اسمي الكامل: عبد اللطيف غسري، شاعر من المغرب. أكتب الشعر العربي الفصيح (العمودي والتفعيلي) ولدي ديوان شعر تحت الطبع.
أود المشاركة في المسابقة بالنصوص التالية:

عيناكِ تـُفـَّاحَتـَانِ...
شعر: عبد اللطيف غسري

عيناكِ تـَجْتـَرحَانِ الرَّشْقَ بالخَفـَرِ = وَتـَجْرَحَانِ خُدُودَ الماءِ والقمَرِ
عيناكِ تـُفـَّاحَتـَانِ امْتـَدَّتـَا وَهَجًا = في قـَامَةِ الليْلِ أو في بَاحَةِ العُمُرِ
النـَّبْضُ إثـْرَهُمَا يَغْفـُو على شَغَفٍ = والقلبُ بَينـَهُمَا يَصْحُو على سَفَرِ
سَافـَرْتُ كَالشَّفـَقِ المُبْتـَلِّ صَوْبَهُمَا = مَا لِلبَنـَفـْسَجِ في عَيْنـَيَّ مِن أثـَرِ
أشـْتـَمُّ رَائِحَة َ الوقتِ المُرَاقِ على = ثـَوْبِ الطريقِ وفـَوْقَ العُشْبِ والصُّوَرِ
وأشْرَئِبُّ وكـُلـِّي للسَّنـَا ظمَأ ٌ = ظِلُّ الأمَانِي بـِسَاط ٌ قـُدَّ مِن شَرَرِ
يَمَّمْتُ شَطـْرَ التـَّبَاريحِ التي غَرُبَتْ = في أفـْقِ خَاطِرَةٍ مَشْدُودَةِ الوَتـَرِ
لا لـَوْنَ لِلبَجَعِ المَنـْحُوتِ في جَسَدِي = إنْ يَقـْفُ زِئبَقـَهُ يُصْلـَبْ على حَجَرِ
تـَرَنـَّحَتْ ذبذبَاتُ التـِّيهِ فِي بَصَري = وَاسْتـَصْرَخَتْ شَهَقـَاتِ الطـَّيْفِ والمَطـَرِ
عَيْناكِ أنتِ إذا تـغـْشَاهُمَا سُفـُنِي = تـَمُرُّ فِي أفـُقٍ قدْ غـَصَّ بـِالحَوَرِ
تـَمْضِي فـَتـَمْخُرُ مَوْجًا يَسْتـَقِلـُّهُمَا = وَلا تـَؤوبُ عَنِ الأحْلامِ بالخَبَرِ
يَا طِفـْلـَة ً يَتـَعَرَّى الثـَّلجُ إنْ فـَتـَحَتْ = أزْرَارَ بُرْقـُعِهَا في هَدْأةِ السّحَرِ
ويَسْقـُط ُاللوْزُ مِنْ شُبَّاكِ ضَحْكـَتِهَا = وَيَسْتـَجـِمُّ النـَّدَى فِي ظِلـِّهَا العَطِرِ
وَيَرْتـَمِي الضَّوْءُ مَسْكونـًا بـِخَطـْوَتِهَا = وَيَشْرَقُ الوَرْدُ مِن ألـْوَانِهَا الكـُثـُرِ
لا تـَسْكـُبـِي حُلـُمَ الأزْهَارِ في قـَدَحٍ = لا يَفـْقـَهُ المَاءُ فيهِ رقـَّةَ الزَّهَرِ
مُدِّي يَدَيْكِ.. أقِيلِي عَثـْرَة ً جَأرَتْ = فِي غَمْغَمَاتِ الصَّدَى أو أعْيُنِ الشَّجَرِ
وأطـْلِقي عَوْسَجًا تـَذوِي بَرَاءَتـُهُ = وَهَدْهِدِي قـَمَرًا يَحْبُو على كِبَرِ
المغرب
يناير 2010

***********
حَنـَانـَيْكَ يا طـُهْرَ المسافةِ...
شعر: عبد اللطيف غسري

رأيتُ بمرآتي العهودَ الخواليــــــــــا
لها أثرُ الذكرى بـِيَوْمي وحاليـــــــا

تـَباعَدَتِ الأزمانُ لكنَّ ثِقـْـلـَهــــــــــا
يَنوءُ بهِ مستقبلي ومآلِيـــــــــــــــــا

رأيتُ شماريخَ الطفولةِ غَضَّــــــــة ً
تطوفُ بوجداني وتـُذكِي خـَياليـــــا

يُزاحمُها نبضُ الشبابِ بمُهجتــــــي
فتـَصْطخبُ الآهاتُ حَرَّى بـِباليـــــا

رأيتُ شآبيبَ الحنين تهاطلـــــــــتْ
كقطر الندى تـَرْوي الربى والدواليا

وتغسلُ أوراقَ الفؤادِ فتنتشــــــــــي
وتـَشْحَذ أطرافَ النـُّهى والحواشيــا

وتـَسْقي بأنواءِ الصبابةِ دوحــــــــة ً
وتملأ بالشَّهدِ النمير السواقيــــــــــا

أنـَظـِّفُ مرآةَ الخيال بخاطِـــــــــري
أرى حاضري والذكرياتِ البواقيــا

فتقفزُ أحلامٌ بروحِي شفيفــــــــــــــة ٌ
كأشباح أضواءٍ تـَشِفُّ الروابيـــــــا

وقفتُ على شَط ِّالشروق أبُثـُّـــــــــــهُ
لواعجَ أمسي والقروحَ الضواريــــا

فعَاوَدَنِي طيفُ الغروبِ بهمْسِـــــــــهِ
وأشجانهِ، مَا لِلـْغروبِ ومالِيــــــــــا

ولكِنـَّني لازمْتُ رُفقة َأحْْــــــــــــرُفٍ
يُغادِرْنَ أفياءَ السكونِ صَوَادِيـــــــــا

ويبْحَثـْنَ عنْ رُكنٍ بـِصَرْح الضياءِ لا
يُغادِرْنَهُ إلا خِفافـًا كـَوَاسيــــــــــــــا

فـَذِي صَهَوَاتُ الغيْم أضْحَتْ سَقيمـــة ً
وَذا جسدُ الأحزان أصبحَ عاريــــــا

تـُرى هلْ يَشِينُ الوردَ أن يفقدَ الشـــذا
وأنْ يَخسَرَ النهرُ المياهَ الجواريـــــا

حَنـَانـَيْكَ يا طـُهْرَ المسافةِ ضُمَّنِــــي
لقدْ تاهَ نجمي عن شجوني وَمَا بـِيــــا

أسابقُ بـِرْذوْنَ الزمان وفي يـــــدي
لـُفافة ُشعرٍ أنـْزَلـَتـْها الرُّؤى لِيــــــــا

لعلَّ ظِباءَ البَوْح تملأ غـَابَتــــــــــي
إذا صَحَّ عَزْمي فـَاقـْتـَنـَصْتُ القوافيا

وغامرتُ في صَيْدِ الشواردِ حيــــة ً
وغافلتُ أطيَارَ الشعور الجواثيــــــا

لعلـِّيَ أبْني لِلـْوُجودِ سفينــــــــــــــة ً
فيبحرَ في يَمِّ القصيدةِ رَاضيــــــــــا

وأصنعُ مجدَ القلبِ في ساحةِ المُنى
وفي مُدُنِ التطريبِ أعْلِي مَكانيــــــا

المغرب
21/10/2009

***************


ما زلتُ أشرُدُ في آثار رَاحِلتِي
شعر: عبد اللطيف غسري

منازلُ الدفءِ شتـَّى... كيفَ أحْرُسُهَا = والثلجُ تـَلـْبَسُهُ ليلاً وََيَلـْـبَسُهَا

أنـَّى مرَرْتُ بها اسْتـَشْرَفـْتُ طلـْـعَتـَهَا = في سَوْرَةِ الشـَّوْقِ حتى كِدْتُ ألـْمَسُهَا


يَشِفـُّنِي مِنْ رياحِ الوجْدِ ألـْـطفـُهَا = ومن رُؤى البَوْحِ أعْتاها وأشْرَسُهَا


تـُضيئُ بينَ ثنايا الحَرْفِ في لـُغـَتِي = قصائدٌ بتُّ أُذكِيهَا وأقـْـبـِسُهَا


حَوْضُ التـَّخَيُّلِ أوْرَاقٌ هَوَامِشُهُ = أكادُ في عَبَثِي أخْطو فأدْهَسُهَا


اِخْشَوْشَنَ الحِبْرُ في أفيَاءِ أسْطـُرِهَا = والمُفرَدَاتُ كفوفٌ لانَ مَلـْمَسُهَا

وأوْجُهُ العُمْرِ أرْوَاحٌ مُغـَيَّبَة ٌ = على جدَارِ الدُّجَى تـَرْتـَاحُ أنفـُسُهَا


تـُرْخِي الظلالَ عَناقِيدًا فأقـْـطِفـُهَا = وترسُمُ الضَّوءَ أفكاراً فأحْدِسُهَا


أكادُ ألمَحُهَا في كـَهْفِ ذاكِرَتِي = وقدْ جَرَتْ بـِفـُيُوضِ الدَّمْعِ أكـْؤُسُهَا


تـُرى أيَرْجـِعُ وَجْهٌ كانَ يَسْكـُنـُنِي = زنـَابقـًا في حُقولي كنتُ أغرسُهَا


وهلْ تعودُ مَرَايَا كنتُ أحْضُنـُهَا = يَجْْتاحُها الوَقتُ لكنْ ليْسَ يَطـْمِسُهَا


كانتْ تـُلاطفـُهَا أنسَامُ عاطفةٍ = يخطـُّهَا القـُرْبُ والنجْوَى تؤسِّسُهَا


تـُرى أتـُورقُ أشجارُ الحدائِقِ أمْ = يَظلُّ بَوْحِي قرَاطِيسًا أكـَدِّسُهَا


أبيتُ أنـْـقعُهَا في خلِّ شَدْويَ أوْ = في بـِرْكةِ الزمَنِ المَوْبُوءِ أغمِسُهَا


أعلامُكِ البـِيضُ يا أحْلامُ مِلـْـكُ يَدِي = تـُحَاولُ الخَفـْقَ لكِنـِّي أنـَكـِّسُهَا


ما زلـْتُ أشرُدُ في آثار رَاحِلتِي = أتـَجْأرُ الآنَ أمْ أرْقـَى فأنـْخسُهَا


أريدُهَا رحْـلـَة ً في جَوْفِ عاصفـَةٍ = هَوْجَاءَ لا نـَصَبٌ في القلبِ يَحْبـِسُهَا


وَلا احْتِرَاقٌ بـِجَمْر الوَقـْتِ مُسْتـَتِرٌ = يَطـْغـَى على جَرْسِهَا العَالِي فـَيُخـْرسُهَا


أو نـَظرَة ً لِذرًى حَرَّى تـَشَوُّفــُهََا = وفي زَوَايَا غـَدٍ آتٍ تـَفـَرُّسُهَا


تـَخْتـَالُ بـِي سَفـَرًا في بَعْضِ أفنيةٍ = لِلـْفـَجْر مِنْ دَرَنِ الأشْجَانِ أكـْنِسُهَا


المغرب
12/11/2009