19
    تحياتي العبقة اليك د.تيسير .
    أعطيت رئية تفصيلية لمفهوم امن قومي عربي قياسا على مصر وهو ركيزة لمشروع استراتيجي حبذا لو كانت دولنا العربية على درجة من الوعي و التقدم المؤسساتي لتجسيده.
    اننا ما زلنا لم نخرج من جدلية مفهوم الدولة و التي هي الركيزة الاساس بما لذلك بارتباط بالمواطنة والهوية و آليات تجسيد ذلك كالديمقراطية حتى يكون لنا كعرب مفهوم واسترتيجية لامن قومي .
    ان مفهوم الامن القومي هو مفهوم عام وان انت تطرقت هنا للشق العسكري منه.اذ هو مفهوم شامل بابعاده عسكرية وسياسية واقتصادية التي تبنى عليه الاسترتيجيات .والدول العربية كدول ما زالت لم ينضج مفهوم الدولة لديها بالمعنى الحديث .حتى في الدول ذات العمق التاريخي والحضاري مثل مصر.اذ تطغى المصالح الفئوية للنظم على مصلحة الدولة بالمفهوم الجغرافي و السياسي كنظام معياري للقيم العامة لامة ما .و نجد شرخا هاما بين القمة والقاعدة في الخيارات الاسترتيجية.
    ولن يتم بلورة مفهوم امن قومي لدينا كعرب وقبل ذلك في وجدان مجتمعاتنا العربية الا بتفعيل مفهوم مواطنة حقة و ذلك بتجسيد الحق في المشاركة الديمقراطية التي تقود الى ردم القطيعة بين القمة والقاعدة و تساهم في خلق احساس بالمسؤولية الذي يدعم مفهوم الهوية الوطنية كمعطى للهوية لدى الامة للوقوف مع اي خيار استرتيجي تتخذه ضد الاخطار التي تتهددها.وهو شيء نلاحظه جليا عند الامم الاخرى كالايرانيين مثلا.اذ لا نجد شرخا بين القمة والقاعدة في الخيارات الاسترتيجية.
    أما رئيتي للأمن القومي المصري للنظام المصري في الشق العسكري في ان النظام المصري ومنذ توقيعه لكامب دافيد التي كان رهان السادات فيها هو ان تصبح مصر ربيبة امريكا .وتفوز بالامتياز والحضوة التي تحوزها اسرائيل لديها كراعية لمصالحا *هو ان كل تهديد لاتفاقية كامب دافيد هو تهديد لامن مصر القومي* و هذا التوجه نستشفه من السياسات و التوجهات المصرية الواضحة و التصريحات من تطويع للسياسة الثقافية والتجارية والعسكرية لخدمة هاته الاسترتيجية.
    يثبت الموضوع
    قد تهزم الجيوش لكن لن تهزم الأفكار إذا آن أوانها
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. الغرب و الثورات العربية – مقال للدكتور يحيى أبو زكريا
    بواسطة زائر في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27/05/2011, 01:28 PM
  2. تعليم العربية في الغرب
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى لسان الضاد
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 30/05/2010, 04:00 AM
  3. مقال: أمن العرب القومي وسلامة الأراضي العربية
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13/03/2010, 09:10 PM
  4. هل استعمل الشعراء العرب كلمات من غير العربية
    بواسطة صدام المصطفى في المنتدى لسان الضاد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09/10/2009, 08:44 PM
  5. الأسرة العربية في الغرب
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08/01/2009, 05:40 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •