عنوان مجموعتي: النبي في بيته، وأرشح القصيدة الأولي
سيرة رسول الحب الأعلى
الله أكبر كم في الحب من نعم = وكم شفى الحب موجوعاً من السقم
وكم روى الحب عشاقاً على ظمأٍ = فأزهروا ببديع القول والكلم
فعطروا الكون من دنيا الجمال فذا = نثرٌ من الدر أو وزنٌ من النغم
الحب عاطفةٌ قدسيةٌ لمعت = لها اشرأبت قلوب الخلق من قدم
ذاقوا جمال رسول الله فابتهجوا = فأتحفونا رفيع الحب والحكم
فحبه فرض عينٍ إن أنست به = تفز بحب الذي سواك من عدم
فأعظم الحب، حب الله يتبعه = حب النبي وآل البيت والرحم
وحب أصحاب خير الخلق إنهم = باعوا النفوس لرب العرش في كرم
جادوا بها في سبيل الله ما بخلو= أكْرِم بها من صفات في طباعهم
رهبان ليلٍ ففي الأسحار جلوتهم = وفي الجهاد ليوث الحرب في شمم
بالحب قاد رسول الله وحدتنا = بالحب أنقذ أجيالاً من العدم
ميلاده خير ميلاد به شَرُفَت = كل البقاع وصار الكون في هِمَم
واهتزت الأرض إرهاصاً لمولده = وبان إيوان كسرى شبه منهدم
قصور بصرى بأرض الشام زينها = نور لدى لحظة الميلاد من أمم
اختاره الله قبل الخلق من أزلٍ = فهو الشهيد لكل الرسْل والأمم
في عالم الذر قبل الجسم كان له = عهدٌ على الرسل للإيمان بالعَلََم
ما ناله من سفاح القومِ مس أذى= قد اصطفاه إله الكون من قِدَم
أتى يتيماً وعين الله تلحظه = سبحان من أدب المعصوم في اليُتُم
عاش الصبا في جمالٍ لا يخامره = طيشٌ فإن حبيب الله في حرم
وفي الشباب سما عن كل شائنةٍ = رعاية الله أهدت أفضل الشيم
الصدق شيمة خير الخلق من صغرٍ = كذا الأمانة حاشاه من التهم
وفي حراء له أنس بخالقه = حتى أتى الوحي بالقرآن والحِكَم
جبريل يروي عن الرحمن معجزةً = فيها الشفاء وكل الخير للنسم
جاءت شريعته الغراء واضحة = كالشمس مشرقة كالبدر والنُجُم
عمت سماحتها كل الأنام فما = تلقى فوارق بين العُرْب والعجم
الكل فيها على حبٍ سواسيةٌ = فالحب في الله فوق الحب في الرحم
بها معالم رشدٍ لو ظفرت بها = ظفرت بالخير في الدارين والنعم
أرسى السلام فما للسيف من عمل = سوى الدفاع وردع الكائد الخَصِم
جاءت فتوحاته للخلق مرحمةً = كم أنقذ الفتح من ظُلْمٍ ومن ظُلَم
الدين لله والمختار ناشره = بدعوةٍ أحيت الإنسان من رَجَم
على الرسول بلاغ الدين في ثقةٍ = والأمر لله في بَدءٍ ومختَتَم
يا من نطقتم برجس القول في سفهٍ = خبتم فإن رسول الله في عِصَم
هل تستطيعون طمس الشمس في ألقٍ = أم تستطيعون خسف البدر في تَمَم؟
يا سيدي يا رسول الله معذرة = إذا تنفس عن حبٍ لكم قلمي
ماذا أقول ومهما قيل يا سندي = فمن رياضك قد عطرت لي كلمي
رباه صل وسلم ما أردت على = رمز الكمال وآل البيت كلهم
سيرة سيدتنا سيدة الأمهات
يا خير أزواج الحبيب الهادي = إني أعطر في علاك مدادي
أولى النساء وأم من عرفوا الهدى = وسليلة الأطهار والأجواد
أنت الأحب إلى الحبيب حبيبنا = أنت العطاء ومنبت الأولاد
يا أم سيدة النساء ومن بها = قد صرت جدة سادة الأحفاد
يخلو الحبيب إلى حراء مناجيا = فيكون عونك بالدعا والزاد
باكورة الوحي المبارك عشتِها = وغدوت للمختار خير عماد
لما أتى المختار يشكو رجفةً = لثقيل وحي مس بالإجهاد
أقسمت لا يخزي الإله حبيبه = لجميل ما عاينت من إمداد
وصحبت لابن العم تستفتينه = وأتت بشارته بنهج رشاد
فعلمت أن الله أنزل وحيه = واختار للقرآن خير فؤاد
فدخلت دين الله حباً خالصاً = قد نلت بالمختار خير مراد
رافقتِ خير الخلق خير مسيرةٍ = ودفعت عنه مكائد الحساد
قد عشت عوناً للحبيب المصطفى = بالفكر والأموال والإسعاد
كم قد رأيت النور فوق جبينه = جبريل رائح بيتكم أو غادي
لك أرسل الله السلام تحيةً = بشراك في الدنيا ويوم معاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد؛ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وجميع عبادك الصالحين وأحبابهم أجمعين
أحب سيدتي الزهراء، وأحب أن تكون أول مشاركة أدبية ليغالباً بقصيدة عنها (سيدتنا الزهراء).
سيدتنا السيدة فاطمة ـ رضي الله عنها ـ كناها النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بأنها أم أبيها ووصفها بأنها سيدة نساء العالمين، وعندما نزلت آية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} لف النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم خمسة أطهار هم: سيدنا النبي، وابن عمه الإمام على، والسيدة فاطمة، وسيدي شباب أهل الجنة الإمامين الحسن والحسين، فكانت السيدة الزهراء هي الوحيدة التي تمثل أصلاً وفرعا في هذه الجلسة المباركة؛ ولهذا جاءت هذه القصيدة، رزقنا الله حبهم دون غلوٍ أو تفريطٍ، وجمعنا بهم في الدنيا والآخرة، وهي مهداة لأساتذتي وأحبابي وللنساء المؤمنات. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ماذا يقـول وينظـم الشعـراء ! = كل المحاسن أنـت يـا زهـراء
ما القول إلا قربـةٌ مـن شاعرٍ = لتعمـه مـن فيضـك الأضـواء
فالبحر أنت وكـل شـادٍ غـارفٌ = أو تغرف البحـر المحيـط دلاء ؟
أنـت السمـاء تظلنـا بجمالهـا = كم هام فـي أجوائـها الشعراء
يا درةً في خمسـة أهـل الكسـا = أصـلٌ وفـرع فيهـم الحـوراء
هم والـدٌ زوجٌ وفرعـا طهركـم = حسنان منكـم منهمـا النجبـاء
ما أشرقت بالعلم شمـس هدايـةٍ = إلا ومنكـم نـورهـا الـوضـاء
مـا لاح للإرشـاد نجـمٌ ساطـعٌ = إلا وفـي فلـك لـكـم مـشَـاء
كلا ولا سلـك الطريـق مجاهـدٌ = إلا وأنـتـم سـنـةٌ غـــراء
يا بضعة المختـار أنـى ترتقـي = لمقامـك العالـي الكريـم نسـاء !
أنى يساوى الجزء من خير الورى = بسواه أنـى تستـوي الأجـزاء !
طهرت قلبـي بالتحـدث عنكـم = فأتاه من نـور الحديـث صفـاء
وسعيت بين الكل أحمـل دعـوةً = أنتـم جمـال أصولهـا البـنَـاء
وقد اتخذت جمالكـم لـي مذهبـاً = فبه يـزول البـؤس والضـراء
وبـه أنـال رعايـةً وهـدايـةً = ويعـم جسمـي والفـؤاد شفـاء
رباه إنـي طامـع فـي وصلهـم = دنيـا وأخـرى والقبـول رجـاء
ويمدني الرحمـن منـه بفضلـه = فهو الكريـم وشأنـه الإعطـاء
مولاي صل علـى النبـي وآلـه = وهـب السـلام يعمـه الإثـراء
سيدنا الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه