النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: مشاركات قسم الرسائل الأدبية

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1 رد: مشاركات قسم الرسائل الأدبية 
    فارس الكلمة الصورة الرمزية حكمت الجاسم
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    حيث النور .. منبج
    العمر
    38
    المشاركات
    395
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    16
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم أستاذي الكريم ,أما بعد :
    فإنّه لشرف كبير لي أن أكون من المشاركين في مسابقة المربد هذه , وهنا أضع لكم مشاركتي , عسى أن يوفقني الله وإياكم وإخواني أجمعين.
    علماً أنّني أختار نصي الأول للمشاركة
    ........................
    ( 1 ) ( يتامى )
    صغيران كنّا
    مثلَ جناحي حمامة
    والآن كلُّ واحد منّا
    تضيقُ به الدنيا اليمامة
    مشاعرُنا العذابُ
    ما كانت لتخبو
    وليس لنا مذ كبُرنا
    أنْ تدركَنا السلامة
    في كلِّ عامٍ لنا
    من هذا اليأسِ نبلٌ
    يمزّقُ آخرَ طيفٍ
    آتٍ إلينا
    بأبسطِ أشياء الابتسامة
    زمنٌ حرّمَ النورَ علينا
    وسارَ بالفوضى إلينا
    تُرانا ما فعلنا ؟
    صباحاً صاحبتْنا السعادة
    مساءاً هاجمتْها الندامة
    يا معذّبتي
    أنا وأنتِ والتلاشي سواءْ
    دنيانا كلّما عوّى ذئبُ روحي
    طارحتْنا البلاءْ
    حالي وأنتِ
    مثلَ عليلٍ يموتُ
    بين أقراص الدواءْ
    أيَّ جُرم ٍ ترانا ارتكبنا
    أم أيّ جميلِ تُرانا عبْنا
    صدقي عينيّ
    لسنا الآن موتى
    نحن كذاكَ إلى يوم القيامة
    صدقي عينيّ
    نحن مذ عشقنا بعضنا
    يتامى ..
    ......................................
    ( 2 ) (( رثاء ))

    أنا آخرُ شاعر ٍ
    يرثي القصيدةَ ... بقصيدة
    وينامُ على حافةِ قبرها
    متألماً
    ويغصُ في أوّلِ التنهيدة
    أنا جرحُ الشعر ِ
    ينزفُ
    معنى
    ينسابُ على خدي قُبْلةٍ
    ويبكي النسيبَ
    معنا
    ماتَ الجميلُ
    ابنُ الجميلِ
    بعدما رسمَ الأفقَ
    شاقولياً
    ليُمَتِعَنا
    ويجمعنا
    في مفردةٍ عربيّةٍ وحيدة
    ***
    أنا آخرُ فنان ٍ تشكيليٍّ
    يرسمُ لوحة ً مذبوحة
    ينشغلُ بطقِّ بساميرها
    وينسى ألوانها المجروحة
    يبحثُ لها عن جدار ٍ شقيٍّ
    معلقة ٌ هي كأفكارِنا
    متناسياً سمائنا الزرقاءْ
    ولعبة َ العيدِ
    في يدي طفلةٍ
    الطفلة ُ
    تبحثُ عن زمان ٍ آمن ٍ
    في مكان ٍ لا تقتلهُ الأحزانُ
    ولربّما
    عن مدينةٍ للملاهي
    كانتْ هنا
    وفيها ألفُ أرجوحة
    ***
    أنا آخرُ من أمسكَ النايَ
    وسمعَ لحنَهُ المحزونَ
    على ضفافِ النبيذ
    ونسيَ أن يعزفَ
    أغنية ً
    تحلمُ بسماعِها
    فيروز
    هو لم يعرفْ
    شكلا ً واحدا ً
    لمقطوعةِ اللحن ِ اللذيذ
    الخوابي
    أخذتهُ بعيداً
    حيثُ غانية ٌ
    سكرانة ٌ
    على سرير ٍ من الذهبْ
    الخوابي
    أخذتهُ بعيداً
    عن عالم ِ الصفاءْ
    حيثُ السعادةُ الأنيّة ُ
    تنفضُ عن نفسِها غبارَ التعبْ
    والرجاءُ
    مازالَ ينتظرُ
    يحلمُ بناي ٍ
    فِعْلُ لحنِهِ فعلُ النبيذ
    ***
    أنا آخرُ دمعةٍ
    همتْ على وجنتي طفلٍ
    الطفلُ
    استيقظ َ بعدَ منتصفِ الليل
    ما وجدَ أمّهُ
    نائمة ً
    في حضن ِ الرجلِ
    الذي أحبّتْ
    لأنّ والدهُ
    مــــاتْ
    والإحساسُ فينا
    مـــــــــاتْ
    .
    .


    (3) (( صاحب الدفء ))
    يا صاحبَ الدفءِ
    اغسلْ بدمي عارَ القصيدة
    وسافرْ
    بأناتي كريماً
    حيثُ آهاتي السعيدة
    آخذاً معكَ
    ما تبقّى من تفاصيلي
    قلمي
    قَصاصةَ أظافري
    فنجانَ القهوةِ
    والجريدة
    يا صاحبَ الدفءِ
    هيّاكَ
    أبثُّكَ بعضَ ما بي
    إنّي دونَ بحرِ الكلمات
    كسائح ٍ
    يبحثُ عن مدينةٍ
    داخلَ التنهيدة
    إنّي دون بحرِ الكلمات
    كتائهٍ
    أضاعَ دربَ الدمع ِ
    وعادَ يبكي
    القصيدة
    يا صاحبَ الدفءِ
    البردُ
    رجلٌ متسكِّعٌ
    في عُتمةِ الشتاءْ
    يجلسُ على حافةِ رصيفٍ زجاجيٍّ
    يراقبُ النّاسَ حاقداً
    يحتسي آخرَ كأسٍ ٍ
    تبقّى في زجاجةِ الزمهرير
    إنّهُ دائماً مُستاءْ
    يا صاحبَ الدفءِ
    هبني معطفاً
    أو قطعةً صغيرةً
    من فؤادِكَ الكبير
    أراكَ تراني مترفاً ..؟
    قدْ جانبَ الصوابَ
    إحساسُكَ
    فأيقظْ ما نامَ
    فيّ من ضمير
    الصقيعُ
    سحقَ ما ترسّبَ
    فيّ من عبير
    يا صاحبَ الدفءِ
    هبني هزّةَ خصر ٍ
    واحدة
    أختصرُ فيها جميعَ النساءْ
    ثمّ هبني وردةً
    رغيفَ خبز ٍ
    مترَ قماش ٍ
    لأحيا حرّاً بلا أشياءْ
    ...

    حكمت الجاسم
    يا رماد الكلمه
    هل لتاريخيَ في ليلك طفلٌ?
    أدونيس
     

  2. #2 مشاركة في المسابقة 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1
    معدل تقييم المستوى
    0
    الإسم : خالد الشرنوبي

    سأضع ثلاثة أعمال كما موضّح في البيان ؛ ولكن العمل الأول هو ما أقرّه وأضعه في المقدمة ؛ ولكم أن تختاروا ما شئتم وتعتمدونه معكم في المشاركة .

    العمل الأول بعنوان : لوحة قلم .

    النص :

    لـــوحة ألـــم

    تخطيت العشرين من عمري ، ولم أنعمْ بـمـلذاتِ الدنيا بـعدْ .. يبدو إنني اعتنقتُ مذهبَ القهوة العاهرةِ .. كُـلما شَعُرتُ بالظمأ .. انتهكتُ عِـرْضَها .. ثم أشعُر بالأسـفِ ، وأتحَسسهُ في رائـحة بقايا البُـنْ المُتَعَفِّـن في فمي .. كأنها لعنة الخطية .. كأنها الندم على المُتعة الذائفة ..ذهب اللهوُ.. وبَقِيَّ التَأَسُّف .
    أرغبُ في حياةٍ جديدةٍ .. يملؤها الـسكون .. تَحُفُّها الشمسُ .. تَسكُنُها معي امرأة كالموت صامت .. بائـسِ .. مُـظْلِم .. لا يبكي ؛ نجلس لحظة الغروب لنشاهد مراسم دفن الشمس .. ونرى أحلامنا تُدفَن معها .. ونُعَزَّي خَيْبَتَنا بأنَّ غداً سيكون لشمسٍ جديدة ، ونحن نعرف أن غداً سيكون أيضاً لموتٍ جديد .. وبين الموت والحياة نَسْرِقُ أحلامنا .. أو تُسْرَق منَّا !
    حياةُ الشمس تُخِيفَني أكثر من الموت .. وما سأشهَدَهُ في قبري من الرعب سَيُمِيتني أكثر وأكثر .. الحياةُ قبرٌ واسع ..نتحرك فيه لنبكي ولنضحك .. انهما قُطْبا الحياة نتأرجحُ بينهما .. ولا نزال نَعْبَثُ حتى يُفَاجِئْنّا الموتُ العابس.. فلو أن الله أنزلَ من آيـاتِهِ للمسلمين المُسْتَسْلمين آيةً يَبْتَلِيهُم بها في دِينهم بأن يقتلوا أنفسهم لو كانوا مؤمنين .. لما أصبح على صعيدها مؤمناً واحداً إلا وفَرَّ إلى الموت .. ولَـفَارَقَ الدنيا صغيرُنا وكبيرُنَا .. مُؤْمِننَّا وَمُنَافِقْنَّا.. وَلَدَخَلَ الناسُ في دين الموتِ أفواجاً.. ليُحَقِقُّوا شرطَ الإيمانِ المرهون بازهاق الأرواح .

    أَسْمَاؤُنا .. أَحْلامُنا .. بُلْدَانُنَا .. إسلامُنا .. تارِيخُنَا .. لم أَعُدْ أَءْبَه بزخمِ الكُتُب .. ضاعت الملامح .. وانسابت الألوان على بعضها .. لتتشوه الصورة .. وتَتَبَدَّل الأنظارُ بين الحقيقةِ والوهم .

    نِداء إلى السماء .. رجاء .. استثناء .. أسأل فيه الله أن يَبُث الحياةَ في جسد "ابن الوليد" خـالد .. ويُعِيدَهُ إلى عَهْدِنا هذا .. أُريدُ أن أُقَبِّل يدهُ .. وأُزَوِّجَهُ أختي .. وأُزَوِّرَهُ مارينا والغردقة وشرم الشيخ .. وأُعَرِّفَهُ على شقتنا الجميلة بالأسكندرية .. وأُجْلِسَهُ في سيارتنا الهيونداي .. وأُرِيـهُ تِلْفازنا الحديث .. وأُقَلِّب قَلْبَهُ بين مَحَطَّاتِهِ الألف .. ثـم أشكو له بثي وحُزْني .. وأَصِف له شأن مصر والخليج والشام والأتراك .. شأن قوميتنا .. لن أذكر شيئاً عن المُسلمين .. عن الخلافة .. لن أقول دول اسلامية .. بل سأحكي له عن جمال عبد الناصر .. وعن الناصريين من بعده ؛ سأحكي له عن فتاة أُردنية تَعَرَّفْتُ عليها .. واعترفتُ لها بجريمتي العاطفية .. واستسلمت بين يديّها .. ولكنها كانت من النوع الانجليزي البارد .. ممزوجا بنزعة أفلاطونية عن الكمال الأحمق .. فاستقْبَلَت لَهِـيبِي بعدم اكتراث .. حَتَّى ظَنَنْتُ أن الدمَ الأردني من النوع المَلَكي النظيف .. ويَخشَى أن يُلَوِّثْهُ الدم المصري المملوكي المُتَسِّخ .. هكذا راودتني فكرة أن الملوك للملوك .. وأن العبيد للعبيد .. وباءت أول تجاربي العاطفية بصدمة عنصرية ظالمة .. ، ولكن هذه الفكرة ُ أخذت في التلاشي - يا سيف الله – بعد فترة قَضَيّتُها أُفَكِّر في تجاهُلْها المقصود أو تَرَفُّعها المشهود ، وخَلُصْتُ إلى مبدأ قوي .. يُنادي بأعلى صوت " يا ملوكَ أصنام .. حـتَّى العبيد ُ لهم كرامة " .. نعم للعبيد كرامة .. لا تَقْتُلُها لحظاتُ الذُل .. وهنا أخذْتُ العهْدِ على نَفسي بأن أقف أمام الملك مرفوعَ الرأس .. مشنوقَ الرقبةِ .. أَقُولَ له في ثباتٍ وإيمانٍ راسخينِ : أيُهـا الملكُ .. اقْتِلُني وانْتَزِّع مني روحي .. لأنك لن تَقْدِر على انتزاع كرامتي .
    وهكذا .. بعد شيوع الكرامة في جسدي وسُرْيانِها في شراييني .. وجدتُ الأُردنية تتصل بي مراراً وتكراراً .. وَجدْتُ الملكةَ تركع تحت قدمي .. تُرِيدني .. تستبقيني حياً .. مُتَصَوِّرةً أن ابقاءي حياً أمرٌ سيجعل لها يداً عليّ.. ودَيْنٌ في رقبتي أظل أُسَدِّد فوائدهُ دونهُ ! ؛ ولكني يا سيف الله – كما أسلَفْتُ – أصابني سرطانُ الكرامةِ .. فمارَسْتُ عليها كل أنواع التجاهل والترَفُّع .. لكي أُعْلِمُها وأُؤكِّد لنفسي أن الدمَ المصري يأبَى الامتزاج بدمٍ رفضه يوماً ما .
    أنا – وإن كنتُ عبداً مصرياً – لا أُريدُ الزواج من أُردنية ظَنَّت نفسها يوما إنها ملكةٌ !

    هكذا سأحكي لسيف الله .. سأُشْغِلَهُ بتجربتي العاطفية لعلَّهُ يُسْمِعُني رأيهُ فيها .. ؛ ثم سأَقُصُّ عليه نَبَأَ فِـلِسطين .. سأحكي عن مذابح اليهود .. واعتداءاتهم على أعراض الفلِسطينيات .. كيف فَضُّوا غِشاء العذارى أمام ذَوِّيهُـنَّ .
    إن الاسرائليين – يا سيف الله – قِلَّةٌ .. ولكنهم مُلْتَهبُون جِنْسياً .. يَهيمُون عشقا في المَذَاقِ العربي دون غيرهُ.. كلما أصابهم الظمأ .. نزلوا إلى شوراع فلسطين ليصطاودا طفلا أو رَجُلاً أو امرأة .. ثم يُقَيّدُونهُ – وأحيانا يَـتبَعَهُم مُستسلِماً - ويسحبونَهُ إلى السرير ويُقيمون عليه مأدبةً .. بل قُل مَذبحةً جنسية .

    لا أعرفُ هل سيُغيّرُ الزمانُ خالدَ بن الوليد ؟ .. هل سينساق مع التيار ؟ .. هل سيقوم بثورةٍ ؟ .. هل سيتفاوض ؟ .. هل سيضحك أم سيبكي أم ستتجمد قَسَماتهُ ؟ .. هل سيعمل أم سينضم إلى حزب البطالة ؟ .. هل سيتزوج أم سيبحث عن مَسْكَنٍ أولاً ؟ .. هل سيرضى بحياته أم سيطلب من الله أن يُعيدَهُ إلى القبر تارةً أخرى ؟ .
    اعذروا لوحتي فقد ضَمَّنتُها اللون الأسود .. غير مُبالي بوجود ألوانٍ أُخرى .. فوالذي نفسي بيدهُ فإن السواد هو الأكثر شيوعاً وبروزاً على آلاف اللوحات التي ترسِمُها الحياةُ في أيامنا هذه .. ولا نكاد نرى الألوان الأخرى إلّا في لوحات صغيرة للغاية ، تكاد من ضآلتها ومنآها عنا أن نظُنّها نقاطاً صغيرة سقطت من ريشة الرسام – عفواً و دون قصد – في لوحة الحياة التي – في الأصل – نراها سوداء .. فلا نعرف كيف نُفَرِّق سواد عن سواد !
    دعوني أعترف لكم أنني أرسُم هذه اللوحة وأنا في أعلى درجات التفاؤل .. وذلك لأن طبيعتي طبيعة رافضة لروح التشاؤم المُنتشرة بين الجموع في عالمنا المعاصر ، أعاذنا الله منها ، وأسكن أرواحنا طيف التفاؤل !




    العمل الثاني بعنوان : أنوار الظلام
    النص:

    لم أكن يوماً هكذا.. لم أصل مرة إلى هذا الحَدُّ

    لـَـحدٌ من الضيق واليأس إستلقيت به .. فإستبَدّ بي .. وإنتزع مني روحي
    وبقيت في ظلمات.. ظلمة نفسي.. وظلمة عيني..وظلمة اللحد.. حتى كفرني التراب
    وإتخذ من صدري مستودعاً له .. وإنقطعت أنفاسي .. وفسد قلبي .. وتعفنت ناظريّ
    وسلّمتُ نفسي لدود الأرض.. آملاً أن يفني جسدي الذي سأم الحياة..أن يُفجِّرَه أو يحرقه !

    لكن الأمر جاء بخلاف مرادي.. فاللحد أخذ ينشق من تحتي..حتى صنع هوة عميقة
    سقطت بداخلها سقوطا طويلا.. لا يعلم مداه إلا الله.. وقتها شعرت أن روحي عادت إلي ومعها كل جوارحي .

    طال السقوط.. حتى لم يدع ذرة تراب إلا فرّقها وأزاحها عني .. وإهتاج صدري من الهواء البارد فعطست عطسة غاضبة.. سمعت أصدائها بعد أن إستقر جسدي على أرض أشد من الحديد.. وأنصع من الثلج بياضا.. ملمسها حرير.. وريحها طيب..وحرارتها منصفة!

    وجدت ألما شديدا أسفل ظهري.. أشعر بكسر..أحاول أن أحرِّك قدمي .. أهزها .. لا أستطيع .

    سمعت دبيباً .. فوجهت وجهي قِبَل يميني.. فوجدت شيخاً .. طاعناً في السن.. أو شبحاً هو .. طويل القامة ، على وجهه سمت.. عليه رداء أبيض يجر في ذيله.. لحيته بيضاء لا يُفَرِّقها عن ثوبه إلا المُدقِّق.. لحية عظيمة تصل لسرته.

    يحمل سراجا.. إبتسامته تخيفني.. أو المفاجأة هي التي أخافتني.. مُقبِل علي.. يقترب مني!

    نظراتي إليه مجمّدة ..فمي فاغر.. ؛ وقف أمامي .. وضع السراج بجانبي برصانة..ثم إنتصب أمامي ؛ وأمسك بطرف ردائه ..وأخذ يرفعه ببطء.. حتى كشف عن عورته.. وقبض عليه.. ونظر متأملاً إلى أعلى ؛ يُصفِّي ذهنه .. ليستحضر أول قطرات الصنبور..هذا ما إستنتجته!!.. وما كدت أخلُص إلى هذا الإستنتاج
    حتى تحقق مراده .. وصدق إستنتاجي.. وانصَبَّ علي سيل من بوله

    صحت فيه : يا إبن اللعينة .. يا إبن المومس .. ماذا تفعل؟

    حاولت أن أزحف.. فلم أقدر.. وكأني إلتصقت بالأرض

    وبعد أن أغرقني تماما بنجاسته..أخذ يفرّغ القطرات الأخيرة التي رقدت واستقرت بمدفعه.. ولما تخلّص منها ؛ أسدل ثوبه.. وقال لي : إســــتــيقظ!!

    وحينها إستيقظت من نومي.. وهرولت إلى الشيخ إمام .. وقصصت عليه حلمي .. فقال لي : هذا من الشيطان ؛ ولو إنك إستعذت بالله لأعاذك..فشكرته وودعته عائدا إلى بيتي .. فإذا بالشيخ الذي بال علي في الحلم يعترض طريقي!!

    فقلت مندهشا : انت ؟! الشيطان .. ماذا تريد؟!

    قال : يا بُنَي إســــــتــيقظ!

    حقا .. كنت نائماً !

    أمي تناديني من غرفتها : هيّا ، لنذهب لخالتك سنقضي يومنا عندها

    إنتزعت عني الغطاء ببطء.. وخرجت من غرفتي .. وأنا أخشى أن اكون واهماً .. ويكون هذا أيضا حلم.. ولكن لا ؛ الأحلام لا نستيقظ بها! ، لكن نستيقظ منها..

    أمي ..أمي
    هل أنا مستيقظ ؟

    حلّ الظلام .. هل عيني مُغلَقة؟

    سمعت أمي تجيبني بنبرة هازئة :
    أنت لا تزال نائما.. إستيقظ!

    رنين حاد سيحطم رأسي .. المنبه اللعين .. هل كنت نائماً؟.. أفتح عيني ..وأ ُسكِته
    نزلت عن مضجعي .. وأشعلت المصباح..ونظرت إلى صورة أمي .. وقرأت لها الفاتحة!
    ثم أطفأت المصباح .. وعدت لأنام !




    العمل الثالث بعنوان : ميلاد إنسان جديد
    النص:

    إنبرى لهذا الموضوع الآلاف من الخطباء البارعين ،والكـُـتّاب الحاذقين.. كما انضم إلى ذيل القائمة مؤخرا – بل وفي كل وقت وحين – بعض المـُـغرضين الفارغين والمُتَكَلفين بما ليس فيهم ؛ وهؤلاء هم ملح الحياة ، ولكنه ملح لا يَـشفَـى من مرارته اللسان بيُسر ، وبالأحرى إذا زادت كمية الملح ،وقد زادت بالفعل في عالمنا ، ولا تخفى على أيّ مُـتَذوق.

    وأنا لا أعرف ما يدعوهم لذلك .. ولا أعرف إلى ما يدعون بذلك.. إلا البحث عن الأضواء والمال ، وقد يتمنون في سريرتهم على التاريخ ألّا ينساهم بشيء من مملكته العريقة .. يريدون حظ الدنيا بكل ألوانه .. ولهذا يسعى القومُ.

    أما إلى ما يدعون ؟ ، فهم يدعون إلى التغيير للأصلح .. ولإستنساخ أخلاق العظماء .. ولإيقاظ الهمم والحَمِيّة في نفوسنا لبناء نهضة لأمتنا.

    الأمر المُحزن هنا أن الكثير من هؤلاء لا يعتزموا بناء أمتهم بحق ، بل كل ما يطلبونه هو المال والشهرة .. وأنا أ ُؤكد هذا عن علم لمعرفتي بالكثير منهم معرفة شخصية.

    إن مجالس هؤلاء لا تتسم بالورع الذي تظنونه ، بل شُـغلهم يكون بمراجعة خريـطتي الشهرة والمال، وترادوهم أحلام هوليود الخارقة ، ولا يُراعون في أمرهم أموال الفقراء التي يسلبونها .. وإنه كان أولى بهم أن يُـقدِّمُوا ما يعرفونه بالمجان إن كانوا صادقين في دعواهم .

    وحتى أكون مُـنصفا ، فهناك أ ُناس كُـثُر يُراقبوا الله في أعمالهم ، ولا تخلوا مجالسهم من علم خالص من الزهو والاعجاب .

    فيجب ألّا تنسلخ حياتنا عن ديننا ، ويجب أن نعرف أن الدين هو الحياة ، فديننا يزخر بالنماذج المُـشرقة من الناجحين في كل نواحي الحياة ؛ فإن جاء ذكر "هيلين كيلر" كمثال للعزيمة فيجب أن يسبقها إلى ذلك "زيد بن ثابت" ، وغيره من المُثابرين المسلمين ؛ فيجب أن نُنصف ونحن نعالج التجارب الاسلامية ، وأن نُـؤدي لها حقها المسلوب والـمُوَجه إلى قوم ليس لهم رب .. مِن قومٍ لهم قلوب لا يفقهون بها .

    لأكون مـُنصفا أيضا ، فإن هناك نماذج غربية ليست على ملة الاسلام برعت وتَنوّرت بعلوم مادية رائعة تفضلّت بها على المسلمين كما تفضّل المسلمون عليهم بالأمس ، ونحن نشهد لهم بدورهم في هذا ؛ فالله يُؤتيهم نصيبهم في الحياة الدنيا ولا يبخسهم شيئا .

    أما ما أعترض عليه هو أن نستعير منهم تعاليمهم الروحية والأخلاقية بعد أن يضعها لنا المُخَربّون في قوالب مُزخرفة ، ويسمونها لنا بأسماء عجيبة .
    تأخذون منهم خليط من التعاليم الوضعية .. مزيج من البوذية والهندوسية والزرداشتية وغير ذلك .. تأخذون سفاهة الأخلاق ، وتتركون مَن لكم فيه أ ُسوة حسنة ، وتتركون تعاليم الله الاسلامية .. تلك اذن قسمة ضيظة ! ، أ خَلقٌ أحكم أم الخالق؟! ما لكم كيف تحكمون؟!
    فإن الاسلام بحر زاخر لا يُنقصه مَن يأخذ منه ..بل انه يزيد ، ويُخرج لنا من شواطئه الفياضة معاني متجددة لا تجمد أبداً وإن تعاقب الملوان إلى يوم يفصل الله فيه بين العباد .



    وأخيراً أتوجه إلى القائم على أمر المسابقة بشكرٍ لسعيه
     

المواضيع المتشابهه

  1. الرسائل الأدبية الفائزة بمسابقة المربد الأدبية الرابعة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10/04/2010, 01:57 PM
  2. فن الرسائل الأدبية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 16/03/2010, 11:24 AM
  3. مشاركات قسم الرسائل الأدبية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09/11/2008, 05:09 PM
  4. مشاركات مسابقة المربد (( قسم الرسائل الأدبية))
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02/12/2007, 12:28 AM
  5. ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::...
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17/05/2007, 06:21 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •